المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الراء - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣٣

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثالث والثلاثون (سنة 481- 490) ]

- ‌الطبقة التاسعة والأربعون

- ‌سنة إحدى وثمانين وأربعمائة

- ‌[استيلاء الفرنج عَلى مدينة زَوِيلَة]

- ‌[وفاة النّاصر بن علناس]

- ‌[وفاة ملك غَزْنَة]

- ‌[ولاية جلال الدّين مسعود المُلْك]

- ‌[منازلة متولّي حلب لشَيْزَر]

- ‌[وفاة الملك أحمد بن ملك شاه]

- ‌[توجّه ملك شاه إلى سمرقند]

- ‌سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة

- ‌[الفتنة بين السُّنَّة والشِّيعة]

- ‌[تملُّك السلطان ما وراء النّهر]

- ‌[وفاة ابنة السّلطان]

- ‌سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة

- ‌[تسلُّم المصريّين صور وصيدا وعكا وجبيل]

- ‌[تعاظم الفتنة بين السُّنّة والشِّيعة]

- ‌[القحط بإفريقية]

- ‌[بناء المدرسة التّاجيّة ببغداد]

- ‌[عمارة منارة جامع حلب]

- ‌[إمساك النَّحْويّ السارق]

- ‌[تعيين مدرّسين في النظامية]

- ‌[وفاة ابن جَهِير]

- ‌[تسلُّم رئيس الإسماعيليّة قلعة إصبهان]

- ‌سنة أربع وثمانين وأربعمائة

- ‌[عزْل أبي شجاع عن الوزارة]

- ‌[سجن الصّاحب بن عبّاد]

- ‌[بدء المرابطين]

- ‌[استيلاء الفرنج على صقليّة]

- ‌[دخول السلطان بغداد للمرّة الثّانية]

- ‌[بناء جامع السّلطان ببغداد]

- ‌[الزّلزلة بالشّام]

- ‌سنة خمس وثمانين وأربعمائة

- ‌[وقعة جيّان بالأندلس]

- ‌[تسيير عسكر السلطان ملك شاه لفتح بلاد الساحل]

- ‌[فتح اليمن للسلطان]

- ‌[وفاة السلطان]

- ‌[مقتل الوزير نظام المُلْك]

- ‌[وفاة السلطان ملك شاه]

- ‌[سلطنة محمود بن ملك شاه]

- ‌[خلاف بركياروق]

- ‌[انهزام عسكر تُركان وأسر تاج المُلْك]

- ‌[مقتل تاج المُلْك]

- ‌[إيقاع عرب خفاجة بالرّكب العراقي]

- ‌[حريق بغداد]

- ‌[وقوع البَرَد بالبصرة]

- ‌سنة ست وثمانين وأربعمائة

- ‌[وزارة عزّ الملك]

- ‌[استيلاء تاج الدّولة تُتُش على الرّحبة ونصيبين]

- ‌[وزارة ابن جهير]

- ‌[وقعة المُضَيَّع]

- ‌[استقامة الأمور لتاج الدّولة تتش]

- ‌[تملُّك عسكر مصر مدينة صور]

- ‌[امتناع الحجّ العراقي]

- ‌[الفتنة بين السُّنّة والرَّافضة]

- ‌[دخول صدقة بن مزيد في خدمة السلطان ملك شاه]

- ‌[وفاة جعفر بن المقتدي باللَّه]

- ‌سنة سبع وثمانين وأربعمائة

- ‌[الخطبة لبركياروق بالسّلطنة]

- ‌[وفاة الخليفة المقتدي]

- ‌[خلافة المستظهر]

- ‌[قتْل تُتُش لآقْسُنْقُر صاحب حلب]

- ‌[تغلّب تتش على حلب وغيرها]

- ‌[سلطنة بركياروق على إصبهان]

- ‌[وفاة المستنصر باللَّه العُبَيْديّ]

- ‌[خلافة المستعلي باللَّه]

- ‌[وفاة بدر أمير الجيوش]

- ‌[وفاة أمير مكّة]

- ‌[قتل تكش عمّ السلطان بركياروق]

- ‌[وفاة الخاتون تُركان]

