الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن الجوزي: وهذا الحديث لا يثبت، فيه جماعة مجروحون، ولا يصح عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه كان يزيد على التبسم.
وخرّج الإمام أحمد [ (1) ] وأبو يعلي، والبزار والطبراني في الكبير، من حديث هشام عن أبي الزبير، عن عبد اللَّه بن سلمة، عن علي أو عن الزبير قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكرنا بأيام اللَّه، حتى نعرف ذلك في وجهه، وكأنه نذير قوم يصبحهم الأمر غدوة، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل لم يتبسم ضاحكا حتى يرتفع (عنه)[ (2) ] .
وأما محبته الفأل [ (3) ] وتركه الطيرة [ (4) ] وتغيير الاسم القبيح
فخرج مسلم من حديث يحيى بن عتيق قال: أخبرنا محمد بن سيرين عن أبي
[ (1) ](مسند أحمد) ج 1 ص 272، حديث رقم (1440)، وقال فيه:«عن عبد اللَّه بن سلمة. أو مسلمة»
[ (2) ] زيادة من المرجع السابق.
[ (3) ] الفأل: ضدّ الطيرة، والجمع فؤول. وتفألت به، وتفأّل به. قال ابن الأثير: يقال: تفاءلت بكذا، وتفألت، على التخفيف والقلب، قال: وقد أولع الناس بترك همزه تخفيفا.
والفأل: أن يكون الرجل مريضا فيسمع آخر يقول: يا سالم، أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول: يا واجد، فيقول: تفاءلت بكذا، ويتوجه له في ظنه كما سمع أنه يبرأ من مرضه، أو يجد ضالته.
وفي الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب الفأل ويكره الطيرة، ضد الفأل، وهي فيما يكره، كالفأل فيما يستحب، والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء، والفأل يكون فيما يحسن وفيما يسوء.
قال أبو منصور: من العرب من يجعل الفأل فيما يكره أيضا. قال أبو زيد تفاءلت تفاؤلا، وذلك أن تسمع الإنسان وأنت تريد الحاجة يدعو: يا سعيد، يا أفلح، أو يدعو باسم قبيح. والاسم: الفأل، مهموز.
وفي نوادر الأعراب: يقال: لا فأل عليك بمعني لا ضير عليك، ولا طير عليك، ولا شرّ عليك.
وفي الحديث، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح والفأل الصالح الكلمة الحسنة» .
قال: وهذا يدل على أن من الفأل ما يكون صالحا، ومنه ما يكون غير صالح، وإنما أحب النبي صلى الله عليه وسلم الفأل، لأن الناس إذا أمّلوا فائدة اللَّه ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي، فهم على خير.
ولو غلطوا في جهة الرجاء، فإن الرجاء لهم خير، ألا ترى أنهم إذا قطعوا أملهم ورجاءهم من اللَّه كان ذلك من الشر؟ وإنما خبّر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفطرة كيف هي، وإلى أي شيء تنقلب. (لسان العرب) ج 11 ص 513- 514
[ (4) ] الطيرة: مضاد للفأل، وكانت العرب مذهبها في الفأل والطيرة واحد، فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم الفأل واستحسنه، وأبطل الطيرة ونهى عنها. والطّيرة من اطّيرت وتطيّرت، ومثل الطّيرة الخيرة.
هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا عدوى ولا طيرة وأحب الفأل الصالح [ (1) ] .
ومن حديث هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا هامة ولا طيرة، وأحب الفأل الصالح [ (2) ] .
وخرّجا من حديث معمر وشعيب عن الزهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، أن أبا هريرة [ (3) ] قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا طيرة، وخيرها الفأل، قيل: يا رسول اللَّه، وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم [ (4) ] .
وخرج البخاري وأبو داود من حديث هشام، أخبرنا قتادة عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل، الكلمة الحسنة [ (5) ] .
وخرج أبو داود [ (6) ] من حديث هشام عن قتادة، عن عبيد اللَّه بن بريدة، عن
[ () ] والطّيرة من الشرك، لأنهم كانوا يعتقدون أن الطير تجلب لهم نفعا، أو تدفع عنهم ضررا إذا عملوا بموجبة، فكأنهم أشركوه مع اللَّه في ذلك.
وفي التنزيل: قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ 18/ ياسين، قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ 131/ الأعراف، أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ 131/ الأعراف.
(المرجع السابق) ج 4 ص 512- 513.
