المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 24] - تفسير القاسمي محاسن التأويل - جـ ١

[جمال الدين القاسمي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌1- عصر المؤلف:

- ‌2- نسبه:

- ‌3- ولادته:

- ‌4- نشأته ومشيخته:

- ‌5- طريقته في التأليف:

- ‌6- أسلوبه:

- ‌7- ثقافته العامة:

- ‌مقدّمة

- ‌تمهيد خطير في قواعد التفسير

- ‌1- قاعدة في أمهات مآخذه:

- ‌2- قاعدة في معرفة صحيح التفسير، وأصح التفاسير عند الاختلاف:

- ‌فصل

- ‌3- قاعدة في أن غالب ما صح عن السلف من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوّع، لا اختلاف تضادّ:

- ‌فصل

- ‌4- قاعدة في معرفة النزول:

- ‌5- قاعدة في الناسخ والمنسوخ

- ‌6- قاعدة في القراءة الشاذة والمدرج:

- ‌7- قاعدة في قصص الأنبياء والاستشهاد بالإسرائيليات

- ‌فصل في معنى ما نقل أن للقرآن ظاهرا وباطنا

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌8- قاعدة في أن كل معنى مستنبط من القرآن غير جار على اللسان العربي فليس من علوم القرآن في شيء

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌المسألة العاشرة

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌9- قاعدة في أن الشريعة أمية، وأنه لا بد في فهمها من اتباع معهود الأميين، وهم العرب الذين نزل القرآن بلسانهم

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌ثم قال الشاطبيّ: «المسألة الرابعة»

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌فصل في أن بيان الصحابة حجة إذا أجمعوا

- ‌فصل في أن كل حكاية في القرآن لم يقع لها ردّ فهي صحيحة

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌10- قاعدة الترغيب والترهيب في التنزيل الكريم

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌فصل في أن الأحكام في التنزيل أكثرها كلية ولذا احتيج في الاستنباط منه إلى السنة

- ‌‌‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌فصل في أقسام العلوم المضافة إلى القرآن

- ‌فصل «في أن المدنيّ من السور منزل في الفهم على المكيّ»

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌فصل في الاعتدال في التفسير

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌فصل فيما جاء من إعمال الرأي في القرآن الكريم

- ‌فصل في أن الأدلة الشرعية لا تنافي قضايا العقول

- ‌فصل في أن رتبة السنة التأخر عن الكتاب، وأنها تفصيل مجمله وقاضية عليه

- ‌مطلب في ملحظ تفرقة الحنفية بين الفرض والواجب

- ‌السنة تفصل ما أجمله الكتاب

- ‌ثم قال الشاطبيّ: فصل

- ‌11- قاعدة في أنه: هل في القرآن مجاز أم لا

- ‌فصل في أنه هل في اللغة أسماء شرعية نقلها الشارع عن مسماها في اللغة؟ أو أنها باقية في الشرع على ما كانت عليه في اللغة

- ‌ذكر مجمل مقاصد التنزيل الكريم وضروب التفسير

- ‌مطلب في سر التكرير

- ‌سر تكرير قصة موسى مع فرعون

- ‌ما اقتضته الحكمة الربانية في التنزيل الكريم

- ‌ذكر بديع أسلوب القرآن الكريم

- ‌الفصل الأول

- ‌الفصل الثاني

- ‌الرخصة بقراءة القرآن على سبعة أحرف في العهد النبويّ

- ‌معنى السبع في حديث «أنزل على سبعة أحرف»

- ‌معنى الأحرف في الحديث

- ‌الرد على من توهم أن بعض الصحابة يجوّز التلاوة بالمعنى

- ‌اقتصار عثمان رضي الله عنه في جمعه، على الحرف المتواتر

- ‌بيان أن اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه ونحوه ليس من السبعة الأحرف

- ‌سبب الاقتصار على قراءات الأئمة المشهورين

- ‌ورود القراءات عن أئمة الأمصار على موافقة مصاحفهم العثمانية

- ‌موافقة القراءات لرسم المصحف العثمانيّ تحقيقا أو تقديرا

- ‌ما لا يعد مخالفا لصريح الرسم من القراءات الثابتة

- ‌مدار القراءات على صحة النقل لا على الأقيس، عربية

- ‌ذكر من ذهب إلى أن مرجع القراءات ليس هو السماع بل الاجتهاد

- ‌بحث أسانيد الأئمة السبعة هل هي متواترة أم آحاد

- ‌رأي الإمام أبي شامة في تواتر ما أجمع عليه من غير نكير

- ‌رأي ابن الحاجب وغيره في تواتر ما ليس من قبل الأداء

- ‌بحث القراءات الشاذة

- ‌القسم الثاني:

