‌3 - الحالة الثالثة: أن يدخل المسجد والخطيب على المنبر فإنه يصلى ركعتي تحية المسجد ويتجوز فيهما - المساجد بيوت الله

‌

‌2 - الحالة الثانية: أن يدخل المسجد والمؤذن يؤذن للجمعة

، فكما ذكرنا أنه عليه أن يبادر لصلاة ركعتي تحية المسجد ولا يردد الأذان، ليستمع إلى الخطبة من أولها، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر الداخل يوم الجمعة إذا وجد الخطيب يخطب، أمره بترك سماع الخطبة - رغم وجوب سماعها - ليبادر إلى ركعتي تحية المسجد، كما في قوله صلى الله عليه وسلم {إذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ}

فلأن يترك ترديد الأذان، الذي هو مستحب، ليبادر إلى ركعتي تحية المسجد من باب أولى. (1)

‌

‌3 - الحالة الثالثة: أن يدخل المسجد والخطيب على المنبر فإنه يصلى ركعتي تحية المسجد ويتجوَّز فيهما

، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ- رضى الله عنه - قَالَ: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فَقَالَ لَهُ:«يَا سُلَيْكُ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا» ثُمَّ قَالَ: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا» (2)

قال ابن حزم: والآثار متواترة عن الصحابة توجب العلم بأمره عليه السلام بصلاة ركعتين لمن جاء الجمعة والإمام يخطب ولا مخالف لهم، فمن أعجب شأناً ممن يدع الصحابة ويقتدي بغيرهم. ا. هـ (1)

قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض العلماء، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق، وقال بعضهم: إذا دخل والإمام يخطب فإنه يجلس ولا يصلي، والأول أصح. (2)

فوائد:

1 -

ما يفعله البعض إذا جاء والإمام يخطب، تراه يجلس دون صلاة، حتى إذا جلس الخطيب الجلسة التي بين الخطبتين، قام فصلى ركعتين، فهذا ممَّا يخالف ما أمر به النبي- صلى الله عليه وسلم، فلما جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فَقَالَ لَهُ: «يَا سُلَيْكُ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، "، والله أعلم.

2 -

من أتى الجمعة والخطيب على المنبر يخطب، فلم يحد مكاناً إلا خارج المسجد، فإنه يجلس ولا يصلي تحية المسجد؛ لأنَّ المصلي خارج المسجد ليس له حكم المسجد، والله أعلم.