الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاته
وتوفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضحى يوم الإثنين لاثنتي عشرة مضت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من مهاجره- وقيل مستهله، وقيل ثانيه-، فبعث العبّاس رضي الله عنه في طلب أبي عبيدة بن الجراح، وكان يشقّ:[يضرح][ (1) ] وبعث في طلب أبي طلحة، وكان يلحد [ (2) ] ، وقال اللَّهمّ اختر لنبيك! فوجد أبو طلحة.
حيث دفن
وقال أبو بكر رضي الله عنه وقد اختلفوا أين يدفن-: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ما مات نبي قط إلا دفن حيث يقبض.
فخط له صلى الله عليه وسلم حول الفراش، ثم حوّل بالفراش في ناحية البيت، وحفر أبو طلحة القبر، فانتهى به إلى أصل الجدار إلى القبلة، وجعل رأسه صلى الله عليه وسلم بما يلي بابه الّذي كان يخرج منه إلى الصلاة. ثم غسلوه من بئر عرس، وكان يشرب منها.
جهاز رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
ولما أخذوا في جهازه أمر العباس رضي الله عنه فأغلق الباب، فنادت الأنصار نحن أخواله، ومكاننا من الإسلام مكاننا، وهو ابن أختنا!! ونادت قريش: نحن عصبته [ (3) ] ، فأدخل من الأنصار أوس بن خولي، وأحضروا الماء من بئر عرس، واحضروا سدرا وكافورا، فأرسل اللَّه عليهم النوم فما منهم رجل إلا واضعا لحيته على صدره وقائل يقول ما ندري من هو!: اغسلوا نبيكم وعليه قميصه! فغسّل في القميص. وغسّل الأولى بالماء القراح، والثانية بالماء والسدر والثالثة بالماء والكافور.
الغسل
وغسّله عليّ والفضل بن عباس- وكان الفضل رجلا أيّدا [ (4) ]-، وكان يقلّبه
[ (1) ] ضرح الضريح للميت: حفر له فشق في وسط القبر (وكان ذلك عمل أهل مكة لموتاهم) .
[ (2) ] لحد اللحد للميت: حفر وشق في جانب القبر (وكان ذلك عمل أهل المدينة لموتاهم) .
[ (3) ] عصب الرجل: أقاربه من جهة الأب.
[ (4) ] الأيد: الشديد القوي.