الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الأحقاف
مكية
وهي أربع أو خمس وثلاثون آية وأربع ركوعات
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
(حم
(1)
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8) قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)
* * *
(حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)، قد مر تفسيرها في التي قبلها، (مَا خَلَقْنا السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مسَمًّى)، أي: إلا خلقًا متلبسًا بما يقتضيه الحكمة، وبتقدير مدة معينة تنتهي إليها السماوات والأرض، وهو إشارة إلى فنائها وقيل: خلقها بمدة معينة وهي قوله: " فى ستة أيام "[الأعراف: 54]، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا)، من هول ذلك اليوم، (مُعْرِضُونَ قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ أَرُونِي)، بدل من أرأيتم، (مَاذَا خَلَقُوا مِن الأَرْضِ أَمْ لَهم شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ)، أي: أخبروني عما تدعون من دون الله وتجعلون له شريكًا، أخبروني أي جزء من أجزاء الأرض استبدوا بخلقه دون الله تعالى؟! أم لهم مع الله تعالى شركة في خلق السماوات؟! (ائْتُونِي بِكِتَابٍ من قَبْلِ هَذَا)، الإشارة إلى القرآن، (أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ): بقية من علم بقيت من علوم الأولين تدل على صحة ما أنتم عليه من الشرك، (إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)، في دعواكم، (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)، أي: لا أضل
ممن يعبد من لا يستجيب له لو سمع دعاءه أبدًا، ويتجاوز عن عبادة سميع مجيب خبير، (وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)، لأنهم جمادات صم لا تبصر ولا تعقل، (وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانوا لَهُمْ أَعْدَاءً)، أي: كان الناس للمعبودين أعداء، لأنهم بسببها وقعوا في الهلكة، (وَكانوا)، أي: العابدون، (بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ): جاحدين، يقولون:(والله ربنا ما كنا مشركين)[الأنعام: 23]، أو كان المعبودون للناس أعداء، وكانوا جاحدين لعبادتهم يقولون:" تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون "، (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ)، أي: قالوا لأجل الآيات الواضحات وفي شأنها، (لَمَّا جَاءَهُمْ)، من غير تأمل، (هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ أَمْ يَقُولُونَ): بل يقولون، (افتَرَاهُ)، إضراب عن ذكر تسميتهم إياه سحرًا إلى ما هو أشنع، فالهمزة للإنكار والتعجب، (قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ)، على الفرض، (فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئًا): لا تقدرون على دفع عقاب الافتراء، فكيف اجترئ عليه من أجلكم؟! (هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ): تخوضون، (فِيهِ)، من القدح، (كَفَى بِهِ): كفى باللهِ، (شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ): يشهد بصدقي وبلاغي، وبكذبكم وإنكاركم، (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)،