الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غَزَا يُرِيدُ قُرَيْشًا.
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ: فَبَلَغَ بُحْرَانَ، مَعْدَنًا بِالْحِجَازِ، فَأَقَامَ هُنَاكَ رَبِيعَ الْآخِرَ كُلَّهُ، وَجُمَادَى الْأُولَى.
وَبُحْرَانُ مِنْ نَاحِيَةِ الْفُرْعِ [1] .
ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا [2] .
وقال الواقدي [3] : غزا النّبيّ صلى الله عليه وسلم بَنِي سُلَيْمٍ بِبُحْرَانَ، لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى. وَبُحْرَانُ مِنْ نَاحِيَةِ الْفُرْعِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ [4] .
فَغَابَ عَشْرَ لَيَالٍ. وَكَانَ بَلَغَهُ [أَنَّ][5] بِهَا جَمْعًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ. وَاسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ [6] .
غزة بَنِي قَيْنُقَاعَ
ذَكَرَهَا ابْنُ إِسْحَاقَ [7] هَكَذَا، بَعْدَ غَزْوَةِ الْفُرْعِ.
وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ، فَقَالَ: كَانَتْ يَوْمَ السَّبْتِ نِصْفَ شَوَّالٍ، عَلَى رَأْسِ عِشْرِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ. فَحَاصَرَهُمْ إِلَى هِلالِ ذِي الْقِعْدَةِ.
[1] في هامش الأصل: الفرع بالسكون بين مكة والمدينة، وقال السهيليّ في الروض الأنف 3/ 143: الفرع: بضمّتين، وهي أول قرية مارت إسماعيل وأمّه التمر بمكة.
[2]
السيرة 3/ 137.
[3]
الواقدي: كتاب المغازي (1/ 196) .
[4]
البرد: جمع البريد، وهو المسافة التي بين السّكتين، وبعد ما بين السكتين فرسخان أو أربعة.
[5]
سقطت من الأصل وأثبتناها من ع.
[6]
وانظر: تاريخ خليفة 65، 66، وتاريخ الطبري 2/ 487، والروض الأنف للسهيلي 3/ 142، 143، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 1/ 304.
[7]
سيرة ابن هشام 3/ 137.
وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ:
وَمِنْ حَدِيثِهِمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَهُمْ بِسُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، احْذَرُوا مِنَ اللَّهِ مثل مَا نَزَلَ بِقُرَيْشٍ مِنَ النَّقْمَةِ، وَأَسْلِمُوا فَإِنِّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ أَنِّي نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، تَجِدُونَ ذَلِكَ فِي كِتَابِكُمْ وَعَهْدِ اللَّه إِلَيْكُمْ. قَالُوا:
يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ تَرَى أَنَّا كَقَوْمِكَ؟ لَا يَغُرَّنَّكَ أَنَّكَ لَقِيتَ قَوْمًا لَا عِلْمَ لَهُمُ بِالْحَرْبِ، فَأَصَبْتَ مِنْهُمْ فُرْصَةً، إِنَّا وَاللَّهِ لَوْ [1] حَارَبْتَنَا لَتَعْلَمَنَّ أَنَّا نَحْنُ الرِّجَالُ [2] . عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا نَزَلَ هَؤُلَاءِ الْآيَاتُ إِلَّا فِيهِمْ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ 3: 12 [3] الْآيَتَيْنِ.
وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: أنّ بني قَيْنُقَاعَ كَانُوا أَوَّلَ يَهُودَ نَقَضُوا وَحَارَبُوا فِيمَا بَيْنَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ.
قَالَ: وَعَنْ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: كَانَ [مِنْ][4] أَمْرِ بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ قَدِمَتْ بِجَلْبٍ لَهَا فَبَاعَتْهُ بِسُوقِهِمْ، وَجَلَسَتْ إِلَى صَائِغٍ بِهَا. فَجَعَلُوا يُرِيدُونَها عَلَى كَشْفِ وَجْهِهَا، فَلَمْ تَفْعَلْ. فَعَمِدَ الصَّائِغُ إِلَى طَرَفِ ثَوْبِهَا فَعَقَدَهُ إِلَى ظَهْرِهَا. فَلَمَّا قامت انكشفت سوأتها فَضَحِكُوا، فَصَاحَتْ. فَوَثَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الصَّائِغِ فَقَتَلَهُ [وَكَانَ يَهُودِيًّا][5] . فَشَدَّتِ الْيَهُودُ عَلَى الْمُسْلِمِ فَقَتَلُوهُ. فَأُغْضِبَ الْمُسْلِمُونَ وَوَقَعَ الشَّرُّ.
وَحَدَّثَنِي عَاصِمٌ، قَالَ: فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نزلوا على
[1] في السيرة «لئن» .
[2]
في السيرة «الناس» .
[3]
سورة آل عمران: من الآية 12.
[4]
إضافة من سيرة ابن هشام 3/ 137.
[5]
عن السيرة للتوضيح.
حُكْمِهِ. فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ حِينَ أَمْكَنَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَحْسِنْ فِي مَوَالِيَّ. فَأَعْرَضَ عَنْه. فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَيْبِ دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ [1] صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَرْسِلْنِي، وَغَضِبَ، أَرْسِلْنِي، وَيْحَكَ. قَالَ: وَاللَّهِ لَا أُرْسِلُكَ حَتَّى تُحْسِنَ فِي مَوَالِيَّ: أَرْبَعُمِائَةُ حَاسِرٍ، وَثَلَاثُمِائَةُ دَارِعٍ، [27 أ] قَدْ مَنَعُونِي مِنَ الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، تَحْصُدُهُمْ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ. إِنِّي وَاللَّهِ امْرؤٌ أَخْشَى الدَّوَائِرَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هُمْ لَكَ. وَحَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقَ [2] عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: لَمَّا حَارَبَتْ بَنُو قَيْنُقَاعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، تَشَبَّثَ بِأَمْرِهِمُ ابْنُ سَلُولٍ وَقَامَ دُونَهُمْ.
قَالَ: وَمَشَى عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَحَدَ بَنِي عَوْفٍ [3] ، لَهُمْ مِنْ حِلْفِهِ [4] مِثْلُ الَّذِي لِابْنِ سلول، فخلعهم [5] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَبَرَّأَ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ حِلْفِهِمْ، وَقَالَ: أَتَوَلَّى اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، فَنَزَلَتْ فِيهِ وَفِي ابن سلول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ 5: 51 إِلَى قَوْلِهِ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ 5: 52 إلى قوله
[1] قال ابن هشام 3/ 137 «وكان يقال لها: ذات الفضول» .
[2]
كذا في الأصل، والمقصود أن القائل محمد بن إسحاق يحدث عن أبيه إسحاق بن يسار. وبهذا السند وردت الروآية في ابن هشام (3/ 138) وابن كثير في التفسير (3/ 126) والبدآية والنهاية (4/ 4) . على أن ابن حجر يذكر في ترجمة إسحاق في تهذيب التهذيب (1/ 257) أنه روى عن أشخاص عددهم وقال: دون غيرهم. وليس من بينهم عبادة بن الوليد.
[3]
في ع: (عون) تحريف. وانظر جمهرة أنساب العرب (354) وأنساب الأشراف (1/ 251) وسيرة ابن هشام 3/ 138.
[4]
كذا في الأصل، ع. وفي السيرة. وعبارة ابن الملا في المنتقى «له من حلفهم» وهي أصح وأنسب للسياق.
[5]
في الأصل، ع:(فجعلهم) . والتصحيح من ابن هشام وابن كثير.