الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عُسْفَانَ، ثُمَّ بَعَثَ فَارِسَيْنِ حَتَّى نَزَلا كُرَاعَ الْغَمِيمِ [1] ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَيْهِ [2] . فَذَكَرَ أَبُو عَيَّاشٍ الزُّرَقِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِعُسْفَانَ صَلاةَ الْخَوْفِ.
وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَغَازِي إِنَّ غَزْوَةَ بَنِي لِحْيَانَ كَانَتْ بَعْدَ قُرَيْظَةَ.
غزوة ذاتِ الرِّقاع [3]
قَالَ ابن إسحاق [4] : إنها في جمادى الأولى سنة أربع، وهي غزوة خصفة من بني ثَعْلبة من غَطَفَان.
وقال محمد بن إسماعيل [5] رحمه الله: كانت بعد خَيْبَر، لأنّ أبا موسى جاء بعد خَيْبر، يعني وشهِدَها. قَالَ: وإنّما جاء أبو هُرَيْرَةَ فأسلم أيامَ خيبر.
وقال ابن إسحاق [6] : في هذه الغزوة سَارَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نزل نَخْلا [7] ، فلقي بِهَا جمعًا من غطفان، فتقارب النّاس ولم يكن بينهم حرب.
[1] كراع الغميم: واد بعد عسفان بثمانية أميال، وقيل فيما بين عسفان ومرّ الظّهران، والكراع جبل أسود في طرف الحرّة يمتدّ إليه (معجم البلدان 4/ 443، ووفاء ألوفا: 354) .
[2]
سيرة ابن هشام 3/ 297.
[3]
قيل سمّيت بذلك لأنّ أقدامهم نقبت «رقّت جلودها» فكانوا يلفّون عليها الخرق وقيل بل سمّيت بذلك لأنهم رقّعوا راياتهم فيها، ويقال: ذات الرقاع شجرة بذلك الموضع. (انظر الدرر في المغازي والسير لابن عبد البر 176، وصحيح البخاري، باب غزوة ذات الرقاع) .
[4]
سيرة ابن هشام 3/ 246.
[5]
صحيح البخاري 5/ 51 باب غزوة ذات الرقاع.
[6]
سيرة ابن هشام 3/ 246.
[7]
في ع: النخلة، والتصحيح من البخاري وابن هشام وياقوت حيث قال في نخل: منزل في منازل بني ثعلبة من المدينة على مرحلتين، وقيل موضع بنجد من أرض غطفان مذكور في غزوة ذات الرقاع (معجم البلدان 5/ 276) .
وقد خاف النّاس بعضهم بعضًا، حتى صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الخوف. ثُمَّ انصرف بالنّاس.
وقال الواقدي: إنّما سُمِّيت ذاتِ الرّقاع لأنّها [1] قِبَل جبلٍ كان فيه بُقَعُ حمرةٍ وسواد وبياض، فسُمِّي ذات الرّقاع.
قَالَ: وخرج رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لعشرٍ خَلَوْن من المحرَّم، عَلَى رأس سبعة وأربعين شهرا، [و] قدم صرارًا [2] لخمسٍ بقين من المحرَّم. وذات الرِّقاع قريبة من النُّخَيل بين السَعد والشُقْرَة [3] .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَحَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرٍ، وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ.
وَعَنْ مَالِكٍ، وَغَيْرِهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمَ قَادِمٌ بجلب [4] له، فاشترى بسوق النّبط [5]، وقالوا: مِنْ أَيْنَ جَلْبُكَ؟ قَالَ: جِئْتُ بِهِ مِنْ نَجْدٍ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْمَارًا وَثَعْلَبَةَ [6] قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ جُمُوعًا، وَأَرَاكُمْ هَادِينَ عَنْهُمْ. فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلُهُ. فَخَرَجَ في أربعمائة من أصحابه-
[1] في ع: لأنّه. ولعلّ الوجه ما أثبتناه.
[2]
صرار: موضع، وقيل ماء، وقيل بئر قديمة على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق (معجم البلدان 3/ 398) .
[3]
النّخيل: بصيغة التصغير، منزل في طريق فيد به مياه وسوق قرية الكديد وهو معروف اليوم بقرب الكديد فوق الشقرة، والسعد: موضع بقرب المدينة شرقيّ النّخيل، وقيل جبل بينه وبين الكديد ثلاثون ميلا على جادّة طريق كان يسلك من فيد إلى المدينة. والشقرة: موضع بطريق فيد بين جمال حمر على نحو ثمانية عشر ميلا من النخيل، ولا تزال معروفة (من تعليقات العلامة الشيخ حمد الجاسر على هامش المغانم المطابة) . وانظر: معجم البلدان 3/ 22.
[4]
الجلب: ما يجلب من الخيل والإبل والمتاع ونحوه.
[5]
النبط: هم الأنباط، قوم كانوا ببلاد الشام من الآراميّين.
[6]
أنمار وثعلبة: هما على الأرجح أنمار بن عمرو «ويروى: أنمار بن بغيض» وثعلبة بن قيس، بطنان من العرب من غطفان من العدنانية، انظر: أنساب الأشراف (1/ 340) والاشتقاق لابن دريد (277) ومعجم قبائل العرب لكحالة (1/ 47 و 144) .
وَقِيلَ سَبْعِمِائَةٍ- وَسَلَكَ عَلَى الْمَضِيقِ [1] ، ثُمَّ أَفْضَى إِلَى وَادِي الشُّقْرَةِ، فَأَقَامَ بِهَا يَوْمًا، وَبَثَّ السّرايا، فرجعوا إليه مع اللّيل وأخبروه أَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْا أَحَدًا، وَقَدْ وَطِئُوا آثَارًا حَدِيثَةً.
ثُمَّ سَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصحَابُهُ، حَتَّى أَتَى مَحَالَّهُمْ، فَإِذَا لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ، وَهَرَبُوا إِلَى الْجِبَالِ، فَهُمْ مُطِّلُونَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَخَافَ النَّاسُ بَعْضَهُمْ بَعْضًا.
وَفِيهَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الخوف.
وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ [2] : وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا ذَاتُ الرِّقَاعِ لأَنَّهُمْ رَقَعُوا فِيهَا رَايَاتِهِمْ. قَالَ: وَيُقَالُ ذَاتُ الرِّقَاعِ شَجَرَةٌ هُنَاكَ. وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمَا غَزْوَتَانِ.
وَقَالَ شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سِنَانٌ الدُّؤَلِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ نجد، فلما قفل قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعَضَاةِ [3] ، فَنَزَلَ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعَضَاةِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ.
وَقَالَ: هُوَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلِقَ بِهَا سَيْفَهُ. فَنِمْنَا نَوْمَةً، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونَا فَأَجَبْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ. فَشَامَ [4] السَّيْفَ وَجَلَسَ. فَلَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [5] .
[1] المضيق: قرية كبيرة في لحف جبل آرة قريبة من الفرع.
[2]
سيرة ابن هشام 3/ 246.
[3]
العضاة: أعظم الشجر أو كلّ شجرة ذات شوك.
[4]
شام السيف: أغمده.
[5]
صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة ذات الرّقاع. وكتاب الجهاد والسير، باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة، وباب تفريق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر.