الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تنبيه: ما ورد من التسمية والصلاة على النبي عند دخول المسجد، وكذلك ما ورد من سؤال الله المغفرة عند الدخول والخروج، فهذا ممَّا لا يصح سنده، والله أعلم.
فضائل المكث في المسجد:
-
والمكث فى المسجد لانتظار الصلاة ممَّا رغَّب فيه الشرع فعن أبي هريرة -رضى الله عنه -أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، تقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، حتى ينصرف، أو يحدث "، قلت: وما يحدث؟ قال: " يفسو أو يضرط " (1)
وعن عقبة بن عامر - رضى الله عنه- قال النبي صلى الله عليه وسلم: القاعد على الصلاة كالقانت، ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إلى بيته) (2)
(1) أخرجه أحمد (9374) والبخاري (176) ومسلم (649) واللفظ لمسلم.
(2)
أخرجه أحمد (17440) وابن حبان (2038) وابن خزيمة (1492) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4437)
وممَّا ورد في ذلك حديث أبي سعيد الخدري - رضى الله عنه - قال: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ، قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:«مَا أَجْلَسَكُمْ؟ » قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ:«آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ » قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ:«أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي، أَنَّ اللهَ عز وجل يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ» (1)
* عن أبي هريرة- رضى الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات، ويكفر به الخطايا؟ كثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء على المكاره. (2)
قال ابن رجب: وكذلك حبس النفس في المسجد لانتظار الصلاة وقطعها عن مألوفاتها من الخروج إلى المواضع التي تميل النفوس إليها، إما لكسب الدنيا أو للتنَزُّه، هو مِنْ هذه الجهة مؤلم للنفس، فيكونُ كفارةً. ا. هـ (3)
(1) أخرجه أحمد (16835) ومسلم (2701) والترمذي (3379)
(2)
أخرجه أحمد (8644) ومسلم (251) والترمذي (51)
(3)
وانظر جامع العلوم والحكم (1/ 443)
وعن أبي هريرة-رضى الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: وما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة، ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده. (1)
هَذَا يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبَابِ الْجُلُوسِ فِي الْمَسَاجِدِ لِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَمُدَارَسَتِهِ، وَهَذَا إِنْ حُمِلَ عَلَى تَعَلُّمِ الْقُرْآنِ وَتَعْلِيمِهِ، فَلَا خِلَافَ فِي اسْتِحْبَابِهِ.
عن عَنْتَرة بن عبد الرحمن قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابن عباس رضي الله عنهما -فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَى الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " ذكر الله، اللَّهِ أَكْبَرُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "، ثُمَّ قَالَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بيوت الله تبارك وتعالى، يَتَدَارَسُونَ كتاب الله تعالى، وَيَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا أَظَلَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَإِلَّا كَانُوا أضياف الله تبارك وتعالى حَتَّى يَقُومُوا. (2)
(1) أخرجه أحمد (7427) ومسلم (2699) وأبو داود (1455)
(2)
أخرجه الدارمي (368) والبيهقي في الشعب (661) وسنده صحيح، وقد ورد هذا الأثر مرفوعاً عند الهيثمي في الزوائد (7/ 127) وابن حجر في الإصابة (7/ 116)، وسنده ضعيف.
والمسجد هو المقر الرسمي لتقسيم ميراث النبي صلى الله عليه وسلم:
…
وميراث النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو الكتاب والسنة إنما محله هو المسجد، ففيه تُذكر آيات الكتاب والحكمة، فيه قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار، فجراً وبالأسحار.
عن عُقْبَةَ بن عامرٍ الجُهَنِي- ضى الله عنه- قال: خرج علينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم -فقال: " أيكُمْ يحب أن يغدوَ إلى بُطْحَانَ أو العقيقِ، فيأخذَ ناقتين كَوْمَاوينِ زَهْرَاوبنِ بغير إثم بالله عز وجل، ولا قَطْع رَحِم؟ قالوا: كلنا يا رسول الله، قال: " فَلأنْ يغدوَ أحدُكم كل يوم إلى المسجدِ، فيتعلَّمَ آيتين من كتاب الله عز وجل: خيرٌ له من ناقتين، وإن ثلاثٌ فثلاثٌ، مثلَ أعدادهنَّ من الإبل ". (1)
(1) أخرجه أحمد (17408) ومسلم (803) وأبوداود (1456)
…
غريب الحديث: (الصفة) أي في موضع مظلل من المسجد الشريف كان فقراء المهاجرين يأوون إليه وهم المسمون بأصحاب الصفة وكانوا أضياف الإسلام (يغدو) أي يذهب في الغدوة وهي أول النهار (بطحان) اسم موضع بقرب المدينة (العقيق) واد بالمدينة (كوماوين) الكوماء من الإبل العظيمة السنام.
* فهذا هو ميراث النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة، فالأنبياء ما ورَّثوا درهماً ولا ديناراً، إنما ورَّثوا هذا الدين، ميراث ليس محله بيت المال، إنما محله بيت الله ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) تأمل: فالآيات بدأت بذكر الله وتسبيحه فى المسجد، وخُتمت بقوله تعالى "وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ "، ولنعم الرزق للمرء طاعة الله، ولنعم الميراث هدي النبي صلى الله عليه وسلم (1)،
(1) ما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ مَرَّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ، فَوَقَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ:«يَا أَهْلَ السُّوقِ، مَا أَعْجَزَكُمْ» قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: «ذَاكَ مِيرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم يُقْسَمُ، وَأَنْتُمْ هَاهُنَا لَا تَذْهَبُونَ فَتَأَخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ» قَالُوا: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: «في الْمَسْجِدِ» فَخَرَجُوا سِرَاعًا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَوَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَهُمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَقَالَ لَهُمْ:«مَا لَكُمْ؟ » قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَدْ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَدَخَلْنَا، فَلَمْ نَرَ فِيهِ شَيْئًا يُقْسَمُ. فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ:«أَمَا رَأَيْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا؟ » قَالُوا: بَلَى، رَأَيْنَا قَوْمًا يُصَلُّونَ، وَقَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَقَوْمًا يَتَذَاكَرُونَ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ:«وَيْحَكُمْ، فَذَاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» .
قد أخرجه الطبرانى فى المعجم الأوسط (1429) فى سنده عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ، قال البخاري عنه: فيه نظر، وصعفه الذهبي وأبوداود ولينه النسائى وذكره العقيلي في " جملة الضعفاء"، وكذلك فى سنده عَبْدُ اللَّهِ الرُّومِيُّ، قال الذهبي فى الميزان "مجهول، وانظرالكامل في الضعفاء (6/ 353) وتهذيب التهذيب (3/ 307) ونثل النبال (2/ 1003)