المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف العين - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣٣

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثالث والثلاثون (سنة 481- 490) ]

- ‌الطبقة التاسعة والأربعون

- ‌سنة إحدى وثمانين وأربعمائة

- ‌[استيلاء الفرنج عَلى مدينة زَوِيلَة]

- ‌[وفاة النّاصر بن علناس]

- ‌[وفاة ملك غَزْنَة]

- ‌[ولاية جلال الدّين مسعود المُلْك]

- ‌[منازلة متولّي حلب لشَيْزَر]

- ‌[وفاة الملك أحمد بن ملك شاه]

- ‌[توجّه ملك شاه إلى سمرقند]

- ‌سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة

- ‌[الفتنة بين السُّنَّة والشِّيعة]

- ‌[تملُّك السلطان ما وراء النّهر]

- ‌[وفاة ابنة السّلطان]

- ‌سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة

- ‌[تسلُّم المصريّين صور وصيدا وعكا وجبيل]

- ‌[تعاظم الفتنة بين السُّنّة والشِّيعة]

- ‌[القحط بإفريقية]

- ‌[بناء المدرسة التّاجيّة ببغداد]

- ‌[عمارة منارة جامع حلب]

- ‌[إمساك النَّحْويّ السارق]

- ‌[تعيين مدرّسين في النظامية]

- ‌[وفاة ابن جَهِير]

- ‌[تسلُّم رئيس الإسماعيليّة قلعة إصبهان]

- ‌سنة أربع وثمانين وأربعمائة

- ‌[عزْل أبي شجاع عن الوزارة]

- ‌[سجن الصّاحب بن عبّاد]

- ‌[بدء المرابطين]

- ‌[استيلاء الفرنج على صقليّة]

- ‌[دخول السلطان بغداد للمرّة الثّانية]

- ‌[بناء جامع السّلطان ببغداد]

- ‌[الزّلزلة بالشّام]

- ‌سنة خمس وثمانين وأربعمائة

- ‌[وقعة جيّان بالأندلس]

- ‌[تسيير عسكر السلطان ملك شاه لفتح بلاد الساحل]

- ‌[فتح اليمن للسلطان]

- ‌[وفاة السلطان]

- ‌[مقتل الوزير نظام المُلْك]

- ‌[وفاة السلطان ملك شاه]

- ‌[سلطنة محمود بن ملك شاه]

- ‌[خلاف بركياروق]

- ‌[انهزام عسكر تُركان وأسر تاج المُلْك]

- ‌[مقتل تاج المُلْك]

- ‌[إيقاع عرب خفاجة بالرّكب العراقي]

- ‌[حريق بغداد]

- ‌[وقوع البَرَد بالبصرة]

- ‌سنة ست وثمانين وأربعمائة

- ‌[وزارة عزّ الملك]

- ‌[استيلاء تاج الدّولة تُتُش على الرّحبة ونصيبين]

- ‌[وزارة ابن جهير]

- ‌[وقعة المُضَيَّع]

- ‌[استقامة الأمور لتاج الدّولة تتش]

- ‌[تملُّك عسكر مصر مدينة صور]

- ‌[امتناع الحجّ العراقي]

- ‌[الفتنة بين السُّنّة والرَّافضة]

- ‌[دخول صدقة بن مزيد في خدمة السلطان ملك شاه]

- ‌[وفاة جعفر بن المقتدي باللَّه]

- ‌سنة سبع وثمانين وأربعمائة

- ‌[الخطبة لبركياروق بالسّلطنة]

- ‌[وفاة الخليفة المقتدي]

- ‌[خلافة المستظهر]

- ‌[قتْل تُتُش لآقْسُنْقُر صاحب حلب]

- ‌[تغلّب تتش على حلب وغيرها]

- ‌[سلطنة بركياروق على إصبهان]

- ‌[وفاة المستنصر باللَّه العُبَيْديّ]

- ‌[خلافة المستعلي باللَّه]

- ‌[وفاة بدر أمير الجيوش]

- ‌[وفاة أمير مكّة]

- ‌[قتل تكش عمّ السلطان بركياروق]

- ‌[وفاة الخاتون تُركان]

- ‌[دخول الرّوم بَلَنْسِيَة]

- ‌سنة ثمان وثمانين وأربعمائة

- ‌[قتْل صاحب سمرقند]

- ‌[انتهاب ابن أبق باجِسْرى وبعقوبا]

- ‌[مقتل تاج الدّولة تتش]

- ‌[تفرُّد بركياروق بالسّلطنة]

- ‌[تملّك رضوان بن تُتُش حلب]

- ‌[تملُّك دُقَاق دمشق]

- ‌مجيء طغتكين إلى دمشق وتمكُّنه

- ‌[وزارة الخُوارَزْميّ]

- ‌[وفاة المعتمد بن عَبَّاد]

- ‌[وفاة الوزير أبي شجاع]

- ‌[بناء سور الحريم ببغداد]

- ‌[جرْح السّلطان بركياروق]

- ‌[قدوم الغزالي الشام وتصنيفه كتاب الإحياء]

