المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الفصل الأول ‌ ‌مقدمة لا يزال الغموض يحيط ببدايات التدوين التاريخى عند العرب - تاريخ التراث العربي لسزكين - العلوم الشرعية - جـ ٢

[فؤاد سزكين]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأول

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الثانى تدوين تاريخ الجاهلية

- ‌أولا: العصر الأموى

- ‌1 - جبير بن مطعم

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌2 - عقيل بن أبى طالب

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌3 - مخرمة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌4 - الأقرع بن حابس التميمى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌5 - عبيد بن شريّة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌6 - صحار بن العبّاس

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌7 - حويطب

- ‌ب- آثاره:

- ‌8 - زياد بن أبيه

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌9 - النخّار بن أوس

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌10 - أبو كلاب ورقاء بن الأشعر لسان الحمّرة

- ‌11 - أبو جهم

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌12 - ابن الكوّاء

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌13 - مثجور بن غيلان الضبى

- ‌14 - ابن الكيّس

- ‌15 - دغفل بن حنظلة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌16 - علاقة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌17 - خبيب

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌18 - مقاتل الأحول

- ‌19 - المسمعى

- ‌ثانيا: العصر العباسى (حتى حوالى 430 ه

- ‌1 - خالد بن طليق

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌2 - الضّحّاك بن عثمان

- ‌ب- آثاره:

- ‌3 - أبو اليقظان

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌4 - لقيط المحاربى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره

- ‌5 - أبو البخترى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌6 - إبراهيم بن موسى

- ‌7 - عمارة بن القدّاح

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌8 - ابن السّائب الكلبى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌9 - علّان الشّعوبى الورّاق

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌10 - مصعب الزبيرى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌11 - الهيثم بن عدىّ

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌12 - سهل بن هارون

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌13 - العقيقى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌14 - أبو فراس

- ‌15 - الحنبصى

- ‌ب- آثاره:

- ‌16 - شبل النسّابة

- ‌17 - ابن الحبّاب

- ‌18 - العبيدلى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌الفصل الثالث سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أولا: العصر الأموى

- ‌1 - سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌2 - سهل بن أبى حثمة

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌3 - سعيد بن المسيّب

- ‌ب- آثاره:

- ‌4 - عبيد الله بن كعب

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌5 - الشّعبى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌6 - أبان بن عثمان بن عفّان

- ‌7 - عروة بن الزّبير

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌8 - شرحبيل بن سعيد

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌9 - القاسم بن محمد

- ‌ب- آثاره:

- ‌10 - عاصم

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌11 - الزّهرى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌12 - السّبيعى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌13 - يعقوب بن عتبة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌14 - عبد الله بن أبى بكر

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌15 - يزيد بن رومان

- ‌ب- آثاره:

- ‌16 - أبو الأسود

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌17 - داود بن الحسين

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌18 - أبو المعتمر

- ‌19 - موسى بن عقبة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌ثانيا: العصر العباسى (حتى حوالى سنة 430 ه

- ‌1 - محمد بن إسحاق

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌2 - معمر بن راشد

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌3 - الحنيفى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌4 - أبو معشر السّندى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌5 - الفزارى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌6 - أبو إسماعيل الأزدى البصرى

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌7 - يحيى بن سعيد الأموى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌8 - أبو العباس الأموى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌9 - أبو حذيفة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌10 - الواقدى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌11 - ابن هشام الحميرى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌12 - ابن سعد

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌13 - ابن عائذ

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌14 - حماد بن إسحاق

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌15 - أبو زرعة

- ‌ب- آثاره:

- ‌16 - ابن شعيب الأنصارى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌الفصل الرابع تدوين التاريخ العام وتاريخ الدولة الإسلامية

- ‌أولا: حركة التأليف فى العصر الأموى

- ‌1 - عبد الله بن سلام

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌2 - كعب الأحبار

- ‌ب- آثاره:

- ‌3 - وهب بن منبّه

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌4 - جابر الجعفى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌5 - عوانة بن الحكم

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌6 - أبو مخنف

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌ثانيا: حركة التأليف فى العصر العباسى (حتى حوالى سنة 430 ه

- ‌1 - عمرو بن شمر

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌2 - أبو النّضر

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته

- ‌أ- مصادر ترجمته

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌3 - عمر بن سعد

- ‌4 - سيف بن عمر التّميمى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌5 - على بن مجاهد

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌6 - النّضر بن حديد

- ‌7 - النّوفلى

- ‌أ- ترجمته فى:

- ‌8 - الهاشمى

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌9 - نصر بن مزاحم

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌10 - العبّاس بن بكّار

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌11 - محمد بن عثمان الكلبى

- ‌له:

- ‌12 - المدائنى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌13 - وثيمة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌14 - أبو حسان الزّيادى

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌15 - أبو بشر البزاز

- ‌ب- آثاره:

- ‌16 - ابن ا‌‌لهيثم المروزى

- ‌له

- ‌17 - عبّاد بن يعقوب

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌18 - ابن النّطّاح

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌19 - الزّبير بن بكّار

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌20 - أحمد بن الحارث الخراز

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌21 - يعقوب بن سفيان الفسوى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌22 - أبو بكر بن أبى خيثمة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌23 - البلاذرى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌24 - ابن ديزيل

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌25 - ابن هلال الثّقفى

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌26 - ابن عبد الحميد الكاتب

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌27 - العلوى الهاشمى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌28 - أبو عيسى المنجّم

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌29 - أبو رفاعة الفارسى

- ‌30 - أبو بكر الجوهرى

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌31 - المنذر بن محمد

- ‌32 - الطّبرى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌33 - ابن أعثم الكوفى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌34 - سعيد بن البطريق

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌35 - الصّولى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌36 - الجهشيارى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌37 - الكاتب الإسكافى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌38 - المسعودى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌39 - حمزة الأصفهانى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌40 - المقدسى

- ‌له:

- ‌41 - الفرغانى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌لة»

- ‌42 - عبيد الله السّقطى

- ‌43 - أبو عبد الله محمد بن يزيد

- ‌44 - ابن قلويه

- ‌ب- آثاره:

- ‌45 - أبو الفرج الأنطاكى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌46 - المنبجى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌الفصل الخامس التاريخ المحلى وتاريخ المدن

- ‌(أ) حركة التأليف فى العصر الأموى

- ‌1 - أبو قبيل

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌2 - يزيد بن أبى حبيب

- ‌ب- آثاره:

- ‌3 - الحارث بن يزيد الحضرمى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌4 - عبيد الله بن أبى جعفر

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌5 - عمرو بن الحارث

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌(ب) حركة التأليف فى العصر العباسى

- ‌أوّلا: التاريخ المحلى وتاريخ المدن فى وسط الجزيرة العربية وجنوبها

- ‌1 - عثمان بن ساج

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌2 - ابن زبالة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌3 - أبو الوليد الأزرقى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌4 - ابن شاذان

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌5 - عمر بن شبّة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌6 - الفاكهى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌7 - الجندى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌8 - محمد بن سليمان الكوفى

- ‌9 - ابن عبيد الله

- ‌10 - الحسين بن أحمد بن يعقوب

- ‌ثانيا: التاريخ المحلى وتاريخ المدن فى الشام

- ‌1 - موسى بن سهل بن قادم الرّملى

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌2 - أحمد بن محمد بن عيسى

- ‌3 - عبد الصمد بن سعيد الحمصى

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌4 - ابن سعيد القشيرى

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌5 - عبد الجبّار الخولانى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ثالثا: التاريخ المحلى وتاريخ المدن فى العراق

- ‌1 - المعافى

- ‌2 - ابن أبى طاهر طيفور

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌3 - بحشل الواسطى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌4 - السّاجى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌5 - أبو زكريا الأزدى

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌6 - أبو القاسم بن الثّلّاج

- ‌7 - ابن النّجّار

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌8 - العلوى

- ‌أ- ترجمته فى:

- ‌رابعا: التاريخ المحلى وتاريخ المدن فى إيران والشرق

- ‌1 - أبو الحسن أحمد بن سيّار

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌2 - أبو الرجاء السّنجى

- ‌‌‌‌‌ب- آثاره:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌3 - ابن ياسين الحداد

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌4 - النّرشخى

- ‌5 - السّلامى

- ‌آثاره:

- ‌6 - ابن معدان

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌7 - أبو الفضل الهمذانى

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌8 - الإدريسى

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌9 - القمّى

- ‌أ- ترجمته فى

- ‌10 - غنجار

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌11 - المستغفرى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌خامسا: التاريخ المحلى وتاريخ المدن فى مصر والمغرب

- ‌1 - يحيى بن أيوب

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌2 - أسد بن موسى

- ‌3 - عثمان بن صالح

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌4 - ابن عبد الحكم

- ‌ب- آثاره:

- ‌5 - يحيى بن عثمان بن صالح

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌6 - ابن الصّغير

- ‌7 - أبو العرب

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌8 - عبد الله البلوى

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌9 - ابن يونس الصّدفى

- ‌ب- آثاره:

- ‌10 - أبو عمر الكندى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌11 - عمر بن محمد بن يوسف الكندى

- ‌له

- ‌12 - الجودرى

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌13 - أبو عبد الله الوراق

- ‌14 - ابن أبى إسحاق الفقيه

- ‌15 - ابن زولاق

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌16 - الرّقيق القيروانى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌17 - أبو بكر المالكى القيروانى

- ‌أ- ترجمته فى:

- ‌سادسا: التاريخ المحلى وتاريخ المدن فى الأندلس

- ‌[1 - بعض العلماء المصريين ومؤرخي المشرق الذين اهتموا بالأندلس]

- ‌2 - سعيد بن عفير

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌3 - عبد الملك بن حبيب

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌4 - الرازى القرطبى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌5 - مؤلف مجهول

- ‌6 - الخشنى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌7 - ابن القوطيّة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌الفصل السادس التاريخ الثقافى