- ‌[دخول الرّوم بَلَنْسِيَة]

- ‌سنة ثمان وثمانين وأربعمائة

- ‌[قتْل صاحب سمرقند]

- ‌[انتهاب ابن أبق باجِسْرى وبعقوبا]

- ‌[مقتل تاج الدّولة تتش]

- ‌[تفرُّد بركياروق بالسّلطنة]

- ‌[تملّك رضوان بن تُتُش حلب]

- ‌[تملُّك دُقَاق دمشق]

- ‌مجيء طغتكين إلى دمشق وتمكُّنه

- ‌[وزارة الخُوارَزْميّ]

- ‌[وفاة المعتمد بن عَبَّاد]

- ‌[وفاة الوزير أبي شجاع]

- ‌[بناء سور الحريم ببغداد]

- ‌[جرْح السّلطان بركياروق]

- ‌[قدوم الغزالي الشام وتصنيفه كتاب الإحياء]

- ‌[وزارة فخر المُلْك لبركياروق]

- ‌سنة تسع وثمانين وأربعمائة

- ‌[تملُّك كربوقا الموصل]

- ‌[اجتماع الكواكب السبعة وغرق الحجّاج]

- ‌[تدريس الطَّبريّ بالنّظامية]

- ‌سنة تسعين وأربعمائة

- ‌[قتل الملك أرسلان أرغون]

- ‌[عصيان متولّي صور وقتله]

- ‌[تسلُّم بركياروق سائر خراسان]

- ‌[ولاية محمد بن أنوشتكين على خُوارَزْم]

- ‌[انهزام دُقَاق عند قنّسرين أمام أخيه]

- ‌[الخطبة للمستعلي باللَّه بولاية رضوان بن تتش]

- ‌[منازلة الفرنْج أنطاكيّة]

- ‌ذكر من توفي في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وثمانين وأربعمائة من المشاهير

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌الكنى

- ‌سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التّاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة ست وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التّاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النّون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الْألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التّاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف الصّاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة تسع وثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف الظّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة تسعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الذّال

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌المتوفّون تقريبًا مِن أهل هذه الطّبقة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

الفصل: ‌ حرف الراء

الصّفّار، وغيرهم.

ماتت في رمضان، وستأتي أختُها ستيك [1] .

-‌

‌ حرف الراء

-

265-

رِزْقُ الله بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد [2] .

الإمام أبو محمد بن أبي الفَرَج التّميميّ البغداديّ، رئيس الحنابلة ببغداد.

وُلِد سنة أربعمائة، وقيل: سنة إحدى وأربعمائة [3] .

قال السّمعانيّ: هو فقيه الحنابلة وإمامهم. قرأ القرآن، والحديث، والفقيه، والأصول، والتّفسير، والفرائض، واللُّغة، والعربيّة، وعُمّر حتى صار يقصد من كل جانب. وكان مجلسه جم الفوائد. وكان يجلس في حلقة أبيه بجامع المنصور للوعظ والفتوى. وكان فصيح اللسان.

قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي.

وسمع منه، ومن: أبيه، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن المتيَّم [4] ، وأبي عمر بن مَهْديّ، وأبي الحسين بن بشران، وابن الفضل القطّان، والحرفيّ، وابن شاذان، وجماعة.

[1] ستأتي ترجمتها في وفيات سنة 490 هـ. برقم 348.

[2]

انظر عن (رزق الله بن عبد الوهاب) في: الإكمال 1/ 109 و 4/ 61، والتحبير (انظر: فهرس الأعلام 2/ 517) ، والمنتظم 9/ 88، 89 رقم 129 (17/ 19، 20 رقم 3650) ، ومناقب الإمام أحمد 525، وطبقات الحنابلة 2/ 250، 251 رقم 687، ومعجم الأدباء 11/ 136- 138، رقم 35، والكامل في التاريخ 10/ 253، والمعين في طبقات المحدّثين 142 رقم 1552، وتذكرة الحفاظ 4/ 1208، والإعلام بوفيات الأعلام 201، وسير أعلام النبلاء 18/ 609- 615 رقم 325، ودول الإسلام 2/ 17، ومعرفة القراء الكبار 441، 442 رقم 378، والعبر 3/ 320، 321، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 116- 118 رقم 77، والوافي بالوفيات 14/ 112، 113 رقم 140، والبداية والنهاية 12/ 150، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 77- 85 رقم 31، وغاية النهاية 1/ 284 رقم 1270، والمقصد الأرشد (مخطوط) ورقة 111، 112، والمنهج الأحمد 2/ 164- 171، والدر المنضّد (مخطوط) ورقة 55، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 171، 172 رقم 169، وشذرات الذهب 3/ 384، وهدية العارفين 1/ 317، والأعلام 3/ 19.

