الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السؤال الثاني: - ما حكم النوم في المسجد
؟
الجواب: أما النوم في المسجد فإنَّ هذا الأمر خلاف ما بنيت له المساجد، من ذكر الله - تعالى - والصلاة وقراءة القرآن، فلا ينبغي لمن كان له مسكناً أن يتخذ المسجد مقيلاً ومبيتاً لغير حاجة تدعوه لذلك، أما مع الحاجة الداعية إلى ذلك فلا بأس، وهو قول جمهور العلماء. (1)
عن عَبْد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ-رضي الله عنهما «أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ وَهُوَ شَابٌّ أَعْزَبُ لا أَهْلَ لَهُ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» (2)
(1) وانظر إعلام الموقعين (2/ 297) والفقه على المذاهب الأربعة (1/ 258) والأوسط (5/ 137)
(2)
متفق عليه، وترجم له البخاري بقوله " بَابُ نَوْمِ الرِّجَالِ فِي المَسْجِدِ"
وفي لفظ البخاري "قَالَ ابن عمر: كُنْتُ غُلامًا شَابًّا عَزَبًا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكُنْتُ أَبِيتُ فِي المَسْجِدِ.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُكْلٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -فَكَانُوا فِي الصُّفَّةِ (1).
كذلك كانت المرأة التي تقُمُّ مسجد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تبيت في المسجد. (2)
وعن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي البَيْتِ، فَقَالَ:«أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ » قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِإِنْسَانٍ:«انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟ » فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ فِي المَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَيَقُولُ:«قُمْ أَبَا تُرَابٍ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ» (3)
(1) أخرجه البخاري (233) والصفة: أي في موضع مظلل من المسجد النبوي كان فقراء المهاجرين يأوون إليه للنوم فيه، وهم المسمُّون بأصحاب الصفة وكانوا أضياف الإسلام.
(2)
أخرجه مسلم (956)
(3)
متفق عليه، وقد ترجم البخاري له بقوله "بَابُ القَائِلَةِ فِي المَسْجِدِ"
وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ رضي الله عنه قال: «كُنَّا نَأْكُلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ» (1)
فإذا جاز الأكل في المسجد، مع كونه على غير ضرورة، فلأن يجوز النوم فيه من باب أولى.
قال ابن تيميه: وَأَمَّا الْمَبِيتُ فِيهِ: فَإِنْ كَانَ لِحَاجَةِ كَالْغَرِيبِ الَّذِي لَا أَهْلَ لَهُ وَالْغَرِيبِ الْفَقِيرِ الَّذِي لَا بَيْتَ لَهُ وَنَحْوِ ذَلِكَ إذَا كَانَ يَبِيتُ فِيهِ بِقَدْرِ الْحَاجَةِ ثُمَّ يَنْتَقِلُ فَلَا بَأْسَ وَأَمَّا مَنْ اتَّخَذَهُ مَبِيتًا وَمَقِيلًا فَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ ا. هـ. (2)
ولكن من احتاج للنوم في المسجد للحاجة فقد وجب عليه أن يحفظ بيت الله - تعالى - ممَّا يسوءه، من رائحة سيئة أو بقايا طعام ونحو ذلك. أما مع سوء استعمال المسجد والإساءة إلى فرشه فإنه يمنع من ذلك، والله أعلم.
(1) أخرجه أحمد (17709) وابن ماجه (3300) وصححه الألباني.
(2)
وانظر مجموع الفتاوى (22/ 204) والجامع لأحكام القرآن (12/ 180) ونيل الأوطار (2/ 189)
فائدة: أما روي مرفوعاً (لا ترقدوا في المسجد) فهو حديث موضوع في سنده حرام بن عثمان، قال عنه الشافعي ويحيي بن معين: الرواية عن حرام حرام، وانظرمصنف عبد الرزاق (1/ 422) وانظر الضعيفة (4/ 4077)