المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣٣

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثالث والثلاثون (سنة 481- 490) ]

- ‌الطبقة التاسعة والأربعون

- ‌سنة إحدى وثمانين وأربعمائة

- ‌[استيلاء الفرنج عَلى مدينة زَوِيلَة]

- ‌[وفاة النّاصر بن علناس]

- ‌[وفاة ملك غَزْنَة]

- ‌[ولاية جلال الدّين مسعود المُلْك]

- ‌[منازلة متولّي حلب لشَيْزَر]

- ‌[وفاة الملك أحمد بن ملك شاه]

- ‌[توجّه ملك شاه إلى سمرقند]

- ‌سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة

- ‌[الفتنة بين السُّنَّة والشِّيعة]

- ‌[تملُّك السلطان ما وراء النّهر]

- ‌[وفاة ابنة السّلطان]

- ‌سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة

- ‌[تسلُّم المصريّين صور وصيدا وعكا وجبيل]

- ‌[تعاظم الفتنة بين السُّنّة والشِّيعة]

- ‌[القحط بإفريقية]

- ‌[بناء المدرسة التّاجيّة ببغداد]

- ‌[عمارة منارة جامع حلب]

- ‌[إمساك النَّحْويّ السارق]

- ‌[تعيين مدرّسين في النظامية]

- ‌[وفاة ابن جَهِير]

- ‌[تسلُّم رئيس الإسماعيليّة قلعة إصبهان]

- ‌سنة أربع وثمانين وأربعمائة

- ‌[عزْل أبي شجاع عن الوزارة]

- ‌[سجن الصّاحب بن عبّاد]

- ‌[بدء المرابطين]

- ‌[استيلاء الفرنج على صقليّة]

- ‌[دخول السلطان بغداد للمرّة الثّانية]

- ‌[بناء جامع السّلطان ببغداد]

- ‌[الزّلزلة بالشّام]

- ‌سنة خمس وثمانين وأربعمائة

- ‌[وقعة جيّان بالأندلس]

- ‌[تسيير عسكر السلطان ملك شاه لفتح بلاد الساحل]

- ‌[فتح اليمن للسلطان]

- ‌[وفاة السلطان]

- ‌[مقتل الوزير نظام المُلْك]

- ‌[وفاة السلطان ملك شاه]

- ‌[سلطنة محمود بن ملك شاه]

- ‌[خلاف بركياروق]

- ‌[انهزام عسكر تُركان وأسر تاج المُلْك]

- ‌[مقتل تاج المُلْك]

- ‌[إيقاع عرب خفاجة بالرّكب العراقي]

- ‌[حريق بغداد]

- ‌[وقوع البَرَد بالبصرة]

- ‌سنة ست وثمانين وأربعمائة

- ‌[وزارة عزّ الملك]

- ‌[استيلاء تاج الدّولة تُتُش على الرّحبة ونصيبين]

- ‌[وزارة ابن جهير]

- ‌[وقعة المُضَيَّع]

- ‌[استقامة الأمور لتاج الدّولة تتش]

- ‌[تملُّك عسكر مصر مدينة صور]

- ‌[امتناع الحجّ العراقي]

- ‌[الفتنة بين السُّنّة والرَّافضة]

- ‌[دخول صدقة بن مزيد في خدمة السلطان ملك شاه]

- ‌[وفاة جعفر بن المقتدي باللَّه]

- ‌سنة سبع وثمانين وأربعمائة

- ‌[الخطبة لبركياروق بالسّلطنة]

- ‌[وفاة الخليفة المقتدي]

- ‌[خلافة المستظهر]

- ‌[قتْل تُتُش لآقْسُنْقُر صاحب حلب]

- ‌[تغلّب تتش على حلب وغيرها]

- ‌[سلطنة بركياروق على إصبهان]

- ‌[وفاة المستنصر باللَّه العُبَيْديّ]

- ‌[خلافة المستعلي باللَّه]

- ‌[وفاة بدر أمير الجيوش]

- ‌[وفاة أمير مكّة]

- ‌[قتل تكش عمّ السلطان بركياروق]

- ‌[وفاة الخاتون تُركان]

- ‌[دخول الرّوم بَلَنْسِيَة]

- ‌سنة ثمان وثمانين وأربعمائة

- ‌[قتْل صاحب سمرقند]

- ‌[انتهاب ابن أبق باجِسْرى وبعقوبا]

- ‌[مقتل تاج الدّولة تتش]

- ‌[تفرُّد بركياروق بالسّلطنة]

- ‌[تملّك رضوان بن تُتُش حلب]

- ‌[تملُّك دُقَاق دمشق]

- ‌مجيء طغتكين إلى دمشق وتمكُّنه

- ‌[وزارة الخُوارَزْميّ]

- ‌[وفاة المعتمد بن عَبَّاد]

- ‌[وفاة الوزير أبي شجاع]

- ‌[بناء سور الحريم ببغداد]

- ‌[جرْح السّلطان بركياروق]

- ‌[قدوم الغزالي الشام وتصنيفه كتاب الإحياء]

- ‌[وزارة فخر المُلْك لبركياروق]

- ‌سنة تسع وثمانين وأربعمائة

- ‌[تملُّك كربوقا الموصل]

- ‌[اجتماع الكواكب السبعة وغرق الحجّاج]

- ‌[تدريس الطَّبريّ بالنّظامية]

- ‌سنة تسعين وأربعمائة

- ‌[قتل الملك أرسلان أرغون]

- ‌[عصيان متولّي صور وقتله]

- ‌[تسلُّم بركياروق سائر خراسان]

- ‌[ولاية محمد بن أنوشتكين على خُوارَزْم]

- ‌[انهزام دُقَاق عند قنّسرين أمام أخيه]

- ‌[الخطبة للمستعلي باللَّه بولاية رضوان بن تتش]

- ‌[منازلة الفرنْج أنطاكيّة]

- ‌ذكر من توفي في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وثمانين وأربعمائة من المشاهير

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌الكنى

- ‌سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التّاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة ست وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التّاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النّون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الْألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التّاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف الصّاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة تسع وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف الظّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة تسعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الذّال

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌المتوفّون تقريبًا مِن أهل هذه الطّبقة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

الفصل: ‌ حرف الميم

وقال يحيى بن مَنْدَهْ: لم يحدِّث في وقته أوثق في الحديث منه وأكثر سماعًا، وأعلى [1] إسنادًا، إلّا أنّه كان يميل إلى الرَّفْض فيما قيل. سمع «تاريخ يعقوب الفَسَويّ» من ابن الفضل القطّان، عن ابن درستُوَيْه، عَنْهُ. وسمع «تاريخ ابن مَعِين» من أبي عبد الرحمن السُّلَميّ [2] .