[3]

طبقات الحنابلة 2/ 251، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 77، المنتظم.

[4]

في ذيل طبقات الحنابلة 1/ 77: «التميم» ، وهو تحريف.

ص: 242

روى لنا عنه خلْق كثير، ووَرَد إصبهان رسولًا في سنة ثلاثٍ وثمانين. وثنا عنه من أهلها أكثر من ستّين نفسًا.

ثُمَّ قَالَ: أنبا الْمَشَايِخُ، فَذَكَرَ سِتِّينَ بِإصبهان، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ نَفْسًا مِنْ غَيْرِهَا.

ثُمّ قَالَ: وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُمْ، قَالُوا: أنبا رِزْقُ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، فَذَكَرَ حَدِيثَ «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا» [1] . وَهُوَ حَدِيثٌ انْفَرَد رِزْقُ اللَّهِ بِعُلُوِّهِ.

أنبا أبو المعالي الهَمَذَانيّ، أنا أبو بكر بن سابور، أنا عبد العزيز الشّيرازيّ، أنا رزق الله إملاءً، فذكر مجلسًا أوّله هذا الحديث.

قال السّمعانيّ: سمعت أحمد بن سعْد العِجْليّ بهَمَذَان يقول: كان شيخنا أبو محمد التّميميّ إذا روى هذا الحديث قال: أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ 52: 15 [2] ؟! وقال السِّلَفيّ: فيما أنا الدّمياطيّ، أنا ابن رَوَاج، أنا أبو طاهر بن سِلَفَة قال: رزق الله شيخ الحنابلة، قدِم إصبهان رسولًا من قِبَل الخليفة إلى السّلطان، وأنا إذ ذاك صغير. وشاهدته يوم دخوله. كان يومًا مشهودًا كالعيد، بل أبْلَغ في المَزِيد. وأُنْزِل بباب القصر، محلّتنا، في دار سلطان. وحضرت في الجامع الْجُورْجِيريّ مجلسه متفرِّجًا، ثمّ لمّا تصدَّيت للسّماع، قال لي أبو الحسن أحمد بن مَعْمَر اللُنْبانيّ [3]، وكان من الأثبات: قد استجزْتُه لك في جملة من كتبتُ اسمه من صبياننا.

[1] أخرجه البخاري في الرقاق 7/ 190 باب التواضع، عن: محمد بن عثمان بن كرامة، حدّثنا خالد بن مخلد، حدّثنا سليمان بن بلال، حدّثني شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن عطاء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وبصره الّذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكثر مساءته» .

وقد أورده ابن أبي يعلى الفراء في (طبقات الحنابلة 2/ 250، 251) .

[2]

سورة الطور، الآية:15.

[3]

اللّنباني: بضم اللام، وسكون النون، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان، ولها باب يعرف بهذه المحلّة، يقال له: باب لنبان. (الأنساب 11/ 32) .

ص: 243

فكتب خطّه بالإجازة.

وقال أبو غالب هبةُ الله قصيدةً أوّلها:

بمَقْدِم الشّيخ رِزْقِ الله قد رُزِقَتْ

أهلُ إصبهان أسانيدًا عَجيباتِ

ثمّ قال السِّلَفيّ: وروى بالإجازة عن أبي عبد الرحمن السُّلَميّ.

قال ابن النّجّار: وقرأ بالرّوايات على الحمّاميّ. وقرأ عليه جماعةٌ من القرّاء. وتفقّه على أبيه، وعمّه أبي الفضل. وله مصنَّفاتٌ حَسَنَة [1] .