[ (1) ](مسلم بشرح النووي) ج 14 ص 470 كتاب السلام (39) باب (34) حديث رقم (113- 2223) .
[ (2) ](المرجع السابق) حديث رقم (114) .
[ (3) ](اللؤلؤ والمرجان) ج 3 ص 71 باب (34)(الطيرة والفأل وما يكون فيه الشؤم) حديث رقم (1438) .
[ (4) ] وضيرها: أي ضير الطيرة، والفأل: ضد الطيرة ويستعمل في الخير والشر،
وفي حديث عروة بن عامر عند أبي داود قال: «ذكرت الطيرة عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: ضيرها الفأل، ولا تردّ مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللَّهمّ لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه» .
(المرجع السابق) .
[ (5) ](فتح الباري) : ج 10 ص 263، كتاب الطب، باب (44) ، حديث رقم (5756) ، (مسلم بشرح النووي) ج 14 ص 470، كتاب السلام باب (34)، حديث رقم (111- 2224) :
وزاد فيه «الكلمة الطيبة» بعد قوله: «الكلمة الحسنة» .
[ (6) ](صحيح سنن أبي داود) : ج 2 ص 742 حديث رقم (3920)، قال الألباني: صحيح، و (مسند أحمد) : 5/ 347 حديث رقم (22437) باختلاف يسير.
أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شيء، وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه، فإذا أعجبه اسمه فرح به، ورئي أثر [ (1) ] ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رئي كراهة [ (2) ] ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية سأل عن اسمها، فإذا [ (3) ] أعجبه اسمها [فرح بها] ، ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رئي كراهية [ (4) ] ذلك في وجهه.
وقال مالك عن يحيى بن سعيد أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال للقحة تحلب: من يحلب هذه؟ فقام رجل، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ فقال له الرجل:
مرّة، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اجلس، ثم قال: من يحلب هذه؟ فقام رجل فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ فقال: حرب، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اجلس، ثم قال: من يحلب هذه؟ فقام رجل فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ فقال يعيش، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: احلب. هكذا رواه مالك مرفوعا عن يحيى [ (5) ] .
وخرج قاسم بن أصبغ من حديث الحسين بن واقد، عن عبد اللَّه بن بريدة [ (6) ] عن أبيه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يتطير ولكن يتفاءل، فركب بريدة في سبعين راكبا من أهل بيته من بني سهم، فلقي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بماء، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قال: بريدة، فالتفت إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: برد أمرنا وصلح، ثم قال: ممن؟ قال: من أسلم، قال: لأبي بكر: سلمنا، ثم قال: ممن؟
قال: من سهم، قال: خرج سهمك [ (7) ]، قال بريدة للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فمن أنت؟ قال:
[ (1) ] في (خ) : «بشر ذلك» .
[ (2) ] في (ج) : «كراهية» .
[ (3) ] في (خ) : «فإن»
[ (4) ] في (خ) : «كراهة» وما أثبتناه من (المرجع السابق) ، (شعب الإيمان) ج 2 ص 62 حديث رقم (1170) بسياقة أخرى.
[ (5) ](الموطأ) كتاب الجامع، باب ما يكره من الأسماء، حديث رقم (1776) قال أبو عمر: ليس هذا من باب الطيرة، لأنه محال أن ينهي عن شيء يفعله، وإنما هو من باب طلب الفأل الحسن، وقد كان أخبرهم عن سيّئ الأسماء أنه حرب، ومرّة، وأكّد ذلك حتى لا يتسمى بهما أحد. (شرح الزرقاني على الموطأ) ج 4 ص 490.
[ (6) ] هو بريدة بن الحصيب الأسلمي (ستأتي ترجمته تفصيلا) .
[ (7) ] إلى هنا ورد الخبر في (الاستيعاب) : ج 1 ص 185- 186، ترجمة بريدة بن الحصيب الأسلمي رقم (217) .
محمد بن عبد اللَّه، رسول اللَّه، قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنك عبده ورسوله. فأسلم بريدة، وأسلم الذين معه جميعا،
فقال [ (1) ] بريدة للنّبيّ صلى الله عليه وسلم لا تدخل المدينة إلا معك لواء، فحل عامته، ثم شدها في رمح، ثم مشى بين يديه حتى دخل المدينة، قال بريدة: الحمد للَّه الّذي أسلمت [له] بنو سهم طائعين.
وخرج الترمذي من حديث حماد بن سلمة عن حميد عن أنس، أن نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج لحاجته، يعجبه أن يسمع: يا راشد.. يا نجيح. قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح [ (2) ] .
