الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عُمَرُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ مَسْأَلَةً ولا أوجز من ضمام من ثَعْلَبَةَ. الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ ضَعِيفٌ [1] . وقصّة ضمام فِي الصَّحيحيْن من حديث أَنَس [2] .
[الجَارُود بْن عَمْرو]
قَالَ ابن إِسْحَاق [3] :
وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الجارود [125 أ] بْن [عَمْرو][4] أخو بني عَبْد القَيْس [5] .
قَالَ عَبْد الملك بْن هشام [6] : وكان نَصْرانِيًّا، فدعاه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَام. فقال: يا مُحَمَّد، تَضْمن لي ديني؟ قَالَ:«نعم، قد هداك اللَّه إلى ما هُوَ خيرٌ منه» . قَالَ: فأسلم، وأسلم أصحابه.
[وفدُ بَني حَنِيفَة]
قَالَ ابن إِسْحَاق [7] : وقدِم عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وفد بني حنيفة [8] ، فيهم مُسَيْلمَة بْن حُبَيْب
[1] انظر عنه: التاريخ الصغير 147، التاريخ لابن معين 2/ 94، المجروحين لابن حبّان 1/ 223، المغني في الضعفاء 1/ 421- 143 رقم 1245، الكاشف 1/ 139 رقم 877، ميزان الاعتدال 1/ 440 رقم 1638، تهذيب التهذيب 2/ 153 رقم 261.
[2]
أخرجه البخاري في كتاب العلم (1/ 23) باب القراءة والعرض على المحدّث، ومسلم في كتاب الإيمان (23/ 17) باب الأمر بالإيمان باللَّه تعالى ورسوله وشرائع الدين.
[3]
الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 210، وتاريخ الطبري 3/ 36.
[4]
سقطت من الأصل، والمثبت من:(ع) و (ح) وسيرة ابن هشام.
[5]
بنو عبد القيس بن أفصى، وهم قبيلة عظيمة من العدنانية كانت مواطنهم تهامة. (معجم القبائل 2/ 726) .
[6]
السيرة 4/ 410.
[7]
الخبر في السيرة ابن هشام 4/ 210 وتاريخ الطبري 3/ 137، وانظر طبقات ابن سعد 1/ 316.
[8]
بنو حنيفة بن لجيم، من بكر بن وائل من العدنانية، كانت تقطن اليمامة (معجم قبائل العرب 1/ 312) .
الكَذَّاب، فكان مَنْزَلهم [1] فِي دار بِنْت الحارث الأنصارية. فحدّثني بعض علمائنا أنّ بني حَنِيفَة أَتَتْ بِهِ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَسْتُرُه بالثّياب، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالسٌ مَعَ أصحابه معه عَسِيبُ نخلٍ فِي رأسه خُوصاتٌ. فلمّا كَلَّم النّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لو سألتني هذا العَسيبَ ما أعطيتُكَهُ» . قَالَ ابن إِسْحَاق [2] : وحدّثني شيخٌ من أهُل اليمامة أنّ حديثه كَانَ عَلَى غيرَ هذا، زَعَم أنّ وفد بني حنيفة أَتَوْا رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وخلَّفوا مُسَيْلِمَة فِي رحَالِهم، فلمّا أسلموا ذكروا لَهُ مكانه فأمر لَهُ رَسُول الله صلى اللَّهِ بمثل ما أمر بِهِ لهم، وقال: «أمَا إنه ليس بأشرِّكم مكانًا، يعني حِفْظَهُ ضيعة [3] أصحابه. ثم انصرفوا وجاءوه بالذي أعطاه. فلمّا قدِموا اليمامة ارْتَدَّ عَدُوُّ اللَّه وتَنَبَّأَ، وقال: إنّي أُشْرِكتُ فِي الأمر مَعَ مُحَمَّد، ألم يقل لكم حين ذكرتموني لَهُ أما إنه ليس بأشرِّكم مكَانًا؟ وما ذَلِكَ إلّا لِما يعلم أنّي قد أُشركت معه. ثمّ جعل يَسْجَع السَّجعات فيقول لهم فيما يَقُولُ مُضاهاةً للقرآن: لقد أنعم اللَّه عَلَى الْحُبُلِىِّ، أخرج منها نَسَمةً تَسْعَى، من بين صِفاقٍ [4] وحَشى. ووضع عَنْهُمْ الصلاة وأحلّ لهم الزِّنا والخمر. وهو مَعَ ذَلِكَ يشهد لرَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نبيّ. فأَصْفَقَتْ [5] معه بنو حَنِيفة عَلَى ذَلِكَ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، ثنا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ مُسَيْلَمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يقول:
[1] في النسخ الثلاث: منزلتهم. وأثبتنا نص ابن هشام. والمنزل: النزول.
[2]
السيرة 4/ 210، تاريخ الطبري 3/ 137- 138.
[3]
في الأصل: «صنعة» ، والتصحيح من ع، ح.