- ‌القسم الثالث:

- ‌بيان أن كل قراءة صحت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم وجب قبولها والإيمان بها

- ‌افتراق اختلاف القراء من اختلاف الفقهاء

- ‌معنى إضافة القراءة إلى من قرأ بها

- ‌ثمرة اختلاف القراءات وتنوّعها

- ‌إجمال المباحث المتقدمة في تواتر القراءات وعدمها

- ‌فصل في ذكر ملخص وجوه التفسير ومراتبه

- ‌فصل في بيان دقائق المسائل العلمية الفلكية الواردة في القرآن الكريم

- ‌بيان أن الصواب في آيات الصفات هو مذهب السلف

- ‌ذكر انطواء القرآن على البراهين والأدلة

- ‌شرف علم التفسير

- ‌سورة فاتحة الكتاب

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الفاتحة (1) : آية 1]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الفاتحة (1) : آية 2]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الفاتحة (1) : آية 3]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الفاتحة (1) : آية 4]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الفاتحة (1) : آية 5]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الفاتحة (1) : آية 6]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الفاتحة (1) : آية 7]

- ‌سورة البقرة

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 1]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 2]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 3]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 4]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 5]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 6]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 7]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 8]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 9]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 10]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : الآيات 11 الى 12]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 13]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 14]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 15]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 16]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 17]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 18]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 19]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 20]

- ‌تنبيهات:

- ‌فصل

- ‌التنبيه الثالث:

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 21]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 22]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 23]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 24]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 25]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 26]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 27]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 28]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 29]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 30]

- ‌تنبيهات في وجوه فوائد من الآية

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 31]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 32]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 33]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 34]

- ‌تنبيهات:

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 35]

- ‌لطيفة:

- ‌تنبيه:

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 36]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 37]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 38]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 39]

- ‌تنبيه:

- ‌«فوائد»

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 40]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 41]

- ‌تنبيه:

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : الآيات 42 الى 43]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 44]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 45]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 46]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 47]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 48]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 49]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 50]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 51]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 52]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 53]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 54]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : الآيات 55 الى 56]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 57]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : الآيات 58 الى 59]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 60]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 61]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 62]

- ‌تنبيه:

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 63]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 64]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 65]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 66]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 67]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 68]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 69]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 70]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 71]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 72]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 73]

- ‌تنبيهات:

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 74]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 75]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 76]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 77]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 78]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 79]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 80]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 81]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 82]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 83]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 84]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 85]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 86]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 87]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 88]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 89]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 90]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 91]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 92]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 93]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 94]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 95]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 96]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : الآيات 97 الى 98]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 99]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 100]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 101]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 102]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 103]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 104]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 105]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 106]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 107]

- ‌تنبيهان:

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 108]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 109]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 110]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 111]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 112]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 113]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 114]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 115]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 116]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 117]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 118]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 119]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 120]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 121]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : الآيات 122 الى 123]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 124]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 125]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 126]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 127]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 128]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 129]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 130]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 131]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 132]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 133]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 134]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 135]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 136]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 137]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 138]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 139]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 140]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 141]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 142]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 143]

- ‌تنبيهات:

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 144]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 145]

- ‌فوائد:

- ‌تنبيهات:

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 146]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 147]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 148]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 149]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 150]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 151]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 152]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 153]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 154]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : الآيات 155 الى 156]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 157]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 158]

- ‌تنبيهات:

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 159]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 160]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : الآيات 161 الى 162]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 163]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 164]

- ‌لطيفتان:

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 165]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 166]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 167]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 168]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 169]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 170]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 171]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 172]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 173]

- ‌فصل فيما لتحريم هذه المذكورات من الحكم والأسرار الباهرات

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 174]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 175]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 176]

- ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 177]

- ‌لطيفة:

- ‌فهرس الجزء الأول

الفصل: ‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 24]

