الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخميلة الثانية المشتملة على النثر المتوسط
الطبقة الأولى: من نثر الدر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأحبكم إلىّ وأقربكم منى مجالس يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون، ألا أخبركم بأبغضكم إلىّ، وأبعدكم منى مجالس يوم القيامة، الثرثارون المتفيقهون المتشدقون. ألا أخبركم بشراركم، من أكل وحده ومنع رفده وضرب عبده. ألا أخبركم بشر من ذلكم، من يبغض الناس ويبغضونه. «1»
الصديق رضى الله عنه: هذا ما عهد أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند آخر عهده بالدنيا وأول عهده بالآخرة فى الحال التى يؤمن فيها الكافر ويتقى الغاجر.
إنى استعملت عليكم عمر بن الخطاب، فإن برّ وعدل فذلك به ورأبى فيه، وإن جار وبدل فلا علم لى بالغيب والخير أردت، ولكل امرىء ما اكتسب وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون «2» .
الفاروق رضى الله: إنى خبرت الرجال فوجدتهم ثلاثة. رجل ينظر فى الأمور قبل أن تقع فيصدرها مصادرها، ورجل متوكل لا ينظر. فإذا نزلت به نازلة شاور
أهل الرأى وقبل قولهم، ورجل حائر بأمر لا يأمر رشدا ولا يطيع مرشدا، فهو من الهالكين الذين أسرتهم أهواؤهم وأوبقهم شهواتهم.
أبو السبطين رضى الله عنه: قال ابن عباس رضى الله عنهما: ما انتفعت بكلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتفاعى بكلام على عليه السلام.
كتب إلىّ: أما بعد، فإن المرء يسره درك ما لم يكن يفوته، ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه، فليكن سرورك بما أدركته من أمر أخراك، وليكن أسفك على ما فاتك منها، وما أتاك من الدنيا فلا تكن فيه مرحا فرحا، وما فاتك فلا تكن عليه جزعا. وليكن همك لما بعد الموت والسلام.
معاوية رضى الله عنه «1» : قال عند قدومه المدينة فى خطبة: أما بعد، فإنا قد قدمنا على صديق مستبشر وعدو مستنسر «2» ، وناس بين ذلك ينظرون وينتظرون فإن أعطوا منها رضوا، وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون، ولست أسع الناس كلهم، فإن تكن محمدة فلا بد من لائمة، فليكن لوما هونا، إذا ذكر غفر، وإياكم والعظمى التى إن ظهرت أوبقت، وإن خفيت أكمدت.
يزيد: كتب لأهل المدينة «1» : أما بعد، فإن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وإنى والله لقد لبستكم فأخلقتكم، ورفقت بكم فأخرقتكم، ثم وضعتكم على رأسى ثم على عينى ثم على فمى ثم على بطنى، وأيم الله لئن وضعتكم تحت قدمى لأطأكم وطأة أقل بها عددكم وأذل بها غابركم، وأترككم أحاديث تنسخ فيها أخباركم مع أخبار عاد وثمود.
ابنه معاوية: أما بعد، أيها الناس، فإن هذه الخلافة حبل الله نازعها يزيد بن معاوية ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فنضب عمره، وانبتر عقبه، وإنى لم أذق حلاوتها، ولا أتقلد لكم مرارتها.
فدونكم وإياها متروكة ذميمة.
عبد الملك «2» : خطب بالمدينة فقال: يا معشر قريش، وليكم عمر بن الخطاب فكان مغلظا لكم مضيّقا عليكم فسمعتم له وأطعتم، ثم وليكم عثمان فكان سمحا كريما فقتلتموه، وبعثنا إليكم مسلما «3» فقتلكم يوم الحرة، فنحن نعلم أنكم لا تحبوننا أبدا وأنتم تذكرون يوم الحرة، ونحن لا نحبكم أبدا ونحن نذكر مقتل عثمان.
المنصور «4» : بعد قتل أبى مسلم: أما بعد، أيها الناس، فإنه
من نازعنا عروة هذا القميص أوطأناه خبء هذا العمل، وإن عبد الرحمن بايعنا وبايع لنا، على أنه نكث بنا فقد حل دمه. ثم نكث بنا فحكمنا فيه لأنفسنا حكمه على غيره لنا، ولم تمنعنا رعاية الحق له من إقامة الحد عليه.
الرشيد: وقد شغب الجند ثم سكتوا بعد إيقاع بهم:
أما بعد، فقد كان لكم ذنب ولنا عتب، وكان منكم اصطلام ومنا انتقام، وعندى بعد هذا لكم التنفيس عن المكروبين، والتفريج عن المغمومين والاحسان إلى المحسنين، والتغمد لإساءة المسيئين، ولا يكفر لكم بلاء، ولا يحبس عنكم عطاء، وعلىّ إن شاء الله بذلك الوفاء.
الأمين: كتب إلى طاهر وهو محاصر له: أما بعد، فإن الأمر خرج بينى وبين أخى إلى هتك الستور، وكشف الحرم. ولست آمن أن يطمع فى هذا الأمر السحيق البعيد لشتات ألفتنا واختلاف كلمتنا، وقد رضيت أن تكتب لى أمانا لأخرج إلى أخى به، فإن تفضل على فأهل ذلك، وإن قتلنى فمروة كسرت مروة، «1» وصمصامة قطعت صمصامة، ولأن تقهر سنّى السبع أحب إلىّ من أن تنبحنى الكلاب.