الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حُجْرَتِهَا، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الصُّبْحِ، فَقَالَتْ: أَيُّهَا النَّاسُ أَنَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ. فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصَّلاةِ قال:
أيّها النّاس إنّي لا علم لي بِهَذَا حَتَّى سَمِعْتُمُوهُ، أَلا وَإِنَّهُ يُجِيرُ عَلَى النَّاسِ أَدْنَاهُمْ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم [57 أ] ابْنَتَهُ عَلَى أَبِي الْعَاصِ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ.
وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ [2]- وَهُوَ ضَعِيفٌ-، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَدَّهَا بِمَهْرٍ جَدِيدٍ وَنِكَاحٍ جَدِيدٍ.
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقَرَّهَا عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْعَاصِ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ مسلما، فلم يشهد مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم مَشْهَدًا. ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، فُتُوفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ.
سَرِيَّةٌ عبدِ الله بْن رَوَاحة إلى أُسَيْر بْن زارم فِي شوّال
قِيلَ إنّ سلّام بْن أَبِي الحُقَيْق لما قُتِل أَمَّرَتْ يهود عليهم أُسَيْر بن رازم [3]
[1] سيرة ابن هشام 3/ 60.
[2]
العرزميّ: نسبة إلى عرزم. بطن من فزارة. (اللباب 2/ 334) .
[3]
في ع: زارم. وفي ابن هشام 4/ 237 اليسير بن رزام، ويقال ابن رازم. وفي مغازي الواقدي
فسار فِي غَطَفان وغيرهم يجمعهم لحرب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فوجَّه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَ رَوَاحة في ثلاثة سرّا، فسأل عن خبره وغرّته فأخبره بذلك. فقدِم عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأخبره. فندب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثلاثين رجلًا، فبعث عليهم ابن رَوَاحة. فقدموا عَلَى أُسَيْر فقالوا: نَحْنُ آمنون نعرض عليك ما جئنا لَهُ؟
قَالَ: نعم، ولي منكم مثل ذَلِكَ. فقالوا: نعم. فقالوا: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنَا إليك لتخرج إِلَيْهِ فيستعملُك عَلَى خيبر ويُحسن إليك. فطمع فِي ذَلِكَ فخرج، وخرج معه ثلاثون من اليهود، مَعَ كلّ رجلٍ رديفٍ من المسلمين.
حتى إذا كانوا بقَرْقَرَة ثِبار [1] ندم أُسَيْر فقال عَبْد الله بْن أنيسَ- وكان فِي السَرِيَّةٌ-: وأهوى بيده إلى سيفي ففطِنْتُ لَهُ ودفعت بعِيري وقلت: غدرًا، أي عدوّ الله. فعل ذَلِكَ مرّتين. فنزلت فسقت بالقوم حتى انفردت إلى أُسَيْر فضربته بالسيف فأندرتُ [2] عامة فخذه، فسقط وبيده مخرش [3] فضربني فشجّني مأمومة [4] ، ومِلنا عَلَى أصحابه فقتلناهم، وهرب منهم رَجُل. فقدِمْنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: لقد نجّاكم الله من القوم الظّالمين [5] .
[2] / 566 وإمتاع الأسماع للمقريزي: أسير بن زارم. وفي طبقات ابن سعد 2/ 92 «زارم» ، وفي تاريخ الطبري 3/ 155 «تيسير بن رزام» .
[1]
كتبت في الأصل بغير إعجام وفي ع: تيار. والتصحيح من معجم البلدان ووفاء ألوفا في (ثبار) ، وهو موضع على ستة أميال من خيبر. وانظر الطبقات الكبرى 2/ 92.
[2]
ندر الشيء: سقط، وأندرته: أسقطته.
[3]
المخرش: المحجن وهو عصا معوجّة الرأس.
[4]
الشجّة المأمومة: التي بلغت أمّ الرأس وهي الجلدة التي تجمع الدماغ.
[5]
الطبقات الكبرى 2/ 92، وانظر تاريخ الطبري 3/ 155، وعيون الأثر 2/ 111، وسيرة ابن هشام 3/ 237.