الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة
-
حرف الألف
-
36-
أحمد بن عمر بن أحمد بن عليّ [1] .
أبو بكر الهَمَذَانيّ الصُّنْدُوقيّ [2] البزّاز المعبّر.
روى عن: أبي طاهر بن سَلَمَة، وأبي سعيد بن شبابة، ومحمد بن عيسى وأكثر عنه، وابن المحتسب، وجعفر الأَبْهَريّ، وطاهر بن أحمد الإمام، وعليّ بن أحمد، وعليّ بن شعيب، وأبي نصر بن الكسّار، وأبي الفضل عمر بن إبراهيم بن أبي سعْد الهَرَويّ، ومنصور بن رامش، وأبي حاتم أحمد بن الحسن بن خاموش الرازي الفقيه، وخلْق كثير.
قال شيرُوَيْه: سمعتُ منه كثيرًا، وكان ثقة صدوقًا، عارفًا بأحوال البلد وأهلها، وبأخبار المشايخ. وكان أحد دُهاة الفُرس، حَسَن السّيرة، اعتكف في الجامع نيِّفًا وأربعين سنة.
تُوُفّي في ذي الحجّة، وتولّيت غُسْلَه.
37-
أحمد بن محمد بن أحمد [3] .
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2]
الصندوقي: بضم الصاد المهملة، وسكون النون، وضم الدال المهملة، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى «الصندوق» وعمله. (الأنساب 8/ 90) .
[3]
انظر عن (أحمد بن محمد الجرجاني) في: المنتظم 9/ 50 رقم 76 (16/ 285 رقم 3598) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 31، وطبقات الشافعيّ الوسطى، له (مخطوط) ورقة 41 ب، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 267 رقم 222، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 63، وكشف الظنون 253، 358، 1023، 1511، 1730، 1747، وفهرس المخطوطات المصوّرة 1/ 295، وتاريخ الأدب العربيّ (الطبعة الأجنبية) 1/ 288، والأعلام
أبو العبّاس الْجُرجَانيّ الفقيه، قاضي البصرة وشيخ الشّافعيّة بها.
وهو مذكور في أعيان الأدباء، له تصانيف.
وسمع من: أبي طالب بن غَيْلان، وابي الحسن القزْوينيّ، والصُوريّ.
روى عنه: الحسين بن عبد الملك الأديب بإصبهان.
وله كتاب سمّاه كتاب «الأدباء» ، أورَد فيه نفائس من النَّظم والنَّثْر، وكان من أجلاد العالَم.
تفقّه على الشّيخ أبي إسحاق.
وقد روى عنه أبو عليّ بن سُكّرة الحافظ، وأثنى عليه.
وروى عنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنْديّ.
38-
أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن جعفر [1] .
أبو الفتح الأصبهاني الوَبَرِيّ [2] المقرئ.
قرأ بالرّوايات على أبي المظفّر عبد الله بن شبيب، والباطِرْقانيّ.
وسمع من: أبي نُعَيْم، وجماعة.
وروى اليسير، وكان مقريء إصبهان في وقته.
39-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صاعد بْن مُحَمَّد [3] .
أبو نصر القاضي الصّاعديّ، رئيس نَيْسابور وقاضيها.
أجرى رئاسة بلده ورسومها على أحسن مجاريها. وكان معظّما عند
[1] / 207، ومعجم المؤلفين 1/ 66، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 381 رقم 197.
[1]
انظر عن (أحمد بن محمد الأصبهاني) في: المنتظم 9/ 50 رقم 75 (16/ 285 رقم 3597) .
[2]
الوبريّ: بفتح الواو والباء الموحّدة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى الوبر والصوف. وهذا المنتسب كان ثعالبيا يعمل الفراء. (الأنساب 12/ 219) .
[3]
انظر عن (أحمد بن محمد بن صاعد) في: تاريخ نيسابور (مخطوط) رقم 246، والمنتخب من السياق 112- 114 رقم 246، والمنتظم 9/ 49، 50 رقم 74 (16/ 284 رقم 3596) ، والكامل في التاريخ 10/ 180، والعبر 3/ 299، وتذكرة الحفاظ 3/ 1194، ومرآة الجنان 3/ 133، والجواهر المضيّة 1/ 279- 281 رقم 207، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 282، والطبقات السنية 2/ رقم 324، والفوائد البهية 34، 35، 3/ 366 وشذرات الذهب 3/ 366.
