الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأبيات الاحدى عشرية
فى مقطوعات من قصائد أخوانيات، وكلها مما خاطبنى فيه أخوان الصفاء والاحسان، فيما تجولت فيه من البلدان ا، ب النور الأسعردى «1» كتب إلىّ من دمشق إلى حلب قصيدة منها:
إليك حنينى لا إلى الكأس والصّبا
…
وما زال دهر قد قطعناه من ذكر
ولطفك يقضى. أن تكون ببلدة
…
حكت جنّة الرّضوان قبل مدى الحشر
وأين قويق من مقاسم أنهر
…
على درر الحصباء قد أصبحت تجرى
فديتك لا تهمل حقيق نصيحتى
…
وكن لا محا بين النّجوم سنا البدر
أجلّق فى الدّنيا فيختار غيرها
…
وما هى لى أرض ولكن سبت فكرى «2»
وما زلت مختارا لأهل مودّتى
…
جميع الذى أختار من تحف الدّهر «3»
أتصبر عن أرض ينوح حمامها
…
غراما وتختال الغصون من السكر
يمرّ اختلاسا فى رباها نسيمها
…
فأحسبه من روضها سارق النّشر
لدى عذب الأغصان فوق فوارس ال
…
حمام وموج النهر كالجحفل المجر «1»
وقد ألبسته الرّيح محكم سردها
…
وألقت عليه الشّمس درعا من التبر
إذا لم أضع عمرى على رغم حاسد
…
بنيل المنى فيها فواضيعة العمر
ا، ب أيدمر التركى «2» كتب إلىّ من مصر بإشارة سيدى وزير الجزيرة محيى الدين بن ندا وهو أحد المنعمين- أحسن الله إليه. «3»
يا رافعا للمعالى راية الأدب
…
حتى متى لا تزال الدّهر فى حلب
من كان مثلك لم تقعده همته
…
بالفضل والجد والتّشمير فى الطلب
ولا يزال كطير الدّوح منتقلا
…
بين المناهل والأدواح فى طرب
قضيت مهنة أرض الشام فاثن إلى
…
مصر العتاق وجدّد عهد مغترب
واذكر معاهد قضّيبنا أصائلها
…
بين المذانب والأغصان والكتب
فكم لنا بذرى الأهرام من نزه
…
أبدى لنا الدهر منها كلّ ذى عجب
والصالحيّة حيث النّهر عانقها
…
كم قد قطعناه من جدّ ومن لعب
وعطفة النّيل من روض القلانش فى
…
عطف لنا بعد فصل الوصل عن كثب
وبركة الفيل لا تنسى لياليها
…
والشمع فيها يضاهى زينة الشّهب
سقى ديارك ما يروى معالمها
…
من عامر الفضل أو من هاطل السحب
ولا يزال طراز الملك يلمح من
…
نعمى حلاك مدى الأيام والحقب
ا، ب أبو العباس الغسانى «1» : كتب إلى من حضرة تونس إلى المشرق قصيدة منها هذه القلائد «2»
يا نازحا عنى أجب كتبى كما
…
صدح الحمام إذا الحمام ترنّما «3»
وأجل جفونك فى سطور لم تكد
…
لولا تصعّد زفرتى أن تفهما
بالله طارحنى الحديث فإننى
…
أهوى حديثك مفصحا ومجمجما
واستبق بالنجوى الخفيّة بعض ما
…
أبقيت لى إذ لم تدع إلا ذما
باق على حفظ الوداد وطالما
…
أمسى بأيدى الحادثت مقسّما
أتراك عن نادى السّرور سلوت أم
…
ما زلت مثلى فيه صبّا مغرما
نتجاذب الأشواق قلبى كلما
…
أبصرت فيه مكانك المتوهّما
ويطول ردّى للكئوس تذكّرا
…
فإذا شربت شربت فيها علقما
إذ ليس يعذب مورد حلّئت عن
…
أرجائه ولو ان أموت من الظّما
ويحا لهذا الدّهر فوّق أسهما
…
للحادثات فكنت أول من رما
ما كان يقنعنا التواصل دائما
…
فاليوم يقنعنا الخيال مسلّما
ا، ب فجاوبته:
أطلعت فى ليل التّشوّق أنجما
…
لما بعثت مسائلا ومسلّما
لولا كتابك ظلت فيه حائرا
…
حيث اتجهت رأيت جنحا مظلما
وافى وأفقى حالك فأناره
…
وأوام شوقى مؤلمّ فشفى الظّما
أودعته قلبى ففاح نسيمه
…
فكأنما نور بجمر ضرّما
فرددته فى ناظرى فكأنما
…
زهر الرّياض سقيته ماء السّما
فرددته فى مسمعى فكأنما
…
طير أمال الغصن حين ترنّما
عهدى بصدرك مثل بحر زاخر
…
لا غرو أن أرسلت درّا نظّما
عهدى بكفّك مثل غيث هاطل
…
لا غرو أن أهديت زهرا نمنما
إيه أبا العباس بعدك لم أزل
…
مهما تدر مشمولة متجّهما
متمنّعا من شربها إذ خلتها
…
سمّا إذا ما خلت كأسك علقما
ولقد بكيث فلم أجد فى الجفن ما
…
أبكى به إن كنت أبكيت الدّما
اابراهيم بن سهل الاسرائيلى: «1» : كتب إلىّ من أشبيلية إلى الجزيرة الخضراء
قل لمن أسهر بالبين الجفون
…
مثلك الإصبار «2» عنه لا يكون
- خفق النهر بحرصى بعد ما
…
بنت والطير بدت منها شجون
والليالى بعد ما كنّا بها
…
فى نهار ألبست داجى الدّجون
يا أخا الفضل ويا ربّ العلى
…
والمعانى الغرّ فى تلك الفنون
أين عيشى بك فى ظلّ المنى
…
فى فنون دائمات وفتون
بخليج لم تزل تجرى به
…
قصب السّبق بغايات المجون
حيث مدّ النهر منه معصما
…
يتمنىّ لثمه زهر الغصون
وجرى الظّلّ عليه سجسجا
…
مثل ما أبصرت كحلا فى العيون
أترى الخضراء تنسى مثله
…
رجّم الإخوان فى هذا الظّنون
ينقضى العام ويتلو آخر
…
والنّوى لا ينقضى، هذا جنون
إن أساء الخلّ منه أدبا
…
فبفرط الشّوق والوجد يهون