- ‌أولا: حركة التأليف فى العصر الأموى

- ‌1 - أبو عمر المرهبى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌2 - حمّاد الرّاوية

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌3 - يونس الكاتب

- ‌مصادر ترجمته:

- ‌4 - الحكم الوادى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ثانيا: حركة التأليف فى العصر العباسى

- ‌1 - ابن أبى السّرح

- ‌2 - يحيى بن مرزوق المكّى

- ‌أ-‌‌ مصادر ترجمته:

- ‌ مصادر ترجمته:

- ‌3 - ابراهيم المهدى

- ‌4 - إسحاق الموصلى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌5 - العتبى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌6 - ابن بانة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌7 - أبو هفّان

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌8 - ابن الدّاية

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌9 - العنزى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌10 - ابن الجرّاح

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌11 - عبيد الله بن عبد الله بن طاهر

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌12 - ابن المنجّم

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌13 - وكيع

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌14 - ابن الماشطة

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌15 - أبو الحسن على بن الفتح المطوّق

- ‌أ- ترجمته فى:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌16 - جحظة البرمكى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌17 - ابن زنجى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌18 - الحكيمى

- ‌‌‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌‌‌ب- آثاره:

- ‌ب- آثاره:

- ‌19 - ابن هارون المنجم

- ‌20 - أبو الفرج الأصفهانى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

- ‌21 - ابن زنجى الكاتب

- ‌أ- ترجمته فى:

- ‌ب- له كتب قد يكون منها:

- ‌22 - الخالديان

- ‌أ- مصادر ترجمتهما:

- ‌ب- آثارهما:

- ‌تصنيف العلوم

- ‌1 - ابن الكوفى

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌2 - ابن النّديم

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌3 - ابن فريغون

- ‌آثاره:

- ‌4 - القرّاب

- ‌أ- مصادر ترجمته:

- ‌ب- آثاره:

الفصل: ‌ ‌الفصل الأول ‌ ‌مقدمة لا يزال الغموض يحيط ببدايات التدوين التاريخى عند العرب

‌الفصل الأول

‌مقدمة

لا يزال الغموض يحيط ببدايات التدوين التاريخى عند العرب وبتطوّره خلال القرنين الأول والثانى للهجرة. لقد بدأت الدراسات فى هذا الموضوع منذ أكثر من مائة عام، وهى كثيرة بالقياس إلى الأبحاث التى تمت فى أكثر المجالات الأخرى للتراث العربى. ومع هذا كله، ونظرا لأن الآراء فى هذا الموضوع لا تزال مختلفة متضاربة فإنه يكاد يصبح متعذّرا على المؤرخ أن يقدّم عرضا إجماليا لهذا الموضوع إزاء تلك الدراسات دون أن يقوم ببحث الموضوع بنفسه، وأن يخضع النتائج التى توصل إليها الباحثون للفحص النقدىّ من جديد. وهنا يلاحظ المرء فى دهشة أن الدراسات الموجودة لدينا- بغض النظر عن استثناءات طفيفة- تصرّ على مفهوم خطأ يقول بأن الرواية لم تكن إلا شفوية، فى حين أنها لا تعرض بالمناقشة على الإطلاق للمحاولات القليلة التى اتجهت اتجاها جديدا. وهاهو جولدتسيهر (1) يعطينا مثالا لهذا، فنحن لا نكاد نجد عنده تطويرا لفكرة شبرنجر حول التدوين المبكر للرواية الإسلامية، على الرغم من أن شبرنجر كان قد أثبت بدراساته- وهذا مالا حظه جولدتسيهر بنفسه- عدم صحة الخرافة القائلة بأن الحديث كان يتداول أساسا بالرواية الشفوية. وكان شبرنجر قد عبّر أوضح تعبير عن رأيه فى مصادر المؤلفات التى أوردت مادتها مشفوعة بالأسانيد. فالطبرى مثلا كان يستمد- فى رأى شبرنجر- مادته التاريخية من الكتب وكان ينقل مقتبساته ويأخذها بنصها (2).

كان جولدتسيهر على العكس من ذلك يرى أن مؤلفى المجموعات الفقهية فى القرن نفسه لم ينتقوا مادتهم من مصادر مدونة موجودة (3)، بل اعتمدوا فى ذلك على المصادر

(1) انظر جولدتسيهر، دراسات إسلامية Goldziher.Muh.Stud.II ،8 ،194 ،

(2)

انظر: شبرنجر، حياة محمد (مقدمة الجزء الثالث)

Sprenger، Lebenund Lehredes Moh. Berlin 1869، III، Vorwort 100.

(3)

جولدتسيهر دراسات إسلامية Goldziher ،Muh.Stud.،II ،180:

ص: 3

الشفوية (4). وثمة بون شاسع بين رأى شبرنجر المحدد المعالم فى أن مصادر الطبرى لم تكن سوى كتب (مدونة) دون غيرها، وبين الموقف غير الواضح/ الذى اتّخذه محرر مادة الطبرى فى دائرة المعارف الإسلامية بعد ذلك بنحو خمسة وستين عاما (5)، والذى على أساسه يكون الطبرى قد استمد مادته تارة عن طريق الرواية الشفوية وتارة أخرى عن طريق المصادر المدوّنة.

وهناك مثال آخر أكثر وضوحا تقدمه لنا المقارنة بين تقييم المادة عند هو روفتس وعند سوفاجيه. ففى مقال هوروفتس «أقدم كتب السيرة ومؤلفوها» (6) الذى يعدّ أحسن ما كتب فى هذا الموضوع يستند المؤلف إلى أن الكتب التى وصلت إلينا تضم كتبا سبقتها حول حياة الرسول وتذكرها مصادر لها، وقام المؤلف بإعادة بناء هذه الكتب الأقدم اعتمادا على بقايا التى تظهر فى المصادر المتأخرة ظاهريا كما لو كانت روايات شفوية. أما سوفاجيه (7) فيرى أن كل مواد الكتب التى وصلت إلينا إنما هى من مصادر شفوية، وبناء على ذلك فالمؤرخ مضطر اليوم إلى تجميع بحثه لتاريخ القرون الأولى من معلومات لا قاعدة لها تعتبر وليدة المصادفة فى كثير أو قليل.

وهذا التضارب والغموض حول بدايات العلوم الإسلامية ملاحظ فى كل المجالات باستثناء الموسيقى، فقد شاء الحظ لها أن تبحث بعيدا عن الأحكام المتحيزة التى جرى العرف عليها (فى الغرب). فيرى فارمر- وهو العالم الكبير فى هذا المجال- أنه من الطبيعى أن يكون يونس الكاتب الذى عاش فى العصر الأموى قد ألّف كتبا فى القيان

(4) نفس المرجع ص 245

(5)

انظر: دائرة المعارف الإسلامية، الطبعة الأوربية الأولى، المجلد E.I.،IV ،626: 626 /4

(6)

انظر: يوسف هوروفتس، كتب السيرة الأولى ومؤلفوها

J. Horovitz، The Earliest Biographiesofthe Prophetandtheir Authors. In: Isl. Cult. 1/ 1927/ 535 - 559، 2/ 1928/ 22 - 50. 164 - 182، 495 - 526.

وترجم هذا البحث الأستاذ الدكتور حسين نصار بعنوان: المغازى الأولى ومؤلفوها، القاهرة 1952

(7)

انظر: سوفاجيه، مدخل إلى تاريخ الشرق الإسلامى، باريس 1946 ص 31.

Sauvaget، Introductional'h istoiredel'Onent Musulman، Paris 1946، S. 31.

ص: 4

والألحان، بقيت لنا قطع منها فى كتاب الأغانى، بينما يجد المرء لزاما عليه وهو يقرأ كتاب بلاشير (8) أن يشك فى أن اللغويّين المفضّل الضبّى (المتوفى 170 هـ/ 786 م)، وابن الأعرابى (المتوفى 231 هـ/ 844) قد ألّفا كتبا وحتى فى كتاب بروكلمان نفسه الذى اتخذناه منطلقا لهذا الكتاب يتضح جليّا تأثير هذه الآراء المتناقضة، فكل أحكامه تقريبا حول المؤلفات الأولى فى كل فرع من فروع التأليف لا بدّ من تصحيحها ولا بدّ من إرجاع زمن بداية تأليف الكتب إلى فترة أقدم بكثير.

وهذا المفهوم الخطأ الغريب الذى ذكرناه هو نتيجة لسوء فهم الرواية الإسلامية ذات الشكل المتميّز الفريد (انظر مقدمة الفصل الخاص بالحديث)(9) فمن الحقائق المعروفة بصفة عامة أن أقدم المصادر/ التى وصلت إلينا وندين لها بما نعرفه عن القرون الأولى للإسلام وعن التطور العلمى فى ذلك الوقت، تقدم لنا مادتها- فى الأغلب الأعمّ- مصحوبة بأسانيدها التى نشأ لبحث خصائصها المتميّزة علم خاص من علوم الحديث.

وبالفعل فمنذ مائة عام كان شبرنجر قد شكا من أن هذا التخصص من العلوم الإسلامية «لم يحظ بالاهتمام اللائق ولم يفهم إلا عند قلة من المتخصصين فى الدراسات الشرقية» (10) ومنذ ذلك الوقت بحثت قضايا جزئية فى هذا العلم، ولكن الأهمية الحقيقية لسلاسل الإسناد فى المصادر بقيت- بصفة عامة- غير معروفة.

وقد ذكرنا عدة تفصيلات وحججا وافية فى القسم الخاص بعلم الحديث فى هذا الكتاب، إلّا أنه لكى نستطيع أن نعرض فى إيجاز لتطور التدوين التاريخى عند العرب فلا بدّ لنا هنا من طرح هذه القضية مرة أخرى.

ربما كانت هذه بالفعل عادة فى العصر الجاهلى وهى أن تروى الكتب. أمّا السؤال، فى أىّ وقت ينطبق ذلك على تدوين التاريخ، فهذا ما سيبقى دائما غير معروف لنا. فلدينا

(8) انظر: بلاشير، تاريخ الأدب العربى Blachere ،Litterature 100 ،116.:

(9)

سبقت فى هذا الجزء

(10)

انظر مقالة شبرنجر فى مجلة المستشرقين الألمان SPrenger ،in: ZDMG 10 /1856 /1:

ص: 5

من الأخبار العديدة ما يفيد بأن دواوين الشعراء قبل بدء الإسلام بفترة قصيرة وفى السنوات الأولى للإسلام كانت تروى شفهيّا عن طريق الرواة مع أنها كانت مكتوبة مدوّنة. (11) ومن المرجح أن صحابة الرسول كانوا يروون كتبه (رسائله)(12)، أو أوامر الخلفاء إلى الولاة (13) بنفس الطريقة. وكان الناس فى ذلك الوقت يعلقون أهمية خاصة على عرض صحيفة مدوّنة على صحابى شهير مثل ابن عباس (14)، أو رواية صحيفة صحابى (15) وبجانب هذه العادة العربية القديمة فإن الحوادث التاريخية مثل الخلافات السياسية دفعت إلى إنشاء ما عرف بالإسناد فى وقت مبكر من الحياة الفكرية فى صدر الإسلام. وقد حدّد يوسف هو روفتس زمن نشأته فى الثلث الأخير من القرن الأول الهجرى، (16) / فقد كان لزاما على من يروى خبرا، سواء تعلق بنصّ دينى أم بغير ذلك أن يذكر شاهدا أو أكثر، وهذه كانت مهمة الإسناد فى البداية. وقد شرحنا تفصيلا وأوردناالشواهد فى الفصل الخاص بعلم الحديث بأن كتب علم أصول الحديث وكذلك الأخبار والقصص التى وصلت إلينا فى المصادر تثبت فى وضوح حقيقة أن الإسناد كان يشير منذ البداية إلى نصوص مدوّنة. وقد ناقشت الكتب المنهجية لعلم الحديث قضية طرق «تحمّل العلم» ، فهناك ثمانى طرق معروفة للتحمل، طبقها العلماء وفق الظروف المتاحة. وقد أثبت البحث التاريخى أن القرن الأول للهجرة عرف استخدام نصف هذه الإمكانيات تقريبا. فكان التلميذ يسمع النصّ من شيخه أو يقرأه على شيخه وحده أو مع تلاميذ أو سامعين آخرين. وعند الرواية لآخرين أو عند النقل من بعض الكتب كان التلميذ يستخدم بصفة عامة عبارة «حدّثنا» أو «حدثنى» فى الحالة الأولى، و «أخبرنا» و «أخبرنى» فى الحالة الثانية. وقد أطلق الباحثون على الطريقة الأولى «السماع» وعلى الثانية «القراءة» ، وظهرت الكلمتان مصطلحين لأول مرة فى القرن الثانى للهجرة.

(11) انظر: القسم الخاص بالشعر فى الجزء الرابع من هذا الكتاب.

(12)

مثال ذلك: روى الصحابى عمرو بن حزم بن زيد الرسالة التى بيّن فيها النبى الفرائض والزكاة والدّيات، انظر الإصابة 2/ 1264.

(13)

مثال ذلك: كتاب الخليفة عمر إلى أبى موسى الأشعرى عن الصلاة، انظر الطبقات لابن سعد، بيروت 5/ 59.

(14)

انظر مثلا: الإصابة 2/ 809، وبه قول ميمون بن مهران عن ابن عباس.

(15)

انظر مثلا: الطبقات لابن سعد (بيروت) 5/ 467 صحيفة جابر بن عبد الله.

(16)

يوسف هوروفتس، عمر وأصل الإسناد:

J. Horovitz، Alterund Ursprungdes Isnad. in: Islam 8/ 43.

ص: 6

وهناك نوع آخر من الرواية عرفته تلك الفترة، فكان التلميذ يأتى بالنصوص أو الصحف أو الكتب إلى شيخ بهدف روايتها باسمه دون أن يكون قد سمع مضمونها منه أو قرأه عليه وهذا ما سمّى «بالكتابة» ، وقد استخدمت هذه الطريقة فى القرن الثانى الهجرى فى عدة صور صنّفت إلى:«المكاتبة» و «الوصية» و «المناولة» و «الإجازة» وكانت الطريقة التى عرفت فيما بعد باسم «الوجادة» معتادة فى الفترة الأولى. فقد رويت كتب وأجزاء منها دون أن تكون هناك أية إجازة بروايتها. ويبدو أنه لم يكن هناك فى القرن الأول الهجرى اتفاق حول جواز قبول هذه الطريقة. وقد اتّهم التابعى مجاهد (المتوفى 104 هـ/ 722 م) بأنه «كان يحدّث عن صحيفة (الصحابى) جابر بن عبد الله» مستخدما هذه الطريقة. (17) وكان بعض أبناء الصحابة كذلك يروون الكتب التى ورثوها عن آبائهم على هذا النحو، فكان لهم أن يقولوا «وجدت فى كتاب آبائى» أو «وجدت فى كتاب أبى» . (18) ويبدو أن اتفاق العلماء على جواز «الكتابة» لم يكن أحسن حالا. فقد جرّح التابعى سعيد بن جبير (المتوفى 95 هـ/ 714 م) هذه الطريقة ولم يجزها (19)، أما الزّهرى (المتوفى 124 هـ/ 742 م) / فقد رأى نفسه مضطرا إلى الاعتراف بها. (20) وكانت دوائر الفقهاء تتخرّج بصفة عامة من نصّ أو دليل ورد بهذه الطريقة.

وفى معرض حديثنا عن الزهرى سنغتنم الفرصة لنشرح بالتفصيل أن جولدتسيهر قد أخطأ فى فهم عبارة الزهرى: «كنا نكره كتاب العلم حتى أكرهنا عليه هؤلاء الأمراء فرأينا ألّا نمنعه أحدا من المسلمين» (21)، وذلك لأنه فهم منها أن الزهرى إنما أراد بهذا أن يمكّن للحكام الأمويين تقديم مادة عقيدية وسيلة تخدم مصالح أسرتهم الحاكمة. (22) ويبدو أن الإشارة إلى هذا النوع من الرواية لم يظهر بمصطلح من مصطلحات

(17) الطبقات لابن سعد (بيروت) 5/ 467.

(18)

نفس المرجع 1/ 70، 321، الإصابة 2/ 162.

(19)

نفس المرجع 6/ 258.

(20)

نفس المرجع (طبعة أوربا) 2/ 2/ 135.

(21)

انظر: طبقات ابن سعد 2/ 135، حلية الأولياء لأبى نعيم 3/ 363.

(22)

انظر: جولدتسيهر، دراسات إسلامية Goldziher ،Muh.Stud.II ،38.

ص: 7

طرق الإسناد إلّا فى القرن الثانى الهجرى، وعبارات مثل «كتب إلىّ» أو «من كتاب

»، «من كتابه

» وغيرها تأتى غالبا عند الطبرى. (23) وبينما فهم شبرنجر هذا المصطلح فهما صحيحا على وجه التقريب (24)، إلّا أننا نجده (أى المصطلح) كما يبدو فى الدراسات التى جاءت بعد ذلك عن الرواية الإسلامية قد فسرّ تفسيرا مختلفا كل الاختلاف.

فإذا أراد الباحث إذن تقدير قيمة المواد المتعلقة بالقرنين الأول والثانى للهجرة فى المصادر التى وصلت إلينا اعتمادا على الإسناد، فعليه أن يتحرر من الآراء القائلة بأن هذه الأخبار ظلت تتداول شفاها على مدى مائة وخمسين عاما (25)، أو أنّ المحدثين قد اخترعوا الإسناد فى نهاية القرن الثانى للهجرة أو فى القرن الثالث للهجرة (وأضافوه) إلى الأخبار فدوّنت به بعد ذلك (26)، وعليه أن ينظر إلى هذه المؤلفات باعتبارها كتبا مجموعة من مصادر مدوّنة تعود بدورها إلى مصادر مدوّنة أقدم. فالأسماء الواردة فى الأسانيد تعطى- فى مجموعها أو معظمها- أسماء المؤلفين أو أسماء عدد من الرواة والمؤلف./ وعلى كل حال فإننا نجد فى كل خبر من الأخبار مصدرا مدوّنا واحدا على الأقل. وهكذا فليست- على سبيل المثال- كل الأسماء الواردة فى الإسناد التالى المذكور عند الطبرى (27) أسماء مؤلفين: «حدثنا ابن حميد (28)، قال: حدثنا سلمة، (29) قال: حدثنى محمد بن إسحاق، قال:

(23) يظهر هذا على سبيل المثال من المقتبسات التى أخذها الطبرى من كتاب «الفتوح والردة» لسيف بن عمر، وقد أخذها الطبرى عن السرّىّ آخر الرواة.

(24)

فى سياق آخر بعيد عن علم أصول الحديث عبّر شبرنجر عن رأيه فى هذا المصطلح فيما يختص بالطبرى على النحو الآتى: «إن المرويّات المسندة على هذا النحو كثيرة وهى تجعلنا نعتقد أنها كوّنت مضمون رسالة، وعلينا أن نقبل القول بأنه كان يملك نسخة بخط السرّىّ واعتبرها رسالة»

Sprenger، Das Lebenunddie Lehredes Moh.، III، Vorwort 101.

وانظر أيضا فلهاوزن

J. Wellhansen، Shizzenund Vorarbeiten، Berlin 1899، S. 5

(25)

انظر مقدمة بلاشير لترجمة القرآن Blachere ،Le Coran ،Paris 1947 ،P.1 - 2

(26)

انظر: كيتانى ومقاله فى الحوليات الإسلامية L.Caetani ،Annalidell'Islam I ،16.:

(27)

تاريخ الطبرى 1/ 1273 - 1276.

(28)

محمد بن حميد بن حيان الرازى (المتوفى 248 هـ/ 862 م). انظر: تاريخ بغداد 2/ 259، وتهذيب ابن حجر 9/ 127 - 131.

(29)

سلمة بن الفضل الأنصارى (المتوفى 191 هـ/ 806 م)، انظر: تهذيب ابن حجر 4/ 153 - 154.

ص: 8

حدثنى الزهرى، ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير». فالنص الذى نقله الطبرى بهذا الإسناد يرجع آخر الأمر إلى كتاب «المغازى» لعروة. وهذا النص كان قد نقله الطبرى عن الواقدى (30) وابن هشام (31) فأخذه الطبرى عن المغازى لابن إسحاق. فالأسماء الواردة إذن بين الطبرى وابن إسحاق هى أسماء الرواة الذين تلقى الطبرى حق رواية كتاب ابن إسحاق عن طريقهم.

وعن طريق بحث أسانيد أخر عند الطبرى نستطيع أن نثبت أن ابن إسحاق قد استخدم لهذا النص كتابى المغازى ليزيد بن رومان والزهرى، وقد اعتمدا بدورهما على المغازى لعروة. فإذا عادت بنا الأسانيد إلى مصدر وصل إلينا فإن ذلك يثبت صدق هذا بطريقة عملية. فبحث الاقتباسات المأخوذة من كتاب فى الحديث لأحد التابعين وتتبعها فى كتب عدة أجيال، حتى نرجع بها إلى المجموعات الفقهية المعروفة فى القرن الثالث الهجرى، يثبت لنا صدق هذه الملاحظة، كما سبق أن أوضحنا (32) كما أن أقدم كتب التفسير القرآنى التى وصلت إلينا تمكننا من تعزيز صحة هذا الرأى بالشواهد.

ومراعاة لاختلافات النصوص فى المصادر المختلفة كان أكثر المؤلفين يأخذون أخبار الحدث الواحد من جملة مصادر، وكان هذا شأن الطبرى على سبيل المثال، بينما كان بعض المؤلفين من أمثال الواقدى يستخدمون للخبر الواحد عدة مصادر، غير أنهم كانوا يضمّون كل الأسانيد فى أول الكلام مع عبارة «دخل حديث بعضهم فى حديث بعض» (33) فإذا قطعوا الخبر المروى كانوا يلفتون نظر القارئ إلى استمرار الخبر من نفس المصدر وذلك بذكر كلمة:«وقالوا» (34)، أو «قالوا بالإسناد الأول» / (35) فإذا لم يتيسّر- لأسباب مختلفة- الحصول على حق رواية كتاب بعينه، فمن الطبيعى أنه لا يجوز لأحد

(30) المغازى 7 - 9.

(31)

السيرة 424 - 425.

(32)

انظر ص 81/ 82 من القسم الخاص بعلم الحديث من هذا الكتاب.

(33)

انظر على سبيل المثال طبقات ابن سعد (طبعة بيروت) 1/ 214، 258، 2/ 5.

(34)

انظر على سبيل المثال طبقات ابن سعد 1/ 259 - 287.

(35)

نفس المرجع 1/ 283.

ص: 9

أن ينقل (من كتاب) مستخدما عبارة «أخبرنا» أو «حدثنا» وغيرهما، بل كان عليه أن يقدم لذلك بعبارة «قال» أو «ذكر» أو «وجدت» أو «حدّثت» أو «أخبرت» وهكذا، على أن استخدام هذه المصطلحات كان يختلف من مؤلف لآخر. وفى مثل هذه الاقتباسات كان الطبرى يستخدم عبارات مثل:

1 -

«حدّثت عن هشام بن محمد بن أبى مخنف، قال: حدّثنى الصّقب بن زهير.» (تاريخ الطبرى 1/ 1810).

2 -

«حدّثت عن الواقدى قال: سألت ابن أبى سيرة» . (تاريخ الطبرى 1/ 1812).

3 -

«حدّثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن أبى جعفر عن أبيه عن الربيع» . (تاريخ الطبرى 1/ 315).

فبالإسناد الأول كان كتاب هشام بن محمد الكلبى المصدر الذى استخدمه الطبرى، وبالثانى كان كتاب المغازى للواقدى، وبالثالث نقل الطبرى من تفسير القرآن للربيع بن أنس البكرى (المتوفى 139 هـ/ 756 م، وانظر: التهذيب لابن حجر 3/ 238)، وهذا أحد مصادره فى التفسير. وكان البخارى يحذف الإسناد حذفا إذا نقل دون إجازة، وذلك بأن يقول مثلا:«قال ابن عباس» ، و «قال ابن إسحاق» .

وبطبيعة الحال فإن المؤرخ إذا أدرك العلاقات بين الأسانيد والكتب إدراكا سليما، سيجد معينا لا ينضب لدراسة سير التطور فى مجالات التأليف المختلفة، ويشعر باطمئنان إلى الكتب ذات الأسانيد أكثر من الكتب غير المسندة. ويمكن أن نلاحظ فى الحالة الأولى أن بعض أسانيد كتاب بعينه تتفق فى كل جزئياتها اتفاقا كاملا وأن عددا منها يتفرع بعد اسم بعينه، الأمر الذى يتيح للمؤرخ أن يميز أسماء الرواة عن أسماء المؤلفين الذين اقتبس من كتبهم (انظر: الفصل الخاص بالحديث).

وإذا كانت بعض المواد قد رويت فى وقت مبكر رواية مدوّنة، فلا يعنى هذا- طبعا- أن ما بها لا بد وأن يطابق الواقع بلا قيد أو شرط، ولكن معرفتنا بأنها رويت مدوّنة تخلصنا من شك مبالغ فيه ليس له فى الحقيقة ما يسوّغه. فلا بد للباحث إزاء خبر وارد فى

ص: 10

مصدر من المصادر المؤلفة فى القرن الثانى أو القرن الثالث للهجرة ومزوّد بأسانيد ترجع إلى شخصية من القرن الأول الهجرى من أن يقوم بفحصه ونقده بنفس الدقة التى يتحراها تجاه كتاب من نفس القرن. وحتى الآن ثمة بون شاسع يفصل بين الأحكام المتعلقة بمبلغ صحة هذه الروايات (36)، والتى هى فى الواقع ليست سوى قطع من كتب وبين الأحكام الأخرى المرتكزة على حجج ضعيفة بشأن روايتها.

فإذا لم تخذعنا فكرة شفوية المرويات، فإننا نصل إلى صورة واضحة لبداية/ التدوين التاريخى ولتطوره فى المائة والخمسين عاما الأولى التى تعدّ فترة غير واضحة. (37) فمعلوماتنا عنها بدائية ومادتنا ضئيلة، ولهذا لا نستطيع التحدث عن كتب ذات مضمون تاريخى من فترة سابقة على ظهور الإسلام. وقد وصل إلينا كتابان من القرن الأول الهجرى يتناولان تاريخ الحميريين، ولكنهما لا يقدّمان بسبب نقص الوعى التاريخى وضيق الأفق إلّا بعض إشارات ترجع إلى فترة ظهور الإسلام. أما الكتاب الأول فهو «أخبار اليمن وأشعارها وأنسابها» تأليف عبيد بن شرية الجرهمى أحد قدامى من نعرفهم من المؤرخين (انظر الفصل الخاص بتدوين تاريخ الجاهلية)، وهو فى المقام الأول مثال للتأليف فى أيام العرب يرجع إلى وقت مبكر نسبيا، ومثال للحكايات القصصية عن القرون الخالية وشاهد على اهتمام المسلمين المبكر بالتاريخ الدنيوى.

والكتاب الثانى: «كتاب الملوك» لوهب بن منبّه يؤكد هذا الانطباع، وفيه أن الخليفة علىّ بن أبى طالب قد حثه على تعلم تاريخ الحميريين (38)، وفوق هذا فقد قال المؤلف إنه ضم فى كتابه مؤلفات سابقيه (39).

وبجانب هذين المثالين للتأليف الأسطورى الخاص بعرب الجنوب وصلت إلينا من

(36) انظر: جولدتسيهر، دراسات إسلامية Goldziher ،Muh.Stud.II ،5.: 5 /2

(37)

انظر مقال جب H.A.R.Gibb فى دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة الاوربية الأولى) التكملة ص 250.

(38)

كتاب التيجان 82، ويقال إن عبد الله بن عباس قد شغل بنفس القصة (انظر: التيجان ص 175، مع إضافات ابن هشام لنص وهب).

(39)

المرجع السابق ص 14.

ص: 11

هذه الفترة أسماء رجال كانوا نسابين وعلماء فى الشعر والأخبار وأيام العرب وقد أطلق على هؤلاء اسم: «علماء العرب» (40)، وقد اقتبس الجاحظ فى كتابه «البيان والتبيين» وكتاب «الحيوان» كثيرا عنهم. وقد أشاد الجاحظ بمخرمة بن نوفل، وبأبى الجهم بن حذيفة، وحو يطب بن عبد العزى، وعقيل بن أبى طالب (41) ومن المرجح/ أن أكثر مشهورى النسابين قد ألفوا كتبا فى الأنساب، كما يتضح من عبارة الجاحظ فقد ذكر أربعة عشر عالما صنفوا كتبا فى الأنساب، معظمهم عاش قبيل الإسلام أو وقت ظهوره. (42) وأقدم هؤلاء هو سطيح الذئبى (المتوفى 52 ق. هـ/ 572 م) وكان عرافا وحكيما. (43) وفى كل مرة توجد أسباب أخرى تدفعنا إلى افتراض وجود كتب أنساب فى ذلك الوقت، وأنه لم يكن يعتمد على الذاكرة فقط فى حفظ المعارف مثلما هو الاعتقاد السائد (44) قال عبد الله بن محمد بن عمارة، وكان نسابة من القرن الثانى الهجرى، إنه لم يعد يعرف وجه اللوم المنسوب إلى «أبناء فرتنى» ، فقد أبعد اسمهم من كتاب النسب (45) ومدح الفرزدق كتاب الأنساب لدغفل المخضرم (46)، واقتبس منه الهمدانى سلاسل الأنساب (47) فى كتابه «الإكليل» . وفوق هذا فنحن نعلم أن أحد هؤلاء النسابين وهو عبيد بن شريّة قد ألف أيضا كتابا فى الأمثال (انظر الفصل الخاص بتدوين تاريخ الجاهلية).