وكان واعظًا، مليح العبارة، لطيف الإشارة، فصيحًا، ظريف المعاني. له القبول التّامّ والحُرْمة الكاملة. ترسَّل إلى ملوك الأطراف [2] .

وقال أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مَنْدَهْ: سمعتُ أبا محمد رزق الله الحنبليّ بإصبهان يقول: أدركتُ من أصحاب ابن مجاهد واحدًا يُقال له أبو القاسم عُبَيْد الله بن محمد الخفّاف، وقرأت عليه سورة البقرة، وقرأها على أبي بكر بن مجاهد [3] .

وأدركتُ أيضًا أبا القاسم عمر بن تعويذ من أصحاب الشِّبْليّ، وسمعته يقول: رأيت أبا بكر الشِّبْليّ في درب سليمان بن عليّ في رمضان، وقد اجتاز على البقّال، وهو يُنادي على البَقَل: يا صائم من كلّ الألوان. فلم يزل يكرر هذا اللّفْظ ويبكي، ثمّ أنشأ يقول:

خليليَّ إنْ دام هَمُّ النُّفوس

على ما أراه سريعًا قَتَلْ

فَيَا سَاقيَ القَومِ لا تَنْسَني

ويَا رَبَّةَ الخِدْر غنِّي رَمَلْ

لقد كان شيءٌ يُسمَّى السُّرُورُ

قديمًا سمعنا به ما فَعَلْ [4]

وقال السّمعانيّ: أنشدنا هبة الله بن طاوس: أنْشدنا رزق الله التّميميّ لنفسه:

[1] الوافي بالوفيات 14/ 113.

[2]

الوافي بالوفيات 14/ 113.

[3]

معرفة القراء الكبار 1/ 442، سير أعلام النبلاء 18/ 612، 613، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 77، 78، غاية النهاية 1/ 284، طبقات المفسّرين 1/ 172.

[4]

سير أعلام النبلاء 18/ 613.

ص: 244

وما شَنَّأَنَّ الشَّيْبَ من أجل لَوْنِهِ

ولكنَّهُ حادٍ إلى البَيْنِ مُسْرِعُ

إذا ما بَدَت منه الطَّليعة آذَنَتْ

بأنّ المَنَايا خَلْفَها تتطلَّعُ

فإنْ قصَّها المِقْراضُ صاحت بأُخْتها

فتظهرُ تَتْلُوها ثلاثٌ وأربعُ

وإنْ خُضِبَتْ حالَ الخِضَاب لأنّه

يُغَالبُ صُنْعَ اللهِ واللهُ أصنعُ [1]

إذا ما بَلَغَت الأربعينَ فقُلْ لِمَنْ

يَوَدُّك فيما تشتهيه ويُسْرعُ [2]

هَلُمُّوا لِنَبْكي قبل فُرْقة بَيْننا

فما بَعْدَها عيشٌ لذيذٌ ومَجْمَعُ

وخَلِّ التَّصَابي والخلاعَةَ والهَوَى

وأُمَّ طريقَ الخير فالخيرُ أنْفعُ

وخُذْ جنة تُنْجي وزادًا من التُّقى

وصُحْبَة مأموم [3] فقصدُك مفزعُ [4]

قال أبو عليّ بن سُكَّرَة: رِزقُ الله التّميميّ، قرأت عليه برواية قالون خِتْمةً، وكان كبيرَ بغداد وجليلَها. وكان يقول: كلّ الطّوائف تدّعيني [5] .

وسمعته يقول: يَقْبُحُ بكم أن تستفيدوا منّا ثمّ تذكرونا، فلا تترحّموا [6] علينا، فرحمه الله.

قلتُ: وآخر من روى عنه سماعًا أبو الفتح بن البطّيّ، وإجازةً أبو الطاهر السِّلَفيّ.

قال ابن ناصر: تُوُفّي شيخنا أبو محمد التّميميّ في نصف جُمَادى الأولى سنة ثمانٍ. ودُفِن في داره بباب المراتب. ثمّ دفن في سنة إحدى وتسعين إلى جنْب قبر الإمام أَحْمَد [7] .