وخرج البزار من حديث معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا أبردتم إليّ بريدا فأبردوه حسن الوجه، حسن الاسم [ (3) ] .
وقال: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا قتادة.
وقال هشام الدستواني، عن يحيي بن كثير قال: كتب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أمراء الأجناد: ألا توفدوا إلينا إلا برجل حسن الوجه، حسن الاسم.
وخرّج ابن حبان من حديث مبارك بن فضالة [ (4) ] ، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن
[ (1) ] قال ابن أبي حاتم في (تاريخ الصحابة) : ص 44 ترجمة بريدة بن الحصيب الأسلمي رقم (108) : لحق النبي صلى الله عليه وسلم قبل قدومه المدينة فقال: «يا رسول اللَّه لا تدخل المدينة إلا معك لواء» ثم حلّ عمامته، وشدّها في رمح، ومشى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يوم قدم المدينة.
[ (2) ](تحفه الأحوذي) : ج 5 ص 200، حديث رقم (1665)، قوله:«هذا حديث حسن صحيح» ، وأخرج الشيخان معناه من حديث أبي هريرة، قوله:«كان يعجبه» أي يستحسنه ويتفاءل به، «أن يسمع يا راشد» ، أي واجد الطريق المستقيم، «يا نجيح» ، أي من قضيت حاجته، (صحيح سنن الترمذي) : ج 4 ص 138، حديث رقم (1616) .
[ (3) ]
(المقاصد الحسنة) : ص 149، عند الكلام على الحديث رقم (161) ، «التمسوا الخير عند حسان الوجوه» ،
قال: وله أيضا من حديث عمر بن أبي خثعم، عن يحى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا:«إذا بعثتم إليّ رجلا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم» .
وقال أيضا. لا نعلمه روي عن أبي هريرة إلا بهذا الاسناد. قال (السخاوي) : وأحدهما يقوي الآخر.
وفي (المطالب العالية) : ج 2 ص 422، حديث رقم (2638) : الحضرميّ بن لاحق، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا أبردتم بريدا فأبروده حسن الوجه حسن الاسم»
(لابن أبي عمر) . وقال في هامشه:
سكت عليه البوصيري.
[ (4) ] أحاديث مبارك بن فضالة في (صحيح ابن حبان)(19) حديثا ليس من بينهم هذا الحديث. (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) : ج 18 ص 219 (الفهارس) .
نافع عن ابن عمر رضي الله عنه، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته، فقال:
أخذنا فألك من فيك [ (1) ] .
وخرج الترمذي من حديث عمر بن عليّ المقدّميّ، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير الاسم القبيح. وربما قال عمر ابن على عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، ولم يذكر فيه [عن] عائشة [ (2) ] .
وخرّج مسلم والترمذي من حديث يحيى عن سعيد عن عبيد اللَّه قال: أخبرني نافع عن ابن عمر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غيّر اسم عاصية، وقال: أنت جميلة [ (3) ] .
ولمسلم من حديث حماد بن سلمة عن عبيد اللَّه عن نافع، عن ابن عمر، أن ابنة لعمر رضي الله عنه يقال لها عاصية، فسماها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جميلة [ (4) ]، وله من حديث سفيان بن عبد الرحمن- مولى أبي طلحة- عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كانت جويرة اسمها برة، فحول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اسمها جويرة، وكان
[ (1) ]
(صحيح سنن أبي داود) : ج 2 ص 472، رقم (3317- 3917)، (المجموعة الصحيحة) :
حديث رقم 726، (كشف الخفا) : ج 1 ص 66، حديث رقم (154)، (المقاصد الحسنة) :
ص 70، حديث رقم (40) من حديث محمد بن يونس، حدثنا عون بن عمارة، حدثنا السري بن يحى، عن الحسن، عن سمرة بن جندب قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، فسمع عليا يوما وهو يقول: هذه خضرة، فقال صلى الله عليه وسلم:«يا لبّيك قد أخذنا فألك من فيك فاخرجوا بنا إلى خضرة» ،
قال: فخرجوا إلى خيبر، فما سل سيف إلا سيف علي بن أبي طالب رضي الله عنه. زاد (العسكري) :
حتى فتح اللَّه عز وجل. والعسكري هو: أبو هلال العسكري، مؤلف كتاب الصناعتين، وديوان المعاني، وجمهرة الأمثال، وغيرهم، حيث تزيد مؤلفاته على العشرين مصنفا، مات في القرن الخامس.
