الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"حتى تختلف"؛ أي: تختلط وتدخلُ أضلاعُ جانبه الأيمن على جانبه الأيسر، وجانبه الأيسر على جانبه الأيمن.
"ويُقَيضُ"؛ أي: يُوكل، "التنين": نوع من الحية.
"فينهشنه"؛ أي: فتلدغنه، "حتى يفضى به"؛ أي: يوصل إلى يوم القيامة.
* * *
4124 -
عن أبي جُحَيْفَةَ قال: قالوا: يا رسولَ الله! قدْ شِبْتَ، قال:"شَيَّبَتْني هُوْدٌ وأخَوَاتُها".
وفي رِوايةٍ: "شَيَّبَتْني هُودٌ، والواقِعةُ، والمُرْسَلاتُ، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ".
قوله: "قد شِبْتَ"؛ أي: صرتَ أشيب.
"فقال صلى الله عليه وسلم: شيبتني"؛ أي: جعلني أشيب سورة "هود وأخواتها"؛ أي: أشباهها من السورة التي فيها ذكر القيامة والعذاب؛ يعني: من خوف ما ذكر في هذه السورة من التخويفات قد صرتُ أشيب، والله أعلم.
* * *
8 - باب تَغيُّرِ النَّاسِ
(باب تغير الناس)
مِنَ الصِّحَاحِ:
4125 -
قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّما النَّاسُ كالإِبلِ المئةِ، لا تَكادُ تجِدُ فيها راحِلةً".
قوله: "إنما الناسُ كالإِبلِ المئة"؛ يعني: صار الناس قليل المنفعة لا تجد في مئة رجل مثلًا رجلًا يعاونُك ويحفظُ سرَّك، كمئة من الإبل لا تجد فيها جَملًا أو ناقة تصلح لحمل أقمشتك.
روى هذا الحديث ابن عمر.
* * *
4126 -
وقالَ: "لَتَتَّبعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبلَكُمْ، شِبْرًا بشِبرٍ، وذِراعًا بذِراعٍ، حتَّى لوْ دَخَلوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبعتُموهم"، قيلَ: يا رسولَ الله! اليهودَ والنَّصارَى؟ قالَ: "فمَنْ؟ ".
قوله: "لتتَّبعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبلَكم"، (السَنَنَ): جمع سُنَّةٍ، وهي هنا: الرسم والعادة؛ يعني: لتفعل أمتي مثل ما فعلت الأمم الماضية من الأفعال القبيحة.
"شبرًا بشبر"، يريد بهذا الكلام: أنكم ستفعلون مثل فعلهم سواء بسواء "حتى لو دخلوا جحر ضب"، (الجحر): الثقبة، يريد بهذا اللفظ أيضًا: أنكم تفعلون مثل فعلهم.
"قيل: يا رسول الله! اليهود والنصارى": الذين نتبعهم هم اليهود والنصارى، أم قوم أخر؟
فقال صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ"؛ يعني: فَمَنْ هُمْ إن لم يكونوا اليهود والنصارى؛ يعني: الذين تتبعونهم هم اليهود والنصارى لا غيرهم.
روى هذا الحديث أبو سعيد.
* * *
4127 -
وقالَ: "يَذهبُ الصَّالِحونَ الأَوَّلُ فالأَوَّلُ، وتبقَى حُفالَةٌ كحُفالَةِ
الشَّعيرِ أو التَّمرِ، لا يُباليهِمُ الله بالةً".
قوله: "يذهبُ الصالحون"؛ أي: يموتُ الصالحون.
"الأوَّلُ فالأوَّلُ"؛ أي: قرنًا بعد قرن، حتى لا يبقى من الناس إلا جماعة أشرار لم يكن فيهم خير.
"كحفالة الشعير والتمر"، (الحُفَالة): ما يسقط من رديء الشعير والتمر.
"لا يباليهم الله بَالَةً"، (المبالاة): التحقير وعدم الالتفات إلى أحد، وعدم الخوف من أحد، ويعدى بالباء وبمن وبنفسه، يقال: لا أبالي بفلان، ولا أبالي من فلان، ولا أبالي فلانًا.
