الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ماذا نعني بالمنهج الحركي
المعني به هو: الخطوات المنهجية التي تحرك بها النبي صلى الله عليه وسلم منذ بعثته حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى. وهذا يقتضي منا متابعة المراحل خطوة فخطوة، لنكون على بينة من أمرنا، ونحن نتابع السير في حركتنا الإسلامية، فنقتفي خطى حركته عليه الصلاة والسلام انطلاقا من قول الله عز وجل:
{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
…
(1)} ولا شك أن متابعة هذه الخطوات والمراحل هو أمر تعبدي قبل كل شيء، نصل به إن اقتدينا بهداها إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى.
وهو من جهة ثانية تبصرة للحركة الإسلامية في خطها السياسي للوصول إلى أهدافها في إقامة حكم الله في الأرض.
ونعتقد أن هذا المنهج الحركي هو رباني التوجيه، فالله تعالى يسدد نبيه في خطواته كلها. وليس هو وليد رد الفعل من الظروف الطارئة التي تواجهه.
وبعد هذه التوطئة البسيطة يمكننا أن نتصور المراحل المتتابعة لهذا المنهج، وسمات كل مرحلة على حدة دون أن نخوض في تفاصيل أحداث السيرة النبوية إلا بمقدار ما تقتضيه الضرورة في إيضاح هذه المراحل وسماتها.
أما المراحل التي نتصورها لهذا المنهج، فيمكن أن تحدد في خمس مراحل
(1) سورة الأحزاب الآية 21.
ونطلق عليها اصطلاحا التسميات التالية، ولا مشاحة في الاصطلاح:
المرحلة الأولى: سرية الدعوة وسرية التنظيم.
المرحلة الثانية: جهرية الدعوة، وسرية التنظيم.
المرحلة الثالثة: إقامة الدولة.
المرحلة الرابعة: الدولة وتثبيت دعائمها.
المرحلة الخامسة: انتشار الدعوة في الأرض.
وإذا كان لنا أن نحدد بداية كل مرحلة، ونهايتها، فإننا نجد ما يلي:
1 -
سرية الدعوة: وتبدأ من البعثة النبوية إلى نزول قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين (1)} .
2 -
جهرية الدعوة، وسرية التنظيم: وتنتهي في العام العاشر للبعثة.
3 -
مرحلة إقامة الدولة: وتنتهي في بداية العام الأول للهجرة.
4 -
مرحلة تأسيس الدولة: وتنتهي بصلح الحديبية.
5 -
مرحلة انتشار الدعوة في الأرض: وتنتهي بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. وغني عن البيان أن نهاية كل مرحلة هي بداية المرحلة التي تليها. ولنبدأ الطريق مع أول مرحلة.
(1) سورة الشعراء الآية 214