الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر رضي الله عنه قال:
كانت أموال بني النضير مما أفاء اللَّه على رسوله مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، وكانت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خاصة، فكان ينفق على أهله منها نفقة سنة، وما بقي جعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل اللَّه [ (1) ] .
وقال وكيع عن ابن عيينة قال: قال لي معمر: قال لي الثوري: هل سمعت في الرجل يجمع لأهله قوت سنتهم أو بعض سنتهم؟ قال معمر: فلم يحضرني، ثم ذكرت حدثناه حدثناه الزهري عن مالك بن أوس عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نحل بني النضير، ويحبس لأهله قوت سنتهم. هذا الحديث والّذي قبله واحد، وهو متفق عليه، وبهذا تبين أنه صلى الله عليه وسلم كان يعطي نفقاتهم ولا يدخر لنفسه.
وأما صفة عيشه وعيش أهله [ (2) ]
فقال الأسود عن عائشة رضي الله عنها: ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة ثلاثة أيام تباعا من خبز بر حتى مضى إلى سبيله.
[ () ] فأخرجه البيهقي في (الشعب) من حديث عثمان بن الهيثم، حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبر من تمر، فقال:«ما هذا يا بلال؟» قال:
تمر ذخرته، فقال:«أما تخشى يا بلال أن يكون له بخار في نار جهنم، أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا» ، قال: وخالفه روح بن عبادة، فرواه عن عوف، عن ابن سيرين، قال: دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على بلال فوجد عنده تمر أدخره، فذكره مرسلا، ثم ساقه كذلك.
وكذا اختلف فيه على ابن عون، فقال معاذ بن معاذ، ومحمد بن أبي عدي عنه عن ابن سيرين مرسلا، وأخرجه الطبراني، والبيهقي في (الدلائل) ، من حديث بكار بن محمد السيريني، حدثنا ابن عون به متصلا،
فلفظ البيهقي: «أنفق بلال» ،
ولفظ الآخر: «أنفق يا بلال» .
ولم يختلف على هشام بن حسان، في وصله، فأخرجه أبو يعلي، والطبراني، من حديث حرب بن ميمون، حدثنا هشام فقط،
فلفظ أبي يعلي: «أنفق يا بلال، ولا تخافنّ من ذي العرش إقلالا» ، ولفظ الطبراني:«ولا تخش» .
وما يحكى على لسان كثيرين في لفظ هذا الحديث، وأنه بلالا، ويتكلفون في توجيه لكونه نهيا عن المنع وبغير ذلك، فشيء لم أقف له على أصل.
[ (1) ](المغازي) ج 1 ص 378.
[ (2) ](صحيح سنن ابن ماجة) باب رقم (48) باب خبز البرّ، وباب رقم (49) باب خبز الشعير، وفيهما الأحاديث:
(3343)
: عن أبي هريرة أنه قال: والّذي نفسي بيده، ما شبع نبي اللَّه ثلاثة أيام تباعا من خبز الحنطة حتى توفاه اللَّه عز وجل.
وفي رواية: ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة ثلاث ليال تباعا من خبز بر حتى توفى. وفي لفظ: ما شبع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا حتى مضى لسبيله. وفي لفظ: ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض صلى الله عليه وسلم.
وقال عبد الرحمن بن عائش عن أبيه عن عائشة قالت: ما شبع آل محمد من خبز مأدوم ثلاثة أيام حتى لحق باللَّه، وفي لفظ: ما شبع آل محمد من خبز بر فوق ثلاث.
وقال هلال عن عروة عن عائشة قالت: ما أكل محمد أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر. وفي لفظ: ما شبع آل محمد يومين من خبز بر إلا إحداهما تمر [ (1) ] .
وقال ابن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: لقد مات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين.
وقال منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن عائشة: توفّي النبي صلى الله عليه وسلم حين شبعنا من الأسودين التمر والماء. وفي لفظ: وما شبعنا من الأسودين. وقال عكرمة عن عائشة قالت: لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع من التمر.
وقال أبو حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: والّذي نفسي بيده، ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة أيام حتى قبض. وفي لفظ: ما أشبع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا.
وخرّج ابن عساكر من حديث حماد عن إبراهيم عن عائشة أنها قالت: ما شبع
[ () ](3344) : عن عائشة، قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدموا المدينة ثلاث ليال تباعا من خبز برّ حتى توفي صلى الله عليه وسلم.
