الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تارة أخرى تتخللها خضرة من أشجر ونباتات في غاية من جمال الطبيعة وروعتها فسبحان الذي خلقها ولم تزل الحافلة تمشي بنا في تلك الطريق المتعرّج كالثعبان حتى ذكرنا بطريق جبل (كرا) بين مكة المكرمة والطائف إلى أن وصلنا غرناطة عند غروب الشمس.
غرناطة:
وتقع مدينة غرناطة على بُعد مائتين كيلو تقريبًا من مدينة قرطبة، فلما وصلنا المدينة نزلنا في فندق تابع للفندق الكبير في مدريد.
وبعد استراحة قصيرة في الفندق نزلنا للتجوال في أسواق المدينة، وذلك لأنها تغلق من الساعة الثامنة مساءً.
وبعد التجوال رجعنا إلى الفندق للنوم والراحة إلى صباح يوم الخميس الموافق 16/3/1398هـ.
ومن الجدير بالذكر: أن رئيس المركز الإسلامي بغرناطة استقبلنا فور وصولنا إلى الفندق وتدارسنا معه برنامج الرحلة، وفي الساعة التاسعة صباحًا توجهنا بأرجلنا للطواف بأسواق غرناطة العربية التي ما زالت بطابعها العربي من تقاربها جنبًا إلى جنب، حتى كأنك تدور في أسواق القماشين بشارع العينية بالمدينة المنورة، وهذا بخلاف طابع الأسواق الغربية التي شاهدهنا بمدريد وغيرها.
وبعد انتهاء تجوالنا في تلك الأسواق توجهنا في حافلتنا إلى قصر الحمراء الواقع في جنوب المدينة مقدار ثلاثة كيلو، فلما وصلنا إلى هذا القصر العجيب تجولنا فيه ومعنا أريقطي أسباني أخذ يتجول بنا في أرجاء القصر ويشرح لنا معالم هذا القصر الفخم، فرأيناه قصرًا بديع الشكل آية في فن البناء.
وكان أول ما قابلنا عند بهو القصر هذه الكلمة: (لا غالب إلا الله) ، وكانت هذه الكلمة منقوشة عند مدخل كل غرفة من غرف القصر البديع الصنع، وكان القصر مقسّما ثلاثة أقسام على ما يلي:
1-
قسم للسياسيين. 2- قسم لاستقبال العامة.
3-
ساحة الأسود الاثني عشر أسدًا، وهذه الأسود عبارة عن تماثيل مجسمة يخرج الماء من خياشيمها إشارة إلى مضى ساعة.
وفي جانب من القصر كنيسة ضخمة فيها من التماثيل والصور عدد كثير، وهذه الكنيسة مبنية في جزء من القصر، كما أن بلصق القصر فندقًا أحمر يسمى فندق قصر الحمراء.
وفي هذا الفندق اجتمعنا بعد انتهاء تجوالنا بالقصر بأعضاء المركز الإسلامي بغرناطة برئاسة الأخ نزار الصباغ، وقد ارتجل الأخ نزار كلمة الترحيب بالوفد، وحثّ فيها أهل العلم على ترجمة ما يقرأون إلى واقع عملي.
ومما تجدر الإشارة إليه: أن بجانب قصر الحمراء من جهة الغرب حارة تسمى حارة البائسين، وهي حارة معروفة في أيام الإسلام في ذلك البلد.
وهنا انتهى الغرض في غرناطة إذْ لم تكن فيها مكتبة إسلامية، بل ولا يوجد فيها من المسلمين إلاّ أهل المركز الإسلامي أو سائح. والمركز الإسلامي عبارة عن طلبة يدرسون في مختلف الفنون العصرية في غرناطة.
وبعد انتهاء الاجتماع مع أعضاء المركز توجهنا راجعين إلى مدريد في الساعة الثانية عشرة بالتوقيت الزوالي، واستمرّ بنا السير في محافظة غرناطة (أي: البيرة) إلى أن وصلنا محافظة (حائن) جيان، وتسمى أيضا محافظة الزيتون لالتفات أشجار الزيتون في هذه المنطقة، وبين غرناطة وجيان مائتا كيلو، ولما
تناولنا الغداء في مطعم على بعد ثلاثة كيلو من جيان بعد صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا انطلقنا في طريقنا إلى مدريد، وفي أثناء الطريق نزلنا فتناولنا ما تيسّر من الشاهي، وبعد استراحة قصيرة واصلنا السير إلى العاصمة، حيث وصلناها في تمام الساعة التاسعة ليلاً.
والجدير بالذكر: أن بين غرناطة ومدريد ما يساوي أربعمائة وثلاثين كيلو، فنزلنا في فندق (كستيلا) المعهود، وبعد إتمام الإجراءات اللازمة نزل كلّ واحد منا في غرفة للراحة والنوم.
وفي صباح يوم الجمعة الموافق 17/3/1398هـ توجهنا إلى مكتبة الاسكوريال لإتمام ما تبقى من عملنا في المكتبة، وبقينا فيها نستعرض فهارسها الثلاثة، وننظر إلى الكتب على الطبيعة نختار منها ما يناسب، حتى قيّدنا ما يبلغ 143 كتابا مخطوطًا، فأبرمنا الاتفاق مع مدير المكتبة على أن تصورها المكتبة تصوير ميكروفلم مع تصويرها تصوير المستندات باسم (الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية) ، فوافق على أن يكون سعر الورقة ما يساوى عشرة قروش سعودية من البزتيات لكل من التصويرين على السواء، على أن تستلم السفارة السعودية كل ما تم تصويره من الكتب، وتدفع القيمة من المبلغ الذي سلفناه للسفارة على حساب التصوير، وكذلك أجرة المتابع.
هذا، وقد استلمنا الفهارس الثلاثة للمكتبة التي قد سبق أن اتفقنا في المرة الأولى مع المدير على تصويرها إضافة إلى فهرس المكتبة الوطنية بمدريد وفهرس مخطوطات المعهد المصري بأسبانيا.
وفي يوم السبت الموافق 18/3/1398هـ رجعنا إلى مكتبة اسكوريال المرة الثالثة لإنهاء ما بقي من الإجراءات حول الاتفاقية، فانتهى الكلام مع المدير على أن نرجع إلى المكتبة يوم الأحد رغم أنه يوم عطلة عندهم ابتداء من نصف يوم