أما أبو الجلد جيلان بن (أبى) فروة، الذى كان عبد الله بن عباس يلجأ إليه فيما يعرض له

(40) النقائض لأبى عبيدة 1/ 141، والطبرى 1/ 1118، والأغانى 16/ 20، والتيجان لابن هشام 212.

(41)

البيان والتبين للجاحظ 2/ 323 - 324.

(42)

الحيوان للجاحظ 3/ 209 - 210.

(43)

اليعقوبى 1/ 206، ومروج الذهب للمسعودى 2/ 364، والجمهرة لابن حزم 354، وجولدتسيهر: دراسات إسلامية Goldziher ،Muh.Stud.I ،185 - 185.: 185 - 184 /1

(44)

انظر: روزنتال، علم التاريخ عند المسلمين Rosenthal ،History 19: 19

(45)

الأغانى 4/ 45 (طبعة بولاق)، 237 (طبعة دار الكتب).

(46)

النقائض 189.

(47)

الإكليل 1/ 6، وانظر لوفجرن عن دغفل ودعبل وروايتين لقصة عرب الجنوب:

O. Lofgren، Dagfalund Di'bilals Gewahrsmannerder Sudarabischen Sage، Studie Or. inonoredi G. L. Della Vida II، 94.

ص: 12

من مشكلات لغوية (48)، فكان يوصف بأنه:«صاحب كتب، جماعة لأخبار الملاحم» (49)، كان أبو الجلد يقول:«قرأت فى الحكمة» ، و «قرأت فى مسألة داود» (50). وكان الوليد بن زيادة الجرهمى الذى عاش فى العصر الأموى عالما بأنساب العرب وأخبارهم وملوكهم، وكان يمتاز بأنه «قد طالع فى كتبهم ونظر فى كتب هود وصالح وحنظلة» (51) وأدرك المسعودى/ كتاب نسب قديم ينسب إلى باروخ بن ناريّا (52) - كاتب النبى أرميا. وكان بعض علماء الأنساب غالبا ما يستخدمون فى القرنين الثالث والرابع للهجرة كتبا قديمة فى الأنساب دونها العرب عن الحميريين، وكانت هذه الكتب تسمى عادة باسم «الزّبر» (53).

وقد لا يكون من الخطأ أن نستنتج من الأخبار المختلفة أن أقدم النسابين الذين نعرفهم كانوا- أيضا- على حسّ تاريخى متطوّر نسبيّا. قد غفل مثلا تجاوز الأنساب العربية ليربطها بآباء العهد القديم (54)، وقد ردّ دغفل على الشاعر قدامة الذى طلب منه أن يتنبأ له فى شجرة النسب بيوم وفاته، فردّ عليه بأن هذا ليس من اختصاصه (55) وأخبر وهب بن منبّه أن جبير بن مطعم أعلن عدم أصالة إحدى القصائد المتداولة فى عصره استنادا إلى أسباب تاريخية (56).

وفى صدر الإسلام عرف الخليفة عمر بن الخطاب قيمة هذه المعارف التى يبدو أنها

(48) تفسير الطبرى 1/ 117، 118، تاريخ الطبرى 1/ 312. وانظر عن أبى الجلد: الطبقات لابن سعد 7/ 161، التاريخ الكبير للبخارى 1/ 2/ 251، الجرح والتعديل لابن أبى حاتم 1/ 547، لسان الميزان لابن حجر 2/ 144.

(49)

ما يقع فيه التصحيف لأبى أحمد العسكرى، القاهرة 1963، ص 409.

(50)

حلية الأولياء لأبى نعيم 6/ 55، 56.

(51)

فتوح الشام للواقدى- مخطوط ريفان كشك 1565، 163 ب.

(52)

مروج الذهب للمسعودى 4/ 118، وقد استخدم الكتاب المذكور أبو يعقوب التدمرى اليهودى الذى تحول إلى الإسلام، ومن المرجح أنه كان فى النصف الأول من القرن الثانى الهجرى، انظر: الطبقات لابن سعد (بيروت) 1/ 57، وتاريخ الطبرى 1/ 1116، ومعجم البلدان لياقوت 2/ 862، وما كتبه شبرنجر Sprenger ،Leben III ،Vorwort 133.:

(53)

الإكليل للهمدانى 1/ 5، 51 وما كتبه جولدتسيهر Goldziher ،Muh.Stud.I ،178.:

(54)

البلدان لابن الفقيه 314، انظر أيضا جولدتسيهر Goldziher ،Muh.Stud.I ،182.:

(55)

الميدانى 2/ 253.

(56)

التيجان 18.

ص: 13

كانت موضع تقدير كبير فى المجتمع العربى القديم. فقد كلف عمر بن الخطاب ثلاثة من نسابى قريش وهم جبير بن مطعم، وعقيل بن أبى طالب، ومخرمه بن نوفل بأن يعدّوا له جدولا بالأنساب (57). والنسابة الأخير أحد أعضاء اللجنة التى قامت بوضع علامات لحدود المنطقة الحرام فى مكة. (58) وسوف نرى فيما بعد أن أبناء وأحفاد وتلاميذ هذا النسابة كانوا أيضا علماء بالأنساب ومؤرخين أسهموا فى التطور المستمر للتدوين التاريخى عند المسلمين. ويتضح لنا من كتب الطبقات ومن الإشارات المتعددة فى المصادر أن القرشيين الثلاثة لم يكونوا عارفين فقط بسلاسل أنساب القبائل وأسمائها، بل كانوا كذلك من أصحاب المعرفة بالشعر وأخبار العرب. وحسبنا هنا أن نضرب مثلا، فالخليفة عمر بن الخطاب- الذى قضى نصف عمره فى الجاهلية- سأل يوما ما جبير بن مطعم عن تاريخ الملك النعمان بن المنذر، وأهداه سيف الملك/- وكان من بين أسلحة الملك وملابسه ضمن الغنائم. أما الخبر الذى رواه نافع بن جبير فيفصح عن حسّ نقدى للتاريخ لدى جبير وابنه. (59) وكان أبو بكر متميزا بين الصحابة بمعارفه فى الأنساب، حتى إنه كان- فيما يقال- أستاذ جبير بن مطعم فى هذا المجال (60). ومن بين متأخرى الصحابة كان عبد الله بن عباس نسابة معروفا (61).

وعلى هذا الأساس أصبح ممكنا أن يوجد مثل هذا الاشتغال المركز بالأنساب والتاريخ القديم فى أوائل العصر الأموى. (62) وتذكر المصادر أسماء متعددة لنسابين قاموا

(57) الطبقات لابن سعد (بيروت) 3/ 295 - 299، فتوح البلدان للبلاذرى 436، 437، الطبرى 1/ 2750 - 2752، وانظر شبرنجر وجولدتسيهر:

Sprenger، Leben III، Vorwort 158. Goldziher، Muh، Stud. I، 183.

(58)

الإصابة لابن حجر 3/ 794، وانظر فيستنفلد فى كتابه عن المؤرخين العرب Wustenfeld ،Geschichts.Nr.3:

(59)

الطبرى 1/ 2455، قارن البيان والتبيين للجاحظ 1/ 303، ونظرا لأن هذا الخبر موجود فى كتب متأخرة فإننا نشك فى أصالته وأرى أن الطبرى قد احتفظ لنا على نحو غير مباشر بقطعة من كتاب نافع بن جبير حول حياة الرسول.

(60)

البيان والتبيين للجاحظ 1/ 303، والحيوان للجاحظ 3/ 210، والفائق للزمخشرى 1/ 608 - 609، والإصابة لابن حجر 1/ 461، 2/ 830 وجولدتسيهر فى كتابه دراسات إسلامية 1/ 180.

(61)

الطبقات لابن سعد (طبعة بيروت) 2/ 367.

(62)

انظر جولدتسيهر فى دراسات إسلامية Goldziher ،Muh.Stud.I ،186:

ص: 14

قبل القرن الثانى للهجرة برعاية هذا الضرب من ضروب التأليف، أى قبل أن يعنى به بعدهم المؤرخون واللغويون أيضا. والمؤسف أن هذه الكتب لم تكن تذكر إلا عرضا، وكلما زاد اشتغالنا بتراجم الرجال، يستقر فى نفوسنا أن تسمية «العالم» كان يقصد بها فى الغالب مؤلفى الكتب (63).

وعلينا أن نذكر بالإضافة إلى ما سنذكر من العلماء (انظر الفصل الخاص بتدوين تاريخ الجاهلية) أسماء مثل: عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذرى (المتوفى 83 هـ/ 702 م أو 93 هـ) /، وسعيد بن المسيّب (المتوفى 94 هـ/ 713 م)، وقتادة بن دعامة (المتوفى 118 هـ/ 736 م)، وأبى بكر محمد بن مسلم الزهرى (المتوفى 124 هـ/ 742 م). ففى مجالس عبد الله بن ثعلبة تعلم الزهرى أنساب قبيلته (64).

ولا بد كذلك من بحث القطع- فى المصادر التى وصلت إلينا والتى ترجع إلى كتب الأنساب المؤلفة فى العصر الأموى. وهذا يتطلب- قبل كل شئ- عمل فهارس دقيقة تضم أسماء الرواة.

