الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد العزيز ابن عبد الفتاح القارئ، وفضيلة الدكتور صالح بن فهد المزيد؛ وغيرهم كثير من طلاب الجامعة الإسلامية في أنحاء العالم الإسلامي.
وكان آخر من كان له شرف التتلمذ على يده كاتب هذه السطور؛ حيث لازمه عشر سنواتٍ متتالية، وأجازه العلامة الأنصاري بسائر مروياته وأثباته إجازةً خاصّة وعامّة فلله الحمد والمنة، وللشيخ الشكر والوفاء أبدًا سرمدًا.
مكتبته:
قضى العلامة حماد بن محمد الأنصاري حياته معنيًّا بجمع تراث السلف الصالح المخطوط منه والمطبوع؛ وكان يبذل قصارى جهده في البحث والتنقيب عن مخطوط نفيس أو قطعةٍ مفقودة أو تتمة كتاب لديه بشتّى السبل من سفرٍ أو سؤال أو فحص.
وكان للشيخ الأنصاري "يرحمه الله" القدحُ المعلَّى في هذا الجانب؛ فهو خبيرٌ بالمخطوطات، عارفٌ بخطوطها، قارئ بارعٌ لها حتى الخطوط التي يعجز عن قرائتها الفحول، إلاّ أنه سرعان ما يفكّ رموزها؛ ولقد أطلعني في حياته "يرحمه الله" على كتاب (شرح اعتقاد أصول أهل السنة والجماعة) للالكائي مخطوطًا فرأيته بخطٍّ صغيرٍ دقيق وغير واضح لا يكاد يُقرأ، ورأيته قد نسخه كاملاً بخطّه الجلي فعجبت من معرفة الشيخ وجلده على مثل ذلك السِّفر الضخم؛ ومما يجدر الإشارة إليه أن المحقّق لذلك الكتاب لم يجد عناءً؛ حيث أخذ نسخة الشيخ وهي تعتبر نسخة أخرى للكتاب واعتمدها في التحقيق لعدم قدرته على قرائتها؛ هذا مثالٌ من أمثلةٍ كثيرة تدلُّ على جليل قدر الأنصاري وعلوّ كعبه في مجال المخطوطات؛ لذا كان أغلب طلاب الجامعات في المملكة يعتمدون عليه في هذا الجانب الذي سبقت الإشارة إليه.
هذا، وقد حوت مكتبة الأنصاري أكثر من ألفي مخطوط، جمعها من مكتبات العالم شرقًا وغربًا خلال تطوافه فيها، وعني بها حيث قام بتجليدِها بتجليدٍ فاخر، مع فهرس داخلي لموضوعات بعضها تسهيلاً على الباحث والمطالع.
ومن النفائس التي يحويها قسم المخطوطات بالمكتبة الأنصارية:
(تاريخ دمشق) لابن عساكر، نسختان، منها نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق التي يعتمدها محدِّث الديار الشامية ناصر الدين الألباني.
وأجزاء من (تهذيب الكمال) للمزي.
و (التكميل في الجرح والتعديل) لابن كثير، ولم يكمل.
و (المتفق والمفترق) للخطيب.
وكتابي (الإمام) و (الإلمام) لابن دقيق العيد، أجزاء منها.
وغيرها كثير.
هذا، ومكتبته حافلةٌ بالكتب المطبوعة القديمة والحديثة؛ فلقد كان العلامة الأنصاري "رحمه الله" حريصًا على اقتناء الكتب النادرة والطبعات القديمة والحديث، مع متابعةٍ حثيثةٍ لكل جديد يصدر، سيما في علمي الحديث والعقيدة.
ومكتبته مقسّمة إلى أقسام ومرتّبةٌ على حروف المعجم؛ فقسم للعقيدة، وقسم للحديث وعلومه، وقسم للرجال والتراجم، وقسمٌ للتفسير وعلومه، وقسم للفقه وأصوله، وقسم للغة والمعاجم، وقسم للسيرة والتاريخ.
وهناك قسم مخصَّصٌ للرسائل الجامعة، وغالبها مما أشرف عليه أو كان عضوًا في مناقشته، وقسم للفهارس العلمية لمكتبات العالم؛ وأحفل هذه الأقسام