الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غير إسلامي ابتداء - هي خير للحركة الإسلامية من الديكتاتورية الطاغية، هي مناخ ملائم لتفريخ الدعوة وانتشارها، إنها وهي نظام جاهلي، أجدى على المسلمين من أي نظام جاهلي آخر. وهي تضمن عادة حرية التعبير عن الرأي وحرية العقيدة، أو بتعبير آخر حرية العبادة وحرية الدعوة.
والذي يراجع رصيد الحركة الإسلامية المعاصر يلاحظ أنه ما من فترة أعطيت فيها الحرية للأمة إلا وصار الشارع إسلاميا، والجامعة إسلامية، ووصل الإسلام إلى السيطرة على كل مرافق الأمة. وما يكاد الإسلام يصل إلى الحكم عن هذا الطريق إلا ويقوم انقلاب عسكري يكمم الأفواه، ويزج بالناس في المعتقلات والسجون، وتبدأ حمامات الدم لشباب الإسلام. إن كلمة الرسول صلى الله عليه وسلم الخالدة:(إن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد) هي معلم من معالم الحركة الإسلامية، وخطوة أساسية من خطوات هذا المنهج. تعين الحركة على مواجهة المجتمع القائم، وتفتح لها أبواب الانطلاق الإسلامي العظيم للدعوة في سبيل الله.
السمة السابعة عشرة
المحاولة السلبية من العدو في المواجهة
وقد عدد أنواعا منها العلامة المباركفوري نذكرها نقلا عنه:
1 -
السخرية والتحقير، والاستهزاء والتكذيب والتضحيك، قصدوا بها تخذيل المسلمين، وتوهين قواهم المعنوية، فرموا النبي صلى الله عليه وسلم بتهم هازلة، وشتائم سفيهة
…
2 -
تشويه تعاليمه وإثارة الشبهات، وبث الدعايات الكاذبة، ونشر الإيرادات الواهية حول هذه التعاليم، وحول ذاته وشخصيته، والإكثار من كل ذلك بحيث لا يبقى للعامة مجال في تدبر دعوته
…
3 -
معارضة القرآن بأساطير الأولين، وتشغيل الناس بها عنه .. فلقد ذهب
النضر بن الحارث إلى الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم، واسفنديار. فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا للتذكير بالله، والتحذير من نقمته خلفه النضر، يقول: والله ما محمد بأحسن حديثا مني، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسفنديار، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثا مني.
4 -
مساومات حاولوا بها أن يلتقي الإسلام والجاهلية في منتصف الطريق بأن يترك المشركون بعض ما هم عليه، ويترك النبي صلى الله عليه وسلم بعض ما هو عليه {ودوا لو تدهن فيدهنون} (1) و {قل يا أيها الكافرون
…
(2)} (3) وهذه النماذج نذكرها لأنها تتكرر مع الدعوة في كل جيل، والحركة الإسلامية بحاجة إلى التعرف على هذه المحاولات حتى لا يفت في عضد الدعاة وهم ينالون أنواع الحرب النفسية من الاستهزاء والتبكيت والسخرية، يتهمونهم في عقولهم أنهم رجعيون جامدون، ومتعصبون متخلفون، وأنهم ينتمون إلى عصر الجمل وعصر الخيام والصحراء، بل يتهمونهم بالتخلف العقلي، فلهؤلاء الدعاة أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اتهمه قومه بالجنون، وهو سيد ولد آدم. {ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون (4)} . ويتهمونه بالكذب، وهو الذي لم تعرف البشرية له مثيلا في الصدق، وبشهادتهم هم: ما جربنا عليك كذبا. ووسائل الإعلام الجاهلية اليوم تتهم دعاة الإسلام بأنهم متآمرون وبأنهم لا أخلاقيون وبأنهم كاذبون.
والنوع الآخر الذي يتلقاه الدعاة من أعدائهم مر تشويه المبادىء، وتقديمه بأسوأ صورة للناس، خاصة ووسائل الإعلام اليوم في كل يوم تقدم سموما حول هذا الدين. وفي أحسن الأحوال يقدمون الإسلام على أنه صالح في مرحلة سابقة من التاريخ، وأنه قدر الأمة العربية فيما مضى، أما اليوم فالعصر عصر القوميات، وعصر الاشتراكية العلمية، وعصر التقدمية
(1) القلم / 9.
(2)
سورة الكافرون.
(3)
الرحيق المختوم للمباركفوري باختصار 94 - 96.
(4)
القلم / 1 - 3