السلطان. وله معرفة بالفروسيّة ورمْي القَوْس. وكان من أعيان الحنفيّة.
سمع من: جدّه أبي العلاء صاعد بن محمد القاضي، والقاضي أبي بكر الحِيريّ، ومحمد بن موسى الصَّيْرَفيّ، وعلي بن مُحَمَّد الطّرَازِيّ، ويحيى بن إبراهيم المزكّيّ.
وسمع ببغداد في الكُهولة من القاضي أبي الطَّيِّب الطَّبَريّ، وغيره.
وكان مولده في سنة عشرٍ وأربعمائة.
روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو سعد البغداديّ، وسفيان بن مندة، وزاهر روجيه ابنا الشّحّاميّ، ومنصور بن محمد حفيده، وعبد اللَّه بْن الفَرَاويّ، وَعَبْد الخالق بْن زاهر، وأبو الغنائم منصور بن محمد الكُشْمِيهَنيّ، وإسماعيل العصائديّ، وأحمد بن عليّ المقرئ البَيْهَقيّ، ومحمد بن عليّ بن دُوَسْت، وآخرون.
قال السّمعانيّ: تعصّب بأخرة في المذهب، حتّى أدّى إلى إيحاش العلماء، وأغرى بعض الطّوائف على بعضٍ، حتّى غيّرت الخُطَباء، وشرع اللّعن على أكثر الطّوائف مِن المسلمين، فانتهى الأمرُ إلى السّلطان ألْب أرسلان، والوزير نظام المُلْك، فأبطل ذلك، ولزم القاضي أبو نصر بيته مدّة إلى دولة ملك شاه، ففوّض القضاء إليه. وكان العدل والإنصاف في أيّامه.
وعقد مجلس الإملاء في خمسيات رمضان. وكان يحضر إملاءه من دبّ ودرج [1] .
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: قاضي القضاة الرئيس، شيخ الإسلام، صدر المحافل، المقدّم، العزيز من وقت صباه في بيته وعشيرته الفائق أقرانه بوفور حشمته.
ربّي في حجر الإمامة، وكان من أوجه الأحفاد عند القاضي الإمام صاعد. وكان في عهد الصبا مخصوصا برجولية في طبعه وميل إلى الاشتغال بالفروسية والرمي. وكان من أجمل شبّان زمانه، حتى اضطرب الزمان وانقرضت عن خراسان دولة محمود وأولاده، وتحرّكت رياح آل سلجوق في حوالي سنة ثلاثين وأربعمائة، صار رئيس الرؤساء بها إلى نيّف وأربعين وأربعمائة حتى مال بعد ذلك بعض الميل إلى التعصّب في المذهب، وأخذ بزمام اختياره إلى ما لا يليق بالكبار من المبالغة في العناد ومطاولة الأقران من سائر الفرق، حتى أدّى إلى إيحاش العلماء، فكان ذلك غضا عن منصب حشمته إلى سنيّ نيّف وخمسين، حتى انتهت نوبة الولاية إلى
تُوُفّي في ثامن رمضان، وكان أحد من يُقال له شيخ الإسلام.
40-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن محمد بن عليّ بن شجاع [1] .
الأستاذ أبو حامد الشُّجَاعيّ [2] السَّرْخَسِيّ، ثمّ البلْخيّ، الفقيه.
كان إمامًا مبرِّزًا كبير القدْر.
تفقّه على: أبي عليّ السِّنْجيّ.
ودرّس مدّة، وله أصحاب.
[ () ] السلطان ألب أرسلان والوزير الميمون نظام الملك، فانجلت تلك السحابة عن العدل.
وكان هذا الصدر خاليا عن العمل برهة، مشتغلا بأمور نفسه مع ما فيه من الأبّهة والحشمة والنعمة.