تعالى في سورة هود أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ، قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ، وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [هود: 13] ، و «الشهداء» جمع شهيد، بمعنى: الحاضر، أو القائم بالشهادة، أو الناصر. و «من» لابتداء الغاية متعلّقة ب «ادعوا» والظرف مستقرّ. والمعنى: ادعوا، متجاوزين الله تعالى للاستظهار، من حضركم- كائنا من كان- أو الحاضرين في مشاهدكم ومحاضركم من رؤسائكم وأشرافكم- الذين تفزعون إليهم في الملمات، وتعوّلون عليهم في المهمّات- أو القائمين بشهاداتكم الجارية فيما بينكم- من أمنائكم المتولّين لاستخلاص الحقوق، بتنفيذ القول عند الولاة- أو القائمين بنصرتكم- حقيقة أو زعما- من الإنس والجن ليعينوكم. وإخراجه، سبحانه وتعالى، من حكم الدعاء في الأول- مع اندراجه في الحضور- لتأكيد تناوله لجميع ما عداه، لا لبيان استبداده تعالى بالقدرة على ما كلفوه، فإنّ ذلك مما يوهم أنهم لو دعوه تعالى لأجابهم إليه. وأمّا في سائر الوجوه: فللتصريح من أوّل الأمر ببراءتهم منه تعالى، وكونهم في عدوة المحادّة والمشاقة له، قاصرين استظهارهم على ما سواه، والالتفات لإدخال الروعة، وتربية المهابة إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أي: في زعمكم أنه من كلامه صلى الله عليه وسلم، واستلزام المقدّم للتالي من حيث إنّ صدقهم في ذلك الزعم يستدعي قدرتهم على الإتيان بمثله، بقضية مشاركتهم له صلى الله عليه وسلم في البشرية والعربية، مع ما بهم من طول الممارسة للخطب والأشعار، وكثرة المزاولة لأساليب النظم والنثر، والمبالغة في حفظ الوقائع والأيام، لا سيما عند المظاهرة والتعاون- ولا ريب في أن القدرة على الشيء من موجبات الإتيان به، ودواعي الأمر به-.

‌القول في تأويل قوله تعالى: [سورة البقرة (2) : آية 24]

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (24)

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا أي: ما أمرتم به من الإتيان بالمثل، بعد ما بذلتم في السعي غاية المجهود وَلَنْ تَفْعَلُوا اعتراض بين جزأي الشرطية، مقرر لمضمون مقدمها، ومؤكد لإيجاب العمل بتاليها، وهي معجزة باهرة: حيث أخبر بالغيب الخاص- علمه به عز وجل وقد وقع الأمر كذلك فَاتَّقُوا النَّارَ جواب الشرط، على أن اتقاء النار كناية عن الاحتراز من العناد، إذ- بذلك- يتحقّق تسبّبه عنه، وترتبه عليه،

ص: 269

كأنه قيل: فإذا عجزتم عن الإتيان بمثله- كما هو المقرر- فاحترزوا من إنكار كونه منزلا من عند الله سبحانه، فإنه مستوجب للعقاب بالنار، لكن أوثر عليه الكناية المذكورة المبنيّة على تصوير العناد بصورة النار، وجعل الاتصاف به عين الملابسة بها، للمبالغة في تهويل شأنه، وتفظيع أمره، وإظهار كمال العناية- بتحذير المخاطبين منه، وتنفيرهم عنه، وحثّهم على الجدّ في تحقيق المكنيّ به- وفيه من الإيجاز البديع ما لا يخفى. حيث كان الأصل: فإن لم تفعلوا فقد صحّ صدقه عندكم، وإذا صحّ ذلك كان لزومكم العناد، وترككم الإيمان به، سببا لاستحقاقكم العقاب بالنار، فاحترزوا منه واتّقوا النار الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ صفة للنار مورثة لها زيادة هول وفظاعة- أعاذنا الله منها برحمته الواسعة- و «الوقود» ما توقد به النار، وترفع من الحطب. وقرئ بضمّ الواو، وهو مصدر سمي به المفعول مبالغة- كما يقال: فلان فخر قومه، وزين بلده- فإن قيل: صلة الذي والتي يجب أن تكون قصة معلومة للمخاطب، فكيف علم أولئك أنّ نار الآخرة توقد بالناس والحجارة؟

قلت: لا يمتنع أن يتقدّم لهم بذلك سماع من آيات التنزيل المتقدمة عليها، أو من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو من أهل الكتاب. والمراد بالحجارة الأصنام، وبالناس أنفسهم- حسبما ورد في قوله تعالى: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ [الأنبياء: 98] فإنها مفسّرة لما نحن فيه- وحكمة اقترانهم مع الحجارة في الوقود: أنهم لمّا اعتقدوا في حجارتهم المعبودة من دون الله أنها الشفعاء والشهداء الذين يستنفعون بهم، ويستدفعون المضارّ عن أنفسهم بمكانهم، جعلها الله عذابهم، فقرنهم بها محماة في نار جهنم- إبلاغا في إيلامهم، وإغراقا في تحسيرهم.