- ‌[وزارة فخر المُلْك لبركياروق]

- ‌سنة تسع وثمانين وأربعمائة

- ‌[تملُّك كربوقا الموصل]

- ‌[اجتماع الكواكب السبعة وغرق الحجّاج]

- ‌[تدريس الطَّبريّ بالنّظامية]

- ‌سنة تسعين وأربعمائة

- ‌[قتل الملك أرسلان أرغون]

- ‌[عصيان متولّي صور وقتله]

- ‌[تسلُّم بركياروق سائر خراسان]

- ‌[ولاية محمد بن أنوشتكين على خُوارَزْم]

- ‌[انهزام دُقَاق عند قنّسرين أمام أخيه]

- ‌[الخطبة للمستعلي باللَّه بولاية رضوان بن تتش]

- ‌[منازلة الفرنْج أنطاكيّة]

- ‌ذكر من توفي في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وثمانين وأربعمائة من المشاهير

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌الكنى

- ‌سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التّاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة ست وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التّاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النّون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الْألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التّاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف الصّاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة تسع وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف الظّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة تسعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الذّال

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌المتوفّون تقريبًا مِن أهل هذه الطّبقة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

الفصل: ‌ حرف العين

11-

الْحَسَن بْن محمد بْن الحسن [1] .

أبو القاسم الخَوَافيّ [2] . نزيل نَيْسابور.

سمع من: ابن مَحْمِش، وعبد الله بن يوسف، والسُّلَميّ.

روى عنه: أبو البركات الفُراويّ، وعائشة بنت الصّفّار، ومحمد بن الحسن الزُّوزَنيّ.

قال ابن السَّمعانيّ: مات بعد سنة ثمانين.

-‌

‌ حرف العين

-

12-

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنِ عَلِيِّ بْنِ جعفر بن منصور بن مَتّ [3] .

شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ الهَرَويّ الحافظ العارف.

من ولد صاحب النّبيّ صلى الله عليه وسلم أبي أيّوب الأنصاريّ.

قال أبو النَّضْر [4] الفاميّ: كان بِكْر الزّمان، [5] وواسطة عقد المعاني [6] ،

[1] انظر عن (الحسن بن محمد الخوافي) في: المنتخب من السياق 188 رقم 530.

[2]

الخوافي: بفتح الخاء المعجمة وفي آخرها الفاء بعد الواو والألف. هذه النسبة إلى خواف، وهي ناحية من نواحي نيسابور، متّصلة بحدود الزوزن. (الأنساب 5/ 199) .

[3]

انظر عن (عبد الله بن محمد الأنصاري) في: المنتظم 9/ 44، 45 رقم 66 (16/ 278، 279 رقم 3588) ، ودمية القصر للباخرزي 2/ 888، وطبقات الحنابلة 2/ 247، 248، رقم 684، والمنتخب من السياق 284، 285 رقم 938، والكامل في التاريخ 10/ 168، والتقييد لابن نقطة 322، 323 رقم 386، والعبر 3/ 296، 298، والمعين في طبقات المحدّثين 139 رقم 1525، وسير أعلام النبلاء 18/ 503- 518 رقم 260، والإعلام بوفيات الأعلام 198، ودول الإسلام 2/ 10، وتذكرة الحفاظ 3/ 1183- 1191، ومرآة الجنان 3/ 133، والوافي بالوفيات 17/ 597، رقم 476، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 50- 68 رقم 27، والبداية والنهاية 12/ 135، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 402، وطبقات الحفاظ 441، 442، وطبقات المفسّرين، للسيوطي 25، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 249، 250، وطبقات المفسّرين للأدنه وي (مخطوط) ورقة 35 ب، وكشف الظنون 1/ 56، 420، 828 و 2/ 1828، 1836، وشذرات الذهب 3/ 365، 366، وإيضاح المكنون 1/ 310 و 2/ 118، وهدية العارفين 1/ 452، 453، وديوان الإسلام لابن الغزّي 1/ 150، 151 رقم 215، والرسالة المستطرفة 45، ومعجم المؤلّفين 6/ 133، 134، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 120 رقم 993.

[4]

في الأصل وذيل طبقات الحنابلة 1/ 63 «أبو النصر» بالصاد المهملة.

[5]

زاد في (ذيل طبقات الحنابلة) : «وزناد الفلك» .

[6]

زاد في (الذيل) : «والمعالي» .

ص: 53

وصورة الإقبال، في فنون الفضائل، وأنواع المحاسن، منها نُصّرة الدّين والسُّنّة [1] من غير مُداهنةٍ ولا مراقبة لسلطان ولا وزير [2] . وقد قاسى بذلك [3] قصْد الحُسّاد في كلّ وقت [4] ، وسَعَوا في روْحه مرارًا، وعمدوا إلى هلاكه أطْوارًا [5] فوقاه الله شرّهم [6] ، وجعل قَصْدهم [7] أقوى سببٍ لارتفاع شأنه [8] .

