الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الضُّحَى
مكية
وهي إحدى عشرة آية
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالضُّحَى
(1)
وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)
* * *
(وَالضُّحَى): وقت الضحى، وهو صدر النهار، أو المراد النهار، (وَالليْلِ إِذَا سجى): سكن ظلامه، أو سكن أهله، (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ)، جواب القسم، أى: ما تركك ترك المودع، (وَمَا قَلَى): وما أبغضك، وحذف المفعول للعلم به، رعاية لفواصل الآي، اشتكى عليه السلام، فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتت امرأة قيل امرأة أبي لهب، وقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلا تركك، فنزلت، أو لما تأخر الوحي خمسة عشر يومًا أو أقل أو أكثر، قال المشركون: إن محمدًا قد قلاه ربه، لما رد الله كلام المشركين، ودفع عنه ما يسوءه، وعد له ما يسره فقال:(وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى)، في الحديث (إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا)،
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)، عن ابن عباس أعطاه في الجنة ألف قصر، في كل منها ما ينبغي له من الأزواج والخدم، وعنه من رضاه عليه السلام أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار، وعن الحسن وغيره المراد الشفاعة، واللام لام التأكيد عند ابن الحاجب لا لام الابتداء، دخل على الخبر بعد حذف المبتدأ، ويكون تقديره: ولأنت سوف يعطيك، (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى)، عدد عليه أياديه من أول نشئه، والمنصوبان مفعولا يجد، لأنه بمعنى العلم، أو الثاني حال، وهو بمعنى المصادفة، أي: فآواك ورباك وضمك إلى عمك، وهو مع كفره رعاك وحماك، (وَوَجَدَكَ ضَالًّا): جاهلاً، (فهَدَى): فعلمك، (مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا) الآية [الشورى: 52]، وقيل: ضل في شعاب مكة وهو صغير، فهداه، وقيل: أضله إبليس في طريق الشام عن الطريق في ليلة ظلماء، فجاء جبريل فنفخ إبليس نفخة وقع منها إلى أرض الحبشة، ورده إلى القافلة، (وَوَجَدَكَ عَائِلًا): فقيرًا ذا عيال، (فأَغنَى): فأغناك بمال خديجة رضي الله عنها، ثم بالغنائم، أو فأغناك عمن سواه فجمع له بين مقامَي الفقير الصابر والغني الشاكر، (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) كما كنت يتيمًا فآواك الله، كن لليتيم كالأب الرحيم (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) كما كنت جاهلاً فعلمك، لا تزجر سائلاً مسترشدًا طَالب علم، ولما هداك إلى ما هو روحك لا تزجر من يطلب منك قوت بدنه، (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)، فاشكر مولاك الذي أغناك، فإن من شكر النعم أن يحدث بها، ومن كفرها أن
يكتمه، " ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله "(1)، أو ما جاءك من النبوة فحدث بها وادع إليها، أو من القرآن فاقرأه أو بلغه، أو ما عملت من خير فحدث إخوانك ليتابعوك، وجاز أن يكون نشرًا مشوشًا، ويكون " أما بنعمة ربك فحدث " في مقابلة هدية الله له بعد الضلال، والمراد من التحديث تعليم الشرائع والقرآن، وكيفية العبادة والدعوة إلى الإيمان، والسنة التكبير بلفظ الله أكبر، أو بزيادة لا إله إلا الله والله أكبر، من آخر والضحى، أو من آخر الليل إلى آخر القرآن، ونقل عن الشافعي: أنه سمع رجلاً يكبر هذا التكبير في الصلاة، فقال له: أحسنت وأصبت السنة.
* * *
(1) رواه عبد الله بن الإمام أحمد، وهذا المعنى رواه أبو داود أيضًا.