ونحوه ما يفعله بالكانزين الذين جعلوا ذهبهم وفضّتهم عدة وذخيرة، فشحّوا بها، ومنعوها من الحقوق، حيث يحمى عليها في نار جهنّم. فتكوى جباههم وجنوبهم أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ هيّئت لهم، وجعلت عدة لعذابهم، والمراد: إما جنس الكفّار- والمخاطبون داخلون فيهم دخولا أوليّا، - وإمّا هم خاصة، ووضع الكافرين موضع ضميرهم لذمّهم، وتعليل الحكم بكفرهم- والجملة مستأنفة مقرّرة لمضمون ما قبلها. ومبيّنة لمن أريد بالناس، دافعة لاحتمال العموم.

(تنبيه) هذه الآية الجليلة من جملة الآيات التي صدعت بتحدّي الكافرين بالتنزيل الكريم. وقد تحدّاهم الله تعالى في غير موضع منه، فقال في سورة القصص قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ

ص: 270

[القصص: 49] . وقال في سورة الإسراء قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء: 88] .

وقال في سورة هود: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [هود: 13] . وقال في سورة يونس: وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ، قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [يونس: 38- 38] . وكل هذه الآيات مكيّة. ثمّ تحدّاهم أيضا في المدينة بقوله وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ.. [البقرة: 23]، إلى آخر هذه الآية فعجزوا عن آخرهم: - وهم فرسان الكلام، وأرباب النظام، وقد خصوا من البلاغة والحكم، ما لم يخص به غيرهم من الأمم، وأوتو من ذرابة اللسان، ما لم يؤت إنسان. ومن فصل الخطاب، ما يقيّد الألباب. جعل الله لهم ذلك طبعا وخلقة، وفيهم غريزة وقوّة. يأتون منه على البديهة بالعجب، ويدلون به إلى كل سبب، فيخطبون بديها في المقامات وشديد الخطب، ويرتجزون به بين الطعن والضرب. ويمدحون، ويقدحون، ويتوسلون، ويتوصّلون، ويرفعون، ويضعون، فيأتون بالسحر الحلال. ويطوّقون من أوصافهم أجمل من سمط اللئال. فيخدعون الألباب، ويذللون الصعاب، ويذهبون الإحن، ويهيجون الدّمن، ويجرّئون الجبان، ويبسطون يد الجعد البنان. ويصيّرون الناقص كاملا، ويتركون النبيه خاملا، منهم البدويّ: ذو اللفظ الجزل، والقول الفصل، والكلام الفخم، والطبع الجوهريّ، والمنزع القويّ. ومنهم الحضريّ: ذو البلاغة البارعة، والألفاظ الناصعة، والكلمات الجامعة، والطبع السهل، والتصرّف في القول القليل الكلفة، الكثير الرونق، الرقيق الحاشية، وكلا البابين فلهما- في البلاغة- الحجّة البالغة، والقوّة الدامغة، والقدح الفالج، والمهبع الناهج. لا يشكون أنّ الكلام طوع مرادهم، والبلاغة ملك قيادهم، قدحوا فنونها، واستنبطوا عيونها، ودخلوا من كلّ باب من أبوابها، وعلوا صرحا لبلوغ أسبابها، فقالوا في الخطير والمهين، وتفنّنوا في الغثّ والسمين، وتقاولوا في القلّ والكثر، وتساجلوا في النظم والنثر- ومع هذا- فلم يتصد للإتيان بما يوازيه أو يدانيه واحد من فصحائهم، ولم ينهض- لمقدار أقصر سورة منه- ناهض من بلغائهم، على أنّهم كانوا أكثر من حصى البطحاء، وأوفر عددا من رمال الدهناء، ولم ينبض منهم عرق العصبيّة مع اشتهارهم بالإفراط في المضادّة والمضارّة، وإلقائهم

ص: 271

الشراشر على المعازّة والمعارّة، ولقائهم دون المناضلة عن أحسابهم الخطط، وركوبهم في كل ما يرومونه الشطط: إن أتاهم أحد بمفخرة أتوه بمفاخر، وإن رماهم بمأثرة رموه بمآثر. وقد جرّد لهم الحجّة أولا، والسيف آخرا، فلم يعارضوا إلا السيف وحده. فما أعرضوا عن معارضة الحجّة إلا لعلمهم أنّ البحر قد زخر فطمّ على الكواكب، وأن الشمس قد أشرقت فطمست نور الكواكب، وبذلك يظهر أنّ في قوله تعالى: وَلَنْ تَفْعَلُوا معجزة أخرى، فإنهم ما فعلوا، وما قدروا، ومن تعاطى ذلك من سخفائهم- كمسيلمة- كشف عواره لجميعهم.