حُكي لي أنّه وُلِد سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وقيل: سنة سبْعٍ [3] .

وقال غيره: تُوُفّي في رجب [4] .

وقال السِّلَفيّ. [5] كان الرّئيس الثّقفيّ عظيمًا كبيرًا في أعيُن النّاس، على مجلسه هيبةٌ ووقار. وكان له ثروة وأملاك كثيرة.

وذكر ابن السّمعانيّ في تخريج لولده عبد الرّحيم فقال: كان محمود السّيرة في ولايته، مُشْفِقًا على الرّعيّة. سمعت أنّ السّلطان ملك شاه أراد أن يأخذ مالًا من أهل البلد إصبهان، فقال الرّئيس: أنا أُعطي النِّصْف، ويُعطي الوزير، يعني النّظام، وأبو سعد المستوفي النّصف. فما قام حتّى وَزَنَ ما قال.

وظنِّي أنّ المال كان أكثر من مائة ألف دينار أحْمَر.

وكان يَبَرُّ المحدِّثين بمالٍ كثير، ورحلوا إليه من الأقطار.

-‌

‌ حرف الميم

-

321-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الباقي بن منصور [6] .

[1] في الأصل: «وأملا» .

[2]

التقييد 430.

[3]

التقييد 430.

[4]

المنتخب 422، التقييد 430.

[5]

وقد سمع منه في سنة 488 هـ. (التقييد 431) .

[6]

انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الباقي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 330، والمنتظم 0/ 101 رقم 143 (17/ 35، 36 رقم 3664) ، وسؤالات السلفي لخميس الحوزي 120 رقم 117، ومعجم الأدباء 17/ 226- 230، والكامل في التاريخ 10/ 260، 261، وفيه:«محمد بن عبد الباقي» ، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 51، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 282 رقم 197، والمعين في طبقات المحدّثين 143 رقم 1559، وتذكرة الحفاظ 4/ 1224- 1227، والإعلام بوفيات الأعلام 202، وسير أعلام النبلاء 19/ 109- 113 رقم 61، ودول الإسلام 2/ 18، والعبر 3/ 325، 326، وميزان الاعتدال 3/ 465،

ص: 310

الحافظ أبو بكر ابن الخاضبة [1] ، البغداديّ الدّقّاق.

مفيد بغداد، والمشار إليه في القراءة الصّحيحة مع الصّلاح والورع.

حدَّث عن: أبي بكر الخطيب، وأبي جعفر ابن المسلمة، وأبي الحسين ابن النّقّور، وعبد الرّحيم بن أحمد البخاريّ، وأحمد بن عليّ الدِّينَوَريّ.

وأكثر عن أصحاب المخلّص.

ورحل إلى الشّام، والقدس.

وسمع بدمشق من: إمام الجامع عبد الصّمد بن محمد بن تميم [2] .

وأقدم شيخٍ له: مؤدّبه أبو طالب عُمَر بن محمد بن الدَّلْو [3] ، فإنّه يروي عن أبي عُمَر بن حَيَّوَيْهِ، وتُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين وأربعمائة.

وسمع بالقدس من: محمد بن مكّيّ بن عثمان الأزْديّ، وعبد الرّحيم البخاريّ، وأبي الغنائم محمد بن الفرّاء [4] .

روى عنه: أبو عليّ بن سُكَّرَة.

وكان محبوبًا إلى النّاس كلّهم، فاضلًا، حَسَن الذِّكْر. ما رأيت مثله على طريقته. وكان لا يأتيه مستعير كتابًا إلّا أعطاه، أو دلّه عند مَن هو.

وسمعتُ أبا الوفاء بن عقيل الحنبليّ الإمام يقول، وذَكَر شدَّةً أصابته بمطالبةٍ طُولِب بها، وأنّه كانت له عند ذلك خَلوات يدعو ربَّه فيها ويناجيه، فقرأ في مناجاته: فَلَئنْ قلتَ لي يا ربّ: هل واليتَ فيَّ وليًّا؟ أقول: نعم يا رب، أبو

[ () ] والمغني في الضعفاء 2/ 548، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 5، 6 رقم 2، ومرآة الجنان 3/ 151، وعيون التواريخ (مخطوط) 13/ ورقة 55، 56، والبداية والنهاية 12/ 153، ولسان الميزان 5/ 57، وطبقات الحفاظ 448، 449، وشذرات الذهب 3/ 393، معجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 149 رقم 1009.

[1]

تحرّفت في (البداية والنهاية 12/ 153) إلى: «الحاضنة» .

[2]

تاريخ دمشق 36/ 330، وقال ابن عساكر: اجتاز بدمشق، وكتب الحديث الكثير بخط حسن صحيح وكان مفيد بغداد في زمانه، وكان رجلا صالحا، حسن الأخلاق، متواضعا.

[3]

كان يسكن بنهر طابق، وكان رجلا صالحا. (معجم الأدباء 17/ 229) حكى عنه ابن الخاضبة حكاية طريفة، وقيل إن الحكاية جرت مع ابن الخاضبة نفسه.

[4]

تحرّفت في سير أعلام النبلاء 19/ 110 إلى «الغرّاء» .

ص: 311

بكر ابن الخاضبة. ولئن قلتَ هل عاديتَ فيَّ عدُّوًا؟ أقول: نعم يا ربّ فُلانًا، ولم يُسمِّه لنا.

فأخبرت ابن الخاضبة بقوله. فقال: اغترّ الشّيخ.

وقال ابن السّمعانيّ: نسخَ «صحيح مسلم» سنة الغرق بالأُجرة سبْع مرّات.

وقال ابن طاهر: ما كان في الدّنيا أحسن قراءةً للحديث من ابن الخاضبة في وقته، لو سمع بقراءته إنسانٌ يومين لَمَا ملَّ من قراءته [1] .

وقال السِّلَفيّ: [2] سألتُ أبا الكرم الحَوْزِيّ عن ابن الخاضبة، فقال: كان علّامةً في الأدب، قُدْوَةً في الحديث، جيّد اللّسان، جامعًا لخلال الخير. ما رأيتُ ببغداد من أهلها أحسنَ قراءةً للحديث منه، ولا أعرف بما يقوله.

وقال ابن النّجّار: كان ابن الخاضبة ورِعًا، تقيًّا، زاهدًا، ثقة، محبوبًا إلى النّاس. روى اليسير.