وقد بعث رسولا إلى ما وراء النهر (بغية) استصلاحه للأمور الجسيمة، فبقي على ذلك مدّة إلى ابتداء الدولة الملكشاهية أدّى الحال إلى تفويض القضاء بنيسابور إلى هذا الصدر، وصار قاضي القضاة على الإطلاق، وصار مجلسه للخيرات مجمعا و (
…
) صالحة في الأمور.
وعقد مجلس الإملاء عشيّات الخميس في رمضان في الجامع القديم على رسم أسلافه، وكان يحضر من دبّ ودرج من الفرق، ويتقرّب إليه المشايخ والأئمّة بالحضور، ولم يزل يرتفع أمره إلى أربع عشرة سنة من ابتداء قضائه.
وكان صدوق اللهجة، يحبّ كل من ظهر عنده، ويبغض الكذب وأهله أشدّ البغض، إلى أن أدركه قضاء الله.. (المنتخب من السياق 112، 113) .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
وقع في (الجواهر المضيّة 1/ 280) : «قال أبو نصر: دخلت على المتوكل أمير المؤمنين، وهو يمدح الرّفق، فأكثر في مدحه، فقلت: يا أمير المؤمنين، أنشدني الأصمعي بيتين. فقال:
هاتهما، فقلت:
لم أر مثل الرّفق في لينه
…
قد أخرج العذراء من خدرها
من يستعن بالرفق في أمره
…
يستخرج الحيّة من جحرها
قال: فكتبها الخليفة بيده» .
وقد وضع محقّق الكتاب الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو إشارة فوق «الأصمعي» ، وقال في الحاشية:«لعلّ المصنّف اختصر سند المترجم إلى الأصمعي» .
وهذا صحيح، إذ لم يدخل أبو نصر على المتوكل، كما لم يسمع من الأصمعي وبينه وبينهما نحو مائتي سنة. وقد أثبت عبد الغافر الفارسيّ السند في (المنتخب 113، 114) .
[1]
انظر عن (أحمد بن محمد الشجاعي) في: الأنساب 7/ 291، والمنتخب من السياق 116 رقم 253 وفيه «أحمد بن محمد بن محم» ، والإعلام بوفيات الأعلام 198، وتذكرة الحفاظ 3/ 1194، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 33، والنجوم الزاهرة 5/ 129.
وسيعاد باختصار برقم (336) .
[2]
الشجاعي: بضم الشين المعجمة، وفتح الجيم، وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى شجاع، وهو اسم لجدّ المنتسب إليه. (الأنساب) .
سمع الحديث من: اللّيث بن الحسن اللَّيْثيّ، وغيره.
روى عنه: ابن أخيه محمد بن محمود السَّرَهْ مَرْد [1] بسَرْخس، وأبو حفص عمر بن محمد بن القاسم القاضي الشَّهْرُزُورِيّ، وآخرون.
سمع منهم: أبو سعْد السّمعانيّ.
وتُوُفّي رحمه الله ببلْخ.
وقع لنا مجلس من أماليه.
41-
إبراهيم بن سعيد بن عبد الله [2] .
الحافظ أبو إسحاق النُّعْمانيّ، مولاهم المصريّ، المعروف بالحبّال [3] .
قال أبو عليّ بن سُكّرة: أخبرنيّ أنّ مولده في سنة إحدى وتسعين [4] وثلاثمائة، وأنّه سمع من الحافظ عبد الغنيّ بن سعيد سنة سبع وأربعمائة. وأنّ عبد الغنيّ تُوُفّي سنة ثمانٍ [5] .
قلتُ: سمع: أحمد بن عبد العزيز بن ثَرْثال [6] صاحب المَحَامِليّ، وهو أكبر شيخ له، وعبد الغنيّ المذكور، ومحمد بن أحمد بن شاكر القطّان، ومحمد بن ذَكْوان التِّنِّيسيّ سِبْط عثمان السَّمَرْقَنْديّ، وأحمد بن الحسين بن جعفر النُّخَاليّ [7] العطّار، وقال: ما أُقَدِّم عليه أحدًا من شيوخي في الثّقة وجميع
[1] جوّد ضبطه السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى 6/ 395) : بفتح السين والراء المهملتين، وسكون الهاء، وفتح الميم، وسكون الراء الثانية، بعدها دال. لقب.