قال الحافظ ابن كثير: ذكروا أن عمرو بن العاص وفد على مسيلمة الكذاب قبل أن يسلم عمرو، فقال له مسيلمة: ماذا أنزل على صاحبكم في هذه المدة؟ فقال له عمرو: لقد أنزل عليه سورة وجيزة بليغة. فقال: وما هي؟ فقال: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ. ففكر ساعة ثم رفع رأسه فقال: ولقد أنزل علي مثلها. قال: وما هو؟

فقال: يا وبر يا وبر! إنما أنت أذنان وصدر. وسائرك حفر نقر- ثم قال-: كيف ترى يا عمرو؟ فقال له عمرو: والله إنك لتعلم إني أعلم أنك تكذب! ..

وحيث عجز عرب ذلك العصر، فما سواهم أعجز في هذا الأمر

! وقد مضى- إلى الآن- أكثر من ألف وثلاثمائة عام، ولم يوجد أحد من معاديه البلغاء إلا وهو مسلم، أو ذو استسلام، فدلّ على أنّه ليس من كلام البشر، بل كلام خالق القوى والقدر، أنزله تصديقا لرسوله، وتحقيقا لمقوله. وهذا الوجه- أعني بلوغه في الفصاحة والبلاغة إلى حدّ خرج عن طوق البشر- كاف وحده في الإعجاز، وقد انضمّ إليه أوجه:

(منها) إخباره عن أمور مغيبة ظهرت كما أخبر. و (منها) كونه لا يملّه السمع مهما تكرر. و (منها) جمعه لعلوم لم تكن معهودة، عند العرب والعجم. و (منها) إنباؤه عن الوقائع الخالية، وأحوال الأمم. والحال أنّ من أنزل عليه، صلى الله عليه وسلم كان أميّا لا يكتب ولا يقرأ، لاستغنائه بالوحي، وليكون وجه الإعجاز بالقبول أحرى.

وبذلك يعلم أنّ القرآن أعظم المعجزات، فإنّه آية باقية مدى الدهر، يشاهدها- كلّ حين بعين الفكر- كلّ ذي حجر. وسواه- من المعجزات- انقضت بانقضاء وقتها، فلم يبق منها إلا الخبر.

وقد ذهب بعض علماء الشيعة- في وجه إعجازه- إلى: كونه قاهرا لمن

ص: 272

يقاومه، وغالبا على من يغالبه، ونافذا في إزهاق ما يخالفه. وكونه مؤثرا في إيجاد الأمة، وبقاء الشريعة، ونفوذ الحكم، وثبوت الكلمة، لما جعل الله فيه من النور، والهداية، والرحمة. وعبارته: إنّ كلام الله تعالى يمتاز عن غيره بالنفوذ، والغلبة في هداية الخلق، وإنشاء أمة مستقلّة، وإبقاء شريعة جديدة. وهي علامة كافية في معرفة الكلمات الإلهية، والآيات السماوية. ثم قال: وخلاصة تقرير الدليل أن الكلام- الذي يتحدّى الداعي به، وينسبه إلى الله- إذا ظهر منه التأثير التام في هداية النفوس المستعدة الطالبة، وقهر الأمم المنكرة المانعة، فأوجد أمة مستقلة نامية، وشريعة جديدة باقية، فلا يبقى ثمّة شك أنه هو كلام الله النازل من السماء، والقدرة الظاهرة منه هي القدرة التي منذ القديم ظهرت من المرسلين والأنبياء. وإلى هذه النكتة أشير في قوله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ [الأنفال: 7] وقال تعالى: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ [الشورى: 16] وهذه العلامة لا توجد إلّا في كتب الله تعالى. ويتمكن كل إنسان أن يدركها ويفهمها منها. سواء كان عالما، أو أميا، أو عجميا. شرقيا، أو غربيا

