الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - ابن النّديم
هو أبو الفرج، محمد بن أبى يعقوب إسحاق النديم الورّاق البغدادى. نكاد لا نعلم شيئا عن حياته، كما أننا لا نعرف سنة مولده، غير أنه يشير فى كتابه الفهرست ص 237 إلى أنه قد ولد قبل سنة 320 هـ/ 932 م. وقد ذكر فى هذا الموضع، أنه تعرف على المعتزلى أبى بكر البردعى محمد بن عبد الله سنة 340 هـ، وأنهما تصادقا وذكر أسماء بعض كتبه. كما أننا لا نعلم عام وفاته على نحو دقيق: ذكر ابن النجار (المتوفى 643 هـ/ 1245 م) أنه توفى سنة 385 هـ/ 995 م، (انظر الفهرست ص 12 الملاحظة رقم 2)، وذكر الصفدى (فى الوافى بالوفيات 2/ 197) أنه توفى سنة 380 هـ/ 990 م. أماالذهبى فلا يعرف تاريخا دقيقا لذلك، وجعل وفاته فى أوائل القرن الخامس الهجرى (انظر لسان الميزان لابن حجر 5/ 72). وتدل الأحداث المذكورة فى كتاب الفهرست من عام 1392 هـ (انظر: ص 87) وبعد سنة 400 هـ (ص 169) على صحة هذا الفرض. على أنه من الممكن أن تكون هذه التعليقات بغير قلم المصنف وعلى كل حال فالمؤكد أن ابن النديم كان يؤلف الفهرست سنة 377 هـ.
يقال إن ابن النديم ألف بجانب كتابه الفهرست كتابا آخر بعنوان «كتاب التشبيهات» (إرشاد الأريب لياقوت 6/ 408)، ولكننا لا نعلم شيئا عن/ هذا الكتاب.
وترجع مكانة ابن النديم إلى أنه أول من ألف تاريخا للتراث العربى قد يكون وحيدا فى بابه، ويتضح من المعلومات الواردة به ومن المصادر المختلفة للمقالات أن العرب قد اهتموا فى وقت مبكر بتسجيل كتبهم المؤلفة وتصنيفها تصنيفا موضوعيا بل وبترتيبها إلى حد ما وفى معايير التاريخ للتراث. فبواكير تأليف كتب الأغانى إنما
ترجع مثلا إلى العصر الأموى. وكان اليعقوبى قد أرخ فى تاريخه لحركة الترجمة من اليونانية إلى العربية، قبل أن يؤلف ابن النديم كتابه بقرن كامل من الزمان (296).
وقد أشار ابن النديم نفسه إلى هذه الجهود التى اعتمد عليها. ورغم هذا يبقى جهده عظيما، فهو صاحب أهم كتاب فى تاريخ التراث العربى وأكثرها شمولا. كان ابن النديم وراقا، وأتاح له ذلك أن يرى معظم الكتب التى ذكرها وأن يحاول تحديد قيمتها العلمية والمادية. ويجوز لنا هنا أن نثق بما يقوله من أنه رأى هذا الكتاب أو ذلك أو شاهد نسخة منه بخط المؤلف أو غير ذلك. لقد توافرت لديه إمكانيات مثل هذا العمل، فقد عرف الكثير وكان حجة ثقة وأتاحت له حرفته جمع الكثير من المادة. ورغم هذا كله فقد فاتته كثرة من مؤلفات نعرفها من أخبار كثيرة قديمة وردت عنها فى مصادر مبكرة وصل إلينا بعضها أيضا. هذا ويمكن أن نثبت أن بعض المعلومات التى جاء بها لم يخل من تناقض (297)، قد يرجع إلى أنه أفاد من مصادر مختلفة، ولذا يجد الباحث نفسه مضطرا لأن يرفض بين الحين والحين ودون تردد زعما أو مقولة له (298).
لقد اعتمد ابن النديم بالإضافة إلى كتاب أبى الحسن بن الكوفى الذى سبق ذكره، على مصادر أخرى كان يذكرها بين حين وآخر لم يصل إلينا أكثرها. فهو يعتمد فى التراجم كثيرا على أبى سعيد السيرافى (299)، وأبى الفرج الأصفهانى (300)، وعلى كتاب لأبى العباس ثعلب بخط أبى عبد الله الحسن بن على
(296) انظر ما كتبه كلامروت:
Klamroth ،ZDMGXL /189 - 233 ;612 - 638 ،XLI 415 - 442. وانظر أيضا ما كتبه ليبرت J.Lippert ،WZKMXI ،147.:
(297)
انظر مثلا أخباره المتناقضة عن الكتب الأولى عن الدولة (انظر ما سبق ذكره ص 310 من الأصل الألمانى).