[2]
انظر عن (إبراهيم بن سعيد) في: الإكمال لابن ماكولا 2/ 379، والمعين في طبقات المحدّثين 140 رقم 1530، ودول الإسلام 2/ 11، وسير أعلام النبلاء 18/ 495- 503 رقم 259، والعبر 3/ 299، 300، وتذكرة الحفاظ 3/ 1191- 1196، ومرآة الجنان 3/ 366، والوافي بالوفيات 5/ 355، واتعاظ الحنفا 2/ 326، وفيه «إبراهيم بن سعد» ، والنجوم الزاهرة 5/ 129، وطبقات الحفّاظ 442، وحسن المحاضرة 1/ 353، 354، وشذرات الذهب 3/ 366.
[3]
تحرّفت في (اتعاظ الحنفا 2/ 326) إلى: «الخيال» .
[4]
وقع في (اتعاظ الحنفا) : «وسبعين» .
[5]
والصحيح أن عبد الغني بن سعيد توفي سنة 409 هـ.
[6]
ثرثال: بفتح أوله، وقد تحرّف في (تذكرة الحفاظ) إلى:«شرثال» ، وفي (شذرات الذهب) إلى:«بريال» .
[7]
النخالي: بضم النون وفتح الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى النّخالة وهي ما يستخرج من الدقيق. (الأنساب 12/ 58) .
الخصال الّتي اجتمعت فيه، وعبد الرحمن بن عمر النّحّاس، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الإشبيليّ، ومنير بن أحمد، والخصيب [1] بن عبد الله، ومحمد بن محمد النَّيْسابوريّ صاحب الأصمّ، وابن نظيف، وخلْقًا سواهم.
وجمع لنفسه عوالي سُفْيان بن عُيَيْنَة، وغير ذلك.
وكان يتّجر في الكُتُب، ولهذا حصّل من الأُصُول والأجزاء ما لا يوصف.
وكان متقنًا، ثقة، حافظًا مُتَحَرِّيا، صادقًا.
روى عنه: أبو عبد الله الحُمَيْديّ، وإبراهيم بن الحسن العَلَويّ المصريّ النّقيب، وعبد الكريم بن سوار التككيّ [2] ، وعطاء بن هبة الله الإخْمِيميّ [3] ، ووفاء بن ذبيان النّابُلُسيّ، ويوسف بن محمد الأَرْدَبيليّ [4] ، سمع السِّلَفيّ من خمستهم، ومحمد بن محمد بن جماهر الطُّلَيْطُلِيّ، ومحمد بن إبراهيم البكريّ الطُّلَيْطُلَيّ، وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسيّ، وأبو الفضل محمد بن بُنان [5] الأنباريّ، وعليّ بن الحُسين المَوْصِليّ الفرّاء، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي قاضي المَرِسْتان.
وآخر من روى عنه بالإجازة الحافظ محمد بن ناصر.
وكان خلفاء مصر الرّافضة قد منعوه من التّحديث وأخافوه، قاتَلَهم الله، فلِهذا انقطع حديثُه بوقتٍ.
قال أبو عليّ بن سُكَّرة: مُنِعْتُ من الدُّخول إليه، فلم أدخل عليه إلّا بشرط
[1] تحرّف في (تذكرة الحفاظ) إلى: «الخطيب» .
[2]
التّككيّ: بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وفتح الكاف، وفي آخرها كاف أخرى. هذه النسبة إلى تكك وهي جمع تكّة. (الأنساب 3/ 68) .
[3]
الإخميمي: بكسر الألف وسكون الخاء المعجمة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الميمين المكسورتين. هذه النسبة إلى إخميم وهي بلدة من ديار مصر من الصعيد على طريق الحاج.
(الأنساب 1/ 155) .
[4]
الأردبيلي: بفتح الألف وسكون الراء وضم الدال المهملة وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى بلدة يقال لها أردبيل مما يلي أذربيجان لعلّه بناها أردبيل بن أميني بن لنطي بن يونان فنسبت إليه. (الأنساب 1/ 177) .
[5]
في الأصل، وتذكرة الحفاظ «بيان» . والمثبت عن: تبصير المنتبه 1/ 105 حيث ضبطه بضم الباء الموحّدة ونونين.
