الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هارون بن محمد بن نوح بن محمد بن سلّوم بن يعقوب الأنصاري بن فاخر بن عتاهية بن أبي أيوب الأنصاري بن حيون بن عبد الواحد بن عفيف بن عبد الله بن رواحة بن سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي "رضي الله عنه".
ويتضح من سياق هذا النسب الشريف مكانة العلامة الأنصاري؛ حيث نستفيد ثلاثة أمور:
أولها: أنه من سلالة علم وفقه وقضاء.
ثانيهما: صحة نسبته إلى الأنصار "رضي الله عنهم".
ثالثهما: عنايته بعلم الأنساب سيَّما نسبُه الشريف؛ فهذا النسب من إملائه "رحمه الله".
وقفات مع سيرته:
يعود أصل العلامة الأنصاري "رحمه الله" إلى الأندلس؛ حيث كانت تقطن أسرته التي عاصرت آخر دولها: دولة ابن نصر التي حكمها بنو الأحمر، ونظرًا للصراعات الدائرة بين حكّام الأندلس آنذاك فقد استغلّ الأسبانيّون الفرصة وانقضُّوا على الأندلس واستعمروها مما حدا بأسرة الأنصاري للهجرة منها؛ فتوجهوا إلى المغرب، ووجدوا فيها فتنًا كفتن الأندلس، ثم واصلوا سيرهم تجاه أفريقيا الغربية وتوجّهوا إلى السنغال، ولما وصلوا لم يجدوا فيها الأمن والاستقرار الذي ينشدونه؛ ويبدو أن فتن الاستعمار وقلاقل المستعمرين انتشرت من الأندلس إلى أفريقيا مما حدا بالأسرة الأنصارية أن تنتقل من بلدٍ إلى بلد، ولا
يستقر بها المقام في منقطةٍ واحدة حتى منَّ الله عليهم بالوصول إلى منطقة (تنبكتوا) قرب (مالي) التي كانت تسمّى من قبل (تكرور)(1) .
وهنا استقرّت الأسرة المهاجرة، وقامت ببناء قرية بالقرب من (تنبكتوا) متوسطةً بين مالي والجزائر والمغرب الأقصى وليبيا؛ فلما تمَّ بناؤها بارك الله تعالى فيها فصارت مهوى الناس لما فيها من الأمن والأرزاق التي يحتاجها الناس بسبب اشتغال أهلها بالتجارة والكسب؛ لذا صار يرتادها المسافرون من الجزائرين والمغاربة والليبييين.
وكان هؤلاء الوافدون إليها باسم التجارة يجدون فيها حاجاتهم من الأغذية والأقمشة ونحوها من ضروريّاتهم؛ ولأنّ هذه القرية الناشئة استقطبت أنظار من حولها للأمن والاستقرار ووفور النعم وتتالي الخيرات فيها فقد سمِّيت باسم (السوق)، وصار ينسب أهلها إلى هذا الاسم فيقال:(السوقويون) .
لكنَّ هذا الاسم لم يلبث حتى تغيَّر وسمِّيت باسم آخر نظَرًا لتطوّرها وتحوُّلها إلى مدينةٍ يتقاطر عليها الحجّاج من كلِّ حدبٍ وصوب؛ وكان هؤلاء القادمون إليها من الحجاج الذين كان مقصدهم مكّة للحج يبقون فيها ويتركون مواصلة رحلة الحج، سيّما القادمين من (نواكشوط) ؛ فسألهم بعض مشايخ السوق لماذا لا تستمرون في طريقكم إلى أداء فريضة الحج؟، فقال عميدهم:(تاد مكَّة)، أي: هذه مكة، فقال السائل: كيف تكون هذه البلدة مكة؟، قال: لأننا جئنا إليكم متعبين فوجدنا الراحة وما نحتاجه؛ فمن ثَم كثرت هذه الكلمة على ألسنة العامة (تادا مكة، تادا مكة) .
(1) هذا الكلام من قوله يعود إلى (تكرور) مستفادٌ من الوالد ـ رحمه الله تعالى ـ؛ حيث كان يذكره في مجالسه ا. هـ.
عبد الأول.