(3345)
: عن عائشة قالت: لقد توفي النبيّ صلى الله عليه وسلم وما في بيتي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رفّ لي. فأكلت منه حتى طال عليّ، فكلته ففني.
(3346)
: عن عائشة قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير حتى قبض.
(3347)
: عن ابن عباس، قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويا، وأهله لا يجدون العشاء، وكان عامة خبزهم خبز الشعير. ونحوه (مسند أحمد) ج 6 ص 255، حديث رقم (25644) .
[ (1) ] (المستدرك 9 ج 4 ص 106، ولفظه:«ما أكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في يوم أكلتين إلا إحداهما تمر» وقال:
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
آل محمد ثلاثة أيام متتابعات من خبز البرّ حتى ذاق محمد صلى الله عليه وسلم الموت، وما زالت الدنيا علينا عسرة حتى مات صلى الله عليه وسلم، فلما مات انصبّت الدنيا علينا صبا [ (1) ] .
[ (1) ] عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارا، إنما هو التمر والماء، إلا أن يؤتى باللّحيم» ، وفي رواية قالت:«ما شبع آل محمد من خبز البر ثلاثا حتى مضى لسبيله» ، وفي أخرى قالت:«ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام ثلاث ليال تباعا حتى قبض» ، وفي أخرى:«ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم» .
وفي أخرى قالت: «ما أكل آل محمد أكلتين في يوم واحد إلا وإحداهما تمر» وفي أخرى كانت تقول لعروة: «واللَّه يا ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين- وما أوقد في أبيات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نار، قال: قلت: يا خالة، فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار، وكانت لهم منائح، فكانوا يرسلون إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقيناه» .
وفي أخرى قالت: «توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين شبع الناس من الأسودين: التمر والماء» ، وفي رواية:
هذه روايات البخاري ومسلم. ولمسلم أيضا قالت: «لقد مات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين» .
وأخرج الترمذي الرواية الأولى، إلى قوله:«الماء» والرابعة وله في أخرى عن مسروق، قال:«دخلت على عائشة، فدعت لي بطعام فقالت: ما أشبع فأشاء أن أبكي إلا بكيت، قلت: لم؟ قالت: أذكر الحال التي فارق عليها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الدنيا، واللَّه ما شبع من خبز ولحم مرتين في يوم» .
المنائح: جمع منيحة، وهي الناقة يعيرها صاحبها إنسانا ليشرب لبنها ويعيدها.
الأسودين: السواد: من صفات التمر، لأن الغالب على أنواع تمر المدينة السواد، فأما الماء فليس بأسود، وإنما جعل أسود حيث قرن بالتمر، فغلّب أحدهما على الآخر فسمّى به، وهذا من عادة العرب يفعلونه بالشيئين- يصطحبان، فيغلبون اسم الأشهر، كقولهم:«القمران» للشمس والقمر.
رواه (البخاري) في الأطعمة باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون، وفي الرقاق، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا.
و (لمسلم) في الزهد والرقائق، رقم (2970) ، (2971) ، (2972) ، (2973) .
(مسلم بشرح النووي) ج 18 ص 315- 318 و (الترمذي) في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله رقم (2357) ، (2358) صلى الله عليه وسلم، ورقم (2471) في صفة القيامة باب رقم 34 (صحيح سنن الترمذي) ج 4 ص 500، 556.
وقال سعيد المقبري عن أبي هريرة: أنه مرّ بقوم بين أيديهم شاة مصلّية، فدعوه فأبى أن يأكل وقال: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير [ (1) ] .
وهذه الأحاديث: منها ما خرّجاه، ومنها ما خرّجه أحدهما، وللترمذي من حديث ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس، رضي الله عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويا، وأهله لا يجدون شيئا، وكان أكثر خبزهم الشعير. قال: هذا حديث حسن صحيح [ (2) ] .
ولتقي بن مخلد من حديث عقبة بن مكرم، أخبرنا عبد اللَّه بن خراش عن العوام عن المسيب بن رافع عن أبي هريرة قال: ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما، ولا عبدا ولا أمة، ولا شاة ولا بعيرا، ولقد كان يربط على بطنه حجرا من الجوع [ (3) ] .
