الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي: في دينه، (يَنصُرْكُمْ): على عدوكم، (وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ): في الجهاد والطاعات، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ)، مفعول مطلق وجب حذف فعله أي: تعس أو أتعسه الله تعالى تعسًا أي: أهلكه إهلاكًا، والجملة خبر الذين كفروا كأنه قال والذين كفروا أهلكهم الله (وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)، عطف على ناصب تعسًا، (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ): القرآن، (فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ): استأصل، (اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) أي: ولمطلق الكافرين أمثال تلك العاقبة، فيه وعيد لقريش، (ذَلِكَ بِأَنَّ الله مَوْلَى): ناصر، (الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ): لا ناصر لهم، ولكن هو مولاهم بمعنى مالكهم.
* * *
(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ
(12)
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ
فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13) أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (17) فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)
* * *
(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ): في الدنيا بها، (وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ): لا يهتمون بالحل، والحرمة، ولا بالقلة والكثرة لا شكر ولا حمد، (وَالنَّارُ مَثْوًى): منزل، (لَهُمْ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) أي: وكم من أهل قرية، (هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ): مكة، أي: من أهلها، (الَّتِي أَخْرَجَتْكَ): كانوا سبب خروجك، (أَهْلَكْنَاهُمْ): بأنواع العذاب، (فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ)، معناه على المضي أي: لم يكن لهم ناصر فهو كالحال المحكية نزلت حين قال عليه السلام في الغار ملتفتًا إلى مكة: " أنت أحَبُّ بلاد الله إلى الله وأَحَبُّ بلاد الله إليَّ ولولا أن المشركين لم يخرجوني لم أخرج منك "،
فأعدى الأعداء من عدا على الله في حرمه، أو قتل غير قاتله، (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ): حجة، (مِنْ رَبِّهِ): كالقرآن والدلائل، (كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا)، جمع الضمير باعتبار المعنى، (أَهْوَاءَهُمْ): لا حجة لهم أصلاً، (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) أي: وعدها، (فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ): غير متغير طعمه ولا ريحه، (وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ): لم يصر حامضًا ولا قارصًا، (وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ): طيبة الطعم والرائحة لا فيها غول، وهي تأنيث لَذ، وهو اللذيذ أو مصدر وصف به للمبالغة، (وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى): من الشمع والوسخ، (وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) أي: بعضه، (وَمَغْفِرَةٌ)، عطف على معنى من كل الثمرات، (مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ): من شدة الحرارة، واعلم أن " مثل الجنة " مبتدأ خبره " كمن هو خالد " بتقدير في الخبر والمبتدأ على حاله أي: كمثل جزاء من هو خالد أو في المبتدأ، أو الخبر على حاله أي: مثل أهل الجنة كمن هو خالد وقوله " فيها أنهار " إما صلة لا بعد صلة، أو استئناف، أو مثل مبتدأ، وفيها أنهار خبره من غير احتياج بتقدير أي: صفتها هذه،
أو مبتدأ خبره محذوف أي: فيما قصصنا عليكم مثل الجنة ثم أخذ يبين، وعلى هذين الوجهين كمن هو خالد خبر محذوف أي: المنفي الذي له تلك الجنة كمن هو خالد، والقرينة وعد المتقون، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ): المنافقون يحضرون ويسمعون كلامه الأشرف، (حَتى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ): علماء الصحابة، (مَاذَا قَالَ): محمد، (آنِفًا): الساعة استهزاءً وإعلامًا بأنا ما كنا ملتفتين إليه مستمعين له، وآنفًا ظرف بمعنى أول وقت يقرب منا، (أُولَئِكَ الذِينَ طَبَعَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ): ختم عليها فلا يدخل فيها الهدى، (وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ): الله، أو قول الرسول، (هُدًى): وفقهم على تكثير الحسنات وتقليل السيئات، (وَآتاهُمْ تَقْوَاهُمْ): أعانهم على التقوى أو أعطاهم ثواب التقوى أو بين لهم ما يتقون، (فَهَلْ يَنظُرُون): ينتظرون، (إِلا السَّاعَةَ) أي: لا يؤخرون الإيمان إلا لانتظار القيامة، (أَنْ تَأتِيَهُمْ بَغتَة)، بدل اشتمال من الساعة، (فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا) كالعلة كأنه قال لا ينتظرون إلا إتيانها بغتة؛ لأنه قد جاء أشراطها، وبعد مجيء الأشراط لابد من وقوع الساعة، ومن أشراطها مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم (فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ): فمن أين لهم التذكر والاتعاظ إذا جاءتهم الساعة؟ يعني حينئذ لا تنفعهم، (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) أي: إذا علمت حال الفريقين فاثبت على التوحيد، (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)، ذكره
للتوطئة والتمهيد لقوله: (وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)، فالمقصود الاستغفار لهم، وأمره به لتستن به أمته، (وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ). متصرفكم بالنهار، (وَمَثْوَاكُمْ):