الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 - عمَّار المساجد في صلاةٍ ذهاباً وعودةً:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضى الله عنه - قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ، فَلَا يَقُلْ هَكَذَا» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. (1)
…
وعن عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: إِذَا تَطَهَّرَ الرَّجُلُ، ثُمَّ مَرَّ إِلَى الْمَسْجِدِ يَرْعَى الصَّلَاةَ، كَتَبَ لَهُ كَاتِبُهُ، - أَوْ كَاتِبَاهُ - بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الْمَسْجِدِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَالْقَاعِدُ يَرْعَى لِلصَّلَاةِ كَالْقَانِتِ، وَيُكْتَبُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، مِنْ حَيْثُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَرْجِعَ. (2)
أقول: ومع هذه الأثار الجمَّة التي وردت في فضيلة إتيان المساجد وتعميرها، فإننا نرى أموراً يندى لها الجبين.
نرى عمَّار المساجد في قلة عجيبة.
نرى أناساً أبوا إلا الصلاة في بيوتهم.
نرى أناساً لا يدخلون المسجد إلا مرة واحدة في الأسبوع، يوم الجمعة.
- وهذا الذي تنبأ به النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
"سيأتي على أمتي زمان يتباهون في المساجد، ولا يعمِّرونها إلا قليلاً ". (3)
(1) أخرجه أبوداود (558) والحاكم (744) وابن حبان (2036) وابن خزيمة (439) وصححه الحاكم والذهبي، قال شعيب الأرنؤوط: وهو كما قالا.
(2)
أخرجه ابن خزيمة (1492) وسنده صحيح.
(3)
أخرجه البخارى معلقاً موقوفاً على أنس (1/ 96) وأخرجه مرفوعاً ابن خزيمة (1321) وابن حجر في التغليق (2/ 235) وأبو يعلى (2817) وسنده حسن.
ووالله لو أنَّ النَّاس عمَّروا بيوت الله - تعالى - كما أمر الله - عزوجل - لاحتاج الأمر إلى بناء أضعاف المساجد التي بُنيت بالفعل.
ونقول لمن أدمن الصلاة في بيته: -
دعاك الله - تعالى - إلى تعمير بيته، فلما قدَّمت بيتك على بيته؟ !
يا لها من فتوحات عظيمة تلك التي يحظى بها رواد المساجد.
وكم أنت مغبون يا من أدمنت الصلاة في بيتك؟ ! ! .
كم ضاع عليك من درجات لم تحصِّلها، وحسنات لم تحصدها، وسيئات لم تُحط عنك، ودعوات من الملائكة قد ضاعت عليك؟ ! !
كم جرَّ عليك كسلك خسائر فادحة لميزان حسناتك؟ ! !