الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودخلت المخيّم وبرفقتي أحدُ الأخوة، وسلّمت على هذا الشيخ الكبير، فوجدته يستمع للراديو ـ وكانت أول مرة أرى الراديو في حياتي ـ، فقلت له: ما هذا الذي تستمعُ إليه، قال: أستمع للمذياع، أستمع للحرب بين العرب واليهود؛ فقلت له: في أي مكان هذه الحرب؟، قال: في فلسطين؛ هنا عرفتُ الأمر.
وكان الشيخُ يبلغ من العمر سبعين عامًا، وأخذتُ منه إجازةً في كل العلوم، وبدأتُ أدور على كل المخيّمات.
ووصلت إلى المدينة في عام 1368هـ، وبقيت بها في طلب العلم إلى يومنا هذا.
ويواصلُ الشيخ حديثَه قائلاً: إنني أعترف بأن العلم في مصر؛ وقد كان أحد الأساتذة يقول لنا: لو أسلمت مصر كلها لأسلم العالم كله؛ ومصر هي قائدة العالم كله إذا هي أرادت؛ وقد اعترف العالمُ الآن بذلك، وسمعتُ ذلك في إذاعة بريطانيا في سنةٍ من السنوات: أنّ مصرَ هي قائدة العالم، وقد سمعتُ هذا بأذني هاتين، ولا أحتاج إلى أن أسمعه، لأن الواقع يكفي.
مجلة التوحيد جيّدة ولا ينبغي أن تترك
التوحيد: فضيلة الشيخ هل لكم من كلمة توجهونها إلى مجلة التوحيد وقرّاء مجلة التوحيد في العالم الإسلامي؟
ج: يقول فضيلة الشيخ: إن مجلة التوحيد جيّدة ومفيدة، ورغم هذا يجب أن تجعلوا مجلساً بينكم لدراسة التوحيد ودراسة السنة؛ لأن مجلة التوحيد مجلة جيّدة جدًّا، ولا ينبغي أن تُترك.
وإنما كونها تقرأ ولا تقرأ فهذا شيءٌ ليس عليكم، والذي عليكم هو نشرها، أما أن تجعلوا الناس يقبولنها فهذا ليس عليكم: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ
أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَّشَاءُ} [القصص:56] ؛ فالذي يريد منكم العلم علموه؛ فالقوة اثنان: العمل بالقرآن، وإعداد السنان، النونين: القرآن والسنان؛ فالقرآن بدون السنان لا يسمعه الناس، والسنان بدون قرآن لا ينفع؛ والقرآن هو العلم، والسنان منفذ.
وليس في الإسلام قتل الأبرياء، ولا قتل النساء، ولا قتل الشيوخ؛ والسلاح الجديد لا يمكن
أن يتحاشى هذا؛ لأنه عشوائي لا تستطيع أن تسيطر عليه: {ادْعُوا إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل:125] ؛ أوصي بذلك أبناءنا في مصر وغيرها من بلاد المسلمين.
فاللهم اجعلنا هداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، واجعلنا من الذين يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَه.