الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه، حدثنا وكيع عن حماد عن ثابت عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لقد أوذيت في اللَّه وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في اللَّه وما نخاف أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثة ما بين يوم وليلة ما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا ما والاه إبط بلال.
وأما أنه لا يدّخر إلّا قوت أهله
فخرج ابن حبان من حديث قيس بن حفص، أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئا.
وخرّج البخاري من حديث عمر بن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة عن عقبة قال: صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة العصر، فسلم فقام مسرعا فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته، فخرج عليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته فقال: ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت أن يحبسني فأمرت بقسمته.
وفي حديث روح فقال: ذكرت وأنا في الصلاة تبرأ عندنا، فكرهت أن يمسى أو يبيت عندنا، فأمرت بقسمته [ (1) ] . ذكره في كتاب الصلاة في باب يفكر الرجل [ (2) ][في][ (3) ] الشيء في الصلاة، وذكره في كتاب الزكاة في باب من أحب تعجيل الصدقة من يومها ولفظه: فقال: فقال: كنت خلفت في البيت تبرأ من الصدقة،
[ (1) ]
الحديث رقم (1221) : «حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا روح، حدثنا عمر- هو ابن سعيد- قال: أخبرني ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر، فلما سلّم قام سريعا دخل على بعض نسائه، ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعجبهم لسرعته، فقال:
ذكرت- وأنا في الصلاة- تبرأ عندنا، فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا، فأمرت بقسمته» (فتح الباري) ج 3 ص 115.
[ (2) ] والتقييد بالرجل لا مفهوم له، لأن بقية المكلّفين في حكم ذلك سواء، قال المهلب: التفكر أمر غالب لا يمكن الاحتراز منه في الصلاة ولا في غيرها، لما جعل اللَّه للشيطان من السبيل على الإنسان، ولكن يفترق الحال في ذلك، فإن كان في أمر الآخرة والدين، كان أخفّ مما يكون في أمر الدنيا. (المرجع السابق) ص 121.
[ (3) ] كذا في (خ)، وفي (البخاري) بدونها- وروح: هو روح بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي أبو محمد البصري. (تهذيب التهذيب) ج 3 ص 253.
فكرهت أن أبيته فقسمته [ (1) ] ، وذكره في كتاب الاستئذان في باب من أسرع في مشيه لحاجة [أو قصد][ (2) ] .
وخرّج تقي بن مخلد من حديث محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في وجعه الّذي مات فيه: ما فعلت تلك الذّهب؟ قالت: هي عندنا، قال: آتيني بها- وهي بين السبعة والخمسة- فجعلها في كفه ثم قال: ما ظن محمد باللَّه لو لقي ربه وهذه عنده؟ أنفقيها [ (3) ] .
وخرّجه الإمام أحمد من حديث محمد بن عمرو، قال: حدثني أبو سلمة قال قالت عائشة رضي الله عنها: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مرضه الّذي مات فيه: ما
[ (1) ]
الحديث رقم (1430) : «حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة، أن عقبة بن الحارث رضي الله عنه حدّثه قال: «صلّى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العصر فأسرع، ثم دخل البيت، فلم يلبث أن خرج، فقلت: أو قيل- له فقال: كنت خلّفت في البيت تبرأ من الصدقة، فكرهت أن أبيّته فقسمته» . (فتح الباري) ج 3 ص 381.
قوله: «أن أبيّته»
أي أتركه حتى يدخل عليه الليل، يقال: بات الرجل: دخل في الليل، وبيّته: تركه حتى دخل في الليل.
قال ابن بطال: فيه أن الخير ينبغي أن يبادر به، فإن الآفات تعرض، والموانع تمنع، والموت لا يؤمن، والتسويف غير محمود.
زاد غيره: وهو أخلص للذمة، وأنفى للحاجة، وأبعد من المطل المذموم، وأرضى للرب، وأمحى للذنب. (المرجع السابق) ص 382.
[ (2) ] زيادة من البخاري، والحديث رقم (6275) :«حدثنا أبو عاصم عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة أن عقبة بن الحارث حدّثه قال: صلّى النبي صلى الله عليه وسلم العصر، فأسرع ثم دخل البيت» (فتح الباري) ج 11 ص 79.
