الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الثانية: من النثر المتوسط من الكوكب الدرى
.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وقلب نشأ فى عبادة الله، ورجل قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابّا فى الله اجتمعا على ذلك وتفرقا، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته ذات حسن وجمال فقال إنى أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه «1» .
على رضى الله عنه: فى خطبة «2» : أيها الناس المجتمعة أبدانهم، المختلفة أهواؤهم، كلامكم يوهى الصم الصلاب، وفعلكم يطمع فيكم عدوكم، تقولون فى المجالس كيت وكيت، فإذا جاء القتال قلتم حياد حياد، ما عزّت دعوة من دعاكم، ولا استراح قلب من قاساكم، أعاليل بأضاليل، أى دار بعد داركم تمنعون، أم مع أى إمام بعدى تقاتلون، المغرور والله من غررتموه، ومن فاز بكم فاز بالسهم الأخيب.
عبد الله بن معاوية الجعفرى «3» : أما بعد فقد عاقنى الشك فى أمرى عن عزيمة الرأى فيك، ابتدأتنى بلطف من غير خبرة، ثم أعقبتنى جفاء من غير ذنب، فأطمعنى أولك فى إخائك، وأيأسنى آخرك من وفائك، فلا أنا فى غير الرجاء مجمع لك اطراحا، ولا أنا فى غد وانتظارى منك [على ثقة]«4» فسبحان من
لو شاء كشف بإيضاح الرأى عن عزيمة الشك «1» فيك، فأقمنا على إئتلاف وافترقنا على اختلاف.
داود بن على العباسى «2» : خطب فى أول دولتهم بعد مقتل مروان فقال:
شكرا شكرا، إنا والله ما خرجنا لنحفر فيكم نهرا، ولا لنبنى قصرا، أظنّ عدو الله أن لن نظفر به، أرخى له فى زمامه حتى عثر فى فضل خطامه، فالآن عاد الأمر فى نصابه، وطلعت الشمس من مطلعها، والآن أخذ القوس باريها، وعادت النبل إلى النزعة، ورجع الحق إلى مستقره، فى أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وسلم، أهل الرأفة والرحمة، وإن الملك لفرع نبعة نحن أفنانها، وذروة هضبة نحن أركانها.
أخوه سليمان»
: قال فى خطبته: ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون. قضاء فصل، وقول مبرم. فالحمد لله الذى صدق وعيده، وأنجز وعده. وبعدا للقوم الظالمين الذين اتخذوا الكعبة غرما، والدين هزؤا، والفىء إرثا، والقرآن عضين، لقد حاق بهم ما كانوا به يستهزءون فكأيّن ترى من بئر معطلّة، وقصر مشيد، ذلك بما قدمت أيديهم. وما الله بظلام للعبيد.
ابن أخيه العباس بن محمد «4» : قال لمعلم ولده: إنى قد كفيتك أعراقهم.
فاكفنى آدابهم، اغذهم بالحكمة فإنها ربيع القلوب، وفقّهم النسب والخبر فإنه أفضل علم الملوك، وأيدهم بكتاب الله تعالى فإنه قد خصهم ذكره، وعمهم رشده، وكفى بالمرء جهلا أن يجهل فضلا عن أحد، وخذهم بالإعراب فإنه مدرجة البيان، وفقهم فى الحلال والحرام فإنه حارس من أن يظلموا، ومانع من أن يظلموا.
ابن أخيه عيسى بن موسى «1» : كتب لعمه المنصور حين هدده أهل خراسان بالقتل إن لم يخلع نفسه من العهد: «2» لو سامنى غيرك ما سمتنى يا أمير المؤمنين لما استنصرتك عليه، ولا استشفعت بك إليه حتى يقر الحزم قراره، وينزل الحق منزله. ونحن أول دولة يستن بعملنا، وينظر إلى ما اخترناه منها، وقد استعنتك على قوم لا يعرفون الحق معرفتك، ولا يلاحظون العواقب ملاحظتك، فكن لى عليهم نصيرا، ومنهم مجيرا، يجزك الله خير جزائه عن صلة الرحم، وقطع الظلم إن شاء الله.
ابن عمه عبد الملك بن صالح «3» : كتب للرشيد مع فاكهة فى أطباق خيزران:
أسعدك الله يا أمير المؤمنين وأسعد بك. دخلت بستانا لى، أفادنيه كرمك، وغمرته لى نعمتك، وقد أينعت أشجاره، وأتت ثماره، فوجهت إلى أمير المؤمنين كل شىء شيئا على الثقة والإمكان، فى أطباق قضبان، ليصل إلىّ من بركة دعائه مثل ما وصل إلىّ من بركة عطائه، فهو أهل لكل إحسان وكل امتنان، وكنا بالقضبان عن الخيزران. فاستحسن الرشيد ذلك، إذ اسم امه الخيزران.
عمرو بن سعيد «1» : كتب إلى عبد الملك بن مروان: استدراج النعم إياك أفادك البغى، ورائحة القدرة أورثتك الغفلة، فزجرت عما واقعت مثله، وندبت إلى ما تركت سبله ولو كان ضعف الأسباب يؤيس الطالب، ما انتقل سلطان، ولا ذل عزيز، وعزّ ذليل، وعما قليل، تتبيّن من صريع بغيه، وأسير غفلته والرحم تعطف على الإبقاء عليك مع أخذك «2» ما غيرك أقوم به منك.