الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن عامر من قتل، وساقوا النعم والشاء والنساء إلى المدينة: وجاء سيل أتيّ [ (1) ] فحال بينهم وبينه، فما يجدون إليه سبيلا. وكانت سهمانهم أربعة أبعرة أربعة أبعرة، والبعير يعدل بعشر من الغنم بعد أن أخرج الخمس] [ (2) ] .
سرية الضحاك بن سفيان إلى بني كلاب
وكانت سرية الضحاك بن سفيان [ (3) ] بن عوف بن أبي بكر بن كلاب الكلابيّ إلى بني كلاب، فدعاهم إلى الإسلام فأبوا، فقاتلهم بمن معه وهزمهم [ (4) ] وذلك في ربيع الأوّل.
كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى بني حارثة بن عمرو
وكتب صلى الله عليه وسلم إلى بني حارثة بن عمرو بن قريظ يدعوهم إلى الإسلام مع عبد اللَّه ابن عوسجة من غرينة [ (5) ] ، مستهلّ ربيع الأول، فأخذوا [ (6) ] الصحيفة فغسلوها ورقعوا بها دلوهم، وأبوا أن يجيبوا، فقال صلى الله عليه وسلم لما بلغه ما لهم ذلك-: ما لم؟
أذهب اللَّه عقولهم! فصاروا أهل رعدة وعجلة وكلام مختلط، وأهل سفه.
وقدم وفد بليّ في ربيع الأول هذا، فنزلوا على رويفع [بن ثابت][ (7) ] البلويّ.
خبر رعية السحيمي
قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الشّعبي: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتب إلى رعية السّحيمي بكتاب، فأخذ الكتاب فرقع به دلوه. فبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سرية فأخذوا أهله وماله، وأفلت رعية- على فرس له- عريانا ليس عليه شيء فأتى ابنته- وكانت
[ (1) ] السيل الأتي الّذي لا يدرى من أين أتي!!
[ (2) ] ما بين القوسين زيادة لتمام الخبر من (ابن سعد) ج 2 ص 162.
[ (3) ] في (خ)«إلى سفيان» .
[ (4) ] في (خ)«وهربهم» .
[ (5) ] في (خ)«بن عرينة» .
[ (6) ] في (خ)«فأخذ» وما أثبتناه من (الواقدي) ج 3 ص 982.
[ (7) ] زياد للإيضاح من (ط) .
متزوّجة في بني هلال، وكانوا أسلموا فأسلمت معهم، وكانوا دعوه إلى الإسلام [فأبى][ (1) ]- وكان مجلس القوم بفناء بيتها، فأتى البيت من وراء ظهره. فلما رأته ابنته عريانا ألقت عليه ثوبا وقالت: مالك؟ قال كلّ الشرّ! ما ترك لي أهل ولا مال! أين بعلك؟ قالت: في الإبل! فأتاه فأخبره، فقال: خذ راحلتي برحلها، ونزودك من اللبن: قال: لا حاجة لي فيه، ولكن أعطني قعود [ (2) ] الرّاعي وإدواة من ماء [ (3) ]، فإنّي أبادر محمدا لا يقسم أهلي ومالي! فانطلق وعليه ثوب: إذا غطى به رأسه خرجت استه، وإذا غطى استه خرج رأسه. فانطلق حتى دخل المدينة ليلا، فكان بحذاء [ (4) ] رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
فلما صلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الفجر، قال له: يا رسول اللَّه! أبسط يدك لأبايعك! فبسط رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما ذهب رعية ليمسح عليها، قبضها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم قال له رعية: يا رسول اللَّه! أبسط يدك، قال: ومن أنت؟ قال رعية السحيميّ! قال: فأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعضده فرفعه [ (5) ] ثم قال: أيها الناس! هذا رعية السحيمي الّذي كتبت إليه فأخذ كتابي فرقع بها دلوه!! أسلم، ثم قال: يا رسول اللَّه! أهلي ومالي! فقال: أما مالك فقد قسم بين المسلمين، وأما أهلك فانظر من قدرت عليه منهم! قال [رعية][ (6) ] ، فخرجت فإذا ابن لي قد عرف الراحلة، وإذا هو قائم عندها، فأتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا ابني! فأرسل معى بلالا فقال: انطلق معه فسله: أبوك هو؟ فإن قال نعم، فادفعه إليه، قال [رعية] [ (7) ] : فأتاه بلال فقال: أبوك هو؟ قال: نعم، فدفعه إليه. قال: فأتي بلال رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: واللَّه ما رأيت واحدا منه مستعبرا إلى صاحبه! فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
ذلك جفاء الأعراب!
وقال أبو عمر بن عبد البر رعية السّحيميّ، [ويقال: الرّبعي، ويقال العرنيّ وهو الصواب. يروي أنه من سحيمة عرينة] كتب إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قطعة أدم،
[ (1) ] في (خ) بعد قوله «دعوه إلى الإسلام» ما نصه: «فأتي ابنته» ، وما أثبتناه من (ط) .
[ (2) ] القعود في الإبل: ما يتخذه الراعي للركوب وحمل متاعه وزاده.
[ (3) ] الإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء.
[ (4) ] في (خ)«بجدار» .
[ (5) ] في (خ)«فرفعها» .
[ (6) ] زيادة للسياق والإيضاح من (ط) .
[ (7) ] زيادة للبيان والإيضاح من (ط) .