قال أبو الكَرَم الشّهرزوريّ: سمعته يقول: دخلت سمرقند، فرأيتهم

[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 65 «يغالب صبغ الله والله أصبغ» وهو مخالف للقافية.

[2]

في ذيل طبقات الحنابلة 1/ 81 «تسرع» .

[3]

هكذا في الأصل هنا وفي الأصل من سير أعلام النبلاء، وفي ذيل طبقات الحنابلة:«مأمون» .

[4]

في الأصل: «مفرع» بالراء المهملة. والأبيات في: سير أعلام النبلاء 18/ 615، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 80، 81.

[5]

ذيل طبقات الحنابلة 1/ 78.

[6]

في الأصل: «تترحمون» .

[7]

طبقات الحنابلة 2/ 251، المنتظم 9/ 89 (17/ 20) .

ص: 245

يرْوون «النّاسخ والمنسوخ» لجدّي هبة الله، عن خمسة، إليه، فرويته عن جدّي لهم [1] .

[1] وقال ابن الجوزي: وشهد عند أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عليّ بْن ماكولا قاضي القضاة في يوم السبت النصف من شعبان هذه السنة، ولم يزل شاهدا إلى أن ولي قضاء القضاة أبو عبد الله الدامغانيّ بعد موت ابن ماكولا، فترك الشهادة ترفّعا عن أن يشهد عنده، فلم يخرج له، فجاء قاضي القضاة إليه مستدعيا مودّته وشهادته عنده، فلم يخرج له عن موضعه، ولم يصحبه مقصوده، وكان قد اجتمع للتميمي القرآن، والفقه، والحديث، والأدب، والوعظ، وكان جميل الصورة، فوقع له القبول بين الخواص والعام، وجعل الخليفة رسولا إلى السلطان في مهامّ الدولة، وله الحلقة في الفقه والفتوى والوعظ بجامع المنصور، فلما انتقل إلى باب المراتب كانت له حلقة في جامع القصر، يروي فيها الحديث ويفتي، وكان يجلس فيها شيخنا ابن ناصر، وكان يمضي في السنة أربع دفعات في رجب، وشعبان، وعرفة، وعاشوراء، إلى مقبرة الإمام أحمد، ويعقد هناك مجلسا للوعظ، حدّثنا عنه أشياخنا.

وقال ابن عقيل: كان سيد الجماعة من أصحاب أحمد يمنا ورياسة وحشمة أبو محمد التميمي، وكان أحلى الناس عبارة في النظر وأجرأهم قلما في الفتيا وأحسنهم وعظا.

أنشدنا ابن ناصر قال: أنشدنا أبو محمد التميمي لنفسه:

أفق يا فؤادي من غرامك واستمع

مقالة محزون عليك شفيق

علقت فتاة قلبها متعلق

بغيرك فاستوثقت غير وثيق

فأصبحت موثوقا وراحت طليقة

فكم بين موثوق وبين طليق

(المنتظم 9/ 88، 89، 17/ 19، 20) .

وقال ياقوت الحموي: أديب شاعر مجيد، لا أعرف من أمره غير هذا. توفي ببغداد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ومن شعره:

بأبي حبيب زارني متنكّرا

فبدا الوشاة له فولّى معرضا

فكأنّني وكأنّه وكأنّهم

أمل ونيل حال بينهما القضا

وقال:

شارع دار الرقيق أرّقني

فليت دار الرقيق لم تكن

به فتاة للقلب فاتنة

أنا فداء لوجهها الحسن

(معجم الأدباء 11/ 136- 138) .

وقال السلفي: سألت المؤتمن الساجي عن أبي محمد التميمي، فقال: هو الإمام علما ونفسا وأبوّة، وما يذكر عنه فتحامل من أعدائه.

وقال شيرويه الديلميّ الحافظ: هو شيخ الحنابلة، ومقدّمهم، سمعت منه وكان ثقة صدوقا فاضلا ذا حشمة.

وقال أبو عامر العبدري: رزق الله التميمي كان شيخا بهيّا، ظريفا لطيفا، كثير الحكايات والملح، ما أعلم منه إلّا خيرا.

وقال أبو علي بن سكّرة في مشيخته: ما لقيت في بغداد مثله- يعني التميمي- قرأت عليه

ص: 246