قلت: سمع من: عبد الجبّار الْجَرَّاحيّ «جامع التِّرْمِذِيّ» ، وسمع من:

الحافظ أبي الفضل محمد بن أحمد الجاروديّ، والقاضي أَبِي منصور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الأزْديّ، وأحمد بن محمد بن العالي، ويحيى بن عمّار السِّجْزيّ المفسّر، ومحمد بن جبريل بن ماحٍ، وأبي يعقوب القَرّاب، وأبي ذَرّ عبد بن أحمد الهَرَويّ.

ورحل إلى نَيّسابور، فسمع من: محمد بن موسى الحَرَشيّ، وأحمد بن محمد السَّلِيطيّ، وعليّ بن محمد الطّرّازيّ الحنبليّ أصحاب الأصمّ، والحافظ أحمد بْن عليّ بْن فَنْجُوَيْه الأصبهانيّ.

وسمع من خلق كثير بهراة، أصحاب الرّفّاء فمن بعدهم.

وصنَّف كتاب «الفاروق في الصّفات» ، وكتاب «ذمّ الكلام» ، وكتاب «الأربعين حديثًا» في السُّنَّة. وكان جِذْعًا في أعين المتكلِّمين، وسيفا مسلولا على المخالفين، وطودا في السّنّة لا تزعزعه الرّياح.

وقد امْتُحِن مرَّاتٍ.

قال الحافظ محمد بن طاهر: سمعتُ أبا إسماعيل الأنصاريّ يقول بهَرَاة:

عُرِضتُ على السَّيف خمس مرّات، لا يقال لي: ارجعْ عن مذهبك، لكن يقال

[1] زاد في (الذيل) : «والصلابة في قهر أعداء الملّة، والمتحلّين بالبدعة، حيي على ذلك عمره» .

[2]

زاد في (الذيل) : «ولا ملاينة. مع كبير ولا صغير» .

[3]

في (الذيل) : «بذلك السبب» .

[4]

زاد في (الذيل) : «وزمان» ، ومني بكيد الأعداء في كل حين وأوان» .

[5]

زاد في (الذيل) : «مقدّرين بذلك الخلاص من يده ولسانه، وإظهار ما أضمروا في زمانه» .

[6]

زاد في (الذيل) : «وأحاط بهم مكرهم» .

[7]

ورد في (الذيل) : «لارتفاع أمره وعلوّ شأنه أقوى سبب» .

[8]

الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 63، وانظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1184، وسير أعلام النبلاء 18/ 510.

ص: 54

لي: اسكُت عمّن خالفك، فأقول: لا أسكت [1] .

وسمعته يقول: أحفظ اثني عشر ألف حديث أَسْرُدُها سَردًا [2] .

قلت: خرّج أبو إسماعيل خلْقًا كثيرًا بهَرَاة، وفسّر القرآن زمانًا، وفضائله كثيرة. وله في السُّوق كتاب «منازل السّائرين» [3] وهو كتاب نفيس في التَّصوُّف، ورأيت الاتحاديّة تعظّم هذا الكتاب وتنتحله، وتزعم أنّه على تصوّفهم الفلسفيّ [4] .

وقد كان شيخنا ابن تيمية بعد تعظيمه لشيخ الإسلام يحطّ عليه ويرميه بالعظائم بسبب ما في هذا الكتاب. نسأل الله العفو.

وله قصيدة في السُّنّة [5] ، وله كتاب في مناقب أحمد بن حنبل، وتصانيف

[1] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 53، 54.

[2]

تذكرة الحفاظ 3/ 1184، سير أعلام النبلاء 18/ 509.

[3]

طبع مع شرحه «مدارج السالكين» لابن قيّم الجوزية، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، بمطبعة السعادة بمصر.

[4]

وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله عن كتاب «منازل السائرين» :

«ففيه أشياء مطربة، وفيه أشياء مشكلة، ومن تأمّله لاح له ما أشرت إليه، والسّنّة المحمدية صلفة، ولا ينهض الذوق والوجد إلا على تأسيس الكتاب والسّنّة.

وقد كان هذا الرجل سيفا مسلولا على المتكلّمين، له صولة وهيبة واستيلاء على النفوس ببلده، يعظّمونه، ويتغالون فيه، ويبذلون أرواحهم فيما يأمر به. كان عندهم أطوع وأرفع من السلطان بكثير، وكان طودا راسيا في السّنّة لا يتزلزل ولا يلين، لولا ما كدّر كتابه «الفاروق في الصفات» بذكر أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها، والله يغفر له بحسن قصده» . (السير 18/ 509) .

وقال أيضا:

«قد انتفع به خلق، وجهل آخرون، فإنّ طائفة من صوفة الفلسفة والاتحاد يخضعون لكلامه في «منازل السائرين» وينتحلونه، ويزعمون أنه موافقهم، كلا، بل هو رجل أثريّ لهج بإثبات نصوص الصفات، منافر للكلام وأهله جدّا، وفي «منازله» إشارات إلى المحو والفناء، وإنما مراده بذلك الفناء هو الغيبة عن شهود السّوى، ولم يرد محو السّوى في الخارج، ويا ليته لا صنّف ذلك، فما أحلى تصوّف الصحابة والتابعين، ما خاضوا في هذه الخطرات والوساوس، بل عبدوا الله، وذلّوا له، وتوكّلوا عليه، وهم من خشيته مشفقون، ولأعدائه مجاهدون، وفي الطاعة مسارعون، وعن اللّغو معرضون، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم» . (السير 18/ 510) .