ونريد أن نذكر هنا بعض اقتباسات. ففى كتاب الطبقات لابن سعد يرد ذكر «كتاب نسب الأنصار» كثيرا، وكان ابن سعد (65) وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصارى، وهو

(63) لا تذكر كتب الطبقات أسماء المؤلفات إلا نادرا جدا، وعلى العكس من ذلك فغالبا ما يقولون إنه «كان عالما» ، وكمثال مميز نذكر قصة طريقة تفيد أن العالم فى العصر الأموى أو صاحب العلم من كان قادرا على تدوين أفكاره. وعند ما هرب المؤرخ الشعبى من سجن الحجاج بن يوسف إلى قتيبة بن مسلم فى خراسان قدّم إليه نفسه قائلا:«أيها الأمير عند علم، قال: ومن أنت؟ قلت: أعيذك لا تسألنى عن ذلك، فعرف أنى ممن يخفى نفسه، فدعا بكتاب، فقال: اكتب. يعنى مسودة، قلت: لست ممن يحتاج، فجعلت أملى عليه وهو ينظر حتى فرغ من كتاب الفتح» (تذكرة الحفاظ للذهبى 86). وهناك أمثلة كثيرة أخرى نذكر منها أن الزبير بن بكار ذكر فى ترجمته لإبراهيم بن موسى بن الصّديق (المتوفى حوالى سنة 200 هـ/ 815 م) أنه «كان من أهل العلم» ، «انظر فى العلم» ، وذكر فى موضع آخر أنه أفاد من كتبه (انظر نسب قريش للزبير 1/ 91، 230).

(64)

الطبقات لابن سعد (بيروت) 2/ 382، والتهذيب لابن حجر 5/ 166، وانظر القطعتين اللتين ذكرهما الطبرى حول سيرة النبى صلى الله عليه وسلم 1/ 1322، 2735 وهما ترجعان إليه.

(65)

الطبقات لابن سعد (بيروت) 3/ 626، 5/ 74.

ص: 15

معاصر متأخر لابن إسحاق، قد اعتاد النظر فيه ليتحققا من البيانات الخاصة بالأنصار.

وغالبا ما نجد عبارة مثل: «نظرنا فى كتاب نسب الأنصار فلم نجد نسبه فيه» (66)، وربما كان ابن سعد قد أفاد من كتاب مجهول المؤلف بعنوان «كتاب نسب النّبيط» (67). وأفاد المؤرخ المصرى ابن يونس (المتوفى 347 هـ/ 958 م) من «كتاب نسب قديم» ، كان قد نسخه عبد الله بن لهيعة (المتوفى 174 هـ/ 790 م)، (68) وأفاد الدّارقطنى (المتوفى 385 هـ/ 995 م)(69) من «كتاب أنساب بنى ضبة» المؤلف فى العصر الأموى. ومن المرجح أن ابن حجر قد أفاد من كتاب عبد الله بن عمرو اليشكرى (المتوفى حوالى 80 هـ/ 699 م) فى الأنساب. (70) ويضم «كتاب الملوك» لوهب بن منبّه- الذى وصل إلينا من تهذيب ابن هشام- قسما عن «نسب ولد عدنان» . ويبدو أن أجزاء من «كتاب نسب قريش» للزّهرى قد دخلت ضمن كتاب مصعب الزبيرى المؤلف بنفس العنوان، وبالمقارنة بما دوّن فى الأنساب، فإنه لم يبلغنا من أخبار العرب وأيامها فى الجاهلية إلّا القليل جدا، وليس من المؤكد أن النسابين المشهورين الذين كانوا يعدّون أيضا من كبار العلماء بأخبار العرب وأيامها قد كان لديهم أشياء مدوّنة فى هذا الموضوع. وكذلك ليس من المؤكد ما إذا كان عقيل بن أبى طالب، وهو العالم بالمثالب، قد دوّن شيئا فى ذلك، (71)(72) / وعلى كلّ فإن المثالبكانت تعدّ جزءا لا ينفصل عن الأنساب. وربما كان «كتاب بنى تميم» (73) كتابا فى الأخبار. ولدينا أخبار مباشرة عن «كتاب أشعار الأنصار» المؤلف فى عهد عمر بن الخطاب (74) وعن كتاب زياد بن أبيه فى «المثالب» وكان زياد أخا مستلحقا لمعاوية (انظر ترجمته فى الفصل الخاص بتدوين تاريخ الجاهلية).

(66) المرجع السابق 3/ 479، 513، 548، 626.

(67)

المرجع السابق 4/ 371.

(68)

الإكمال لابن ماكولا 1/ 227.

(69)

نفس المرجع 2/ 561، الإصابة لابن حجر 2/ 233.

(70)

الإصابة 1/ 103.

(71)

البيان والتبيين للجاحظ 2/ 324.

(72)

قارن جولدتسيهر فى كتابه دراسات إسلامية Goldziher ،Muh.Stud.I ،191

(73)

انظر المرجع السابق 2/ 205 وكذلك مقال جولدتسيهر فى مجلة المستشرقين الألمان عدد 32، ص 355:

Goldziher ،in: ZDMGXXXII ،355

(74)

الأغانى (طبعة دار الكتب) 4/ 140 - 141.

ص: 16

فهذا الضرب من التأليف فى «الأخبار» مع الأشعار المتصلة بها، قد جاز فى أوائل العصر الأموى اهتماما وعناية بنفس درجة الاهتمام بتدوين المغازى والحديث والتفسير، ثم تطور بعد ذلك تطورا سريعا. (75) وفى سياق المراحل التالية كانت الأخبار والأنساب تشكل موضوعين مرتبطين غالبا.

فقد ذكر ابن النديم (ص 108) كتابا لخراش بن إسماعيل الشيبانى شيخ محمد بن السائب الكلبى (المتوفى 146 هـ/ 763 م)، عنوانه:«كتاب أخبار ربيعة وأنسابها» ، يضاف إلى ذلك «كتاب النسب العتيق فى أخبار بنى ضبّة» (76) وربما كان الطابع المزدوج لهذه الكتب السبب الرئيسى الذى دفع إسحاق الموصلى إلى أن يصف «كتاب الأنساب» الذى آلفه صديقه الزبير بن بكار بأنه «كتاب الأخبار» . (77) وتحتفظ لنا المصادر بعدد قليل جدا من عناوين الكتب المؤلفة فى العصر الأموى، ولا شك أن قسما صغيرا فقط من الدراسات التى كتبت من قبل ما يزال مثبتا. ولعل «كتب القبائل» التى يبلغ عددها حوالى الستين، التى ذكرها الآمدى فى «المؤتلف والمختلف» ترجع فى قسم منها إلى تلك الفترة.

ويتضح لنا من النصوص التى نقلها الآمدى من هذه الكتب التى يسمى الواحد منها «ديوانا» أو «شعرا» أو «أشعارا» أو «كتابا» كانت تتضمن المعلومات التاريخية الضرورية لفهم هذه الأشعار.

وكان الشاعر يزيد بن زياد بن مفرّغ الحميرى (المتوفى 69 هـ/ 688 م) قد جمع

(75) على عكس الرأى القائل بأن التراث العربى لم يبدأ بكتب دينية بل بكتب فى موضوعات دنيوية (انظر جولدتسيهر فى كتابه دراسات إسلامية Goldziher Muh.Stud.II 203 فإن الملاحظة تؤكد أن بداية التأليف كانت فى المجالين فى وقت واحد.

(76)

الإصابة لابن حجر 2/ 233، وانظر كذلك ص 248 من أصل هذا الكتاب.

(77)

تاريخ بغداد للخطيب البغدادى 8/ 469.

ص: 17

سيرة تبّع وأشعارها، (78) وقد احتفظ أبو الفرج الأصفهانى/ باقتباسات هامة مأخوذة من كتاب بخط مؤلفه الأخباري ذرّ بن عبد الله المرهبى (المتوفى فى أوائل القرن الثانى الهجرى، انظر الفصل الخاص بتاريخ الحضارة وتاريخ الأدب)، وهو خاص على الأرجح بالشاعر ثابت قطنة. (79) وهناك قطع أخرى بقيت حتى الآن فى كتاب الأغانى حول النابغة الجعدى لمقاتل بن الأحول بن سنان بن مرثد، الذى لا بد أنه عاش فى العصر الأموى. (80) وقد كان كلّا من «كتاب قريش» و «كتاب ثقيف» متداولين فى العصر الأموى. (81).

ولنا أن نتفاءل فنفترض أن أسماء أخرى كثيرة سوف تظهر لنا بمقارنة سلاسل الرواة فى المصادر المختلفة اعتمادا على فهارس كاملة معدّة لهم. ويتضح هذا الأمر من المثال التالى:

ذكر أبو الفرج الأصفهانى أخبارا عن عدى بن زيد وردت بالإسناد التالى: (82) «قال ابن حبيب، وذكر هشام بن الكلبى عن إسحاق بن الجصّاص وحماد الراوية

(78) الأغانى (طبعة دار الكتب) 17/ 52، وانظر كذلك شارل بيلا وما ورد فى الصحيفة التذكارية المقدمة إلى لويس ماسنيون:

Ch. Pellat، Milieu 151، Mel. L. Massignon III، 204، 205.

وما كتبه أستاذى المبجل ريتر (انظر (Ritter ،Geheimnisse 4 فقد أراد ترجمة كلمة «وضعها» فى الأغانى بما يعنى «زيّف»، ورغم أن هذه الكلمة ترد فى الغالب بمعنى التزييف إلّا أن المقصود بها هنا- كما يبدو لى- ما تعنيه كلمة «كتب»، وهكذا فهمها بروكلمان أيضا فى الملحق 1/ 92. وقد استخدمت بمعنى «كتابة شيء لأول مرة» (انظر ابن سعد فى الطبقات 5/ 238) فقد ذكر على سبيل المثال فى ترجمة الحسن بن محمد بن الحنفية (المتوفى 100 هـ/ 718 م) ما يأتى: «الكتاب الذي وضع فيه الإرجاء

» وقول ابن الحنفية: «لوددت أنى كنت مت ولم أكتبه» . وقد استخدم ابن النديم هذه الكلمة بهذا المعنى غالبا، (انظر مثلا ص 40) وفوق هذا فقد أقرّنى عالمان عربيان هما: محمد بن تاويت الطنجى ومحمود محمد شاكر على كون كلمة «وضع» تعنى فى هذا السياق «ألّف» .