! فمن الذي يشك أن بني إسرائيل ما خرجوا عن ظلمات الجهل إلى نور الإيمان، وعن ذلّة العبودية إلى عزّ الاستقلال إلا بسبب التوراة

؟! ومن الذي يجهل أن الأمم الأوروبية ما وصلوا إلى عبادة الله تعالى- بعد عبادة الأوثان- إلّا بواسطة الإنجيل

؟! ومن الذي لا يعرف أن الأمم الكبرى- من حدود الشرق الأقصى إلى أقاصى إفريقيّة- ما خرجوا عن ربقة الوثنية، وعبادة النار إلى التوحيد وعبادة الله إلّا بهداية القرآن العظيم؟ وما تحروا عن أغلال العقائد الفاسدة، والأعمال القبيحة، وما وصلوا إلى الأخلاق الفاضلة، والعقائد الصحيحة إلّا بنور هذا السّفر الكريم

؟! ثم قال: والخلاصة إن هذه العلامة وهي هداية النفوس، وإيجاد الديانة الجديدة- بقهر الأديان القديمة، وتبديل العوائد العتيقة- هي العلامة الظاهرة المميّزة بين الكلمات الإلهية! والمصنّفات البشرية. حتى أن أول نفس أذعنت بحقيقة رسالة رسول، وصدق شريعته، لو لم تعرف في نفسها هذه الهداية، ولم تشعر في ذاتها بهذه المغلوبية لما كانت أول من صدّقه ولبّاه، واتبعه وآساه، فإن محبّة الدين القديم الموروث راسخة في جميع النفوس. والخوف من تبديل أركانه وآدابه متمكّن في أعماق القلوب.

ص: 273

فالهداية أظهر علامة في صدق النبوة والرسالة، إذ هي صفة الفعل، ومرتبطة بالدعوة- كالإبراء للطب، ومعرفة السطوح للهندسة، والبيع والشراء للتجارة، وصنع الأسرّة والأبواب وغيرها للنجارة- ثم قال: وإذا تصفّحت القرآن المجيد، تجد أن الله تعالى استدلّ بها في مواضع متعدّدة، ووصف القرآن بأنه حجّة- بما أودع فيه من الهداية والرحمة- ولا ترى موضعا واحدا وصفه بأنه أفصح الكتب وأبلغ الصحف، فانظر في قوله تعالى: فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ

[القصص: 48- 49] . أترى أن الله تعالى أفحمهم بقوله: فأتوا بكتاب من عند الله هو أفصح منهما أو أبلغ منهما؟ وكذلك لما انتقدوا على النبيّ صلى الله عليه وسلم بعدم صدور معجزة منه كالمعجزات السالفة، فقال تعالى: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ، قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [العنكبوت: 50] ، فبين الله تعالى مزية القرآن على سائر المعجزات، وكفايته عن غيره بأن فيه الذكرى والرحمة.

وقال تعالى في أول هذه السورة الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ وما قال فيه فصاحة وبلاغة يعجز عن مثلها جميع العالمين. وذلك لأن الفصاحة والبلاغة من الأوصاف الخفية الغامضة الدقيقة- التي تختلف فيها الأذواق، وتتشعّب فيها الآراء والأنظار- ولكن ما ظهر من الرسول عليه السلام بسبب نزول القرآن عليه- من العلم والقدرة على هداية الأمم، وإزالة أسقام أهل العالم، وتأسيس الشريعة الإلهامية، وإيجاد الأمة الإسلامية رغما للأمم الكبرى، ومباينا للديانات العظمى: أمر ظاهر محسوس، تصعب فيه المناقشة، ولا تفيد معه المغالطة. فمن الذي يمكنه أن ينكر أن الأمم العظيمة- كالعرب والفرس، والخزر، والترك، والهنود، والصينيين، وأهالي إفريقيّة- خرجوا من ظلمات الشرك، وعبادة النار والأوثان، وإنكار الأنبياء، ودخلوا في نور التوحيد، وعبادة الله وحده، والإيمان بأنبيائه ورسله وكتبه، بنور الكتاب المبين

!

- كذا في كتاب (الدرر البهية) لأبي الفضائل الإيرانيّ- ولا يخفى أن ما ذكره هو وجه متين، ولكن لا يسوغ نفي ما عداه لأجله، بل يجدر أن يضم إليها، ويكون في مقدمتها والله أعلم.

ثم إن من عادته تعالى، في كتابه، أن يذكر الترغيب مع الترهيب، ويشفع

ص: 274