الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيها إلى عام 1407هـ؛ وقد أشرف خلال تلك المدة على عدد كبيرة من الرسائل العلمية المقدمة لنيل الماجستير والدكتوراة في كل من قسمي العقيدة وعلوم الحديث.
كان محبًّا للسنة
والفقيدُ كما يصفه طلاّبه والمقربون إليه ومن عمل معه ولازمه أنه كان حسن السيرة، طيّب المعشر، حيب طلبة العلم حتى أنه كان يخصص معظم وقتِه معهم في النقاش والتدارُس فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة؛ بالإضافة إلى ذلك كان يجب سؤال العيي، ويفتي المستفتي، وكان يقصده العلماء والوجهاء وطلبة العلم من شتى أنحاء المعمورة.
د. الوليد بن عبد الرحمن الفريّان "عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بالرياض" يذكر مآثر الفقيد فيقول: (لم تكن حياة الشيخ حماد الأنصاري حياة لهو وعبث أو حياة دعة وخمول، وإنما كانت مثالاً حيًّا لسيرة العالم الجاد الذي رفض متع الحياة ومباهجها، وبذل وقتَه وجهده للعلم والتهليم؛ وكان "رحمه الله" يمتثّل هدى السلف الصالح في هيئته، ومظهرِه، وسمتِه، وأدبه، وحسن خلقه، وتواضعه، وإعراضه عن كل ما يخدش جلال العلم وهيبة العلماء؛ كان ورعًا، زاهدًا، ذا عفّة في اللسان، وطهارة في القلب، وسلامة صدر. رحم الله الفقيدَ رحمةً واسعة) .
ترك فراغًا:
د. عبد الله عبد الرحيم عسيلان "أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية" تحدّث عن الفقيد موصيًا بالاستسلام والرضى بقضاء الله تعالى فقال: (قضاء الله نافذ، وإذا حلّ الأجل فلا مردّ له، والموت حق، وهو سبيلُ كل حي؛ ومن عناية الله بالمؤمن: طلب منه أن يسلم ويرضى بقضاء الله
وقدره. إنه لا شك أن فقد العلماء من أمثاله يترك فراغًا كبيرًا قد لا يتهيأ من يسده) .
ويقول: وكأني أنظرُ إلى وجه الشيخ "يرحمه الله" وأشهد فيه ذلك السمت الذي يتكلم عن طيب القلب، وصفاء النفس، ونقاء السريرة، والوقار الذي يملأ النفس إجلالاً وتقديرًا؛ وأستروح ذلك الحب الذي يفيضُ منه على كل من له صلة به من طلابه ومحبيه؛ تجالسُه فتراه طلق المحيّا هاشًّا باشًّا في وجه من يجالسه ويقصده طلاب العلم والفائدة؛ أحبَّ العلمَ ونذر له نفسَه وكرّس له كل جهده ووقته، وكأنه لا يرغب في أن تفوت لحظةٌ واحدة أو يمر نفَسٌ دون أن يكون قد شغلَه في الحصول على معلومة أو كتاب؛ فقد ملك عليه حبّ الكتب واقتناؤها شغافَ قلبِه.
ولم يقتصر الأمر في عطائه على التدريس في أروقة الجامعة الإسلامية، بل كان الطلاّب يتوافدون عليه زرافات ووحدانًا كلَّ يومٍ في بيتِه العامر بالعلم، وخُلق العلماء، وبذلهم وعطائهم؛ وكانوا يجدون عندَه بغيتهم؛ إذْ يتلقّاهم بأخلاق العالم الذي يحرص على إفادة طلاّبه وتوجيههم التوجيه السديد.
ويشير العسيلان إلى أن الفقيد كان مدرسةً في الحديث وعلومِه، تخرّج فيها الكثيرون، وتأثّروا بمنهجه وتوجيهاته في دراسة الحديث النبوي؛ ويعدّ ذلك من آثاره الجليلة.
د. محمد بن ربيع المدخلي "أستاذ العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة" دعا للفقيد بالرحمة والغفران، وأن يُسكنه فسيح جنّاته، وأكّد أن الموت حقٌّ لا مفرّ منه؛ ولكن موت العالم العامل مصيبةٌ على المسلمين بصفة عامّة.
ويقول: إنه غرس فينا حب عقيدة السلف الصالح، وكان له أسلوبه الخاص في التنفير من الفرق الضالة في أسماء الله وصفاته؛ وأسال الله المولى عز وجل أن