[ (2) ](سنن الترمذي) : ج 5 ص 123- 124، حديث رقم (2839) ، (صحيح سنن الترمذي) ج 2 ص 372، باب ما جاء في تغيير الأسماء، حديث رقم (2275- 3007) ، (المجموعة الصحيحة) حديث رقم (207) ، (208) .
[ (3) ]
(المرجع السابق) حديث رقم (2838) : «حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقيّ، وأبو بكر محمد بن بشار، وغير واحد قالوا: حدثنا يحى بن سعيد القطان عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية، وقال: «أنت جميلة» ، (صحيح سنن الترمذي) : ج 2 ص 372، حديث رقم (2274- 3006)، قال الألباني:«صحيح» (صحيح سنن ابن ماجة) : ج 2 ص 306 حديث رقم (3008- 3733) ، (المجموعة الصحيحة) حديث رقم (213) .
[ (4) ](مسلم بشرح النووي) : ج 14 ص 666- 367، حديث رقم (2139)
يكره أن يقال: خرج من عند برة [ (1) ] .
وللبخاريّ ومسلم من حديث شعبة عن عطاء بن ميمونة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن زينب كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها، فسماها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم زينب [ (2) ] .
ولمسلم من حديث الوليد بن كثير قال: حدثني محمد بن عمرو، عن عطاء قال: حدثتني زينب ابنة أم سلمة، قالت: كان اسمي برة، فسماني رسول اللَّه زينب. قالت: دخلت عليه بنت جحش واسمها برة، فسماها زينب [ (3) ] .
ومن حديث الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، قال سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسمّيت برّة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا تزكوا أنفسكم، اللَّه أعلم بأهل البر منكم، فقالوا: بم نسميها؟ قال: سموها زينب [ (4) ] .
وخرّج الإمام أحمد من حديث عبيد اللَّه بن عمر، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن محمد بن علي، عن علي رضي الله عنه قال: لما ولد الحسن سماه حمزة، فلما ولد الحسين سماه بعمه جعفر فدعاني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أمرت أن أغير اسم هذين، قلت: اللَّه ورسوله أعلم، فسماها، حسنا وحسينا [ (5) ] .
وخرّج قاسم بن أصبغ وأحمد بن حنبل من حديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ عن علي رضي الله عنه قال: لما ولد الحسن جاء النبي فقال: أرونى ابني، ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال: بل هو حسن، فلما ولد الحسين
[ (1) ](المرجع السابق) : حديث رقم (2140) .
[ (2) ](اللؤلؤ والمرجان) : ج 3 ص 47 حديث رقم (1384) .
[ (3) ](مسلم بشرح النووي) : ج 14 ص 367 حديث رقم (2142) .
[ (4) ](المرجع السابق) ، حديث رقم (19) .
قال الإمام النووي في (المرجع السابق) : معنى هذه الأحاديث تغيير الاسم القبيح أو المكروه إلى حسن، وقد ثبتت أحاديث بتغييره صلى الله عليه وسلم أسماء جماعة كثيرين من الصحابة، وقد بين العلة في النوعين وما في معناهما، وهي التزكية أو خوف التطيّر.
[ (5) ](مسند أحمد) : ج 1 ص 159، حديث رقم (1374) .
قال: أرونى ابني، ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال بل هو حسين، فلما ولد الثالث جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلت: حربا، قال هو محسن [ (1) ] .
وخرج الإمام أحمد من حديث سفيان عن أبي إسحاق عن رجل من جهينة قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: يا حرام، فقال: يا حلال.
ومن حديث يحيى بن أبي بكير، حدثنا عبيد اللَّه بن إياد [ (2) ] بن لقيطة [السدوسي] [ (3) ] عن أبيه عن ليلى امرأة بشير بن الخضامية عن بشير قال: وكان قد أي النبي صلى الله عليه وسلم واسمه زحم- فسماه النبي بشيرا [ (4) ] .
ومن حديث إسماعيل بن عياش عن بكر بن زرعة الخولانيّ عن مسلم بن عبد اللَّه الأزدي قال: جاء عبد اللَّه بن قرظ الأزدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ما اسمك؟
قال: شيطان بن قرظ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنت عبد اللَّه بن قرظ.