وقال أبو الحسن عليّ بن محمد الفصيحيّ: ما رأيت في أصحاب الحديث أقْوَم باللُّغة من ابن الخاضبة.

وقال السِّلَفيّ: سألت أبا عامر العَبْدَرِيّ عنه، فقال: كان خيرَ موجودٍ في وقته. وكان لا يحفظ، إنّما يعوّل على الكُتُب.

وقال ابن طاهر: سمعتُ ابن الخاضبة، وكنتُ ذكرت له أنّ بعض الهاشميّين حدَّثني بإصبهان، أنّ الشّريف أبا الحسين بن الغريق [3] يرى الاعتزال، فقال لي: لا أدري، ولكن أحكي لك حكاية: لمّا كان في سنة الغَرَق [4] وقعت داري على قماشي وكُتُبي، ولم يكن لي شيء. وكان عندي الوالدة والزّوجة والبنات، فكنتُ أنسخ للنّاس، وأُنفق عليهنّ، فأعرف أنّني كتبتُ «صحيح مسلم»

[1] المستفاد من ذيل تاريخ بغداد.

[2]

في سؤالاته لخميس الحوزي 120.

[3]

في سير أعلام النبلاء 19/ 112 «أبا الحسين بن المهتدي باللَّه» .

[4]

وكان ذلك في سنة 466 هـ. كما ورد في هامش (معجم الأدباء 17/ 227 الحاشية 2) .

ص: 312

في تلك السّنة سبع مرّات، فلمّا كان ليلة من اللّيالي رأيتُ كأنّ القيامة قد قامت، ومناديا ينادي: أين ابن الخاضبة؟ فأُحْضِرتُ، فقيل لي: أدخل الجنة. فلما دخلت الباب، وصرت من داخل استلقيت على قفاي، ووضعت إحدى رِجْليَّ على الأخرى، وقلت: استرحتُ والله من النّسخ [1] . فرفعتُ رأسي، فإذا ببغْلة في يد غلام فقلت: لمن هذه؟ فقال: للشريف أبي الحسين ابن الغريق. فلمّا أصبحت نُعي إلينا الشّريف [2] .

وقال ابن عساكر: [3] سمعتُ أبا الفضل محمد بن محمد بن عطّاف يحكي أنّه طلع في بعض بني الرّؤساء ببغداد إصْبعٌ زائدة، فاشتدّ تألُّمُه منها ليلةً، فدخل عليه ابن الخاضبة، فشكا إليه وجَعَه، فمسح عليها وقال: أمرُها يسير.

فلمّا كانت اللّيلة الثّانية نام وانتبه، فوجدها قد سقطت. أو كما قال.

تُوُفّي رحمه الله في ثاني ربيع الأوّل ببغداد، وكان يومًا مشهودًا، وخُتِم على قبره خَتْمات [4] .

322-

محمد بن الحسن [5] .

أبو بكر الحضْرميّ، المعروف بالمُرَاديّ القيروانيّ.

[1] إلى هنا في (معجم الأدباء) .

[2]

المنتظم 9/ 101 (17/ 36) ، معجم الأدباء 17/ 227، 228، تذكرة الحفاظ 4/ 1226، سير أعلام النبلاء 19/ 112، عيون التواريخ 3/ 56، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 6، الوافي بالوفيات 2/ 90، البداية والنهاية 12/ 153.

[3]

في تاريخ دمشق 36/ 330.

[4]

قال ابن الجوزي: كان معروفا بالإفادة، وجودة القراءة، وحسن الخط، وجودة النقل، وجمع علم القراءات والحديث، وأكثر من أبي بكر الخطيب، وأصحاب المخلص، والكتاني. حدّثنا عنه شيوخنا وكانوا يثنون عليه، وعاجلته المنيّة قبل الرواية. (المنتظم) .

وأنشده أبو علي إسماعيل بن قليّة ببيت المقدس:

كتبت إليك إليّ الكتاب

وأودعته منك حسن الخطاب

لتقرأه أنت لا بل أنا

وينفذ مني إليّ الجواب

وقال ياقوت: إنما ذكرت ابن الخاضبة في كتابي هذا وإن لم يكن ممن اشتهر بالأدب لأشياء منها أنه كان قارئا ورّاقا، وله حكايات ممتعة، ولم يكن بالعاري من الأدب بالكلية. (معجم الأدباء 17/ 230) .

[5]

انظر عن (محمد بن الحسن) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 604، 605 رقم 1326، ومعجم المؤلفين 9/ 188.

ص: 313

دخل الأندلس، وأخذ عنه أهلها.

روى عنه: أبو الحسن المقرئ ابن الباذش، وقال فيه: كان رجلًا نبيهًا، عالمًا بالفقه، وإمامًا في أصول الدّين، وله في ذلك تصانيف حِسان مفيدة، وله حظٌّ وافر من البلاغة والفصاحة.

وقال أبو العبّاس: دخل قُرْطُبة في سنة سبْعٍ وثمانين رجل من القَرَويّين، وهو أبو بكر المُرَاديّ، له نُهُوضٌ في علم الاعتقادات، ومشاركة في الأدب والقريض. اختلف إلى أبي مروان بن سِراج في سماع «التَّبْصرة» لمكّيّ، وحدَّثني بكتاب «فقه اللّغة» مشافهةً، عن عبد الرحمن بن عُمَر التّميميّ القصديريّ، عن محمد بن عليّ التّميميّ، عن إسماعيل بن عَبْدوس النَّيْسابوريّ، عن مصنِّفه أبي منصور الثَّعالبيّ، وبلغني موته سنة 89.

قلت: له رسالة «الإيماء إلى مسألة الاستواء» .

323-

محمد بن عليّ بن محمد بن عُمَير الزّاهد [1] .

أبو عبد الله العُمَيْريّ الهَرَويّ، الرّجل الصّالح.

وُلِد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.

وأوّل سماعه سنة سبع وأربعمائة.

سمع من أبيه عليّ بن محمد بن عُمَير بن محمد بن عُمَير، عن العبّاس بن الفضل النَّضْرويّ [2] .

وسمع من: عليّ بن أبي طالب الخَوارَزْميّ، وعليّ بن جعفر القُهُندُزِيّ [3] ، وعبد الرحمن بن محمد أبي الحسن الدّيناريّ، ومحمد بن أبي اليمان منصور

[1] انظر عن (محمد بن علي العميري) في: الأنساب 9/ 61، والمنتظم 9/ 101 رقم 144 (17/ 36 رقم 3665) ، والمعين في طبقات المحدّثين 142 رقم 1555، وتذكرة الحفاظ 4/ 1227، والإعلام بوفيات الأعلام 202، وسير أعلام النبلاء 19/ 69- 71 رقم 38، والعبر 3/ 326، وعيون التواريخ (مخطوط) 13/ ورقة 57، والوافي بالوفيات 4/ 141، وشذرات الذهب 3/ 394.