ومعنى الحديث: أن الله لا يعظمهم، ولا يكون لهم عند الله وقار.
روى هذا الحديث المِرْدَاسُ الأسلمي.
* * *
مِنَ الحِسَان:
4128 -
عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مشَتْ أمَّتي المُطَيْطِيَاءَ، وخدَمَتْهُم أبناءُ المُلوكِ، أبناءُ فارِسَ والرُّومِ، سَلِّطَ الله شِرارَها على خِيارِها"، غريب.
قوله: "إذا مَشَتْ أمتي المُطَيْطِياء"، (المُطَيْطِياء): التبختر، وهو منصوب على الحال، وهو حال معرفة بمعنى التنكير؛ نحو: لا إله إلا الله وحده، (وحده): منصوب على الحال وهو معرفة بمعنى التنكير؛ يعني: إذا صارت أمتي متكبرين وعظم ملكهم وأخذوا الفارس والروم، وخدمتهم أبناء ملوك الفرس والروم.
"سَلَّط الله شرارَها على خيارها"؛ يعني: جعل الله حُكْمَ الأمةِ بأيدي الظالمين، فيظلمون الصالحين ويؤذونهم، ويكون هذا نتيجة فساد بعض الأمة.
* * *
4129 -
عن حُذَيْفةَ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَقْتُلوا إِمامَكُمْ، وتَجْتَلِدُوا بأَسْيافِكُمْ، ويَرِثَ دُنياكُمْ شِرارُكُمْ".
قوله: "تَقْتُلوا إمامَكُم"؛ أي: حتى تقتلوا الخليفةَ والسُّلطانَ، وقد رأينا قَتْلَ المسلمين الخليفةَ المعتصم رحمه الله وذلك أن مقدمةَ الجيش [
…
] الكافر كانوا مسلمين حين قصدوا بغداد، وسمعنا أن جيشَ المسلمين بالغوا في تخريبِ بغداد وقتل أهلها، حتى قال واحدٌ من جيش المسلمين قتلتُ عددًا كثيرًا من العلويين من أهل بغداد.
"وتجتَلِدُوا بأسيافِكُمْ"، (الاجتلاد): المقاتلة؛ يعني: حتى يحاربَ بعضُ المسلمين بالسيوفِ بعضًا.
"ويَرِثَ دُنياكم"؛ يعني: يصيرُ الملكُ والمالُ في أيدي الكَفَرَةِ والظَلَمَةِ.
* * *
4130 -
وقالَ: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يكونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بالدُّنيا لُكَعُ ابن لُكَعٍ".
قوله: "أسعد الناس بالدنيا"؛ أي: أكثر الناس في أموال الدنيا، وأطيبهم عيشًا، وأكثرهم حكمًا.
"لُكَعُ بن لُكَعٍ"؛ أي: لئيم ابن لئيم.
روى هذا الحديث حذيفة.
* * *
4131 -
وعن مَنْ سَمِعَ عليَّ بن أبي طالِبٍ قال: إنَّا لَجُلوسٌ معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في المَسْجِدِ، فاطَّلعَ علينا مُصْعَبُ بن عُمَيْرٍ ما عليهِ إلَاّ بُردَةٌ لهُ مَرْقُوعَةٌ بفَرْوٍ، فلَمَّا
رآهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بكَى للَّذِي كانَ فيهِ مِنَ النِّعْمَةِ، والذي هُوَ فيهِ اليومَ، ثمَّ قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"كيفَ بكُمْ إذا غَدا أَحَدُكُمْ في حُلَّةٍ وراحَ في حُلَّةٍ، ووُضعَتْ بينَ يدَيْهِ صَحْفَةٌ ورُفِعتْ أُخرَى، وسَتَرْتُمْ بُيوتَكمْ كما تُستَرُ الكَعْبةُ؟ " فقالوا: يا رسولَ الله! نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خيرٌ مِنَّا اليومَ، نتفرَّغُ للعِبادَةِ، ونكُفَى المُؤْنةَ؟ قال:"لا، أنتُمُ اليومَ خَيْرٌ منكُمْ يَوْمَئِذٍ".
قوله: "كيفَ بكُمْ"؛ يعني: كيف الحال بكم؛ يعني: كيف يكون حالكم إذا كثرت أموالكم، ويلبسُ كل واحد منكم ثوبًا في أول اليوم، وثوبًا في آخره من غاية التنعم.
"الصَّحْفَة": القصعة.
"وسترتُمْ بيوتَكُمْ"؛ أي: تزينون بيوتَكُمْ بالثياب النفيسة مثل الحَجَلَةِ، والستر من غاية التنعم.
"ونُكْفَى المُؤْنَةَ"؛ أي: يُدفع عنا هَمُّ تحصيلِ القُوت، بل تكون أسبابنا مهيأة ونشتغل بالكلية بالعبادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا أنتم اليومَ خيرٌ منكم يومئذ"؛ يعني: ليسَ الأمرُ كما تظنون، بل أنتم اليوم خير؛ لأن الفقير الذي له كفاف خير من الغني؛ لأن الغني يشتغل بدنياه، ولم يكن له فراغ العبادة من كثرة اشتغاله بالمال.
* * *
4132 -
عن أنسٍ قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يأْتي على النَّاسِ زَمانٌ الصَّابرُ فيهِمْ على دينِهِ كالقابضِ على الجَمْرِ"، غريب.
قوله: "كالقَابضِ على الجَمر"، (الجَمْرُ): الحطب المحترق قبل أن تخبو ناره؛ يعني: كما أن أخذَ النار بالكفِّ شديدٌ، فكذلك الصبرُ مع أهل
ذلك الزمان شديدٌ.
* * *
4133 -
عن أبي هُريرةَ قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كانَ أُمَراؤُكُمْ خِيارَكُمْ، وأَغْنِياؤُكُمْ أَسْخِياءَكُمْ، وأُمورُكُمْ شُورَى بينكُمْ، فظَهْرُ الأَرْضِ خَيْرٌ لكُمْ مِنْ بَطْنِها، وإذا كانَ أُمَراؤُكُمْ شِرارَكُمْ، وأَغْنِياؤُكُمْ بُخَلاءَكُمْ، وأُمورُكُمْ إلى نِسائِكُمْ، فبَطْنُ الأَرْضِ خَيْرٌ لكُمْ مِنْ ظَهْرِها"، غريب.
قوله: "وأمرُكُم شورى بينكم"، (الشورى): المشورة؛ يعني: ما دمتم يُشاور بعضكم بعضًا في أموركم.
* * *
4134 -
عن ثَوْبانَ قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "تُوشِكُ الأُمَمُ أنْ تَتَداعَى عَلَيكُمْ كما تَتَداعَى الأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها"، فقالَ قائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قال: "بَلْ أنتُمْ يَوْمَئِذٍ كثيرٌ، ولكنَّكُمْ غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، ولَيَنْزِعَنَّ الله مِنْ صُدورِ عدُوِّكُم المَهابَةَ مِنْكُمْ، ولَيَقذِفَنَّ في قُلوبكُم الوَهْنُ". قالَ قائِلٌ: يا رسولَ الله! وما الوَهْنُ؟ قال: حُبُّ الدُّنْيا وكَراهِيَةُ المَوْتِ".
قوله: "يُوشِكُ"؛ أي: يَقْرُبُ.
"أن تداعى عليكم" أصله (تتداعى) فحذفت تاء الاستقبال؛ يعني: سيجتمعُ أعداؤكم على محاربتكم ويغلبوا عليكم.
(تَدَاعَى القومُ): إذا أقبلوا على شيء، و (تَدَاعَتِ الحيطان): إذا تساقطت.
"الأَكَلَةُ": جمع آكل.
"ولكنكم غُثاء"، و (الغُثاء): ما يكون فوق الماء مثل الحشيش والتبن؛