أن لا يُسْمِعَني، ولا يكتب إجازة، فأوّل ما فاتحتُه الكلام خلّط في كلامه، وأجابني على غير سؤالي حَذرًا أنْ أكون مدسوسًا عليه، حتّى بسطتّه، وأعلمته أنّي من أهل الأندلس أريد الحج، فأجاز لي لفظا، وامتنع من غير ذلك [1] .
وقال ابن ماكولا: [2] كان الحبّال مكثِرًا ثقة، ثبْتًا، ورِعًا، خيِّرًا. ذكر أنّه مولى لابن النُّعْمان قاضي قُضاة مصر.
وحدَّث عنه ابن ماكولا وذكر أنّه ثبَّته في غير شيء.
وروى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب إجازة، ثمّ قال: وحدَّثني عنه أبو عبد الله الحُمَيْديّ [3] .
وقد أتى الحبّال بعض الطَّلَبة، قبل أن يمنعه بنو عُبَيْد من الرّواية، ليسمعوا منه جزءًا، فأخرج به عشرين نسخة، وناول كلّ واحدٍ نسخةً يُعارض بها [4] .
وقال الحافظ محمد بن طاهر: سمعتُ أبا إسحاق الحبّال يقول: كان عندنا بمصر رجلٌ يسمع معنا الحديث، وكان متشدّدًا. وكان يكتب السّماع على الأصول، ولا يكتب اسم رجلٍ حتّى يستحلفه أنّه سمع الجزء، ولم يذهب عليه منه شيء.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنَّا نَقْرَأُ عَلَى شَيْخٍ جُزْءًا، فَقَرَأْنَا قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم:«لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ» [5] . وَكَانَ فِي الْجَمَاعَةِ رَجُلٌ مِمَّنْ يَبِيعُ الْقَتَّ، وَهُوَ عَلَفُ الدَّوَابِّ، فَقَامَ وَبَكَى، وَقَالَ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مِنْ بَيْعِ الْقَتِّ. فَقِيلَ: لَيْسَ هُوَ الَّذِي يَبِيعُ الْقَتَّ، وَلَكِنَّهُ النَّمَّامُ الَّذِي يَنْقُلُ الْحَدِيثَ مِنْ قَوْمٍ إِلَى قوم.
فسكن بكاؤه وطابت نفسه [6] .
[1] انظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1192، 1193، وسير أعلام النبلاء 18/ 497.
[2]
في الإكمال 2/ 379.
[3]
انظر: تذكرة الحافظ 3/ 1193، وسير أعلام النبلاء 18/ 498.
[4]
انظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1193، وسير أعلام النبلاء 18/ 499.
[5]
أخرجه الإمام أحمد من حديث حذيفة في المسند 5/ 382 و 389 و 392 و 397 و 402 و 404، والبخاري في الأدب 10/ 394 باب: ما يكره من النميمة، ومسلم في الإيمان (2105) باب:
بيان غلظ تحريم النميمة، وأبو داود (4871) ، والترمذي (2026) .
[6]
انظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1193، وسير أعلام النبلاء 18/ 499.
قال ابن طاهر: كان شيخنا الحبّال لا يُخْرِجُ أصلَه من يده إلّا بحضوره، يدفع الجزء إلى الطّالب، فيكتب منه قدْر جلوسه، فإذا قام أخذ الأصل منه.
وكان له بأكثر كُتُبه عدة نُسَخ. ولم أرَ أحدًا أشدّ أخْذًا منه، ولا أكثر كُتُبًا منه.
وكان مذهبه في الإجازة أن يقدّمها على الأخبار.
يقول: أجاز لنا فُلان، أنا فلان، ولا يقول: أنا فلان إجازة.
يقول: ربّما تُترك إجازة، فيبقى إخبارًا، فإذا ابْتُدِئ بها، لم يقع الشّكّ فيه [1] .
وسمعته يقول: خرَّج أبو نصر السِّجَزيّ الحافظ على أكثر من مائة شيخ، لم يبق منهم غيري [2] .
