الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة احدى عشر
سَرِيّة أُسَامَةَ
فِي يوم الإثنين، لأربعٍ بَقِينَ من صَفَر. ذكر الواقديّ [1] أنهم قَالُوا:
أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالتَّهيُّؤ لغزْو الرّوم. ودعا أُسَامة بْن زيْد، فقال: سِرْ إلى موضع مقتل أبيك، فأَوْطِئْهم الْخَيْلَ، فقد وَلَّيْتُك هذا الجيش. فأَغِرْ صباحًا عَلَى أهُل أُبنى [2] ، وأسرع السَّيْر، تسبق الأخبار. فإن ظفرتَ فأقْلِلْ اللَّبْث فيهم، وقَدِّم العيون والطلائع أمامك. فلما كان يوم الأربعاء، بدئ بِرَسُولِ [3] اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ. فحُمَّ وصُدِّع.
فلمّا أصبح يوم الخميس، عَقَد لأسامة لواء بيده، فخرج بلوائه معقودا، [131 ب] يعني أسامة. فدفعهُ إلى بُرَيْدة بْن الحُصَيْب الأسلميّ،
[1] في المغازي (3/ 117- 119) .
[2]
أبنى: موضع بفلسطين بين عسقلان والرملة، وقيل قرية بمؤتة. قال ياقوت: بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر، بوزن حيلى، موضع بالشام من جهة البلقاء. (معجم البلدان 1/ 79) .
[3]
في الأصل، ع:«بدئ رسول الله» . والمثبت عن ح.
وعَسْكر بالجُرْف [1] . فلم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلّا انْتَدَب فِي تِلْكَ الغزوة، فيهم أَبُو بَكْر، وعمر، وأبو عُبَيْدة.
فتكلّم قوم وقَالُوا: يستعمل هذا الغلام عَلَى هَؤُلَاءِ؟
فَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَغَيْرُهُ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنْ يَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ. وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ. وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ» . مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ [2] .
قَالَ شَيبان، عَنْ قَتَادَة:
جميع غزوات النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسراياه: ثلاثٌ وأربعون [3] .
ثمّ دخل شهر ربيع الأول.
وبدخوله تَكَمَّلت عشر سنين من التاريخ للهجرة النبوية. والحمد للَّه وحده.
[1] الجرف: موضع قرب المدينة على ثلاثة أميال منها. (معجم البلدان 2/ 128) .
[2]
أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 213) ، باب ذكر أسامة بن زيد، وفي المغازي (5/ 84) باب غزوة زيد بن حارثة، و (5/ 145) ، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد رضي الله عنهما في مرضه الّذي توفي فيه، وفي كتاب الأيمان (7/ 217) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: وايم الله، وفي الأحكام (8/ 117) باب من لم يكترث بطعن من يعلم في الأمراء حديثا.
ومسلم في فضائل الصحابة (63 و 64/ 2426) باب فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد رضي الله عنهما. والترمذي في المناقب (3904) باب مناقب زيد بن حارثة رضي الله عنه.
وأحمد في المسند 2/ 20 و 89 و 106 و 110. وابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 190.
[3]
انظر حول الغزوات والسرايا والبعوث: سيرة ابن هشام 4/ 233، والطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 5، وتاريخ الطبري 3/ 152.
بعون الله وتوفيقه، فقد تمّ الجزء الخاص بمغازي الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» تأليف المؤرّخ الحافظ الذهبي، بتحقيق طالب العلم العبد الفقير إلى الله تعالى «عمر عبد السلام تدمري» الأستاذ الدكتور، الطرابلسيّ مولدا وموطنا، بمنزله بساحة النجمة بطرابلس الشام- حرسها الله-. وكان الفراغ من تحقيقه وتصحيحه في الثالث عشر من شهر ربيع الثاني 1607، الموافق للثامن عشر من كانون الأول 1986، من صباح يوم الخميس. والحمد للَّه وحده.
(يليه الجزء الثاني الخاص بالسيرة النبويّة)