الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الملك عبد العزيز كلية اللغة العربية -، وعاصم - وهو طالب في المعهد العلمي بالمرحلة الثانوية.
ماذا قالوا عنه؟ اشتهر بالعلم ومكتبته مفتوحة لطلبة العلم
.
وصف عددٌ من العلماء الشيخ حماد الأنصاري بالاستقامة وحسن المعتقد، وأكّدوا أنه كان كريمًا مع طلاّبه، ولم يبخل عليهم بعلمه، وأنه كان دائمًا مع الحق ويعدل، ولا يميل مع أحد، ولا يقبل الحكايات المكذوبة التي تقال عن الصحابة أو نحوهم.
فقد وصفه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ "نائب المفتي العام" بأنه رجلٌ معروف بعمله واستقامته وبذله لعلمه، ومكتبتُه مفتوحة لطلبة العلم يستفيدون منها، وينهلون منها؛ وهو معروف بحسن المعتقد ومحبة السنة والتمسك بها، وهو رجلٌ صالح وذو تقى كما علمناه.
الشيخ صالح بن محمد اللحيدان "رئيس المجلس الأعلى للقضاء بالسعودية، وعضو هيئة كبار العلماء" قال: (إذا سألتموني عن الشيخ حماد الأنصاري "رحمه الله" فقد عرفتُه وقتَ تدريسِه في معهد إمام الدعوة في الرياض، كنت يومَها سكرتيراً لسماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم "رحمه الله"؛ فقد عرفتُ في الشيخ حماد حبّ الحديث وعلومه والحرص على جمع كتبه الخاصة بعلوم الحديث وفقهه، وما يتعلق برجاله، ويسعى لجمع مخطوطاته، ويبذل في ذلك الجهد والمال؛ فإذا وجدَ شيئًا نادرًا اتصل بي "رحمه الله" إما مخبِرًا وإما مبيّنًا كبر فائدة ما وجه من هذا النوع من الكتب؛ وربما سألني عن شيء من هذا
النوع من الكتب إنْ كنتُ اطلعت على شيء منها، وربما طلب تزويدي بصور من مثل ذلك؛ وقد منحه الله التحمُّل والصبرَ على من يراجعه من الطلاّب) .
ويضيف الشيخ اللحيدان: "أن الذي كان محل إعجابي وعجبي منه: صبرُه على الناس طلاب العلم، وبذل جهده ومكتبته العامرة للمراجعة، وتسامحه في كل ما يتعلق بتصوير كل ما في مكتبته، بل كان ييسر إذا رغب أحدٌ تصوير شيء من كتبه؛ وكان يتألم ممن يبادله بالشح والبخل في تصوير ما يطلب تصويرَه.
فالشاهد: أنه يتعجب ممن يشحّ؛ لأنه كان يقيسُ الناسَ على نفسه، وكان معتنيًا بالحديث، وله بعض المؤلفات.
والخلاصة: أن الرجلَ من العلماء ولا سيما في الحديث وفنونه؛ فأسأل الله أن يرحم الشيخ حماد، وأن يحسن العاقبة لذريته، ويجعلهم ذرية مباركة، ويحسن الخلَف للطلاب الذين يرجعون إليه؛ وكما أسألُه سبحانه أن يكون ما بذلَه من جهد في سبيل العلم في ميزان حسناتِه، وأن يحسن لنا جميعًا الخاتمة والعاقبة.
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين "عضو الإفتاء بالسعودية" قال عن الفقيد إنه اشتهر بالعلم الشرعي؛ وهو عالمٌ من علماء الحديث، حيث يعرف شرح الكلمات، ويعرف الرجل، ويعرف ما يستنبط حول علم الحديث، ويبحث فيما يتعلق بلغة الحديث وبفوائده وما أشبه ذلك؛ وهكذا يدرس في أصول الحديث الذي هو علم المصطلح؛ فتجد فيه أيضًا المعرفة بالرجال، والمعرفة بمصطلح الحديث وما يدورُ حوله وكأنه شغله الشاغل؛ وهكذا تدريسُه في التوحيد فإنه أيضًا على علم بالعقيدة الصحيحة، ورسخت العقيدة السنية السلفية في قلبه، وكذلك علم التوحيد.
