الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الرَّحْمَن
مكية أو مدنية أو متبعضة
وهى ثمان وسبعون آية وثلاث ركوعات
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
(الرَّحْمَنُ
(1)
عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَئَاتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25)
* * *
(الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ): نبيه لا أنه يعلمه بشر، أو علمه عباده بأن يسر حفظه، وفهمه، ولما كانت السورة في تعداد النعم صدرها بالرحمن، (خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ): النطق، والتعبير عما في الضمير، (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ): يجريان،
(بِحُسْبانٍ): بحساب مقدر في بروجهما، ومنازلهما يعلم منهما السنون والحساب، (وَالنَّجْمُ): الكواكب أو النبات الذي لا ساق له، (وَالشَّجَرُ يَسْجُدَان):(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ) الآية جرد هاتين الجملتين عن ما يدل على اتصال وربط بالرحمن، ولم يقل بحسبانه ويسجدان له، لأن وضوح اتصاله يغني عن البيان، وذكر الجمل الأولى على نهج التعديد، ثم أدخل العاطف، ورد إلى المنهاج الأصلي، (وَالسَّماءَ رَفَعَهَا): فوق الأرض، (وَوَضَعَ الْمِيزَانَ): كل ما يوزن به الأشياء من الميزان والمكيال وغيرهما خلقه موضوعًا على الأرض، أو المراد من الميزان العدل كما قال تعالى (وأنزلنا معهم الكتاب والميزان) الآية، (أَلَّا) أي: لئلا، (تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ): لا تعتدوا فيه، (وَأَقِيمُوا الْوَزنَ بِالْقِسْطِ)، عطف بحسب المعنى على أَلَّا تَطْغَوْا أي: ولأن تقيموه بالعدل، (وَلا تخْسِرُوا): لا تنقصوا، (الْمِيزَانَ): وتكرير الميزان للمبالغة في التوصية، (وَالأرْضَ وَضَعَهَا): خفضها مدحوة، (لِلأنَامِ): للخلق، (فيهَا فَاكِهَةٌ): أنواع ما يتفكه به، (وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ): أوعية الثمر التي يطلع فيها القنو، ثم تنشق، أو المراد الليف (وَالْحَبُّ):
كالحنطة وغيرها، (ذُو الْعَصْفِ): هو ورق النبات، (وَالرَّيْحَانُ): الرزق يقال: خرجت أطلب ريحان الله تعالى، أي: رزقه يعني: الحب ذو علف أنعام، وطعام إنسان، ومن قرأ بالرفع، فعلى تقدير، وذو الريحان بإقامة المضاف إليه مقام المضاف ليوافق القراءتان، وقيل (الريحان) هو المشموم، (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا): أيها الثقلان، (تُكَذِّبَانِ خَلَقَ الْإِنْسَانَ): آدم، (مِنْ صَلْصَالٍ): طين يابس له صلصلة، (كَالْفَخَّارِ): الخزف، (وَخَلَقَ الْجَانَّ): أبا الجن، قيل هو إبليس، (مِنْ مَارِجٍ): من صاف، (مِنْ نَارٍ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ): مشرقي الشتاء والصيف، (وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ): فإن اختلاف المشارق، والمغارب سبب لمصالح العباد، (مَرَجَ) أرسل، (الْبَحْرَيْنِ): العذب والملح،