[2]

النّضرويّ: بفتح النون وسكون الضاد، وضم الراء. وآخره ياء.

[3]

في الأصل: «القهندري» بالموضعين، بالراء المهملة، وهي: القهندزي: بضم القاف، والهاء، وسكون النون، وضم الدال المهملة، وزاي مكسورة. نسبة إلى قهندز: المدينة الداخلة المسوّرة. (الأنساب 10/ 274، معجم البلدان 4/ 419) .

ص: 314

الخطيب، وأبي إسماعيل محمد بن عبد الرحمن الحدّاد، ويحيى بن عبد الله البزّاز، ومحمد بن إبراهيم بن أُمَيَّة، وأبي بِشْر الحسن بن محمد بن أحمد القُهُندُزِيّ، وشُعَيب بن محمد البُوسَنْجيّ [1] ، وضمام بن محمد الشَّعْرانيّ، وخلْق كثير بهَرَاة، وأبي بكر أحمد بن الحسن الحِيريّ النَّيْسابوريّ بها. وأبي عليّ بن شاذان، وطبقته ببغداد.

وقال الفامِيّ في «تاريخ هَرَاة» : العُمَيْريّ تفرَّد عن أقرانه، وتوحّد عن أبناء زمانه بالعِلْم والزُّهْد في الدّنيا، والإتقان في الرّواية، والرّغبة في التّحديث، والتّجرّد من الدّنيا، والإعراض عن حطامها، والإقبال على الآخرة.

وقال محمد بن عبد الواحد الدقاق: أبو عبد الله العُمَيْريّ ليس له نظيرٌ بخُراسان، فكيف بهَرَاة.

وقال في رسالته: ولم أرَ في شيوخي كالإمام الزّاهد المتقن أبي عبد الله العُمَيْريّ، رحمةُ الله عليه.

وقال غيره: كان فقيها إماما ورعا قدوة، واسع الرواية، حدَّث بالكثير.

وقد حجّ في سنة عشرين وأربعمائة.

قال السّمعانيّ: ودخل بلاد اليمن، ورجع، فقدِم بغداد سنة ثلاثٍ وعشرين.

وسمع بمكّة من محمد بن الحُسَين الصَّنْعانيّ.

وبنَيْسابور من: أبي بكر الحِيريّ، وأبي سعيد الصَّيْرَفيّ.

وببغداد من: الحرفيّ، وابن شاذان، وعثمان بن دُوَسْت.

وبهَرَاة من: يحيى بن عمّار، وأبي يعقوب القرّاب، ومحمد بن جبريل بن ماحٍ.

روى عنه: أبو طاهر المقدسيّ، والمؤتَمَن السّاجيّ، وأبو عبد الله الدّقّاق، وأبو الوقت عبد الأوّل، وعليّ بن حمزة، والْجُنَيد بن محمد، والقاسم بن عمر

[1] البوسنجي: بضم الباء الموحّدة، وسكون الواو، وفتح السين المهملة، وسكون النون، وجيم مكسورة. ويقال: بوشنجي بالشين المعجمة.

ص: 315

الفصّاد، ومحمد بن أبي عليّ الهَمَذَانيّ، وأبو النَّضْر الفامِيّ.

وقال أبو جعفر محمد بن أبي عليّ: قال لي أبو إسماعيل الأنصاريّ:

احفظ الشّيخ أبا عبد الله العُمَيْريّ، واكتب عنه، فإنّه متقنٌ. مع ما كان بينهما من الوحشة.

قال أبو جعفر: وكان فقيهًا محدّثًا سُنّيًّا.

وسُئل إسماعيل الحافظ عنه، فقال: إمامٌ زاهد.

تُوُفّي العُمَيْريّ رحمه الله في المحرَّم.

324-

محمد بن عليّ بن محمد الحماميّ [1] .

أبو ياسر البغداديّ.

قال السّمعانيّ: كان إمامًا في القراءات، ضابطا لها. كتبت بخطّه الكثير من القراءات والحديث والكُتُب الكبار في معاني القرآن.

وكان ثقة.

قرأ على: أبي بكر محمد بن علي بن موسى الحنّاط.

ورحل إلى غلام الهرّاس فأكثر عنه.

وسمع من: أبي جعفر ابن المسلمة، وجماعة.

وتُوُفّي في المحرَّم [2] .

325-

محمد بن عليّ [3] .

[1] انظر عن (محمد بن علي الحمامي) في: المنتظم 9/ 101، 102 رقم 145 (17/ 36 رقم 3666) ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 466، 467 (دون رقم) ، وغاية النهاية 2/ 214 رقم 3295.

[2]

وقد أنشد:

دحرجني الدّهرُ إِلَى مَعْشَرٍ

ما فيهم للخير مستَمتَعُ

إن حدّثوا لم يفهموا لفظه

أو حدّثوا ضجّوا فلم يسمعوا

(المنتظم) .

وقد صنّف كتاب «الإيجاز» في القراءات، قرأ عليه به أبو بكر المزرفي. قال ابن الجميزي:

قرأت بهذا الكتاب على شيخنا ابن أبي عصرون، وقرأ به على المزرفي. (معرفة القراء الكبار) .

[3]

تقدّمت ترجمته برقم (290) .

ص: 316

القاضي أبو سعيد البَغَوي الدّبّاس.

مرَّ في العام الماضي.

أعدتّه لقول بعضهم: تُوُفّي سنة تسعٍ وثمانين.

روى عنه: محمد بن عبد الرحمن الحمدونيّ، وأحمد بن ياسر المقرئ، وأبو الفضل اللّيث بن أحمد، وعبد الصّمد بن محمد الخطيب، وعبد الرحمن بن محمد بن عمر، وخلْق.

326-

محمد بن محمد بن أحمد بن هميماه [1] .

أبو نصر الرّامشيّ النَّيْسابوريّ المقرئ، ابن بنت الرّئيس منصور بن رامش.

سمع من أصحاب الأصمّ.

وسمع بمكّة، والعراق، والشّام، وهراة.

