الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جليل الكتد، الكتد: مجمع الكتفين، وهو الكاهل. والمنكب:
مجمع رأس العضد في الكتف.
وأما صفة صدره وبطنه
ففي حديث هند بن أبي هالة: كان عريض الصدر سواء البطن والصدر، وفي حديث أم معبد: لم يعبه ثجلة، والثجلة عظم البطن واسترخاء أسفله.
وفي حديث أم هانئ: ما رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلا ذكرت القراطيس المثنى بعضها على بعض.
وفي حديث علي رضي الله عنه: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أجرد ذو مسربة.
وفي حديث هند بن أبي هالة: كان أنور المتجرد [ (1) ] ، دقيق المسربة [ (2) ] ، موصول ما بين اللبة [ (3) ] والسّرة بشعر يجري كالخيط. عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر.
أما صفة كفيه وقدميه وإبطيه وذراعيه وساقيه وصدره
فخرج البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فخم اليدين، لم أر بعده مثله.. الحديث.
وفي رواية: كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس والقدمين، وكان سبط [ (4) ] الكفين، وخرّج من حديث همام: أخبرنا قتادة عن أنس أو عن رجل عن أبي هريرة قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم شثن [ (5) ] الكفين والقدمين.
وفي رواية عن قتادة عن أنس أو جابر بن عبد اللَّه كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الكفين والقدمين، لم أر بعده شبها له.
وللفسوي من حديث ابن أبي ذؤيب حدثنا صالح مولى التزمة قال: كان
[ (1) ] أنور المتجرد: أي نير الجسد إذا تجرد من الثياب، والنير: الأبيض المشرق.
[ (2) ] المسربة: الشعر الدقيق الّذي كأنه قضيب من الصدر إلى السّرة.
[ (3) ] اللبة (بفتح اللام وتشديد الباء) : أعلى الصدر ممّا يلي العنق.
[ (4) ] السبط: المسترسل.
[ (5) ] الشثن: الغليظ الأصابع من الكعبين والقدمين.
أبو هريرة ينعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان شبح [ (1) ] الذراعين بعيد ما بين المنكبين، أهدب أشفار العينين.
وفي حديث علي رضي الله عنه: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شثن الكفين والقدمين، ضخم الكراديس.
وفي حديث ابن أبي هالة: كان رحب الراحة، وفي حديث أنس: ما مست قط خزا ولا حريرا ألين من كف رسول اللَّه [ (2) ] .
وفي حديث هند بن أبي هالة: كان طويل الزندين ضخم الكراديس، وفي حديث شعبة عن سماك عن جابر: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضليع الفم أشكل العينين منهوس العقبين، يعني قليل لحم العقب.
وفي حديث أبي هريرة كان يطأ بقدميه جميعا، ليس له أخمص، وفي حديث هند بن أبي هالة: كان خصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء [ (3) ] .
وخرج البيهقي من حديث زيد بن هارون، أخبرنا عبد اللَّه بن يزيد بن مقسم قال: حدثني عمتي سارة بنت مقسم عن ميمونة بنت كردم قال رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة وهو على ناقة له وأنا مع أبي، وبيد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم درة كدرة الكتاب، فدنا منه أبي فأخذ بقدمه نقيلة [ (4) ] رسول اللَّه، قالت: فما نسيت طول إصبع قدمه السبابة على سائر أصابعه.
وفي الصحيحين من حديث مالك بن مغول قال: سمعت عون بن أبي جحيفة ذكر عن أبيه قال: دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح في قبة بالهاجرة، فخرج بلال فنادى بالصلاة، ثم دخل فأخرج فضل وضوء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فدفع الناس يأخذون
[ (1) ] الشبح: الطويل (ترتيب القاموس) ج 2 ص 678، (لسان العرب) : 2/ 494.
[ (2) ](سنن الدارميّ) ج 1 ص 31.
[ (3) ] خمصان الأخمصين: معناه أن أخمص رجله شديد الارتفاع من الأرض، والأخمص: ما يرتفع من الأرض من وسط باطن الرجل، وهو الموضع الّذي لا يلصق بالأرض من القدم عند الوطء، والخمصان (بضم الخاء) : المبالغ منه.
وقوله مسيح القدمين: أي ليس بكثير اللحم فيهما وعلى ظاهرهما، فلذلك ينبو الماء عنها.
[ (4) ] نقيلة العضد: كربلة الفخذ (ترتيب القاموس) ج 4 ص 432، وفي (خ)«ناقولة» ولعل ما أثبتناه هو الصواب.
منه، قال: ثم دخل فأخرج العنزة، ثم خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كأني انظر إلى وميض ساقيه فركز العنزة [ (1) ] ثم صلّى بنا الظهر ركعتين [ (2) ] ، يمر بين يديه المرأة والحمار [ (3) ] .
وفيهما من حديث أنس: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطه، يعني في الاستسقاء.
وفي حديث حجاج عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسما، وكان في ساقيه حموشة
…
الحديث.
وخرّج البيهقي وأحمد من حديث يحيى بن يمان، حدثنا إسرائيل عن سماك ابن حرب عن جابر بن سمرة قال: كانت إصبع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خنصره من رجله متظاهرة.
وقال محمد بن معد: أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي، حدثنا سالم أبو النضر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أشفق من الحاجة (يعني ينساها) ربط في خنصره أو في خاتمه الخيط.
[ (1) ](مسلم بشرح النووي) ج 4 ص 219.
والعنزة (بفتح العين والنون) : عصا أقصر من الرمح، وقيل: هي الحربة الصغيرة: (معالم السنن للخطابي) ج 1 ص 443. وفي (مسلم بشرح النووي) ج 4 ص 219 «هي عصا في أسفلها حديدة» ورواية مسلم «ثم ركزت له عنزة» وفيها دليل على جواز استعانة الإمام بمن يركز له عنزة ونحو ذلك، وفيه: «بياض ساقيه» .
[ (2) ] فيه دليل على أن الأفضل قصر الصلاة في السفر وإن كان بقرب بلد ما لم ينو الإقامة أربعة أيام فصاعدا وفيه أيضا أن الساق ليست بعورة، وهذا مجمع عليه (المرجع السابق) .
[ (3) ] في رواية (مسلم)«يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود» ، يقول النووي في شرح (مسلم) ج 4 ص 226، 227:«اختلف العلماء في هذا، فقال بعضهم يقطع هؤلاء الصلاة، وقال أحمد ابن حنبل رضي الله عنه: يقطعهما الكلب الأسود وفي قلبي من الحمار والمرأة شيء، ووجه قوله أن الكلب لم يجيء في الترخيص فيه شيء يعارض هذا الحديث، أما المرأة ففيها حديث عائشة رضي الله عنها المذكور بعد هذا- وفيه «لقد شبّهتمونا بالحمير والكلاب واللَّه لقد رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّى وإني على السرير بيني وبينه القبلة» ، - وفي الحمار حديث ابن عباس السابق- وفيه «يمر بين يديه الكلب والحمار لا يمنع» - وقال مالك وأبو حنيفة والشافعيّ رضي الله عنهم وجمهور العلماء من السلف والخلف: لا تبطل الصلاة بمرور شيء من هؤلاء ومن غيرهم، وتأويل هؤلاء هذا الحديث على أن المراد بالقطع نقص الصلاة بشغل القلب بهذه الأشياء» ، راجع:(مسلم بشرح النووي) ج 4 «باب سترة المصلي والندب إلى الصلاة إلى سترة والنهي عن المرور بين يدي المصلي والصلاة إلى الراحة والأمر بالدنو من السترة وبيان قدر السترة وما يتعلق بذلك» .