[5]

هي قصيدة نونية طويلة مشهورة ذكر فيها أصول السّنّة ومدح أحمد وأصحابه، ذكر ابن رجب بعضا من أبياتها في (الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 53) ، ومنها بيتان في (طبقات الحنابلة

ص: 55

أُخر لا تحضُرني.

روى عنه: المؤتمن السّاجيّ، ومحمد بن طاهر المقدسي، وعبد الله بن أحمد السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الصّبور بن عبد السّلام الهَرَويّ، وعبد الملك الكَرُوخيّ، وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفاميّ، وعطاء بن أبي الفضل المعلّم، وحنبل بن عليّ البخاريّ، وأبو الوقت عبد الأوّل، وعبد الجليل بن أبي سعد، وخلْق سواهم.

وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيّار.

قال السِّلَفيّ: سألت المؤتمن عنه فقال: كان آيةً في لسان التّذكير والتّصوُّف، من سلاطين العلماء [1] .

سمع ببغداد من أبي محمد الخلّال، وغيره.

يروي في مجالس وعْظِه أحاديث بالإسناد، ويَنْهَى عن تعليقها عنه.

وكان بارعًا في اللُّغة، حافظًا للحديث [2] . قرأت عليه كتاب «ذمّ الكلام» ، وكان قد روى فيه حديثًا عن: عليّ بن بُشْرى، عن أبي عبد الله بن مَنْدَهْ، عن إبراهيم بن مرزوق.

فقلت له: هذا هكذا؟

قال: نعم. وإبراهيم هو شيخ الأصمّ وطبقته. وهو إلى الآن في كتابه على هذا الوجه [3] .

قلتُ: وكذا سقط عليه رجلان في حديثين مخرَّجين من «جامع التِّرْمِذِيّ» .

وكذا، وقعت لنا في «ذمّ الكلام» . نبّهت عليه في نسختي، واعتقدتها سقطت على «المنتقى من ذمّ الكلام» ، ثمّ رأيت غير نسخةٍ كما في «المنتقى» [4] .

قال المؤتَمَن: وكان يدخل على الأمراء والجبابرة، فما كان يبالي بهم،

[ () ] لابن أبي يعلى 2/ 248) .

[1]

التقييد لابن نقطة 323.

[2]

التقييد 323.

[3]

التقييد 323، 324.

[4]

تذكرة الحفاظ 3/ 1185، 1186، سير أعلام النبلاء 18/ 505، 506.

ص: 56

وكان يرى الغريب من المحدِّثين، فيُكْرمه إكرامًا يتعجّب منه الخاصّ والعامّ [1] .

وقال لي مرّة: هذا الشّأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشّأن [2] . يعني طَلَب الحديث.

وسمعته يقول: تركت الحِيريّ للَّه، يعني القاضي أبا بكر أحمد بن الحسن صاحب الأصمّ [3] .

قال: وإنّما تركه لأنّه سمع منه شيئًا يخالف السُّنّة [4] .

وقال: أبو عبد الله الحسين بن عليّ الكُتُبيّ في «تاريخه» : خرّج شيخ الإسلام لجماعة [5] الفوائد بخطّه، إلى أن ذهب بصره، فلمّا ذهبَ بصرُهُ أمر واحدًا بأن يكتب لهم ما يخرِّج، ثمّ يصحّح عليه. وكان يخرّج لهم متبرعًا لحبّه للحديث. وقد تواضع بأن خرَّج لي فوائد. ولم يبق أحدٌ خرّج له سواي [6] .

وقال الحافظ محمد بن طاهر: سمعتُ أبا إسماعيل الأنصاريّ يقول: إذا ذكرتُ التّفسير، فإنّما أذكره من مائة وسبعة تفاسير [7] .

وسمعت أبا إسماعيل ينشد على المنير:

أنا حنبليٌّ ما حَييت، وإنّ أمُت

فوصيّتي للنّاس أن يتحنبلوا [8]

وسمعتُ أبا إسماعيل يقول: لمّا قصدتُ الشّيخ أبا الحسن الحِرَقانيّ [9] الصّوفيّ، وعزمتُ على الرّجوع، وقع في نفسي أنّ أقصد أبا حاتم بن حاموش الحافظ بالرَّيّ وألتقي به- وكان مقدَّم أهل السُّنّة بالرَّيّ، وذلك أنّ السّلطان

[1] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 60.

[2]

التقييد 324.

[3]

قال عبد الغافر الفارسيّ في ترجمته: «ورأى القاضي أبا بكر الحيريّ ولم يسمع منه بسبب بدر منه في مجلسه» . (المنتخب من السياق 285) .

[4]

انظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1186، وسير أعلام النبلاء 18/ 506.

