الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- يؤيده: أنَّ قَوْله عز وجل: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} قد نزل وقت أنْ كان المسجد الحرام في مكة لم يفتح بعد، وكذلك كان المسجد الأقصى تحت يد الرومان.
- وعليه فيؤول الحديث على أنه: لا اعتكاف أكمل ولا أتم من أن يكون في المساجد الثلاثة، لما فيها من الفضل العظيم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) أما في غيرها من المساجد فالاعتكاف فيها جائز في أي مسجد من المساجد، فيكون معنى الحديث: لا اعتكاف كامل، كقوله صلى الله عليه وسلم:"لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له"، والله تعالى أعلم.
ومن المساجد التي نص الشرع على فضيلتها، مسجد قباء:
1 - مسجد قباء قد أُسس على التقوى:
قال تعالى {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة /108] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي أَهْلِ قُبَاءَ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] قَالَ: «كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالمَاءِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِيهِمْ "(1)
وممَّا يؤيد أنَّ المقصود بالمسجد الذي أُسس على التقوى هو مسجد قباء: قوْلَهُ تَعَالَى {مِنْ أول يَوْم} يَقْتَضِي أَنَّهُ مَسْجِدُ قُبَاءَ؛ لِأَنَّ تَأْسِيسَهُ كَانَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ حَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فيه. (2)
يؤيده: ما فى البخاري من حديث هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، قال عروة بن الزبير:(وأسس رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد الذي أُسس على التقوى وصلَّى فيه)
قال ابن حجر: فهذه الأخبار تدل على أنه كان معروفا عندهم بأنَّ مسجد قباء هو المسجد الذي أَّسس على التقوى ا. هـ (3)
(1) أخرجه الترمذي (3100) وأبوداود (44) وصححه الألباني بالشواهد.
(2)
وانظرفتح القدير (2/ 512) وتحفة الأحوذي (2/ 116)
(3)
وانظر فتح الباري (7/ 345) والثمر المستطاب (2/ 568)