ومن حديث شعبة عن عبد اللَّه بن أبي السفر [ (5) ] عن عامر الشعبي عن عبد بن مطيع بن الأسود، حدثني عدي بن كعب عن أبيه مطيع- وكان اسمه العاصي- فسماه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مطيعا. قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمر بقتل هؤلاء الرهط بمكة يقول: لا تغزى مكة بعد هذا اليوم أبدا.
ولأبي داود [ (6) ] من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده أن
[ (1) ] ثم زاد أسد، ثم
قال: إني سمّيتهم بأسماء ولد هارون: شبّر وشبّر ومشبّر. (الاستيعاب لابن عبد البر) ج 3 ص 100.
[ (2) ] في (خ)«أبان» .
[ (3) ] ما بين القوسين غير واضح في (خ) ، وما أثبتناه من (الجرح والتعديل) ج 2 قسم 2 ص 307 ترجمة رقم (1462) وهو ثقة كما قال عنه يحيى بن معين.
[ (4) ] ونحوه في (سنن أبي داود) ج 3 ص 554 حديث رقم 3230 باب المشي في النعل بين القبور.
[ (5) ] في (خ)«اليفر» وما أثبتناه من (تهذيب التهذيب) ج 4 ص 340 عند ترجمة شعبة بن الحجاج رقم (580) .
[ (6) ] وأخرجه. البخاري في الأدب باب اسم الحزن وفيه [قال ابن المسيّب: فما زالت فينا الحزونة بعد] .
النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما اسمك؟ قال: حزن، قال: بل أنت سهل، قال: لا، السهل يوطأ ويمتهن،
قال سعيد: فظننت أن ستصيبنا بعده حزونة. قال أبو داود: وغير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه العاص وعزيز وعتلة [ (1) ] ووشيطان والحكم وغراب وحباب وشهاب فسماه هشاما، وسمى حربا سلما [ (2) ] ، وسمي المضطجع المنبعث، وأرض تسمى عفرة [ (3) ] سماها خضرة، وشعب الضلالة سماها شعب الهدى، وبنى الزّنية سماهم بني الرّشدة، وسمى بني مغوية بني رشدة [ (4) ] . قال أبو داود: وتركنا أسانيدهما للاختصار.
[ (1) ] العتلة: عمود حديد تهدم به الحيطان، وقيل: حديدة كبيرة يقلع بها الشجر والحجر.
[ (2) ] أما (العاص) : فإنما غيره كراهة لمعنى العصيان، وإنما سمة المؤمن: الطاعة والاستسلام.
و (عزيز) : إنما غيره لأن العزة للَّه سبحانه، وشعار العبد: الذلة والاستكانة، وقد قال سبحانه عند ما يقرع بعض أعدائه: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ [الدخان: 49] .
و (عتلة) : معناها الشدة والغلظة، ومنه قولهم: رجل عتلّ: أي شديد غليظ. ومن صفة المؤمن: اللين والسهولة.
و (شيطان) : اشتقاق من الشّطن: وهو البعد عن الخير، وهو اسم المارد الخبيث من الجن والإنس.
و (الحكم) : هو الحاكم الّذي إذا حكم لم يردّ حكمه، وهذه الصفة لا تليق بغير اللَّه سبحانه، ومن أسمائه الحكم.
و (غراب) : مأخوذ من الغرب، وهو البعد. ثم هو حيوان خبيث الفعل، خبيث الطعم، وقد أباح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قتله في الحل والحرم.
و (حباب) : نوع من الحيات، وقد روي أن الحباب اسم الشيطان.
فقيل: إنه أراد الخبيث من شياطين الجن، وقيل-: أراد نوعا من الحيات يقال لها:
الشياطين. ومن ذلك قوله تبارك وتعالى: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ [الصافات: 65] .
[ (3) ] وأما (عفرة) : فهي نعت للأرض التي لا تنبت شيئا، أخذت من العفرة، وهي: لون الأرض القحلة فسماها خضرة على معنى التفاؤل لتخضر وتمرع.
وقوله: (عقرة) : المحفوظ عقرة بالقاف. كأنه كره اسم العقرة، لأن العاقر هي المرأة التي لا تحمل، وشجرة عاقر: لا تحمل.
[ (4) ] يقال: هذا ولد رشدة: إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: ولد زنية، بالكسر فيهما
وخرّج بقي [بن] مخلد من حديث عبدة بن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بأرض تسمى مجدبة فسماها خضرة.