(298)
انظر مثلا أخباره عن حماد الراوية، سبق ذكره ص 367 من الأصل الألمانى.
(299)
انظر الفهرست لابن النديم 50، 53، 58 وقد اقتبس كتابه «أخبار النحويين» .
(300)
انظر الفهرست لابن النديم 141 والأغانى (طبعة دار الكتب) 1/ 5 - 6.
بن مقلة (المتوفى سنة 328 هـ/ 940 م)(301)، كذلك على معاصر له هو أبو الفتح النحوى (302)، وعلى نسخة بخط مؤلفها أبى الحسن عبد الله بن محمد بن سفيان الخزاز/ (المتوفى 325 هـ/ 937 م)(303)، وعلى كتاب «أخبار علماء الكوفة» بخط مؤلفه أبى الطيب أخى الشافعى (كان حيّا حوالى سنة 331 هـ/ 942 م)(304) وعلى بضع قوائم كتب (305)، كما اعتمد كذلك على كتب تاريخية (306) وأخرى فى الفرق والأديان (307)، وعلى كتب ترجمت لباحثين عرب فى الطبيعيات (308)، وعلى بعض الكتب حول علماء التراث الأوربى القديم (309).
(301) انظر الفهرست لابن النديم 39، 42، 53، 55، 66، 69، 74، 91.
(302)
انظر الفهرست لابن النديم 42، 145، 209، وفيه يقول عنه «صاحب بنى الفرات» .
(303)
الفهرست لابن النديم 56، 59، وأيضا 82، وتاريخ بغداد 10/ 123 وإنباه الرواة للقفطى 2/ 130 - 131.
(304)
انظر الفهرست لابن النديم 64، 65، 92.
(305)
انظر مثلا الفهرست الذى أعده عبدان الإسماعيلى بأسماء كتبه (انظر المرجع السابق 189)، وهناك أيضا قائمة بمؤلفات الإمام الشافعى كتبها ابن أبى يوسف (انظر المرجع السابق 210)، وهناك أيضا فهرست كتب أبى بكر الرازى، انظر المرجع السابق 302، وفهرست كتب أرسطو بخط يحيى بن عدى، انظر المرجع السابق 252.
(306)
انظر مثلا تاريخ ثابت بن سنان (المتوفى 363 هـ/ 974 م انظر بروكلمان 1/ 324)، انظر المرجع السابق 191، و «كتاب الأخبار الداخلة فى التاريخ» بخط أبى القاسم الحجازى انظر أيضا المرجع السابق 205، 206، 209، 210، و «كتاب أخبار خراسان» ، وهو كتاب قديم مجهول المؤلف انظر المرجع السابق 345.
(307)
انظر مثلا نقض الإسماعيلية لأبى عبد الله بن رزّام، انظر المرجع السابق 186، وعن «أخبار بابك» إشارة إلى كتاب لواقد بن عمرو التميمى، انظر المرجع السابق 343 - 344، و «الرد على النصارى للقحطبى» (كان معاصرا لسعيد ابن البطريق المتوفى 328 هـ/ 939 م، انظر المرجع السابق 293)، وانظر أيضا ص 342. وهناك كتاب مجهول المؤلف عن الصابئة فى ترجمة أحمد بن عبد الله بن سلام فى عصر هارون الرشيد انظر ص 22، وهناك كتاب عن الصابئة والحرانيين ليعقوب بن إسحاق الكندى بخط تلميذه أحمد بن الطيب السرخسى انظر ص 318 - 320، وعنهم أيضا «كتاب فى الكشف عن مذهب الحرانيين» لأبى يوسف عيسى النصرانى، انظر المرجع السابق 320 - 321، وهناك كتاب بخط معاصره أبى سعيد وهب بن إبراهيم بن طازاد النصرانى، انظر المرجع السابق 321 - 325، وانظر أيضا 130، وهناك كتاب مجهول المؤلف عن معتقدات الهند كان فى نسخة من سنة 249 هـ، عرفه أيضا ابن النديم فى نسخة بخط الكندى، (انظر أيضا المرجع السابق 345 - 347) وعن معتقدات الصين هناك قصة لقس نجرانى من سنة 377 هـ ذكرها أيضا ص 349.
(308)
هناك كتاب بخط مصنفه كان عند جعفر بن الخليفة المكتفى (المتوفى 320 هـ/ 932 م) يتناول المعارف الطبيعية عند العرب وربما كان يتناول أيضا المعارف الطبيعية عند اليونان (انظر ص 275، 279، وربما أيضا ص 16).
(309)
أفاد مثلا ص 286، 287، 292 من كتاب «تاريخ الأطباء» لإسحاق بن حنين، وقد وصل إلينا هذا الكتاب