الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثامن عشر في ذكر مسجد قباء وأهله:
روى ابن النجار بسنده، إلى عويمر بن ساعدة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأهل قُبا:"إن الله تعالى قد أحسن الثناء عليكم في كتابه العزيز، فقال تعالى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (1)} (2). ما هذا الطهور؟ فقالوا: ما نعلم شيئًا إلَّا أنَّه كان لنا جيران من اليهود وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا"(3).
وفي "الصحيح": أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور قبا راكبًا وماشيًا (4).
وفي رواية عن ابن عُمر: أنَّه كان يأتي قبا كل سبت ويقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه كل سبت (5).
وعن سهل بن حنيف، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من توضأ فأسبغ الوضوء وجاء مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان له أجر عُمْرة"(6).
ونقل الطبراني في "معجمه"(7) عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من توضأ
(1) في "م، س": "المتطهرين".
(2)
"التوبة"[آية: 108].
(3)
رواه أحمد (3/ 422).
(4)
"البخاري"(1194)، و"مسلم"(1399) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.
(5)
رواه مسلم (1339).
(6)
رواه أحمد (3/ 487)، والنسائي (699).
(7)
"المعجم الكبير"(6/ 75). "ح"(5560).
فأحسن وضوءه ثم دخل مسجد قباء يركع فيه أربع ركعات، كان ذلك عِدل عُمْرة".
أخرجه أحمد والنسائي، وقال الترمذي حديث حسن صحيح (1).
وروى عمر بن شبَّة في "أخبار المدينة" بإسناد صحيح، عن سعد بن أبي وقاص، قال: لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إليَّ من أن آتي بيت المقدس مرتين، لو يعلمون ما في قبا لضربوا إليه أكباد الإبل (2).
و"قبا": بضم القاف وباء موحَّدة ممدود عند الأكثر، وأنكر السُّكَّري قصره، لكن حكاه صاحب "العين".
قال البكري: من العرب من يذكَّرُه فيصرفه، ومنهم من يؤنثه فلا يصْرفه.
قال في "المطالع": هو على ثلاثة أميال من المدينة، وقال ياقوت والباجي: على ميلين على يسار قاصد مكة، وهو من عوالي المدينة، وهذا معنى كلام القاضي عياض. فإنه قال: بنو عمرو بن عوف على ثلثَيْ فرسخ، ومسجد قباء: هو مسجد (74/ أ) بني عمرو بن عوف، وهو أول مسجد أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).
وذهب قوم؛ إلى أنَّه المسجد الذي أُسِّس على التقوى. وهو رواية عطيَّة عن ابن عباس، وقول عروة بن الزبير، وسعيد بن جبير، وقتادة.
* قال ابن النجار: ذرعت مسجد قبا، فكان طوله: ثمانية وستين ذراعًا
(1) رواه أحمد (3/ 487) والنسائي (699) من حديث سهل بن حنيف والترمذي (324) من حديث أسيد بن ظُهير الأنصاري وقال: حديث حسن غريب قال: وفي الباب عن سهل بن حنيف.
(2)
رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة (1/ 42).
(3)
"البخاري"(3906).
يشفّ قليلًا وعرضه كذلك، وارتفاعه في السماء: عشرون، والمنارة على يمين المصلَّى وهي مربعة (1).
وإنما سُمِّيت قباء؛ ببير كانت بها تسمى: "قتارًا" فتطيَّروا منها، فسمُّوها قباء، كما نقله ابن زبالة، والله أعلم.
* * *
(1)"الدرة الثمينة"(ص: 188).