الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ): بالخدمة، (غِلْمَانٌ لَهُمْ): مماليك لهم، (كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ): مصون في الصدف من صفائهم وبياضهم، (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ): عن أحوالهم التي كانت لهم في الدنيا يتذاكرون ويتحدثون بما مضى عليهم، (قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا): في الدنيا، (مُشْفِقِينَ): خائفين من عذاب الله تعالى، (فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا): بالرحمة، (وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ): حرارة نار جهنم، (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ): في الدنيا، (نَدْعُوهُ): نتضرع إليه ونعبده، (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ): المحسن، (الرَّحِيمُ).
* * *
(فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ
(29)
أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42) أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ
مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)
* * *
(فَذَكِّرْ): يا محمد، (فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ) أي بإنعام الله عليك حال من ضمير (بِكَاهِنٍ): كما يقولون، (وَلَا مَجْنُونٍ): فلا تبال بكلامهم، ولا تذر عن التذكير (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ)، بل أيقولون، والهمزة لإنكار أنه لشاعر، (نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ): حوادث الدهر، فيهلك كما هلك الشعراء قبله فنستريح، والمنون الدهر أو الموت، (قُلْ تَرَبَّصُوا): انتظروا هلاكي، (فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ): هلاككم، (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُم): عقولهم، (بِهَذَا): الذي يقولون فيك من الأقوال الباطلة المتناقصة، (أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغون): مجاوزون الحد فهو الذي حملهم على فيك الأقوال، فالهمزة هاهنا للتقرير، وفي البواقي كلها للإنكار، (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ): اختلق القرآن من عند نفسه متعمدًا، (بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ): فينسبونه إلى تلك الأشياء، (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ): القرآن (إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ): إن محمدًا تقوله،
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ): من غير ربٍّ، ومحدثٍ أي: لا خالق لهم، أو من أجل لا شيء أي: عبثًا، (أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ): لأنفسهم، فلذلك لا يسمعون كلام خالقهم ولا رسالته، (أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ): يشكون حين يقولون الله خلقهن، فإنهم لو أيقنوا لما أعرضوا عنه، (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ ربِّكَ): خزائن قدرته، (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ): الغالبون على الأشياء المحاسبون للخلائق، (أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ): منصوب إلى السماء، (يَسْتَمِعُونَ) أي: ما يجري في السماء، (فِيهِ) أي: صاعدين فيه فيعرفون حقية ما هم عليه، (فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ): حجة
ظاهرة على صحة الاستماع، (أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ)، فيه تسفيه لأحلامهم على آكد وجه، (أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا): على الرسالة، (فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ): محملون الثقل من التزام غرم، فلذلك لم يتبعوك، والمغرم أن يلتزم ما ليس عليه، (أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ): اللوح المحفوظ، (فَهُمْ يَكْتُبُونَ): ما فيه، ويخبرون به الناس أو علم الغيب، فهم يحفظونه، (أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا): مكرًا بك، الهمزة هاهنا أيضًا للتقرير، (فَالَّذِينَ كَفَرُوا): من وضع الظاهر موضع المضمر، أو أراد كل الكافرين، (هُمُ الْمَكِيدُونَ): الذين يحيق بهم الكيد ويعود وباله عليهم، (أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ): ينصرهم، (سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكونَ وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا): قطعة، (مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا): لعذابهم، (يَقُولُوا): عنادًا، (سَحَابٌ مَرْكُومٌ)، هذا سحاب تراكم بعضها على بعض، وهذا جواب قولهم (فأسقط علينا كسفًا من السماء) [الشعراء: 187]، (فَذَرْهُمْ): في غمرتهم، (حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيه يُصْعَقُونَ): يوم القيامة عند النفخة الأولى، (يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا): من الإغناء، (وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا): من وضع الظاهر موضع المضمر، أو أراد العموم، (عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ): دون عذاب الآخرة في الدنيا، (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُون):(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[السجدة: 21]، لكن لا يعلمون أن المصائب للتنبيه، فلا ينيبون، (وَاصْبِرْ
لِحُكْمِ رَبِّكَ): ما قدر لك من وصول المكروه، (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا): بحيث نراك، ونحفظك ونرعاك، وجمع العين لجمع الضمير، (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ): إلى الصلاة، " سبحانك اللهم، وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدك " أو من نومك أو من كل مجلس (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ): اذكره بالعبادة والصلاة، (وَإِدْبَارَ النُّجُومِ): إذا أدبرت النجوم، والمراد ركعتي الفجر.
* * *