[4]
الصفاق: الجلد الأسفل تحت الجلد الّذي عليه الشعر، أو ما بين الجلد والمصران، أو جلد البطن كله.
[5]
أصفقت: أجمعت.
إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِنْ بَعْدُ اتَّبَعْتُهُ. وَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ. فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ النّبيّ قِطْعَةُ جَرِيدٍ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلَمَةَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «إِنْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أعطيتكها.
ولن تعدو أمر الله فيك [1] ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ. وَإِنِّي أُرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ، وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ يُجِيبُكَ عَنِّي» . ثُمَّ انْصَرَفَ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ» ، فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«بينا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتَ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ مَنْ بَعْدِي» . قَالَ: فَهَذَا أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ صَاحِبُ [125 ب] صَنْعَاءَ، وَالْآخَرُ مُسْيَلِمَةُ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ، أَخْرَجَاهُ [2] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أُتِيتُ بِخَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ [3] مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ أُنْفُخَهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا، فَذَهَبَ، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا، صَاحِبَ صَنْعَاءَ وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وقال (خ) : ثنا الصّلت بْن مُحَمَّد، نا مهديّ بْن ميمون، سمع أبا رجاء،
[1] في الأصل، تقرأ قبل أو قتل. والتصحيح من ع، ح.
[2]
أخرجه البخاري في كتاب المناقب (4/ 182) باب علامات النبوّة في الإسلام، وفي كتاب المغازي (5/ 119) باب قصّة الأسود العنسيّ، وفي كتاب التوحيد (8/ 189) باب قول الله تعالى: إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. 16: 40 ومسلم في كتاب الرؤيا (21/ 2273) باب رؤيا النّبي صلى الله عليه وسلم.
[3]
في الأصل «سوارين» ، والتصحيح من (ع) و (ح) .
[4]
أخرجه البخاري في المناقب (4/ 182) باب علامات النبوّة في الإسلام، وفي المغازي (5/ 120) باب قصة الأسود العنسيّ، وفي التعبير (8/ 81- 82) باب النفخ في المنام، ومسلم في الرؤيا (2273 و 2274) باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم. والترمذي في كتاب الرؤيا (2394) باب ما جاء في رؤيا النبيّ صلى الله عليه وسلم في الميزان والدّلو. وأحمد في المسند 2/ 319.
هُوَ العُطَارِدِيّ، يَقُولُ: لَمَّا بُعث النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فسمعنا بِهِ، لحِقنا بمسيلمة الكذّاب، لحقنا بالنار، وكنّا نعبد الحجَر فِي الجاهلية. وإذا لم نجد حجرا جمعنا حثية من ترابٍ ثمّ حَلَبْنا عليها [كُثْبَة][1] اللَّبَن، ثمّ نطوف بِهِ.
وَقَالَ إسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ قيس بْن أَبِي حازم، قَالَ:
جَاءَ رجلٌ إِلَى ابْن مَسْعُود فَقَالَ: إنّي مررت ببعض مساجد بني حنيفة وهم يقرءون قراءةً ما أنزلها اللَّه: الطَّاحِنات طَحْنًا، والعاجنات عَجْنًا، والخابزات خَبْزًا، والثَّاردات ثَرْدًا، واللاقمات لَقْمًا. فأرسل إليهم عَبْد اللَّه فأتى بهم، وهم سبعون رجلًا ورَأسُهم عَبْد اللَّه بْن النَّوَّاحَة. قَالَ: فأمَر بِهِ عَبْد اللَّه فقُتل. ثمّ قَالَ: ما كنّا بمُحْرِزِين [2] الشَّيْطان من هَؤُلَاءِ، ولكنّا نَحْدُرهم إلى الشّأْم لعلّ اللَّه أنَّ يَكْفِيَنَاهُمْ.
وَقَالَ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: جَاءَ ابْنُ النَّوَّاحَةِ وَابْنُ أُثَالٍ رَسُولَيْنِ لِمُسَيْلَمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«تَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» فَقَالَ: نَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلَمَةَ رَسُولُ الله. فقال: «آمنت باللَّه ورسوله، وَلَوْ كُنْتُ قَاتِلا رَسُولا لَقَتَلْتُكُمَا» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فمَضَتِ السُّنَّةُ أَنَّ الرُّسُلَ لا تُقتَلُ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَمَّا ابْنُ أُثَالٍ فَقَدْ كَفَانَا اللَّهُ، وَأَمَّا ابْنُ النَّوَّاحَةِ فَلَمْ يَزَلْ فِي نَفْسِي حَتَّى أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ. وَلَهُ شَاهِدٌ [3] .
قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [4] حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
[1] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. والكثبة، القليل المجتمع من الماء أو اللبن.
[2]
في الأصل: «بمحرور» . والتصحيح من ع، ح.
[3]
منحة المعبود: كتاب الجهاد، باب جواز الخداع في الحرب والنهي عن المثلة إلخ (1/ 238) ورواه الدارميّ في التفسير (59) .
[4]
الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 220- 221، وتاريخ الطبري 3/ 146.