[5]

في الأصل: «بجماعة» .

[6]

انظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1186، وسير أعلام النبلاء 18/ 506.

[7]

الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 58.

[8]

الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 53.

[9]

تحرّف في: الذيل 1/ 51 إلى «الجركاني» .

ص: 57

محمود بن سُبُكْتِكِين لمّا دخل الرَّيّ، وقتل بها البّاطنيّة، منع سائر الفِرَق من الكلام على المنابر، غير أبي حاتم، وكان مَن دخل الرّيّ مِن سائر الفِرَق، يعرض اعتقاده عليه، فإنْ رَضَيَه إذِن له في الكلام على النّاس وإلّا منعه- فلمّا قَرُبْتُ من الرَّيّ كان معي في الطّريق رجلٌ مَن أهلها، فسألني عن مذهبي.

فقلت: أنا حنبليٌّ. فقال: مذهبٌ ما سمعتُ به وهذه بدْعة. وأخذ بثوبي وقال: لا أفارقك حتّى أذهب بك إلى الشّيخ أبي حاتم. فقلت: خيْرة.

فذهب بي إلى داره، وكان له ذلك اليوم مجلسٌ عظيم، فقال: هذا سألته عن مذهبه، فذكر مذهبًا لم أسمع به قطّ.

قال: ما قال؟

قال: أنا حنبليٌّ.

فقال: دعه، فكلّ من لم يكن حنبليًّا فليس بمُسلمٍ.

فقُلت: الرجلُ كما وُصِف لي. ولزِمْتُه أيّامًا وانصرفت [1] .

قال ابن طاهر: حكى لي أصحابنا أنّ السّلطان ألْب أرسلان قدِم هَرَاة ومعه وزيره نظام المُلْك، فاجتمع إليه أئمّة الفريقين من الشّافعيّة والحنفيّة للشّكاية من الأنصاريّ، ومطالبته بالمناظرة. فاستدعاه الوزير، فلمّا حضر قال: إنّ هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك، فإنّ يكن الحقّ معك رجعوا إلى مذهبك، وإنّ يكن الحقّ معهم إمّا أن ترجع وإمّا أن تسكت عنهم.

فقام الأنصاريّ وقال: أناظر على ما في كُمَّيَّ!؟

فقال: وما في كُمَّيْكَ؟

قال: كتاب الله، وأشار إلى كُمِّه الأيمن، وسُنَّة رسوله، وأشار إلى كُمِّه اليسار، وكان فيه «الصّحيحان» .

فنظر الوزير إليهم كالمستفهم لهم، فلم يكن فيهم مَن يمكنه أن يناظره من هذا الطّريق [2] .

[1] روى هذا الخبر: «محمد بن طاهر الحافظ» في كتابه «المنثور من الحكايات والسؤالات» ، كما في (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 51، 52) .

[2]

الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 54.

ص: 58

وسمعتُ أحمد بن أميرجة القَلانسِيّ خادم الأنصاريّ يقول: حضرتُ مع شيخ الإسلام على الوزير أبي عليّ، يعني نظام المُلْك، وكان أصحابه كلّفوه الخروج إليه، وذلك بعد المحنة ورجوعه من بلْخ.

قلتُ: وكان قد غُرِّب عن هَرَاة إلى بَلْخ.

قال: فلمّا دخل عليه أكرمه وبجّله. وكان في العسكر أئمّة الفريقين. في ذلك اليوم، قد علموا أنّ الشّيخ يأتي، فاتَّفقوا على أن يسألوه عن مسألةٍ بين يدي الوزير، فإنْ أجاب بما يجيب بهَرَاة سقط من عين الوزير، وإنْ لم يُجِبْ سقط من عيون أصحابه. فلمّا استقرّ به المجلس قال العَلَويّ الدّبّوسيّ: يأذن الشّيخ الإمام في أن أسأل مسألة؟

قال: سَلْ.

فقال: لِمَ تَلْعن أبا الحسن الأشعريّ؟

فسكت، وأطرق الوزير. فلمّا كان بعد ساعةٍ، قال له الوزير: أَجِبْه.

فقال: لا أعرف الأشعريّ، وإنّما ألعَن من لم يعتقد أنّ الله في السّماء، وأنّ القرآن في المصحف، وأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم نبيٌّ غير خطّاء.

ثمّ قام وانصرف، فلم يمكن أحدٌ أن يتكلّم بكلمةٍ من هيبته وصلابته وصَوْلته. فقال الوزير للسّائل أو مَن معَه: هذا أردتم، كنّا نسمع أنّه يذكر هذا بهَرَاة، فاجتهدتم حتّى سمعناه بآذاننا. وما عسى أن أفعل به؟ ثمّ بعث خلفه خِلَعًا وصِلَةً، فلم يقبلْها، وخرج من فوره إلى هَرَاة ولم يتلبّث [1] .

قال: وسمعت أصحابنا بهَرَاة يقولون: لمّا قدم السّلطان ألْب أرسلان هَرَاة في بعض قِدْماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على أبي إسماعيل الأنصاريّ، وسلّموا عليه وقالوا: قد وَرَدَ السّلطان، ونحن على عزْمٍ أنْ نخرج ونسلّم عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسّلام على الشّيخ الإمام، ثمّ نخرج إلى هناك.