وخرّج البخاري من حديث الزهري عن ابن المسيب عن أبيه أن أباه جاء النبي فقال: ما اسمك؟ قال: حزن، قال: أنت سهل، قال لا أغير اسما سمانيه أبي، قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعده. ترجم عليه باب اسم الحزن، وذكره أيضا في باب تحويل الاسم إلي اسم أحسن منه.
[و][ (1) ] من حديث ابن جريج، أخبرني عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال: جلست إلى سعيد بن المسيب فحدثني أن جده قدم على النبي فقال: ما اسمك؟
الحديث بنحو منه.
وللبخاريّ ومسلم من حديث أبي غسان حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال: أتي بالمنذر بن أبى أسيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين ولد فوضعه على فخذه وأبو أسيد جالس، فلهى النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه، فأتي أبو أسيد بابنه فاحتمل من فخذ النبي فأقلبوه [ (2) ]، فاستفاق النبي [ (3) ] صلى الله عليه وسلم فقال: أين الصبي؟ فقال أبو أسيد: أقلبناه يا رسول اللَّه، قال ما اسمه؟ قال: فلان، قال: لا، ولكن اسمه المنذر، فسماه يومئذ المنذر. وذكره البخاري [ (4) ] في باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه ولم يقل:
فأقبلوه، وقال: ولكن اسمه المنذر، لم يذكر لا.
وخرّج أبو داود [ (5) ] من حديث بشير ابن ميمون عن عمه عن أسامة بن أخدريّ أن رجلا يقال له أصرم كان في النفر
[ () ] وقيل بالفتح. (معالم السنن للخطابي) على هامش (سنن أبي داود) ج 5 ص 241 وما بعدها، تعليقا على الحديث رقم (4956) .
[ (1) ] زيادة للسياق.
[ (2) ] فأقبلوه: أي ردوه وصرفوه في جميع نسخ (صيح مسلم) فأقلبوه بالألف وأنكره جمهور أهل اللغة والغريب وشراح الحديث وقالوا: صوابه قلبوه بحذف الألف. قالوا: قال: قلبت الصبي والشيئ صرفته ورددته.
[ (3) ] أي انتبه من شغله وفكره الّذي كان فيه واللَّه أعلم (مسلم بشرح النووي) ج 14 ص 128.
[ (4) ](صحيح البخاري) ج 4 ص 80.
[ (5) ](سنن أبي داود) ج 5 ص 239 حديث رقم (4954) .
الذين أتوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما اسمك؟ قال [أنا][ (1) ] أصرم، قال: بل أنت زرعة.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا يزيد بن المقدام بن شريح عن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده هاني بن شريح أنه ذكر أنه أول ما وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في قومه سمعهم وهو يكنون هاني أبا الحكم، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه اللَّه هو الحكم وإليه الحكم، فلم تكن أبا الحكم؟ فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء فحكمت بينهم رضي كلا الفريقين، قال: ما أحسن هذا، قال: فما لك من الولد؟ قال:
شريح بن هاني وعبد اللَّه ومسلم قال أين أكبرهم؟ قال: شريح، قال: أنت أبو شريح، فدعاه له ولولده، وسمع القوم وهم يسمون رجلا منهم عبد الحجر فقال: ما اسمك؟ فقال: عبد الحجر، فقال: بل أنت عبد اللَّه- وأنه لما حضر خروج القوم إلى بلادهم أعطى كل رجل منهم [][ (2) ] في بلاده حيث أحب، إلا أن هانئ قال له: يا رسول اللَّه، أخبرني بشيء يوجب لي الجنة، قال: عليك بحسن الكلام وبذل الطعام. وذكره أبو داود في باب تغيير الاسم القبيح إلى قوله: فأنت أبو شريح، وبعده قال أبو داود: هذا هو الّذي كسر السلسلة وهو ممن دخل تستر. وخرّجه النسائي [ (3) ] أيضا والبخاري في (الأدب المفرد)[ (4) ] .
[ (1) ] زيادة من نص (أبي داود) .
وإنما غير اسم (أصرم) لما فيه معنى الصّرم وهو القطيعة، يقال: صرمت الحبل: إذا قطعته، وصرمت النخلة، إذا جذذت ثمرها. (معالم السنن للخطابى) ج 5 ص 340.
[ (2) ] هذه الكلمة غير واضحة في (خ) ولعل الصواب ما أثبتناه.
[ (3) ](سنن النسائي) ج 8 ص 326 باب إذا حكّموا رجلا فقضى بينهم.
[ (4) ](فضل اللَّه الصمد) ج 2 ص 283 حديث رقم (811) .