الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب العاشر في ذكر الحِجْر:
* روى الأزرقي بسنده إلى عائشة أنها قالت: كنت أحب أن أدخل البيت فأصلِّي فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخلني الحِجْر، فقال لي:"صلي في الحِجْر إذا أردتِ دخول البيت، فإنما هو قطعة من البيت، ولكن قومك استقصروا حين بنَوْا الكعبة فأخرجوه من البيت"(1).
وذُكر عن ابن عباس أنه قال: "الحِجْر من البيت"(2) فإذا قلنا هو من البيت فيدخل تحت قوله تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (3).
* قال ابن الجوزي: فعلى هذا يلزم الطواف بالحِجْر فإن تَركه في طوافه لم يُجْزئه "وهو مذهب مالك والشافعي وأحمد بن حنبل، وقال أبو حنيفة: يجزئه"(4) انتهى كلام ابن الجوزي (5).
وذكر غيره عن أبي حنيفة أنه قال: إن طاف في (6) الحِجْر وبَقي في مكة أعاده وإن رجع إلى بلده فلا إعادة عليه ويريق دمًا ويُجْزِئه طوافه.
(1)"أخبار مكة"(1/ 312).
(2)
نفس المصدر (1/ 312).
(3)
"الحج"[آية: 29].
(4)
ما بين المعقوفتين سقط من "ق" وهو مثبت في "مثير العزم الساكن".
(5)
"مثير العزم الساكن"(1/ 376).
(6)
كذا في "س""في الحجر" وفي "ق""بالحجر".
واحتج الجمهور: بأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف وراء الحِجْر وقال: "خذوا عني مناسككم"(1) ثم أطبق الناس عليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وإلى الآن (1).
وروى الأزرقي، عن عمر بن عبد العزيز أنه قال وهو في الحِجْر شكا إسماعيل عليه السلام إلى ربِّه تعالى حرَّ مكة، فأوحى الله تعالى إليه أني أفتح لك بابًا من الجنَّة في الحِجْر يجري عليك منه الروْح إلى يوم القيامة. وفي ذلك الموضع تُوفِّي (2).
قال خالد المخزومي: فيرَون أن ذلك الموضع ما بين الميزاب إلى باب الحِجْر الغربي، فيه قبره (3). (19/أ).
وذُكر عن ابن الزبير: أنه حفر الحِجْر فوجد فيه سفَطًا من حجارة أخضر، فسأل قريشًا عنه، فلم يجد عند أحد منهم فيه (4) عِلْمَا، قال: فأرسل إلى عبد الله ابن صفوان، فسأله فقال: هذا قبر إسماعيل عليه السلام فلا تحركه؟ ، قال فتركه (5).
* وقال ابن إسحق: قبر إسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام في الحِجْر.
وورد؛ أن إبراهيم عليه السلام لما قدِم بهاجر وإسماعيل عليهما السلام إلى مكة أنزلهما في الحِجْر وأمرها أن تتخذ فيه عرشًا.
وذكر ابن إسحاق في أثناء خبر بناء الخليل عليه السلام للكعبة أنه جعل الحِجْر إلى جنب البيت عريشًا من أراك يقتحمه العنز، وكان زَرَبًا لِغَنَم
(1) رواه "مسلم"(1297) من حديث جابر بن عبد الله.
(2)
"أخبار مكة"(1/ 312).
(3)
"أخبار مكة"(1/ 312).
(4)
"فيه" سقطت من "ق".
(5)
"أخبار مكة"(1/ 312).
إسماعيل عليه السلام.
* وعرْض الحِجْر من جُدر الكعبة تحت الميزاب إلى جُدر الحِجْر: سبعة عشر ذراعًا وثمان أصابع. وذرع ما بين بابَي الحِجْر: عشرون ذراعًا، وعرضه: اثنان وعشرون ذراعًا، وذرع الجُدر من داخله في السماء: ذراع وأربع عشرة أصبعًا، وذرعه مما يلي الباب الَّذي يلي المقام: ذراع وعشر أصابع، وذرع جدار الحجر الغربي في السماء: ذراع وعشرون أصبعًا، وذرع طول جُدر الحِجْر من خارج مما يلي الركن الشامي: ذراع وست عشرة أصبعًا. وطوله من وسطه في السماء: ذراعان وثلاث أصابع. وعرض الجدار: ذراعان إلا أصبعين، وذرع باب الحِجْر الَّذي يلي المقام: خمسة أذرع وثلاث أصابع، وذرع باب الحِجْر الآخر: سبع أذرع، وذرْع تدوير الحِجْر من داخله: ثمانية وثلاثون ذراعًا. وذرع تدويره من خارج: أربعون ذراعًا وست أصابع. وذرع طَوْف واحد حول الكعبة: مائة ذراع وثلاثة وعشرون ذراعًا وثنتا عشرة أصبعًا. وذرع طَوْف أُسبوع حول الكعبة: ثمانمائة وستة وستون ذراعًا وعشرون أصبعًا. ذكر هذا كله الأزرقي (1).
* * *
(1)"أخبار مكة"(1/ 320).