وحدَّث عن: أبي الفضل عمر بن إبراهيم الزّاهد، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وعليّ بن محمد الطّرازيّ، وعليّ بن محمد بن عليّ السّقّاء، والحسين بن محمد بن فَنْجُوَيْه الثّقفيّ، ومحمد بن الحسين بن التُّرْجُمان والرّمليّ، وأبي عليّ بن أبي نصر التّميميّ، وأبي العلاء بن سُليمان المقرئ.

قال عبد الغافر: [2] ولد سنة أربع وأربعمائة. وسمع مع أخواله. وعقد مجلس الإملاء في المدرسة العميديّة فأملى [3] سِنين.

وأنشدني لنفسه:

سَوَّدَ أيّامي المَشِيبُ

وابْيَضَّتِ الرَّوضةُ العشيبُ

وكان روضُ الشّبابِ غَضًّا

نوّار أشجاره رطيب

[1] انظر عن (محمد بن محمد الرامشي) في: الأنساب 6/ 50، وفيه «محمد بن محمد بن محمد بن هميماه» ، والمنتظم 9/ 102 رقم 146 (17/ 37 رقم 3667) ، والمنتخب من السياق 64 رقم 130، ومعجم الأدباء 19/ 45 وفيه «همماه» ، وبغية الوعاة 1/ 218 رقم 392.

[2]

في المنتخب 64.

[3]

في الأصل: «فأملا» .

ص: 317

فصار عَيْشي مريرَ طعْمٍ

وعَيْشُ ذي الشَّيْب لا يَطيبُ

وله:

وكنت صحيحًا والشّبابُ مُنادِمي

فأنْهَلَني صَفْوَ الشّراب [1] وعلَّني

وزدتُ على خمسٍ ثمانين حجّةً

فجاء مشيبي بالضَّنَى [2] فأعلّني [3]

قال ابن عساكر: كان عارفًا بالنَّحْوِ وعلوم القرآن. حدَّثنا عنه: عمر بن أحمد الصّفّار، وعبد الله بن الفُرَاويّ [4] .

وقال عبد الغافر: [5] لمّا طعن في السّنّ تبرّز في القراءات وعلوم القرآن، وكان له حظٌّ صالح من النَّحو. وهو إمام في فنّه. ارتبطه نظام المُلْك في المدرسة المعمورة بنَيْسابور، ليُقرِئ في المسجد المَبْنِيّ فيها، فتخرَّج به جماعة [6] .

وتُوُفْي في جُمَادى الأولى.

قلت: وروى عنه: عبد الخالق بن زاهر، وإسماعيل العصائديّ، وجماعة [7] .

[1] في بغية الوعاة: «الشباب» .

[2]

في الأصل: «بالضنا» .

[3]

بغية الوعاة 1/ 218 وفيه زيادة بيت:

سئمت تكاليف الحياة وعلّتي

وما في ضميري من عسى ولعلّني

وله:

إن تلقك الغربة في معشر

قد أجمعوا فيك على بغضهم

قدارهم ما دمت في دارهم

وأرضهم ما دمت في أرضهم

[4]

وقال ابن الجوزي: سافر الكثير، وسمع الكثير، ورحل في طلب القراءات والحديث. وكان مبرّزا في علوم القرآن، وله حظّ في علم العربية، وأملى بنيسابور سنين. (المنتظم) .

[5]

في المنتخب 64.

[6]

وزاد عبد الغافر: ولم يزل يفيد إلى آخر عمره. وله شعر كثير، وفيه أسباب وآداب من آداب المنادمة. سمع حضرا وسفرا.. وغالب ظني أنه لقي أبا العلاء المعرّي في سفره.

[7]

ومن شعره:

ولما برزنا للرحيل وقرّبت

كرام المطايا والركاب تسير

وضعت على صدري يديّ مبادرا

فقالوا: محبّ للعناق يشير

فقلت: ومن لي بالعناق وإنّما

تداركت قلبي حين كاد يطير

وقال:

ص: 318

327-

محمد بن عبد الواحد بن محمد [1] .

أبو بكر الأصبهاني.

سمع: أبا منصور بن مهريُزد صاحب أبا عليّ الصّحّاف.

قال أبو طاهر السلفي: لم يمت أحد من شيوخي قبله، ولا أنا [2] عن ابن مهرزاد [3] سواه.

قلت: مات قُبَيْل الرّئيس الثّقفيّ [4] .

328-

محمد بن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [5] .

أبو عَبْد اللَّه المَدِينيّ المقرئ.

سمع مجلسًا من أحمد بن عبد الرحمن اليزديّ في سنة تسع وأربعمائة.

وهو من كبار شيوخ السِّلَفيّ، لا أعلم وفاته، بل سُمِع منه في هذه السّنة.

قال السِّلَفيّ: هو أوّل من كتبتُ عَنْهُ الحديث.

ثمّ وجدت في «تاريخ ابن النّجّار» قد زاد في نسبه محمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن بَهْمَن بن كُوشِيذ.

سمع: القاضي أبا بكر اليَزْديّ، وأبا بكر بن أبي عليّ المزكّيّ، وعبد الرحمن بن محمد بن عُبَيْد الله، ومحمد بن صالح العطّار.

وحدَّث ببغداد.

سمع منه: أبو بكر محمد بن منصور السّمعانيّ، والسِّلَفيّ.

وقال أبو زكريّا يحيى بن مَنْدَهْ: كان شُرُوطيًّا، ثقة، أمينًا، أديبا، ورعا.

[ () ]

وإذا لقيت صعوبة في حاجة

فاحمل صعوبتها على الدينار

وابعثه فيما تشتهيه فإنه

حجر يليّن سائر الأحجار

(معجم الأدباء 19/ 45) .

[1]

لم أجد مصدر ترجمته.

[2]

اختصار: أخبرنا.

[3]

هكذا في الأصل، وقد تقدّم أنه «مهريرد» .

[4]

هو: القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي رئيس أصبهان. وقد تقدّمت ترجمته برقم (320) .

[5]

انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الرحمن) في: سير أعلام النبلاء 19/ 72، 73 رقم 40، وغاية النهاية 2/ 241 رقم 3416.

ص: 319

قرأ كتاب «الحُجّة» لأبي عليّ الفارسيّ، على أبي عليّ المَرْزُوقيّ، ولزِمه مدّة.

وُلِد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. ومات في حادي عشر شعبان سنة 89.

329-

مُظهر بن أحمد بن عبد الله [1] .

أبو سعْد المُضَريّ [2] السُّكّريّ الأصبهاني.

قدِم بغداد للحجّ.

وحدَّث عن: أبي بكر بن أبي علي الذكواني، وأبي الحسين بن فاذشاه.

روى عنه: عمر بن ظفر، وغيره.

