الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الرابعة: من الحكايات القصار- نثر الدر
«1»
ا- أهدى نعيمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرّة عسل اشتراها من أعرابى بدينار، وأتى به إلى باب النبى صلى الله عليه وسلم، وقال: خذ الثمن من ها هنا.
فلما قسمت الجرة نادى الأعرابى: ألا اعطنى ثمن عسلى. فقال صلى الله عليه وسلم: احدى هنات نعيمان. وسأله لم فعلت هذا؟ فقال: أردت برّك ولم يكن معى شىء، فتبسم صلى الله عليه وسلم وأعطى حقها.
ا، ب سليمان عليه السلام شكا إليه رجل من بنى اسرائيل أن جارا من جيرانه سرق له إوزّة. فنادى الصّلاة جامعة، فحضروا، وقام خطيبا، وقال: ما بال أحدكم يسرق إوزة جارة ثم يجىء إلى الصلاة وبعض ريشها فوق رأسه. فمدّ ذلك السارق يده إلى رأسه فألزمه بها.
اعمر رضي الله عنه قال عبد الرحمن بن عوف: أتيت منزله، فسمعته ينشد بالرّكبانية!
وكيف ثوائى بالمدينة بعد ما
…
قضى وطرا منها جميل بن معمر
فلما استأذنت عليه. قال لى: سمعت ما قلت؟ قلت: نعم. قال: إنا إذا خلونا قلنا ما يقول الناس فى بيوتهم، وكل امرىء فى بيته صبى.
اعثمان رضي الله عنه أتاه رجل فقال: إن قوما اجتمعوا فى المكان الفلانى على فاحشة [فقال عثمان]«2» أنا الآن فى إخراج هذه الصدقة، فقال: استنب عليها لئلا يفوتك تغيير المنكر. فلم يسعه- إلا أن يمشى مع الرجل فوجد القوم قد تفرقوا، فحمد الله وأعتق رقبة.
اعلى رضي الله عنه قال بعضهم: رأيته بالكوفة وقد اشترى تمرا، فجعله فى طرف ردائه، فتبادره الناس وقالوا: يا أمير المؤمنين إنا نحمل عنك. فقال: ومن يحمل عنّى يوم القيامة، دعونى فصاحب العيال أحقّ بخدمتهم.
معاوية بلغه أن ابنته امتنعت على ابن عامر فى الافتضاض فمشى إليها وفى يده مخصرة، فجعل ينكت فى الأرض ويقول:
من الخفرات البيض أمّا حرامها
…
فصعب وأمّا حلّها فذلول
وخرج ودخل ابن عامر، فلم تمتنع عليه.
ا، ب يزيد: ابنه دخل عليه عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، إن لك أرضا بوادى القرى ليست لها غلة، فإن رأيت أن تأمر لى بها. فقال: إنا لا نخدع عن الصّغير ولا نبخل بالكبير وقد وهبتها لك. فلما ولىّ قال: يزعم أهل الكتاب أن هذا يرث ما نحن فيه فإن كان حقّا فقد صانعناه وإلا فقد وصلناه ا، ب عبد الملك دخل عليه الشّعبى: فخطّأه فى مجلس واحد ثلاثا، سمع منه حديثا فقال: اكتبنيه فقال نحن معاشر الخلفاء لا نكتب أحدا شيئا. وكنىّ رجلا. فقال لا تكنّى الرجال فى مجالسنا. ودخل الأخطل فدعوا له بكرسىّ، فقال من هذا يا أمير المؤمنين. فقال الخلفاء لا تسأل.
ا، ب هشام- أراد أن يخرج من دمشق لأنها وبيئة، وعزم على بنيان مدينة فى بريّة حلب،
فقيل له: يا أمير المؤمنين، إن الخلفاء لا يطعنون. فقال: أنتم تريدون أن تجربوا علىّ، ثم خرج عنها، وبنى مدينة الرّصافة، وسكنها إلى آخر عمره.
ا، ب المهدى:
جزع على جاريته «رخيم» لما ماتت جزعا شديدا، فكان يأتى للمقابر ليلا يبكى فكتب إليه أبوه المنصور: كيف ترجو أن أوليك عهد الأمة وأنت تجزع على أمة فجاوبه! يا أمير المؤمنين، إنى لم أجزع على قيمتها وإنما جزعت على شيمتها.
ا، ب الرشيد:
أنشده منصور النميرى شعرا فيه نيل من العلويين والزيديين. فقال له: وما تولّعك بذكر قوم لا ينالهم ذمّ إلا شاطرتهم فيه. لا تعد لمثلها، فإنما نفارقهم فى الملك وحده، ثم لا افتراق فى شىء بعده.
االأمين:
وصف فى مجلس طاهر بأنه كان مضعوفا فقال: تضعفونه وقد كتب إلىّ بخطه وقد أخذت بمخنقه: اعلم يا طاهر أنه ما قام لنا قائم بحق فتمّم لأحدنا أمره إلا كان السيف جزاه منه. فانظر لنفسك، أودع. فو الله لقد قدح بقلبى نارا من الحذر لا تخمد أبدا.
ا، ب المأمون:
تحدث المأمون يوما فضحك اسحق بن ابراهيم المصعبى «1» . فقال له: اسحق، أوهّلك لشرطتى- وتفتح فاك من الضحك. خذوا سواده وسيفه. ثم قال: أنت بمجلس الشراب أشبه، ضعوا منديلا على عاتقه. فقال: أقلنى يا أمير المؤمنين. قال أقلتك. فما ضحك بعدها.
االمقتدر:
كتب عنه كتاب إلى ملك الروم وقّع فيه: إن قربت من أمير المؤمنين قرب منك
وإن بعدت عنه بعد ذلك. فقال: ما حاجتى إلى أن أقرب منه أكتب له: إن قربت من أمير المؤمنين قربك، وإن بعدت عنه بعّدك.
ا، ب المقتفى:
أمر لفقيه خراسانى بدار وبجارية تجمع بين خدمته وأنسه، فذكر للقاضى ابن المرخّم أن الجارية وقعت بقلبه حتى تسلّى بها عن أهله، وأن الدار ضيّقه. وكان القاضى معتنيا بشأنه فجعله يرفع ذلك فى قصة وقع عليها الخليفة: سمّ الخياط. مع المحبوب ميدان.
االمستنصر:
كان حاجب الباب تفّرق بين يديه الرسوم الرجبّيّة. فجاءت نوبة امرأة نودى باسمها فشهد الشهود أنها تعرف بذلك. فأخذت خمسين دينارا. ثم جاءت صاحبة الرسم، فذكرت أن الأولى وافقت ما تعرف به، فطولع بذلك الخليفة. فقال: صاحبة الرسم تأخذ ما أثبتنا لها، والأخرى يجرى لها ما رسمه الله سبحانه لها فى كل رجب.