وكانوا قد تواطئوا [2] على أن حملوا معهم صنمًا من نحاس صغيرا،

[1] الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 54، 55.

[2]

في الأصل: «تواطؤا» . (بواو واحدة) .

ص: 59

وجعلوه في المحراب تحت سجّادة الشّيخ، وخرجوا. وذهبَ الشّيخ إلى خلوته.

ودخلوا على السّلطان، واستغاثوا من الأنصاريّ أنّه مجسِّم، وأنّه يترك في محرابه صَنَمًا، ويقول إنّ الله على صورته. وإنْ بعث السلطانُ الآن يجد الصَّنَم في قِبْلة مسجده.

فعظُم ذلك على السّلطان، وبعث غلامًا ومعه جماعة، ودخلوا الدّار وقصدوا المحراب، وأخذوا الصَّنَم من تحت السّجّادة، ورجع الغلام بالصّنم، فوضعه بين يدي السّلطان، فبعث السّلطان من أحضر الأنصاريّ، فلمّا دخل رأى مشايخ البلد جلوسًا، ورأى ذلك الصَّنِم بين يدي السّلطان مطروحًا، والسّلطان قد اشتدّ غضبه. فقال له السّلطان: ما هذا؟

قال: هذا صنمٌ يُعْمل من الصُّفْر شِبْه اللُّعْبة.

قال: لست عن هذا أسألك.

فقال: فَعَمّ يسألني السّلطان؟

قال: إنّ هؤلاء يزعمون أنّك تعبد هذا، وأنّك تقول إنّ الله على صورته.

فقال الأنصاريّ: سبحانك، هذا بُهْتَانٌ عظيم. بصوتٍ جَهُوريّ وصَوْلَة، فوقع في قلب السّلطان أنَّهم كذبوا عليه. فأمرَ به، فأُخْرِج إلى داره مكرّما.

وقال لهم: أصدِقُوني. وهددهم، فقالوا: نحن في يد هذا الرّجل في بليّة من استيلائه علينا بالعامّة، فأردنا أنْ نقطع شرّه عنّا. فأمَرَ بهم، ووكّلّ بكلٍّ منهم، ولم يرجع إلى منزله حتّى كتب بخطّه بمبلغٍ عظيم يحمله إلى الخزانة.

وسَلِموا بأرواحهم بعد الهوان والجناية [1] .

وقال أبو الوقت السِّجْزيّ: دخلت نَيْسابور، وحضرتُ عند الأستاذ أبي المعالي الْجُوَينيّ فقال: مَن أنت؟

قلت: خادم الشّيخ أبي إسماعيل الأنصاريّ.

فقال: رضي الله عنه [2] .

[1] الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 55، 56.

[2]

انظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1189، وسير أعلام النبلاء 18/ 513.

ص: 60

وعن أبي رجاء الحاجّيّ قال: سمعتُ شيخ الإسلام عبد الله الأنصاريّ يقول: أبو عبد الله بن مَنْدَهْ سيّد أهل زمانه.

وقال شيخ الإسلام في بعض كُتُبه: أنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني أحفظ مَن رأيت مِن البشر.

وقال ابن طاهر: سمعتُ أبا إسماعيل الأنصاريّ يقول: كتاب أبي عيسى التِّرْمِذِيّ عندي أفْيَد من كتاب البخاري ومسلم.

قلتُ: لِمَ؟

قال: لأنّ كتاب البخاري ومسلم لا يصل إلى الفائدة منهما إلّا مَن يكون مَن أهل المعرفة التّامّة، وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبيَّنها، فيصل إلى فائدته كلّ واحدٍ من النّاس من الفُقَهاء، والمحدِّثين، وغيرهم [1] .

قال ابن السّمعانيّ: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن عبد الله الأنصاريّ، فقال: إمام حافظ [2] .

وقال في ترجمته عبد الغافر بن إسماعيل [3] . كان على حظٍّ تامّ من معرفة العربيّة، والحديث، والتّواريخ، والأنساب، إمامًا كاملًا في التّفسير، حَسَن السّيرة في التَّصوُّف، غير مشتغلٍ بكَسْبٍ، مُكْتَفيا بما يباسط به المريدين [4] والأتباع من أهل مجلسِه في السَّنة مرَّة أو مرّتين على رأس الملأ، فيحصل على ألوفٍ من الدّنانير، وأعدادٍ من الثّياب والحُلِيّ، فيجمعها، ويفرقها على القصّاب والخبَّاز، وينفق منها، ولا يأخذ من السّلاطين ولا من أركان الدّولة شيئًا. وقلَّ ما يُراعيهم، ولا يدخل عليهم، ولا يُبالي بهم. فبقي عزيزًا مقبولًا أتمّ من الملك، مُطاع الأمر، قريبًا من ستّين سنة، من غير مزاحمة.