[ (3) ] ذكره ابن حبان في كتاب الرقاق، باب الفقر والزهد والقناعة، وعنون له: ذكر ما يستحب للمرء أن يكون خروجه من هذه الدنيا الفانية الزائلة وهو صفر اليدين ممّا يحاسب عليه مما في عنقه، حديث رقم (715) :
أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط، حدثنا عيسى بن حماد، أخبرنا الليث، عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة أنها قالت: اشتدّ وجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وعنده سبعة دنانير أو تسعة، فقال:«يا عائشة، ما فعلت تلك الذهب» ؟ فقلت: هي عندي، قال:«تصدّقي بها» قالت: فشغلت به ثم قال: «يا عائشة، ما فعلت تلك الذهب» ؟
فقلت: هي عندي، فقال:«ائتني بها» ، قالت:«فجئت بها، فوضعها في كفه، ثم قال: «ما ظن محمد أن لو لقي اللَّه وهذه عنده؟ ما ظن محمد أن لو لقي اللَّه وهذه عنده» ؟
هذا الحديث إسناده حسن، وابن عجلان صدوق، روى له مسلم متابعة، وباقي رجاله على شرط الصحيح. (الإحسان) ج 2 ص 491- 492.
فعلت بالذهب؟ فجاءت ما بين الخمسة إلى السبعة أو الثمانية أو التسعة، فجعل يقلبها بيده ويقول: ما ظن محمد باللَّه لو لقيه وهذه عنده؟ أنفقيها [ (1) ] .
ولأبي ذر عبد بن أحمد الهروي من حديث مفضل بن صالح قال: حدثني سليمان الأعمش عن طلحة بن مصرف الهمدانيّ عن مسروق عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أطعمنا يا بلال، قال: يا رسول اللَّه! ما عندي إلا صبر من تمر خبأته لك، قال: أما تخشى أن يخسف اللَّه به في نار جهنم، أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا [ (2) ] .
[ (1) ](مسند أحمد) ج 7 ص 74، حديث رقم (23702) ، وص (261، حديث رقم 24964) .
[ (2) ]
الطبراني في الكبير، والبزار في مسندة، من حديث عاصم بن علي، والطبراني فقط، وكذا القضاعي في مسندة، من حديث مالك بن إسماعيل كلاهما عن قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق، عن ابن مسعود، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال وعنده صبر من تمر، فقال:«ما هذا يا بلال؟» قال: يا رسول اللَّه ذخرته للَّه، ولضيفانك، قال:«أما تخشى أن يفور لها بخار من جهنم، أنفق يا بلال» ، وذكره، قال البزار: هكذا رواه جماعة عن قيس، وخالفهم يحيى بن كثير عنه، فقال: عن عائشة بدل ابن مسعود.
وتابعه طلحة بن مصرف، عن مسروق، عن عائشة؟
أخرجه العسكري في (الأمثال) ، من طريق مفضل بن صالح، عن الأعمش، عن طلحة به، ولفظهما قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «أطعمنا يا بلال» فقال: يا رسول اللَّه ما عندي إلا صبر تمر خبأته لك فقال: «أما تخشى أن يقذف به في نار جهنم، أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالا» .
وقيل عن مسروق، عن بلال، أخرجه البزار من طريق محمد بن الحسن الأسدي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن بلال، ولفظه: دخل النبي صلى الله عليه وسلم وعنده صبر من المال. فقال: «أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا» .
ومن هذا الوجه، أخرجه الطبراني، بلفظ:«أنفق يا بلال» .
وقال البزار: لم يقل عن بلال إلا محمد بن الحسن، وقيل: عن مسروق مرسلا بدون صحابي.
وفي الباب عن أبي هريرة، أخرجه البزار، من حديث موسى بن داود، عن مبارك بن فضالة، عن يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبر من تمر، فقال:«ما هذا؟» قال: أدخره، فقال:«أما تخشى أن يرى له بخار في نار جهنم، أنفق يا بلال، ولا تخشى من ذي العرش إقلالا» وقال: تفرد به مبارك» وكذا أخرجه الطبراني في الكبير، من حديث موسى بن داود، وإسناده حسن. ولكن خولف مبارك، فرواه بشر بن المفضل، ويزيد بن زريع، كلاهما عن يونس مرسلا بدون أبي هريرة، وكذلك اختلف على عوف بن أبي جميلة في وصله وإرساله.