(79)

الأغاني (طبعة بولاق) 13/ 52 - 56، (دار الكتب) 14/ 271 - 280.

(80)

المرجع السابق (دار الكتب) 5/ 34، 35، 37 - 39، 42 - 44، 45 - 52.

(81)

المرجع السابق (دار الكتب) 6/ 94.

(82)

المرجع السابق (دار الكتب) 2/ 105 - 128.

ص: 18

وأبى محمد بن السائب.» وفى الخبر الطويل تقريبا ذكر مرة: (83)«وقال حمّاد الراوية فى خبره» .

وذكر الطبرى نفس القصة بنصّها (مع بعض اختصارات) بالرواية التالية التى يتضح منها أنه استخدم كتابا لحمّاد الرواية: (84) قال: ما ذكر لى عن هشام بن محمد، قال:

سمعت إسحاق بن الجصّاص وأخذته من كتاب حمّاد، وقد ذكر أبى بعده». وهذا شاهد واضح على أن الأخبار التالية بعد سلاسل الإسناد هى فى الواقع بقايا كتب.

ورغم أن المعلومات التى لدينا فى الوقت الحاضر عن التطور الدقيق/ لهذا الموضوع ما زالت ناقصة، فنستطيع أن نؤكد أن هذا الضرب من ضروب التأليف وهى كتب التراجم التى كانت بدايتها فى شكل أخبار، ترجع إلى فترة مبكرة قد تطورت تطوّرا أتاح لمؤلفين مثل أبى مخنف (85) وعيسى بن عمر الثقفى (ولد سنة 70 هـ، وتوفى سنة 149 هـ/ 766 م)(86) أن يؤلف كل منهما ما بين اثنين وثلاثين إلى أكثر من سبعين رسالة فى هذا الموضوع.

وهناك ضرب من التأليف التاريخى فى العصر الإسلامى كانت صورته أوضح ويشعر الإنسان فيه بأنه يستند على أساس تاريخى أضمن، ألا وهو:«كتب المغازى» .

وموضوع هذه الكتب لا يقتصر على الحملات العسكرية للرسول، بل تتضمن أيضا تسجيلا لحياة الرسول بصفة عامة، وهذا ما سمى بعد ذلك باسم «السيرة» . ونحن ندين ليوسف هوروفتس فى دراساته القيمة فى هذا الموضوع بتقويم دقيق للمعلومات وتصوير لخط سير التطور لهذا الموضوع. (87) وبعد ذلك وصلت نبيهة عبود فى مؤلفاتها حول قطع

(83) المرجع السابق (دار الكتب) 2/ 126.

(84)

الطبرى 1/ 1016 - 1029، الأغانى (طبعة ثانية) 16/ 75.

(85)

الفهرست لابن النديم ص 93.

(86)

انظر وفيات الأعيان لابن خلكان 1/ 497.

(87)

انظر المواد الكثيرة له فى دائرة المعارف الإسلامية، وكذلك ما كتبه هوروفتس عن المغازي الأولى ومؤلفيها:

Horovitz، The Earliest Biographiesofthe Prophetandtheir Authors، in: Isl. Cult. 1/ 1927/ 535 - 559، 2/ 1928/ 22 - 50، 164 - 182، 495 - 526.

ص: 19

البرديات العربية القديمة إلى نفس النتائج. (88) أثبت هوروفتس أن رواد التأليف فى الموضوع هم: أبان بن عثمان، وعروة بن الزبير، وشرحبيل بن سعد، ووهب بن منبّه، وهؤلاء جميعا من قدامى التابعين. فإذا سلّمنا بأنه قد وجد فى زمن هؤلاء المؤلفين مثل هذا النشاط من التأليف، وإذا ما اتضحت لدينا الظروف التى نشأت فيها المؤلفات الأولى، فإننا سوف نجد أنفسنا أمام إشارات ترجع بنا إلى فترة أسبق.

وقد ناقشنا بالتفصيل فى «باب الحديث» بناء على عدد كبير من الأخبار الحقيقة الواقعة وهى أن صحابة الرسول كان لديهم حس تاريخى، فكانت المعارف والذكريات تدوّن من الذاكرة على الورق، حتى تبقى بعد وفاة مدونيها (89)./ لقد كان النزوع إلى جمع المعارف وحفظها من الضياع متعدد الجوانب، بدأ فى فترة كان فيها عدد كبير من الصحابة لا يزالون على قيد الحياة. ونود الآن أن نغض الطرف عن الجهود المرتبطة ارتباطا مباشرا بحياة الرسول، أو بفعله (90)، أو سننه (91) نقتصر على العوامل التى توضح نشأة التأليف فى المغازى.

من مصادر الواقدى كتاب بخط مؤلفه الصحابى سهل بن أبى حثمة الأنصارى.

وكان الكتاب فى حوزة حفيده أو حفيد حفيده محمد بن يحيى بن سهل (سيأتى ذكره فيما بعد). كان سهل أحد متأخرى الصحابة فقد ولد سنة 3 هـ/ 624 م. وربما أخذ الواقدى فى

(88) انظر: نبيهة عبود.

N. Abbott، Studiesin Arabic Literary Papyri I، Historical Texts، Chicago 1957.

(89)

فقد أراد الخليفة عمر بن الخطاب أن تجمع سنن الرسول. وبعد تفكير طويل رغب عن ذلك خوفا من أن يشغل الناس بذلك عن القرآن (ابن سعد- بيروت- 3/ 287). ونسب البعض لأحد أتباع أبى موسى الأشعرى خوفهم من أن يموت أبو موسى دون أن تكون أحاديثه قد دوّنت، فكان عليه أن يكتبها (المرجع السابق 4/ 112).

وكان مروان بن الحكم (المتوفى 65 هـ/ 685 م) أثناء ولايته على المدينة فيما يرجح، قد استقدم زيد بن ثابت (المتوفى 45 هـ/ 665 م) ووجه إليه أسئلة، وكان هناك كتّاب خلف ستار يدوّنون الإجابة عنها. وعند ما لا حظ هو ذلك اعتذر بأنه إنما يقول برأيه الشخصى (المرجع السابق 2/ 361).

(90)

ذكر ابن سعد فى الطبقات 2/ 2/ 371، «رأيت عبد الله بن عباس معه ألواح يكتب عليها عن أبى رافع شيئا من فعل رسول الله.

(91)

انظر الطبقات لابن سعد (بيروت) 3/ 287، 8/ 480.

ص: 20

«كتاب المغازى» نص الكتاب المذكور كاملا. ولدينا قطع من هذا الكتاب فى مصادر أخرى، ولا سيما عند الطبرى، وعلى كل حال فهذه المقتبسات عند الطبرى تعطينا صورة تكفى لإيضاح أن سهلا قد اهتم فى كتابه بكل غزوات الرسول. (92) وإذا ما بحثنا عن الآثار الباقية من هذه المغازى يثبت لنا أن ابنه محمد وابن أخيه محمد بن سليمان، (93) وأبا بكر بن سليمان قد أسهموا فى رواية كتب المغازى. وكان الأخير فى رأى الزهرى عالم قريش (94)، وكان فوق هذا عالما بالأنساب. (95) واستخدم الواقدى كتابا من عصر الصحابة كان فى حوزة حفيد مؤلفه، واسم هذا الحفيد أبو عمرو بن حريث العذرى. وفيه- فيما يبدو- بعض حوادث مهمة تتعلق بحياة النبى فى أسرته. والقطعة التى وصلت إلينا تحدثنا عن وفد أو جماعة قدمت إلى الرسول:(96) «قدم على رسول الله

فى صفر سنة تسعين وفدنا اثنا عشر رجلا

» ونظرا لأن ابن حريث العذرى لم يذكر اسمالمؤلف فلا نستطيع أن نعرف مدى قرابته له. غير أن أهميته ترجع إلى الاستخدام المبكر الواضح للترتيب الزمنى الهجرى بالنسبة للفترة التالية للهجرة. (97) /.

ويبدو أنه قد استخدم مؤلّف عن حياة الرسول لصحابى اسمه حميد. (98) ولكنّا لا نستطيع التحقّق من هذا المؤلف. وهناك قطعة من مؤلّف للصحابى العلاء بن

(92) انظر بصفة خاصة: الطبرى 1/ 1757.

(93)

التهذيب لابن حجر 9/ 199.

(94)

التهذيب لابن حجر 12/ 25، وقد روى بعض مادته أبو بكر بن سليمان عن الصحابية الشفاء، انظر الطبقات لابن سعد (بيروت) 1/ 258، 3/ 290.

(95)

التقريب لابن حجر 3/ 397.

(96)

انظر: الطبقات لابن سعد (بيروت) 1/ 331، والإصابة لابن حجر 2/ 162، والتهذيب لابن حجر 2/ 235 - 236.

(97)

الطبقات لابن سعد (بيروت) 1/ 2/ 331.

(98)

الإصابة لابن حجر 1/ 734.

ص: 21

الحضرمى (99) كان لا يزال موجودا فى القرن الثالث الهجرى، وهو يعطينا مثلا آخر على أن بعض الصحابة قد اعتادوا أن يسجلوا ذكرياتهم المهمة عن الرسول. (100) وكان كتاب الصحابى المشهور سعد بن عبادة (المتوفى 15 هـ/ 636 م) عن سنن الرسول فى أحكامه لا يزال معروفا فى القرن الثالث الهجرى (101) وكان هذا الكتاب- على الأرجح- أساس كتاب ابنه سعيد، وغير مؤكد كون هذا الابن صحابيا. وكانت نسخة من هذا الكتاب بخط مؤلفه موجودة فى أوائل القرن الثانى الهجرى لدى حفيده سعيد بن عمرو (102) ومن بين التابعين سار شرحبيل بن سعيد بن سعد على سنّة أسرته فى التأليف فى المغازى.

