الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النصارى. فهم يتعرضون معهم لقضية الإيمان بالله ويلمسونها لمسا خفيا حيث لا يجرح مشاعرهم، فلا يذكرون كلمة الإسلام حتى لا يتهموا بالتعصب، ولا يذكرون القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا يغضب هؤلاء النصارى منهم. إن كل الدول في عصرنا الحاضر التي توجد فيها الأقليات الدينية تنهج هذه السياسة في إذاعتها المرئية والمسموعة والمقروءة. ويسمون هذا دعوة في الحكمة والموعظة الحسنة.
إن الإعراض عن المشركين يعني فكرتين في وقت واحد.
الفكرة الأولى: المسيرة بالدعوة من الداعية وإيضاح معالمها غير عابىء بغضب حصومها أو مشاعرعهم أو آرائهم.
الفكرة الثانية: عدم مواجهة أذاهم المادي والمعنوي، ومحاولاتهم تجريحه والنيل منه والهزء به ممثلا في قول الله عز وجل.
{سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين .. (1)} .
{وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما .. (2)} .
السمة الثالثة
معالم الدعوة الجديدة
فالخطوط العريضة الأساسية لهذا الدين الجديد هي:
الإيمان بالله الواحد. الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم.
الإيمان باليوم الآخر.
هذه هي الخطوط العريضة التي تم التركيز عليها طيلة هذه المرحلة، وهي منطلقات الدعوة الرئيسية في الإعلان الأول للدعوة في هذه الدنيا، وفي
(1) سورة القصص الآية 55.
(2)
سورة الفرقان الآية 63.
خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهله: الحمد لله أحمده واستعينه، وأومن به، وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..
إن الرائد لا يكذب أهله، والله الذي لا إله إلا هو ..
وهكذا توضح الخط الأول.
أما الخط الثاني فهو:
إني رسول الله إليكم خاصة، وإلى الناس عامة.
أما الخط الثالث فهو:
والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، وإنها الجنة أبدا أو النار أبدا ..
وبقيت هذه الخطوط هي المحور الأساسي للدعوة وهي مشعل الحرب كذلك.
فلو قفزنا قرابة عشرين عاما إلى الأمام، وانتقلنا لصلح الحديبية.
لوجدنا طبيعة المعركة لم تتغير، ومحور الخلاف لم يتبدل. رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم.
فيعترض سهيل بن عمرو عليه قائلا: لا والله لا نؤمن بالرحمن. أكتب باسمك اللهم.
رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يكتب. هذا ما عاهد عليه محمد رسول الله.
فيعترض سهيل بن عمرو قائلا: لو آمنا بك رسولا ما قاتلناك. أكتب اسمك واسم أبيك. بينما نرى اليوم في جيلنا المنكود، وفي أمتنا التي استبدلت القومية بالدين نجد كل إعلام هذه الأمة ينصب على كل شيء عدا هذه المحاور الثلاثة.
إن اللواء المرفوع والفكر المطروح عند دعاة القومية المعتدلين، وهو الفكر الذي يلقن للطلبة في المدارس، ويقدم للبشرية في وسائل الإعلام وهو فكرة الإيمان بالله.
وليست فكرة الإيمان بالله الواحد. حتى يرضى النصارى واليهود