الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يوم السابع من ذي الحجّة وخطبة يوم عرفة، وخطبة يوم النحر، وخطبة القرّ [ (1) ] وخطبة يوم النفر الأول [ (2) ]، قال الواقدي: فقال- يعنى في
خطبة يوم النّحر بمنى
-:
خطبة يوم النحر بمنى
أيها الناس، اسمعوا من قولي واعقلوه، فإنّي لا أدري: لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا! أيها الناس! أيّ شهر هذا؟ فسكتوا، فقال: هذا شهر حرام، وأي باد هذا؟ فسكتوا، فقال: بلد حرام، وأي [ (3) ] يوم هذا؟ فسكتوا، قال: يوم حرام، ثم قال: إن اللَّه قد حرّم دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرمة شهركم هذا، في بلدكم هذا، في يومكم هذا إلى أن تلقوا ربكم، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللَّهمّ اشهد، ثم قال: إنكم سوف تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا هل بلغت؟ قال الناس: نعم، قال: اللَّهمّ اشهد، ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها، ألا وإنّ كلّ ربا في الجاهليّة موضوع، وإن كل دم في الجاهلية موضوع، [ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، قضى اللَّه أنه ربا، وإن ربا عبّاس بن عبد المطلب موضوع كله][ (4) ] وأوّل دمائكم أضع دم إياس بن ربيعة بن الحارث-[كان مسترضعا في بني سعد بن ليث فقتلته هذيل]-، ألا هل بلغت؟ قالوا: اللَّهمّ نعم، قال: اللَّهمّ اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، ألا إن كل مسلم محرم على كل مسلم، ولا يحل مال امرئ مسلم إلا ما أعطي عن طيب نفس.
[ (1) ] يوم القر: الغد من يوم النحر.
[ (2) ] أيام الحج: اليوم السادس من ذي الحجة: يوم الزينة.
اليوم السابع من ذي الحجة: يوم التروية.
اليوم الثامن من ذي الحجة: يوم منى.
اليوم التاسع من ذي الحجة: يوم عرفة.
اليوم العاشر من ذي الحجة: يوم الأضحى يوم الحج الأكبر.
أيام التشريق: اليوم الحادي عشر من ذي الحجة يوم القر.
اليوم الثاني عشر من ذي الحجة يوم النفر الأول.
اليوم الثالث عشر من ذي الحجة يوم النفر الآخر.
[ (3) ] في (خ)«أي» بغير واو قبلها، وهي رواية الواقدي.
[ (4) ] ما بين القوسين تمام الخطبة من (ابن هشام) ج 4 ص 185.
فقال عمرو بن يثربي: يا رسول اللَّه، أرأيت إن لقيت غنم ابن عمّي، أجتزر [ (1) ] منها شاة؟ فقال: إن لقيتها [نعجة][ (2) ] تحمل شفرة [وأزنادا][ (2) ] بحبت الجميش [ (3) ] فلا تهجها! ثم قال أيها الناس: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ [ (4) ] ، [ويحرموا ما أحلّ اللَّه][ (5) ] ، ألا وإن الزّمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللَّه السموات والأرض، إن عدة الشهور عند اللَّه اثنا [ (6) ] عشر شهرا في كتاب اللَّه منها أربعة حرم: ثلاثة متوالية: ذو القعدة وذو الحجّة، والمحرّم، ورجب الّذي يدعى شهر مضر: الّذي جاء بين جمادى الآخرة وشعبان، والشهر تسعة وعشرون وثلاثون «ألا هل بلّغت؟ فقال الناس: نعم، فقال: اللَّهمّ اشهد» .
ثم قال: أيها الناس، إن للنساء عليكم حقا وإن لكم عليهنّ حقا: فعليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا ولا يدخلن بيوتكم أحدا تكرهونه إلا بإذنكم، فإن فعلن فإن اللَّه قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع [ (7) ] ، وأن تضربوهن ضربا غير مبرّح، فإن انتهين وأطعنكم فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وإنما النساء عندكم عوان [ (8) ] ، لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنما أخذتموهنّ بأمانة اللَّه، واستحللتم فروجهنّ بكلمة اللَّه، فاتقوا اللَّه في النساء واستوصوا بهن خيرا، ألا هل بلغت؟
قال الناس: نعم، قال: اللَّهمّ اشهد.
أيها الناس، إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرونه [من أعمالكم][ (9) ] . إن كلّ مسلم أخو المسلم، وإنما المسلمون إخوة، ولا يحل لامرئ مسلم دم أخيه ولا ماله إلا بطيب
[ (1) ] في (خ)«أجزر» ، وما أثبتناه من (مسند أحمد) ج 5 ص 113.
[ (2) ] زيادات من كتب السيرة.
[ (3) ] علم الصحراء بين مكة والمدينة (معجم البلدان) ج 2 ص 343.
[ (4) ] من الآية 37/ التوبة، وفي (خ) إلى قوله تعالى لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ.
[ (5) ] زيادة من (ابن هشام) ج 4.
[ (6) ] في (خ)«اثنى عشر» .
[ (7) ] في (خ)«بالمضاجع» .
[ (8) ] العواني: جمع «عانية» وهي الأسيرة.
[ (9) ] زيادة من (ابن هشام) ج 4، كان مكانها في (خ)«فقد رضي به» .