وقد يتيح لنا طبع الأجزاء الباقية من مغازى ابن إسحاق مجالات للبحث لا يقدمها لنا تهذيب ابن هشام للنص حيث الأسانيد فيه لا يمكن بحثها كما فى الأصل. (103) ويتضح لنا من القطع المقتبسة الباقية فى كتاب الطبرى أن أكثر من معاصر لعروة بن الزبير (المتوفى 94 هـ/ 712 م) قد ألف فى المغازى. ونحن لا نستطيع أن نعرض فى هذا المقام عرضا شاملا لهذا العلم، ولكن فحص بعض المقتبسات الباقية من كتاب ابن إسحاق فى تاريخ الطبرى يمكن أن يعطى صورة واضحة عن مسار التطور. ولنقرأ:

«فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثنى محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان- مولى آل الزبير عن عروة بن الزبير- ومن لا أتهم، عن عبيد الله بن كعب بن مالك- وعن الزهرى- وعن عاصم بن عمر بن قتادة- وعن عبد الله بن أبى بكر بن

(99) المرجع السابق 2/ 1184.

(100)

ذكر ابن حجر في الإصابة 2/ 386 «أنه أخذ هذه النسخة من نسخة عند العلاء ابن الحضرمى حين بعثه .. إلى البحرين وشهده معاوية وعثمان .. » .

(101)

الترمذى 1/ 251، وجولدتسيهر Goldziher ،Muh.Stud.II ،9 - 10: .

(102)

الإصابة 2/ 1223

(103)

لا يجوز لنا أن نحكم من تهذيب ابن هشام على أسانيد ابن إسحاق، فنتصور أن ابن إسحاق يذكر أخبار المغازى- عادة- دون أسانيد. انظر: ما كتبه وات عن المواد التى أفاد منها ابن إسحاق:

W. M. Watt، The Materialsusedby Ibn Ishagin: Historiansofthe Middle East، P. 27.

ص: 22

محمد بن عمرو بن حزم- وعن محمد بن كعب القرظى- وعن غيرهم من/ علمائنا كل قد اجتمع حديثه فى الحديث عن الخندق وبعضهم يحدّث ما لايحدّث بعض». (104) وبناء على فحص أسانيد أخرى ومعلومات واردة حول حياة الرجال فإننا نفترض أن ابن إسحاق أفاد فى موضوع غزوة الخندق من كتب المؤلفين لا يقل عددهم عن سبعة، وصفهم بأنهم «علماؤنا» . كان الثانى والرابع والسادس منهم معروفين عند هوروفتش. أما سائرهم فيبدو أن دورهم فى التأليف فى المغازى لا يقل عن هؤلاء الثلاثة، فالثالث والسابع تابعان من جيل عروة، فى حين أن الأول والخامس من جيل الزهرى، وكلاهما مصدر مباشر من مصادر ابن إسحاق.

وقد استخدم فى حادثة أخرى قسما من مصادره بالإشارة التالية: (105) «ابن إسحاق:

والحديث فى غزوة بنى لحيان عن عاصم بن عمرو بن قتادة- وعبد الله بن أبى بكر- عن عبيد الله بن كعب

» ومن معاصرى عروة لا بد أن نذكر المؤرخين المرموقين التالين:

سعيد بن المسيّب (13 هـ/ 634 م- 94 هـ/ 713 م)، والقاسم بن محمد بن أبى بكر (37 هـ/ 657 م- 107 هـ/ 725 م)، وأبا إسحاق الهمدانى عمرو بن عبد الله (33 هـ/ 653 م- 127 هـ/ 745 م) وهم على ما يبدو لم يهتموا بالمغازى فحسب، بل شغلوا كذلك بموضوع «المبتدأ» (أى بتاريخ الخلق) وبموضوع «الفتوح» الإسلامية. والواقدى وهو مؤلف جامع قد استخدم فى رأى الطوسى (106) كتب إبراهيم بن محمد بن يحيى (المتوفى 1841 هـ/ 800 م) استخداما (107) تعوزه الأمانة ولكنه غالبا ما يسمى مصادره. قال على سبيل المثال: «حدثنى سليم بن عبد الله اليشكرى، قال: حدثنى نعيم بن عبد الرحمن

(104) الطبرى 1/ 1463 - 1464.

(105)

الطبرى 1/ 1501.

(106)

فهرس الطوسى (1) 16، (2) 26 وانظر كذلك: الرجال للنجاشى، ط ثانية، ص 12.

(107)

انظر: مقدمة شبرنجر لكتابه عن حياة محمد Sprenger ،Leben III ،Vorwort 46:

ص: 23

الذّهلى ممن يكتب فتوح الشام» (108) وعلى ذلك فقد كان الذهلى إذن مؤلفا عاش فى العصر الأموى، وصنف فى الفتوح. وذكر- أيضا- فى مواضع أخرى أسماء عديدة لعلماء مشهورين كمصادر له، ثم قال:«كلّ حدّث عن فتوح الشام (109)» ولا شك أن المقصود- بذلك- كتب الفتوح، كما يتضح من المثال التالى: روى فى ترجمة الشعبى أن ابن عمر رآه فى المسجد «وهو يحدّث بالمغازى» . ومما يدل على أن المقصود بذلك كتاب الشعبى عبارة وردت فى موضع آخر وهى: «وهو يقرأ المغازى» (110)./ يتضح من خبر للزهرى أن كتب المغازى كانت منتشرة فى وقت مبكر، وأن عبد الملك بن مروان (65 هـ/ 685 م- 86 هـ/ 705 م) قد أمر بحرق كتاب فى المغازى وجده بيد أحد أبنائه، فقد كان ابنه يميل إلى مطالعته أكثر من مطالعته القرآن والسنن. (111) ويبدو من كل ما سبق أن تاريخ الفتوح التالية استمر يدوّن فى كتب الفتوح. وقد أوضحت الدراسات التى تقوم على الأسانيد أن الكتب أو الرسائل المبكرة كانت على ما يبدو تستخدم إلى حدّ ما كمصادر للكتب الجامعة، مثل مغازى ابن إسحاق، ولكتب الفتوح مثل فتوح أبى مخنف والواقدى وسيف بن عمر والبلاذرى. وبين جيل الرواد كانت للشّعبى عامر بن شراحبيل (19 هـ/ 640 م- 103 هـ/ 721 م) مكانة مرموقة. وفى جيل الزّهرى يبدو أن يزيد بن أبى حبيب (المتوفى 128 هـ/ 745 م) كتب كثيرا فى تاريخ مصر خاصة.

وهناك كتب متنوعة فى الفتوح كانت- بطبيعة موضوعاتها- أول ما ألّف فى تاريخ الخلفاء، ولكن ليس لدينا منها إلا بعض العناوين. وليس فى هذا دليل على أن تلك

(108) فتوح الشام- مخطوط رئيس الكتاب 684، 175 أ، كوبريلى 1123، 154 أ.

(109)

المرجع السابق- مخطوط آيا صوفيا 3333 الأوراق 1 - 25.

(110)

تاريخ بغداد 12/ 230.

(111)

أنساب الأشراف للبلاذرى 1/ (1883) ص 172، وانظر ما كتبه جولدتسيهر في كتابه فى الدراسات الإسلامية Goldziher ،Muh.Stud.II ،206:

ص: 24

الكتب هى فقط كلّ ما ألّف. وأقدم كتاب نعرفه منها هو «كتاب الشّورى ومقتل حسين» للشّعبى، حيث وصل إلينا منه اقتباس هام فى شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد (112) أما «أسنان الخلفاء» للزهرى فيبدو أنه كان رسالة تاريخية مرتبة زمنيّا حسب السنوات. (113) والراجح أن الترتيب الزمنى كان شائعا عند العلماء المسلمين منذ أن جعل عمر بن الخطاب الهجرة بداية التقويم. (114). وليس من شأننا أن نفصل القول هنا فى كيفية التاريخ عند العرب قبل الإسلام (115) وإلى أى مدى تأثروا بالشعوب الأخرى وأتباع الديانات الأخرى. (116) وهناك اقتباس لما دوّنه أحد الصحابة أفاد منه الواقدى بوساطة حفيد هذا الصحباى (117)، ويتضح منه أن بعض صحابة الرسول اعتادوا أن يدونوا ذكرياتهم متبعين فى ذلك الترتيب الزمنى. وأقدم البرديات العربية وهى المحفوظة فى فيينا مؤرخة سنة 22 هجرية توضح استخدام/ التاريخ الهجرى. (118). وكان يوسف هوروفتس قد أثبت استخدام الترتيب الزمنى (على أساس التاريخ الهجرى) لدى عبد الله بن أبى بكر بن حزم (المتوفى 130 هـ/ 747 م أو 135 هـ) فى المادة التى كتبها فى المغازى. (119) وقد سبق أن رأينا كيف أن الزّهرى (المتوفى 123 هـ/ 741 م) اتبع الترتيب الزمنى، كما فعل ذلك أيضا مؤلفان كبيران، هما ابن إسحاق وموسى بن عقبة، واللذان يمكن اعتبارهما روّاد التدوين العربى لتاريخ العالم.

(112) شرح نهج البلاغة 11/ 49 - 58.

(113)

الطبرى 2/ 428.

(114)

انظر: الطبرى 1/ 1253 - 1254.

(115)

الطبرى 1/ 1254 - 1255، والأزرقى 102 - 103 بصفة خاصة.

(116)

انظر كتاب روزنتال عن علم التاريخ عند المسلمين F.Rosenthal ،History 63:

(117)

الطبقات لابن سعد (بيروت) 1/ 331.

(118)

انظر الدليل كراباتشك لمعرض برديات الدوق رينر فى فيينا:

J. V. Karabacek، Fuhrerdurchdie Ausstellung Papyrus Erzherzog Rainer، Wien 1894، S. 139.

(119)

انظر هوروفتس Horovilz ،Isl.Cult 2 /1928 /27 - 28:

ص: 25