ولمسلم من حديث أبي الأحوص عن سماك قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه. وخرّجه الترمذي [ (4) ] بهذا الإسناد مثله وقال: هذا حديث [حسن][ (5) ] صحيح.
ولمسلم من حديث شعبة عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان يخطب قال:
ذكر عمر رضي الله عنه ما. صاب الناس من الدنيا، [فقال][ (5) ] لقد رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [يظل][ (6) ] اليوم يتلوى ما يجد دقلا يملأ به بطنه [ (7) ] .
وخرّج البخاري من حديث هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس رضي الله عنه
[ (1) ] ونحوه في (سنن الترمذي) ج 4 ص 9 حديث رقم (2462) ، (2463) باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم، و (مسلم) في الزهد حديث رقم (2976) .
[ (2) ] المرجع السابق حديث رقم (2465) .
[ (3) ] ونحوه في (سنن الترمذي) ج 4 ص 15 حديث رقم (2476) وقال فيه: «ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر ورفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن حجرين» وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
[ (4) ] المرجع السابق ص 15 حديث رقم 2477.
[ (5) ] زيادة من المرجع السابق والدّقل: ضعف الجسم، والدّقل أردأ التمر.
زيادة من (صحيح مسلم) .
[ (6) ] هذه الكلمة غير واضحة في (خ) وأثبتناها من (صحيح مسلم) .
[ (7) ](مسلم بشرح النووي) ج 18 ص 109.
أنه مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سنخة، ولقد رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعا له بالمدينة عند يهوديّ وأخذ منه شعيرا لأهله. ولقد سمعته يقول: ما أمسى عند آل محمد صاع برّ ولا صاع حبّ، وإن عنده لتسع نسوة. ذكره في كتاب البيوع في باب شراء النبي صلى الله عليه وسلم بالنسيئة [ (1) ] . وذكره الترمذي في جامعه بهذا السند وقال: هذا حديث حسن صحيح، ذكره في البيوع [ (2) ] .
وخرّج البخاري من حديث همام بن حيي، أخبرنا قتادة قال: كنا نأتي أنس بن مالك و [خبّازه][ (3) ] قائم فقال [ (4) ] : كلوا فما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرقّقا حتى لحق باللَّه، ولا رأى شاة سميطا بعينه قط. ذكره في الرقاق وفي كتاب الأطعمة [ (5) ] .
وله من حديث قتادة عن أنس [ (6) ] قال: ما علمت النبي صلى الله عليه وسلم أكل على [ (7) ] سكرجة قط ولا خبز له مرقق قط، ولا أكل على خوان [ (8) ]، قيل لقتادة:
فعلى ما كانوا يأكلون؟ قال: على السّفر [ (9) ] .
ولأحمد من حديث سليمان بن رومان عن عروة عن عائشة أنها قالت: والّذي بعث محمدا بالحق، ما رأى منخلا ولا أكل خبزا منخولا منذ بعثه اللَّه إلى أن قبضه، فقلت: كيف كنتم تأكلون الشعير؟ قالت: كنا نقول: أفّ أفّ.
ولأبي ذر الهروي من حديث حماد عن ثابت عن أنس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: لقد أخفت في اللَّه وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في اللَّه وما يؤذى أحد، ولقد أتت عليّ من بين يوم وليلة وما لي طعام نأكله إلا شيء يواريه إبط بلال.
وخرّج البخاري [ (10) ] من حديث أبي حازم: سألت سهل بن سعد فقلت: هل
[ (1) ](صحيح البخاري بحاشية السندي) ج 2 ص 6.
[ (2) ](سنن الترمذي) ج 2 ص 344 حديث رقم (1233) .
[ (3) ] هذه الكلمة غير واضحة في (خ) وأثبتناها من (البخاري) .
[ (4) ] كذا في (خ) ، ورواية البخاري (قال) .
[ (5) ](صحيح البخاري بحاشية السندي) ج 3 ص 297
[ (6) ](المرجع السابق) ص 296.
[ (7) ] كذا في (خ) وفي (البخاري)«في سكرجة» والسكرجة: إناء صغير يؤكل فيه الشيء، وكل ما يوضع فيه الكوامخ ونحوها على المائدة حول الأطعمة للتشهي والهضم.
[ (8) ] الخوان: ما يؤكل عليه.
[ (9) ] السفرة: ما يحمل فيه الطعام.
[ (10) ](صحيح البخاري بحاشية السندي) ج 3 ص 296.