الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
بلغة القاصي والداني
"
للعلامة المحدث حماد الأنصاري. عرض الشيخ الأديب: جاسم الفهيد الدوسري.
للعلامة المحدث حماد الأنصاري "رحمه الله" عنايةٌ فائقة وحفاوة بالغة بعلم الأسانيد، وهو العلم الذي يتوصل به العارف بقواعده المتمكن من أدواته إلى الحكم على أحوال الأخبار صحة وضعفًا، وبيان أحوال رواتها جرحًا وتعديلاً.
وعناية الشيخ لا تقف عند حدّ التأليف في أحوال رواة الأسانيد ونشر الكتب المتصلة بذلك، بل تعدى إلى الأخذ بنصيب وافر من الرواية نفسها؛ فالفقيد أحد الأفراد المعدودين الذين لهم شرف الاتصال بالنبي "صلى الله عليه وسلم" بأسانيد عالية ينظم فيها سلسلة من كبار الحفّاظ وأئمة المحدثين؛ وقد كان من مشايخه في هذا الفن: عبد الحي الكتاني (1) ، صاحب كتاب "فهرس الفهارس".
نعود إلى كتابنا موضع التعريف: فنقول: هو كتاب "بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني" الذي يعد من أحب مؤلفات الفقيد إلى نفسه؛ فقد صرف في تأليفِه وقتًا طويلاً وجهدًا جليلاً ليتمكن من التعريف بأحوال مشايخ
(1) قال عبد الأول: إنَّ الشيخ عبد الحي يروي عنه الوالدُ بواسطة أحد تلاميذه؛ حيث سمعته أكثرَ من مرَّةٍ يقولُ ذلك.
الحافظ الكبير سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى
سنة 360هـ صاحب المعاجم الثلاثة "الكبير" و "الأوسط" و "الصغير".
ولا يخفى على العارف ما يلاقيه المعتنون بالأسانيد من العنت والتعب في سبيل العثور على تراجم مشايح الحفاظ من أهل القرن الرابع وما بعده؛ فتراجمهم مبثوثة في تضاعيف كتب الرجال بخلاف مشايخ الكتب الستة المشهورة؛ فقد حظوا بعناية خاصة في التعريف بهم، حيث يسهل الوقوف على أحوالهم عبر كتاب "التهذيب" ومختصراته ومبسوطاته.
وقد تصدى الفقيد "أعظم الله مثوبته" لهذه المهمة "أعني: التعريف بمشايخ الطبراني" فعمد إلى تجريد أسمائهم من كتابه "المعجم الصغير"، وقد بلغت عدتهم (1253) شيخًا، ثم اجتهد في البحث عن تراجمهم في كتب الرجال وتواريخ الرواة، وجمعَ ما وقف عليه من ذلك في هذا الكتاب، وقام بترتيب أسماء المشايخ على حروف المعجم تيسيرًا للباحثين.
يشرح الشيخُ منهجَه في هذا الكتاب فيقول: "هذا وقد ذكرتُ في هذا المصنف الوجيز من طعن فيه ومن وثّق، مع بيان سبب الضعف عازيًا كلَّ قولٍ إلى قائلِه؛ ومن لم أجد فيه تعديلاً ولا تجريحًا بأنْ سكت عنه من ترجم له من الحفّاظ ألحقتُه بالمجاهيل، كما أنّ من لم أجد له ترجمةً في "الميزان" للذهبي أو "لسانه" لابن حجر ألحقتُه بالثقات لما ذكر الحافظ نورُ الدين الهيثمي في مقدمة كتابه "مجمع الزوائد".
ونلمسُ تواضعَ الشيخ وهضمَه لنفسِه حين يقول: "إن هذا العملَ الكبير لم أدخل فيه إلا وأنا على علم بأني لستُ أهلاً له، كما أن أهل زماني قلّ اعتناؤهم بهذا الفن المهم، ولكن لما آملُ من ثواب ونجاة في اليوم المشهود تجرأتُ على هذا الشأن الكؤود".
وقد صدر من الكتاب الجزء الأول سنة 1415هـ ـ 1995م؛ وهو يقع في (394 صفحة) مقاس (16×24سم) عن مكتبة الغرباء بالمدينة النبوية.