وأما عن علم التفسير وما يدورُ حولَه فيقول الشيخ الجبرين بأنه كان إذا
درس في علم التفسير رأيتَ أنه متوغّل في علمه، وأنه متمكن من معرفة ما يدورُ حولَه، وما قيل في الآيات وأسباب النزول وما أشببها.
ودرس أيضًا في التاريخ؛ وكان عمله دليلاً على أنه يقول الحق ويعدل، ولا يميلُ مع أحد، ولا يقبل الحكايات المكذوبة التي تُقال عن الصحابة أو نحوهم.
وقد عرفنا أيضًا من مجالسته ومن كثرة البحث معه أنه يرجع إلى الحق متى عرفَه ولو كان مع خصمه؛ فإذا اتضحَ له الحق فإنه يقول به ولا يردّ قولاً قال به غيرُه إذا كان صوابًا، بل يتقبّلُه؛ وهذه من شيَم طلبة العلم وحملة العلم.
ولا شكّ أنه كان "رحمه الله" سهل الجانب، ليّن الطبيعة الوفاء، يحب الاخوة ويتودّد إليهم، وكلُّ من عرفه وجالسه أنِسَ به.
وكان أيضًا قويّ الذاكرة، كل من عرفه قديمًا لا يذهب عن ذاكرتِه، سريع الحفظ، قوياً بجانب ذلك؛ فإنه كان متواضعًا للصغير والكبير، بحيث أنه يجالس ويؤانس تلامذته المبتدئين ويتبسط معهم؛ وكان شغوفًا بالعلم الصحيح.
ثم إن كتبه التي تضمُّها تلك المكتبة الكبيرة لم يكن يهجرها، بل يطلع عليها؛ بحيث لا يكون فيها كتابٌ إلا وهو يعرف محتوياته، ويعرف ما يتضمنه من المعلومات التي تحتوي عليها تلك الكتب في أيِّ فنٍّ من الفنون، وحتى علوم الكلام وعلوم المنطق وشبهها، وإذا اقتنى شيئًا منها فإنه يتقنه لغرض مهم ونحو ذلك. وكلُّ ذلك دليلٌ على أنه رزقه الله الفهمَ وقوة الإدراك.
وكان الفقيدُ أيضًا على جانبٍ من الزهدِ في الدنيا والتعفّف والتقلّل منها. رحمه الله وأكرم مثواه) .
الشيخ إبراهيم الخضيري "القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض" وصف الفقيد بأنه علَمٌ من أعلام الإسلام، وكان حريصًا على نشر العلم بين طلاّبه، وعلى أداء الرسالة التي يجب أن يؤديها كلُّ مسلم في حياته.
كان من أهل العبادة والتقى، وكان من الأحباب الموثقين لدى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وأوصى ورثتَه بشكل خاص وأحبابَه من طلاب العلم بشكل عام أن يدعوا له بالمغفرة والرحمة، وأن يعتنوا بكتبه ومصنّفاتِه، وأن يستفيدوا من علمه، وأن يتخذوا من صبره واحتسابِه وجدِّه وجهاده نبراسًا يهتدون به في مثل هذه الأيام.
الشيخ عبد الباري الثبيتي "إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف" رثاه بقوله: "لقد فقدت الأمة الإسلامية عالمًا جليلاً وجهبذًا ضليعًا، أفنى حياتَه في سبيل العلم ونشرِه؛ كان يلتقي حول مائدتِه العلمية طلاب العلم، وينهلون من معينِه؛ فيؤنسهم بحديثِه ورحابة صدرِه وسعة علمه. فرحمه الله رحمةً واسعة".