وله شعر حسن.

توفي في شعبان.

330-

معمر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد بن أبان [3] .

أبو منصور العبدي اللنباني [4] الأصبهاني.

شيخ الصوفية.

قال السلفي: هو شيخ شيوخ أصبهان. لم يكن يدانيه في رتبته أحد. روى لنا عن: أبي الحسين بن فاذشاه [5] ، وأبي بكر بن رُنْدَة [6] ، وعليّ بن أحمد بن مهْران الصّحّاف.

وله إجازة من أبي علي بن شاذان.

وتفقه على أبي محمد الكروني الشافعي، ورزق جاها وهيبة عند السّلاطين.

[1] لم أجد مصدر ترجمته.

[2]

المضريّ: بضم الميم، وفتح الضاد المعجمة، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى مضر، وهي القبيلة المعروفة التي ينسب إليها قريش وهو مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ. (الأنساب 11/ 357) .

[3]

انظر عن (معمر بن أحمد) في: الأنساب 11/ 32، 33، والتحبير 2/ 53، ومعجم البلدان 4/ 266، والعبر 3/ 129.

[4]

اللّنبانيّ: بضم اللام وسكون النون، ثم باء موحدة من تحتها وألف ونون. نسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان. (الأنساب 11/ 32) .

[5]

في الأنساب 11/ 33: «فاذمشاه» .

[6]

رندة: بضم الراء المهملة، وسكون النون، وفتح الدال المهملة.

ص: 320

وتوفي في شهر رمضان سنة تسع وثمانين.

وجدهم أحمد يروي عن: ابن أبي الدّنيا، والحارث بن أبي أُسامة.

331-

منصور بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الجبّار بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن عبد الجبّار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد الله [1] .

الإمام أبو المظفّر السَّمعانيّ التّميميّ المَرْوَزِيّ، الفقيه الحنفيّ ثمّ الشّافعيّ.

تفقّه على والده الإمام أبي منصور حتّى برع في مذهب أبي حنيفة وبرّز على أقرانه [2] .

وسمع: أباه، وأبا غانم أحمد بن عليّ الكُراعيّ [3] وهو أكبر شيوخه، وأبا بكر التُّرابيّ.

وبنَيْسابور: أبا صالح المؤذّن، وجماعة.

وبجُرْجَان: أبا القاسم الخلّال.

وببغداد: [4] عبد الصّمد بن المأمون، وأبا الحسين بن المهتدي باللَّه.

[1] انظر عن (منصور بن محمد) في: التحبير (انظر فهرس الأعلام) 2/ 570، والأنساب 7/ 139، 140، والمنتظم 9/ 102 رقم 147 (17/ 17/ 37، 38 رقم 3668) ، والمنتخب من السياق 442- 444 رقم 1497، والتدوين في أخبار قزوين 4/ 118- 121، واللباب 2/ 138، 139، ووفيات الأعيان 3/ 211 (في ترجمة حفيده) ، والمعين في طبقات المحدّثين 143 رقم 1560، وتذكرة الحفاظ 4/ 1227، والإعلام بوفيات الأعلام 202، وسير أعلام النبلاء 19/ 114- 119 رقم 62، ودول الإسلام 2/ 18، والعبر 3/ 326، وعيون التواريخ (مخطوط) 13/ ورقة 54، ومرآة الجنان 3/ 151، 152، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 21- 26 وفيه:«منصور بن أحمد» ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 29، 30، والبداية والنهاية 12/ 153، 154، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 281، 282 رقم 240، والنجوم الزاهرة 5/ 160، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 339، 340 رقم 651، ومفتاح السعادة 2/ 332، وكشف الظنون 107، 151، وشذرات الذهب 3/ 393، 394، وهدية العارفين 2/ 473. وديوان الإسلام 3/ 37، 38 رقم 1148، والرسالة المستطرفة 43، والأعلام 8/ 243، ومعجم المؤلفين 13/ 20.

[2]

المنتظم 9/ 102 (17/ 37) .

[3]

الكراعي: بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بيع الأكارع والرءوس. اشتهر بهذه النسبة أهل بيت بمرو، من رواة الحديث. منهم أبو غانم الكراعي هذا. (الأنساب 10/ 374) .

[4]

ورد إليها سنة 461 هـ. (المنتظم) .

ص: 321

وبالحجاز: أبا القاسم سعد بن عليّ، وأبا عليّ الشّافعيّ، وطائفة سواهم.

قال حفيده الحافظ أبو سعْد: نا عنه عمّي الأكبر، وعمر بن محمد السَّرْخَسِيّ، وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الفاشانيّ [1] ، ومحمد بن أبي بكر السّنجيّ، وإسماعيل بن محمد التّيميّ الحافظ أبو القاسم، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازيّ، وأبو سعْد البغداديّ، وجماعة كثيرة سواهم.

ودخل بغداد في سنة إحدى وستّين وأربعمائة، وسمع الكثير بها. واجتمع بأبي إسحاق الشّيرازيّ، وناظر أبا نصْر بن الصّبّاغ في مسألةٍ [2] .

وانتقل إلى مذهب الشّافعيّ. وسار إلى الحجاز في البرّيّة. وكان الرَّكْبُ قد انقطع لاستيلاء العرب، فقصد مكّة في جماعة، فأُخِذوا، وأُخِذ جدّي معهم، ووقع إلى حلل العرب، وصبرَ إلى أن خلّصه الله، وحملوه إلى مكّة، وبقي بها في صُحْبة الشّيخ أبي القاسم الزَّنْجانيّ [3] .

وسمعتُ محمد بن أحمد المَدِينيّ يحكي عن الحسين بن الحسن الصُّوفيّ المَرْوَزِيّ، عن أبي المظفّر السّمعانيّ قال: لمّا دخلت البادية انقطعتُ، وقطعَت العرب علينا الطّريق، وأُسِرنا، وكنتُ أخرج مع جِمالهم أرعاها. وما قلتُ لهم أنّي أعرِف شيئًا من العلم، فاتّفق أنّ مقدَّم العرب أراد أن يزّوج [4] بنتَه من رجلٍ، فقالوا: نحتاج أنْ نخرج إلى بعض البلاد، ليعقد هذا العقْد بعضُ الفُقهاء. فقال واحدٌ من المأخُوذين: هذا الرّجل الّذي يخرجُ مع جِمالكم إلى الصّحراء فقيه خُراسان. فاستدعوني، وسألوني عن أشياء، فأجبتهم، وكلّمتهم بالعربيّة، فخجلوا واعتذروا، وعقدت لهم العقْد، وقرأتُ الخطبة، ففرحوا، وسألوني أن أقبل منهم شيئًا، فامتنعت، فحملوني إلى مكّة في وسط السّنة [5] .