قال ابن طاهر: كان قد خرَّج له عشرين جزءًا في وقت الطَّلب، وكتبها في كَاغَدٍ عتيق، فسألت الحبّال عن الكَاغَد، فقال: هذا من الكاغَد الّذي كان يحمل إلى الوزير من سَمَرْقَنْد، وَقَعت إليَّ من كُتُبه قطعة، فكنتُ إذا رأيتْ ورقةً بيضاء قَطَعْتُها، إلى أن اجتمع هذا القدْر، فكنتُ أكتب فيه هذه الفوائد [3] .
قال ابن طاهر: لمّا دخلت مصر قصدتُ الحبّال، وكان قد وصفوه لي بحِلْيَتْه وسِيرته، وأنّه يخدم نفسِه، فكنتُ في بعض الأسواق لا اهتدي إلى أين أذهب. فرأيت شيخًا على الصّفة الّتي وُصِف بها الحبّال، واقِفًا على دُكّان عطّار، وكُمَّيه ملأى من الحوائج. فوقع في نفسي أنّه هو، فلمّا ذهبَ سألتُ العطّار: مَن هذا الشّيخ؟ فقال: وما تعرفه، هذا أبو إسحاق الحبّال! فتَبِعْتُه وبلغته رِسالةَ سعْد بن عليّ الزَّنْجَانيّ، فسألني عنه، وأخرج من جيبه جزْءًا صغيرًا، فيه الحديثان المسلسلان اللّذان كان يرويهما. أحدهما. وهو أوّل حديثٍ سمعته منه، فقرأهما عليَّ. وأخذت عليه الموعد كلّ يومٍ في جامع عَمْرو بن العاص إلى أن خرجتُ رحمه الله [4] .
[1] انظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1193، 1194، وسير أعلام النبلاء 18/ 500.
[2]
انظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1194، وسير أعلام النبلاء 18/ 500.
[3]
المصدران السابقان.
[4]
انظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1194، وسير أعلام النبلاء 18/ 500، 501.
قلت: كان لقيّ ابن طاهر له في سنة سبعين وأربعمائة، وقد سمع منه القاضي أبو بكر الأنصاريّ في سنة ستٍّ وسبعين. وإنّما منعوه من التّحديث بعد ذلك.
42-
إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم بن يوسف [1] .
أبو القاسم الخلّال، مُسْنِد جُرْجَان في زمانه.
تُوُفّي بعد الثّمانين.
ذكره أبو سعد السّمعانيّ، فقال: ثقة، مُكثِر، مُعمّر.
روى الكثير.
سمع: أبا نصْر محمد بن الإسماعيليّ، وحمزة السَّهْميّ، والحسن بن محمد الأديب، وأبا مسلم غالب بن عليّ الرّازيّ الحافظ، والمفضّل بن إسماعيل الإسماعيليّ، وأبا عَمْرو عبد الرحمن بن محمد الْجُرْجَانيّ، وأخاه عبد الواسع، وأبا الفضل محمد بن جعفر الخُزَاعِيّ، وأبا سعْد المالِينيّ، وبِشْر بن محمد الأبيورديّ، وطبقتهم.
مولده في ذي القعدة سنة تسعين وثلاثمائة.
قال: وتُوُفّي بجُرْجَان سنة نَيِّفٍ وثمانين.
أُنْبئتُ عن أبي المظفّر بن السّمعانيّ قال: أنا سعد بن عليّ العصاريّ: أنا إبراهيم الخلّاليّ [2] بجُرْجَان، فذكر حديثًا.
43-
أَصْرَم بن عبد الوهّاب بن محمد بن خريم [3] .
الأصبهاني، أبو نهشل.
سمع: أبا بكر بن أبي عليّ، وأبي سعيد بن حسنَوَيْه.
مات في شوّال. أرّخه يحيى بن مندة.
[1] انظر عن (إبراهيم بن عثمان) في: التحبير في المعجم الكبير 2/ 36 و 51.
[2]
الخلّالي: بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام ألف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الخلّ وإلحاق الياء في مثل هذا الانتساب أكثرها بجرجان وطبرستان وخوارزم. (الأنساب 5/ 218) .
[3]
لم أجد مصدر ترجمته.