الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا) أي: طويلة، وفي الحديث ما يدل على أنها أطول من مسافة بين السماء والأرض، (فَاسْلُكُوهُ): أدخلوه فيها، وعن ابن عباس رضي الله عنهما يدخل في استه، ثم يخرج من فيه، ثم ينظمون فيها كما ينظم الجراد في العود حين يشوي، (إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ)، استئناف للتعديل، (وَلَا يَحُضُّ): لا يرغب، (عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ): على إطعامه، وفيه إشعار بأن تارك الحض بهذه المنزلة، فكيف بتارك الفعل، وبأن أشنع الذمائم البخل، وكان أبو الدرداء يحض امرأته على تكثير المرق للمساكين، ويقول: خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع نصفها بالحض؟ (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ): قريب يحميه، (وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ): دم وقيح يسيل من لحومهم، أو شجرة فيها، (لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ): أصحاب الخطايا، والمراد المشركون.
* * *
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ
(38)
وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49)
وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)
* * *
(فَلَا أُقْسِمُ)، لا مزيدة، أو رد لكلام المشركين، وقيل: لا أقسم بظهور الأمر بحيث لا يحتاج إلى القسم، (بِمَا تُبْصِرُونَ): بما في السماء، والأرض، (وَمَا لَا تُبْصِرُونَ): بما هو في علم الله، ولم يطلع عليه أحد، (إِنَّهُ): القرآن، (لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ): على الله يبلغه عن الله، فإن الرسول هو المبلغ، (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ): يخيله من عند نفسه كما تزعمون، (قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ): تصدقون تصديقًا قليلاً، أو المراد من القلة العدم، (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ): تذكرون تذكرًا قليلاً، فلذلك التبس عليكم الأمر، ولما كان عدم مشابهة القرآن للشعر أظهر ذكر الإيمان مع الأول، والتذكر مع الثاني، (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) أي: هو تنزيل، (وَلَوْ تَقَوَّلَ): الرسول، (عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ): يختلق، ويفتري، (لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ): بيده اليمنى
منه ليكون أشد، فإن القتَّال إذا وقف بين يديه بحيث ينظر المقتول إلى السيف مريدًا قتله من خلفه يأخذه بيده اليمني، وإذا وقف خلفه مريدًا قتله من قفاه يأخذ بيساره، أو اليمين بمعنى القوة، (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ): نياط القلب، وهو حبل الوريد، (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ): دَافعين عن القتل، أو عن نفسه بأن تحولوا بيني وبينه، (وَإِنَّهُ) أي: القرآن، (لَتَذْكِرَةٌ للْمُتَّقِينَ): فإنهم المنتفعون به، (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ): فنجازيهم، (وَإِنَّهُ) الضمير للقرآن أو للتكذيب، (لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ): يوم يرون ثواب الإيمان به، (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) اليقين هو العلم الذي زال عنه اللبس، والحق هو الثابت، فالإضافة إما بمعنى اللام، أو بمعنى من أو بيانية، (فَسَبِّحْ): الله، (بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)، والعظيم إما صفة المضاف أو المضاف إليه.
والحمد لولي الحمد.
* * *