[1] في الأصل: «وغيرهما» ، والمثبت عن: الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 59.

وانظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1189، وسير أعلام النبلاء 18/ 513.

[2]

المصدران المذكوران.

[3]

قوله ليس في (المنتخب من السياق)، وهو في: الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 64 باختلاف يسير في الألفاظ.

[4]

في الأصل: «المؤيّدين» ، والمثبت عن: الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 64.

ص: 61

وكان إذا حضر المجلس لبس الثّياب الفاخرة وركب الدّوابّ الثّمينة، ويقول: إنّما أفعل هذا إعزازًا للدّين، ورغْمًا لأعدائه، حتّى ينظروا إلى عزّي وتحمُّلي، ويرغبوا في الإسلام، ثمّ إذا انصرف إلى بيته عاد إلى المُرَقَّعَة، والقُعُود مع الصُّوفيّة في الخانقاه، يأكل معهم، ولا يتميَّز في المطعوم ولا الملبوس.

وعنه أخذ أهل هَرَاة، التَّكْبير بالصُّبح، وتسمية أولادهم في الأغلب بالعبد المضاف إلى أسماءِ الله، كَعَبْد الهادي، وعبد الخلّاق، وعبد المُعِزّ [1] .

قال ابن السّمعانيّ: كان مُظْهِرًا للسُّنَّة، داعيا إليها، محرِّضًا عليها. وكان مكتفيا بما يباسط به المُريدين، ما كان يأخذ من الظَّلَمة والسلاطين شيئًا. وما كان يتعدَّى إطلاق ما ورد في الظّواهر من الكتاب والسُّنَّة، معتقدًا ما صحّ، غير مصرِّحٍ بما يقتضيه من تشبيه [2] .

نُقِل عنه أنّه قال: [3] من لم يَرَ مجلسي وتذكيري وطعَن فيَّ، فهو في حِلٍّ ومولده سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة [4] .

وقال أبو النَّضْر الفاميّ: تُوُفّي رحمه الله في ذي الحجّة.

[1] انظر: الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 65.

أما قول عبد الغافر في (المنتخب 1/ 285) فهو: «شيخ الإسلام بهراة، صاحب القبول في عصره، والمشهور بالفضل وحسن الوعظ والتذكير في دهره، لم ير أحد من الأئمّة فيه حلما ما رآه عيانا من الحشمة الوافرة القاهرة، والرونق الدائم، والاستيلاء على الخاص والعامّ في تلك الناحية، واتّساق أمور المريدين والأتباع والغالين في حقّه، وانتظام المدارس والأصحاب والخانقاه» .

[2]

انظر تذكرة الحفاظ 3/ 1190، وسير أعلام النبلاء 18/ 514.

[3]

المصدران السابقان.

[4]

وقال ابن الجوزي: ولد في ذي الحجّة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. وكان كثير السهر بالليل، وحدّث وصنّف، وكان شديدا على أهل البدع، قويّا في نصرة السّنّة.

وقال: كان لا يشدّ على الذهب شيئا، ويتركه كما يكون، ويذهب إلى قول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَا توكي فيوكى عليك» ، وكان لا يصوم رجب، وينهى عن ذلك ويقول: ما صحّ في فضل رجب وفي صيامه شيء عَنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم. وكان يملي في شعبان وفي رمضان، ولا يملي في رجب. (المنتظم) .

ص: 62

وقد جاوز أربعًا وثمانين سنة.

13-

عبد العزيز بن طاهر بن الحسين بن عليّ [1] .

أبو طاهر البغداديّ الصَّحراويّ.

زاهد، عابد، قانت. لازم التَّفرُّد والعُزلة.

روى شيئًا يسيرًا عن: أبي الحسن بن رزقوَيْه، وعثمان بن دُوَسْت العلّاف.

توفي في شعبان.

14-

عبد الكريم بن أبي حنيفة بن العباس [2] .

أبو المظفر الأندقي [3] البخاري، شيخ الحنفية في زمانه.

ولد بما وراء النهر.

تفقه على الإمام عبد العزيز بن أحمد الحلوائي [4] .

وسمع من: محمد بن علي بن أحمد الإسماعيلي، وأبي إبراهيم إسماعيل بن محمد المزكي، وجماعة.

روى عنه: عثمان بن علي البيكندي، وغيره.

توفي في شعبان عن نحو ثمانين سنة. وأنْدَقى قريةٌ من قُرى بُخَارى.

15-

عبد الملك بن أحمد [5] أبو طاهر بن السّيوريّ [6] .

[1] انظر عن (عبد العزيز بن طاهر) في: المنتظم 9/ 45 رقم 68 (16/ 279 رقم 3590) ، والكامل في التاريخ 10/ 169.

[2]

انظر عن (عبد الكريم بن أبي حنيفة) في: الأنساب 1/ 363، ومعجم البلدان 1/ 261، واللباب 1/ 88، 89.

[3]

الأندقي: بفتح الألف وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها القاف هذه النسبة إلى أندقى وهي قرية من قرى بخارى على عشرة فراسخ. (الأنساب) .