[1] الفاشاني: بفتح الفاء والشين المعجمة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية من مرو يقال لها: فاشان. وقد يقال لها بالباء. وبهراة قرية أخرى يقال لها باشان بالباء الموحّدة. (الأنساب 9/ 225، 226) وقد تحرّفت في (الأنساب 7/ 140) إلى: «القاشاني» بالقاف.

[2]

زاد في التدوين في أخبار قزوين 4/ 118 «أحسن الكلام فيها» .

[3]

التدوين 4/ 118 وفيه نقص يمكن تداركه من هنا عند قوله: «وكان الطريق قد انقطع من بغداد إلى مكة بسبب استيلاء. فركبت تلك السنة..» . وتمام الجملة: «بسبب استيلاء العرب» .

[4]

في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 22: «يتزوج» ، وهو غلط.

[5]

طبقات الشافعية الكبرى 4/ 22.

ص: 322

وذكره أبو الحسن عبد الغافر في «سياقه» [1]، فقال: هو وحيد عصره في وقته فضلًا، وطريقة، وزُهدًا، وورعًا، من بيت العلم والزُّهْد. تفقّه بأبيه، وصار من فُحُول أهل النَّظر، وأخذ يُطالع كُتُب الحديث [2] ، وحجّ، فلمّا رجع إلى وطنه، ترك طريقته الّتي ناظر عليها أكثر من ثلاثين سنة، وتحوَّل شافعيًّا. أظهر ذلك في سنة ثمان وستّين وأربعمائة. واضطّرب أهل مرْو لذلك، وتشوَّش العَوَامّ [3] ، إلى أن وردت الكُتُب من جهة بلكابَك من بلْخ في شأنه والتّشديد عليه، فخرج من مرْو في أوّل رمضان، ورافقه ذو المجدين أبو القاسم المُوسَويّ، وطائفة من الأصحاب، وخرج في خدمته جماعة من الفقهاء وصار إلى طُوس، وقصد نَيْسابور، فاستقبله الأصحاب استقبالًا عظيمًا.

وكان في نوبة نظام المُلْك وعميد الحضرة أبي سعد محمد بن منصور، فأكرموا مورده، وأنزلوه في عزٍّ وحِشْمة [4] ، وعقد له مجلس التّذكير في مدرسة الشّافعيّة.

وكان بحرًا في الوعْظ، حافظًا لكثير من الرّوايات والحكايات والنُّكَت والأشعار، فظهر له القبول عند الخاصّ والعامّ. واستحكم أمره في مذهب الشّافعيّ. ثمّ عاد إلى مرْو، ودرّس بها في مدرسة أصحاب الشّافعيّ، وقدّمه نظام المُلْك على أقرانه، وعلا أمرُه، وظهر له الأصحاب [5] . وخرج إلى إصبهان، ورجع إلى مرْو. وكان قبوله كلَّ يومٍ في علوّ. واتّفقت له تصانيف

[1] المنتخب من السياق 442، ونقل عنه الرافعي باختصار في (التدوين 4/ 119) .

[2]

في المنتخب: «وبقي على ذلك حنفيّ المذهب يدرس ويناظر ويطالع كتب الحديث، وخرج في شبابه إلى الحج.

وقدم نيسابور، وحضر مجلس المناظرة، وتكلم في المسائل بحضرة إمام الحرمين، فارتضى كلامه وخاطره، وأثنى عليه، وأقرّ له بفقه خاطره وطبعه.

سمعت من واثق به أنه قال: لولا عقلة قليلة في لسانه لقبض على حربائه، ولسبق بفضله درجة أقرانه» . (442، 443) .

[3]

وقالوا: طريقة ناظر عليها أكثر من ثلاثين سنة ثم تحوّل عنها؟! (المنتظم) .

[4]

زاد في المنتخب 443: «وقام عميد الحضرة بكفايته مع من معه» .

[5]

زاد عبد الغافر الفارسيّ: «واتفق له الحضور بعد ذلك إلى نيسابور، بعد ما شاب، وسمع بقراءتي الكثير، وكان راغبا في ذلك، قلّ ما كان يحضر مجلسا إلّا ويأمرني بالقراءة. وكانت قراءاتي أحبّ إليه من قراءة نفسه» . (444) .

ص: 323

في الخلاف مشهورة، مثل كتاب «الاصطلام» ، وكتاب «البرهان» ، و «الأمالي» في الحديث. وتعصّب للسُّنّة والجماعة وأهل الحديث. وكان شوكًا في أعيُن المخالفين، وحُجّةً لأهل السُّنّة.

قال أبو سعْد: [1] صنَّف في التّفسير، والفقه، والأصول، والحديث، «فالتّفسير» في ثلاث مجلّدات، وكتاب «البرهان» [2] و «الاصطلام» [3] الّذي شاع في الأقطار، وكتاب «القواطع» في أصول الفقه.

وله في الآثار كتاب «الانتصار» و «الرّدّ على المخالفين» [4] ، وكتاب «المنهاج لأهل السّنّة» ، وكتاب «القدر» .

وأملى قريبًا من تسعين مجلسًا [5] .

وسمعتُ بعض المشايخ يحدّث عن رفيق جدّي في الحجّ الحُسَين بن الحسن الصُّوفيّ قال: اكْترينا حمارًا ركِبه الإمام أبو المظفّر إلى خَرَق، وهي ثلاثة فراسخ من مرْو، فنزلنا بها، وقلت: ما مَعَنَا إلّا إبريق خَزَف، فلو اشترينا آخر. فأخرج من جيبه خمسة دراهم، وقال: يا حُسَين، ليس معي إلّا هذا، خُذ واشترِ ما شئت، ولا تطلب بعد هذا منّي شيئًا. فخرجنا على التّجريد، وفتح الله لنا [6] .

سمعتُ شهردار بن شيروَيْه بهَمَذَان يقول: سمعت منصور بن أحمد الإسفزاريّ [7] ، وسأله أبي، فقال: سمعتُ أبا المظفّر السّمعانيّ يقول: كنت على

[1] في الأنساب 7/ 139.

[2]

قال ابن السمعاني: وهو مشتمل على قريب من ألف مسألة خلافية. وانظر: وفيات الأعيان 3/ 211.

[3]

هو مختصر كتاب البرهان. ردّ فيه على أبي زيد الدّبوسي، وأجاب عن الأسرار التي جمعها.

