الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو حامل الحسن، فتقدم فوضعه عند قدمه اليمني، فسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سجدة أطالها، فرفعت رأسي فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ساجد، وإذا الغلام راكب ظهره، فعدت فسجدت، فلما انصرف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال ناس: يا رسول اللَّه! لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها، أشيء أمرت به أو كان يوحي إليك؟ فقال: كل ذلك لم يكن، ابني ارتحلني فكرهت أن أعلجه حتى يقضي حاجته [ (1) ] .
وأما اشتراطه على ربه أن يجعل سبه لمن سب من أمته أجرا
فخرّج البخاري من كتاب الدعاء من حديث يونس عن ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللَّهمّ فأيّما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة [ (2) ] .
وخرّج مسلم بنحوه وقال فأيما عبد. وله من حديث ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال: حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: اللَّهمّ إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه، فأيّما مؤمن سببته أو جلدته فاجعل ذلك كفارة له يوم القيامة [ (3) ] .
وله من حديث جرير عن الأعمش عن أبي الضحي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو، فأغضباه فلعنهما وسبّهما، فلما خرجا قلت: يا رسول اللَّه! من [ (4) ] أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان؟ قال وما ذاك؟ قلت: لعنتهما وسببتهما! قال: أو ما علمت ما شارطت [ (5) ] عليه ربي قلت: اللَّهمّ إنما أنا بشر [فأيّما أجد من][ (6) ] المسلمين لعنته أو سببته، فاجعله له زكاة وأجرا.
[ (1) ](المستدرك للحاكم) ج 3 ص 166 باختلاف يسير وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
[ (2) ](صحيح البخاري) ج 4 ص 107.
[ (3) ](مسلم بشرح النووي) ج 16 ص 153.
[ (4) ] في (خ)«لمن» وما أثبتناه من رواية (مسلم) .
[ (5) ] في (خ)«شرطت» وما أثبتناه من رواية (مسلم) .
[ (6) ] كذا في (خ) ورواية مسلم: «فأيّ المسلمين» .
وخرّجه من حديث علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم وعلي ابن خشرم عن عيسى بن يونس عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير وقال فيه: فخلوا به فسبّهما ولعنهما وأخرجهما [ (1) ] .
وله من حديث عبد اللَّه بن نمير قال: حدثنا أبي، حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ إنما أنا بشر، فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة [ (1) ] .
وخرّجه البخاري من حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مثله، إلا أن فيه: زكاة وأجرا.
وله من حديث المغيرة عن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد [ (2) ] عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللَّهمّ إني اتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته، شتمته، لعنته، جلدته، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة [ (3) ] .
وله من حديث الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن سالم مولى النصريين قال:
سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: اللَّهمّ إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر، وإني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته، فاجعلها له كفّارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة [ (4) ] .
وله من حديث جريج: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه [يقول][ (5) ] : سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إنما أنا بشر، وإني اشترطت على ربي عز وجل أيّ عبد من المسلمين سببته أو شتمته أن يكون ذلك له زكاة وأجرا.
وخرّج مسلم أيضا من حديث عكرمة بن عمّار قال: أخبرنا إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة قال: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت عند
[ (1) ] المرجع السابق 151.
[ (2) ] في (خ)«أبي الدرداء» وما أثبتناه من رواية مسلم.
[ (3) ] المرجع السابق ص 153.
[ (4) ](مسلم بشرح النووي) ج 16 ص 153.
[ (5) ] زيادة من المرجع السابق.
أم سليم يتيمة- وهي أم أنس- فرأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال: أأنت هيه [ (1) ] ، لقد كبرت لا كبر سنّك، فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي، فقالت أم سليم: ما لك يا منيّمة؟ قالت الجارية: دعا [ (2) ] عليّ نبي اللَّه ألا يكبر سني! فالآن لا يكبر سني أبدا، أو قالت: قرني، فجرت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال لها: ما لك يا أم سليم؟ فقالت: يا نبي اللَّه؟ أدعوت علي يتيمتي؟ قال: وما ذاك يا أم سليم؟ قالت: زعمت أنك دعوت عليها أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها، قال [ (3) ] : فضحك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا أم سليم، أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر، أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر: فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها [ (4) ] له طهورا وزكاة وقربة يقربها [ (5) ] بها يوم القيامة.
انفرد بإخراجه مسلم [ (6) ] .
وخرّج الإمام أحمد [ (7) ] من حديث ابن أبي ذؤيب قال: حدثني محمد بن عمر ابن عطاء عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بأسير فلهوت عنه فذهب: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل الأسير؟
قالت: لهوت عنه مع النسوة فخرج، فقال: ما لك؟ قطع اللَّه يدك! فخرج فأذن به الناس فطلبوه، فجاء به فدخل عليّ وأنا أقلب يدي فقال: أجننت! قلت:
دعوت عليّ فأنا أقلب يدي انظر أيهما يقطعان، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم رفع يديه مدا وقال: اللَّهمّ إني بشر، أغضب كما يغصب البشر، فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهورا.
وله من حديث محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة أن عائشة قالت: إن أمداد
[ (1) ] بفتح الباء وإسكان الهاء وهي هاء السكت.
[ (2) ] في (خ)«وهي» .
[ (3) ] في (خ)«قالت» .
[ (4) ] في (خ)«تجعلها» .
[ (5) ] في (خ)«نقربه» .
[ (6) ](مسلم بشرح النووي) ج 16 ص 154، 155، انظر أيضا:(سنن أبي داود) ج 5 ص 45، 46 حديث رقم 4659 وفيه:«أيما رجل من أمتي سببته أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين فأجعلها عليهم صلاة يوم القيامة» .
[ (7) ](مسند أحمد ابن حنبل) ج 2 ص 390، 488، 496، ج 3 ص 333، 384، 391، 400، ج 5 ص 437، 439، ج 6 ص 45.