[4]

وقال ابن السمعاني: من أهل أندقى، كان إماما فاضلا زاهدا ورعا حسن السيرة متواضعا،..

روى لنا عنه أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي ببخارا ولم يحدّثنا عنه سواه. ولد بعد الأربعمائة.

[5]

انظر عن (عبد الملك بن أحمد) في: المنتظم 9/ 45 رقم 67 (16/ 279 رقم 3589) ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 15/ 14- 17 رقم 4.

[6]

السّيوريّ: بضم السين المهملة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء. هذه النسبة

ص: 63

شيخ صالح، بغداديّ.

سمع: أبا القاسم بن بشْران، وبِشْر بن الفاتِنيّ، وعثمان بن دُوَسْت.

روى عنه: عبد الوهّاب الأنْماطيّ، وجماعة.

تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.

وروى عنه أبو محمد سِبْط الخيّاط [1] .

16-

عثمان بن محمد بن عُبَيْد الله [2] .

أبو عَمْرو المَحْميّ [3] النَّيْسابوريّ المزكّيّ.

حدَّث عن: أبي نُعَيْم عبد الملك بن الحسن الأسفرائينيّ، وعبد الرحمن بن إبراهيم المزكيّ، وأبي عبد الله الحاكم، وجماعة.

روى عنه: محمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد الغافر بن إسماعيل، وعبد الله بن الفُرَاويّ [4] ، وهبة الرحمن القُشَيْريّ، وعبد الخالق بن زاهر، ومحمد بن جامع الصَّيْرفيّ، وعبد الكريم بن الحسن الكاتب، وأخوه أحمد، والحسين بن عليّ الشّحّاميّ، وعبد الرحمن بن يحيى النّاصحيّ وأخوه أبو نصر أحمد، وخلْق كثير.

[ () ] إلى عمل السيور، وهي جمع السير، وهي أن تقطع الجلود الدقاق ويحاط بها السروج.

(الأنساب 7/ 232) .

[1]

وقال ابن النجار: وخرّج له أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون فوائد عن شيوخه وحدّث بها، فسمعها منه أبو بكر ابن الخاضبة.. وكان شيخا صالحا. (ذيل تاريخ بغداد 15/ 15) .

[2]

انظر عن (عثمان بن محمد) في: المنتخب من السياق 373 رقم 1242 وفيه «عثمان بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد بن عبد الله بن النضر المحمي» ، والتقييد لابن نقطة 399، 400 رقم 527، والعبر 3/ 298، والمعين في طبقات المحدّثين 139 رقم 1526، والإعلام بوفيات الأعلام 198، وسير أعلام النبلاء 18/ 579، 580 رقم 300، والبداية والنهاية 12/ 343، والنجوم الزاهرة 5/ 127، وشذرات الذهب 3/ 366.

[3]

المحميّ: بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين أولاهما مفتوحة. هذه النسبة إلى محم، وهو بيت كبير بنيسابور يقال لهم المحمية.

[4]

الفراوي: بضم الفاء وفتح الراء بعدهما الألف وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى فراوة وهي بليدة على الثغر مما يلي خوارزم يقال لها رباط فراوة بناها أمير خراسان عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون. (الأنساب 9/ 256) .

ص: 64

قال عبد الغافر: [1] سمع المشايخ والصُّدور، وأدرك الإسناد العالي، وحضر الوقائع.

وكان شيخا حسن الصحبة والعشرة.

وتوفي في صفر.

قلت: روى عنه بالإجازة محمد بن ناصر الحافظ.

وقيل: هو عثماني.

17-

عطاء بن الحسن [2] .

أبو خالد الخراسانيّ.

توفي في ذي الحجة.

18-

علي بن الحسين بن علي بْن عَمْروَيْه [3] .

أبو الحسن [4] .

نيسابوري مستور.

روى عن: الحِيريّ، وأبي سعيد الصَّيْرفيّ، وأبي عبد الله بن فَنْجُوَيْه.

وتُوُفّي في نصف شوّال [5] .

19-

عليّ بن منصور بن الفرّاء [6] .

أبو الحسن القَزْوينيّ، ثمّ البغداديّ المؤدِّب.

سَمِعَ: أبا علي بن شاذان، وأبا بكر البرقاني، واللالكائيّ.

ونسخ بخطّه الكثير. وكان صالحًا خيِّرًا [7] .

[1] عبارته ليست في (المنتخب)، والّذي فيه: الرئيس، جليل مشهور من بيت الرئاسة المعروفة بالمحمية بنيسابور.

[2]

لم أجد مصدر ترجمته.

[3]

انظر عن (علي بن الحسين) في: المنتخب من السياق 389 رقم 1314، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة 67 ب.

[4]

في المختصر الأول للسياق: «أبو الحسين» .

[5]

وكان مولده سنة 414 هـ.

[6]

انظر عن (علي بن منصور) في: التدوين في أخبار قزوين 3/ 424، 425 وفيه «علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الفرّاء القزويني» .

[7]

وقال القزويني الرافعي: وكان من أهل الفقه والحديث.

ص: 65