(الأنساب 7/ 139) . وله كتاب «الأوسط» اختصره من «البرهان» أيضا، ووقع في الأنساب:

«الأوساط» ، وانظر: وفيات الأعيان.

[4]

في (الأنساب 7/ 139) : «الردّ على القدرية» ، وكذا في (وفيات الأعيان 3/ 211) .

[5]

وقال ابن السمعاني: «وقد جمع الأحاديث الألف الحسان من مسموعاته عن مائة شيخ له، عن كل شيخ عشرة أحاديث» . (الأنساب 7/ 140) .

[6]

طبقات الشافعية الكبرى 4/ 24.

[7]

الإسفزاري: بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر الفاء وفتح الزاي وفي آخرها الراء بعد الألف. هذه النسبة إلى إسفزار «وهي مدينة بين هراة وسجستان. (الأنساب 1/ 239) .

ص: 324

مذهب أبي حنيفة، فبدا لي أن أرجع إلى مذهب الشّافعيّ، وكنتُ متردّدًا في ذلك. فحججْتُ، فلمّا بلغت سميراء [1] ، رأيت ربّ العزَّة في المنام، فقال لي:

عُدْ يا أبا المظفّر. فانتبهت، وعلمتُ أنّه يريد مذهب الشّافعيّ، فرجعتُ إلى مذهب الشّافعيّ [2] .

وقال الحسين بن أحمد الحاجيّ: خرجتُ مع الإمام أبي المظفّر إلى الحجّ، فكلّما دخلنا بلدةً نزل على الصُّوفيّة، وطلب الحديث من المشيخة. ولم يزل يقول في دعائه: اللهمّ بيّن لي الحقّ من الباطل. فلمّا دخلنا مكّة، نزل على أحمد بن عليّ بن أسد، ودخلتُ في صُحْبة سعْد الزَّنْجانيّ، ولم يزل معه حتّى صار ببركته من أصحاب الحديث. فخرجنا من مكّة، وتركنا الكُلّ، واشتغل هو بالحديث [3] .

قرأتُ بخطّ أبي جعفر الهِمَذَانيّ الحافظ قال: سمعتُ أبا المظفّر يقول:

كنت في الطّواف، فوصلتُ إلى الملتَزَم، وإذا برجلٍ قد أخذ بطرفِ ردائي، فالتفتُّ، فإذا أنا بالإمام سعْد الزَّنْجانيّ، فتبسّمت إليه، فقال: أما ترى أين أنت؟

هذا مقام الأنبياء والأولياء. ثمّ رفعَ طرْفه إلى السّماء وقال: اللَّهمّ كما أوصلته إلى أعزّ المكان، فأعطه أشرف عزٍّ في كلّ مكان وزمان. ثمّ ضحك إليَّ، وقال لي: لا تخالفني في سِرّك، وارفع معي يدك إلى ربِّك، ولا تقولنّ البتّة شيئًا، واجمع لي همّتك، حتّى أدعو لك، وأَمِّن أنتَ، ولا تخالفني عهَدَك القديم.

فبكيتُ، ورفعتُ معه يدي، وحرَّك شفتيه، وأمَّنت.

ثمّ قال: مُرْ في حفْظ الله، فقد أُجِيب فيك صالح دُعاء الأُمّة.

فمضيت من عنده، وما شيءٌ في الدّنيا أبغض إليَّ من مذهب المخالفين [4] .

قرأتُ بخطّ أبي جعفر أيضًا: سمعتُ الإمام أوحد عصره في علمه أبا

[1] سميراء: منزل بطريق مكة بعد توز مصعدا وقبل الحاجز. (معجم البلدان 3/ 255) .

[2]

التدوين في أخبار قزوين 4/ 118.

[3]

طبقات الشافعية الكبرى 4/ 23.

[4]

طبقات الشافعية الكبرى 4/ 23، 24.

ص: 325

المعالي الْجُوَيْنيّ يقول: لو كان من الفقه ثوبًا طاويا لكان أبو المظفّر بن السّمعانيّ طِرَازَه [1] .

وقرأتُ بخطّه: سمعتُ الإمام أبا عليّ بن أبي القاسم الصّفّار يقول: إذا ناظرتُ أبا المظفّر السّمعانيّ، فكأنّي أُناظِرُ رجلًا من أئمةّ التّابعين [2] ، ممّا أرى عليه من آثار الصّالحين سمْتًا، وحُسْنًا، ودينًا.

سمعتُ أبا الوفاء عبد الله بن محمد الدُّشّتيّ المقرئ يقول: سمعتُ والدك أبا بكر محمد بن منصور السّمعانيّ يقول: سمعتُ أبي يقول: ما حفظتُ شيئًا فنسيته [3] .

سمعتُ أبا الأسعد هبة الرحمن القُشَيْريّ يقول: سُئل جدّك أبو المظفّر في مدرستنا هذه، بحضور والدي، عن أحاديث الصّفات فقال: عليكم بدين العجائز [4] .

ثمّ قال: غُصْتُ في كلّ بحرٍ، وانقطعت في كلّ بادية، ووضعتُ رأسي على كلّ عَتَبة، ودخلتُ من كلّ باب. وقد قال هذا السّيّد، وأشار إلى أبي عليّ الدّقّاق، أو إلى أبي القاسم القُشَيْريّ: للَّه وصْفٌ خاصّ لا يعرفه غيره [5] .

وُلِد جدّي في ذي الحجّة سنة ستّ وعشرين وأربعمائة.

[1] المصدر نفسه 4/ 25.

[2]

المصدر نفسه.

[3]

المنتظم 9/ 102 (17/ 38) .

[4]

المنتظم 9/ 102 (17/ 38)، وانظر تعليق الشيخ شعيب الأرنئوط على هذا القول في حاشية سير أعلام النبلاء 19/ 119 وسئل عن قوله: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى 20: 5 [سورة طه، الآية: 5] فقال:

جئتماني لتعلما سرّ سعدي

تجداني بسرّ سورى شحيحا

إنّ سعدى لمنية المتمنّي

جمعت عفّة ووجها صبيحا

[5]

ومن شعره:

خليليّ إن وافيتما دارمية

بذات الغضا فالجزع فالهضبات

أنيخا على عمد قلوصيكما بها

ولا تنيا في نهزة العرصات

وقولا لها إن أنتما تلقيانها:

تركنا الّذي تدرين في زفرات

من البين في نار من الوجد في حوى

فقيل قرار دائم الحسرات

(التدوين 4/ 120، 121) .

ص: 326