الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة
استهلت والخليفة المتوكل المعتضد محمد بن المكتفي بن الحاكم العباسي، وسلطان الديار المصرية الأشرف شعبان بن الأمير حسين بن الملك الناصر محمد بن الملك الأشرف بن الملك المنصور قلاوون النجمي الصالحي، ومدبر المملكة منكلي بغا، والدوادار الكبير طشتمر ونائبه بدمشق منجك ونائبه بحلب اشقتمر، ثم نقل عن قريب لطرابلس واسنقر ايدمر وصاحب مكة عجلان بن رميثة الحسنى وسيأتي نسبه في سنة وفاته، وصاحب المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والتحية والإكرام عطية بن منصور بن جماز بن شيحة الحسيني،
وصاحب البلاد اليمنية الأفضل عباس بن المجاهد على ابن المؤيد داود بن المظفر يوسف بن المنصور عمر بن علي بن رسول وصاحب ماردين الملك المظفر داود بن الصالح محمود بن المغان بن الأتعى وصاحب حصن كيفا الملك الصالح أبو بكر بن العادل غازي بن العادل مجير الدين محمد بن الكامل أبي بكر بن الموحد عبد الله بن المعظم توران شاه بن الصالح أيوب بن الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب، وصاحب الروم مراد بك بن عثمان التركماني، وصاحب العراق أويس بن الشيخ حسين بن آقبغاء ونائبه على تبريز ولده السلطان حسين، وصاحب أرزن الروم القاهر علي بن المنصور جلال الدين ابن عماد الدين السلجوقي، وصاحب خراسان وبلاد العجم والشرق تيمور الملقب باللنك وقد عاث فيها بالنهب والتخريب،
وصاحب فاس أبو فارس عبد العزيز بن أبي الحسن المريني، وصاحب الأندلس بن الأحمر وصاحب تلمسان الحفصى، وصاحب تونس.
والقضاة بمصر الشافعي البهاء أبو البقاء والحنفي السراج الهندي، والمالكي البرهان الأخنائي، والحنبلي نصر الله وكاتب السر البدر بن فضل الله، وناظر الجيش محب الدين، والوزير فخر الدين بن التاج موسى بن أبي شاكر وقضاة دمشق الشافعي الكمال العزى، والحنفي نجم الدين بن العز والمالكي الزين بن الماروني والحنبلي علاء الدين العسقلاني،
وكاتب السر فتح الدين ابن الشهيد، وناظر الجيش تاج الدين بن مشكور، والوزير تاج الدين بن شمس الدين بن التاج.
فمن الحوادث في هذه السنة كائنة شمس الدين الركراكي أحد الفضلاء المالكية وكان من الطلبة بالشيخونية فوقع بينه وبين شيخها أكمل الدين فقام عليه ورفعه للحكام وادعى عليه بما يقدح في الشريعة وعقد له مجلس لذلك عند الجاي ثم حقن دمه ونفى إلى الشام ثم آل أمره إلى أن ولى قضاء المالكية بعد مدة كما سيأتي.
وفيها كائنة بعادة القبطى مشارف المواريث الحشرية ادعى عليه بأشياء منها أنه يديم ترك الصلاة فحكم بعض المالكية بقتله فقتل وطيف برأسه وكان الرهوني
قد تعصب له وأفتى بحقن دمه فلم يقبل منه، وفي ذلك يقول شهاب الدين بن العطار:
أضحى بعادة يخفي
…
كفراً ويبدي عناده.
ولو تشهد قالوا
…
والله ماذا بعاده.
وفيها زاد النيل زيادة مفرطة وثبت إلى أيام من هاتور فاجتمع جماعة بالجامع الأزهر وبجامع عمرو وسألوا الله تعالى في هبوطه وكرروا ذلك فهبط وزرع الناس، وقال في ذلك شهاب الدين بن العطار مقاطيع، وشهاب الدين بن أبي حجلة مقامته المشهورة وفيها أمر السلطان الأشراف أن يمتازوا عن الناس بعصائب خضر على العمائم ففعل ذلك في مصر والشام وغيرهما. وفي ذلك يقول أبو عبد الله بن جابر الأندلسي الأعمى نزيل حلب.
جعلوا لأبناء الرسول علامة
…
إن العلامة شأن من لم يشهر.
نور النبوة في كريم وجوههم
…
يغني الشريف عن الطراز الأخضر.
قال في ذلك جماعة من الشعراء ما يطول ذكره ومن أحسنها قول الأديب شمس الدين محمد ابن إبراهيم بن بركة الدمشقي المزين وأنشدني إياه إجازة.
أطراف تيجان أتت من سندس
…
خضر بأعلام على الأشراف.
والأشراف السلطان خصصهم بها
…
شرفاً ليفرقهم من الأطراف.
وفي صفر استقر شرف الدين موسى بن أرقطاي في نيابة صفد عوضاً عن علم الدار.
وفيها استقر شمس الدين بن الصائغ الحنفي في قضاء العسكر وتدريس جامع ابن طولون عوضاً عن بهاء الدين السبكي
واستقر كمال الدين السبكي
في إفتاء دار العدل عوضاً عن بهاء الدين أيضاً واستقر قي تدريس الشيخونية عوضاً عنه الشيخ ضياء الدين القرمي العفيفي.
وفيها استقر القاضي برهان الدين بن جماعة في قضاء الشافعية عوضاً عن أبي البقاء السبكي.
وكان ابتداء ذلك أن القاضي برهان الدين الأخناي بحث مع أبي البقاء فقال له أبو البقاء: لو كان مالك حياً لناظرته في هذه المسألة أو نحو ذلك، فزبره البرهان وقال: لو غيرك قالها لأوقعت فيه الفعل وتفارقا. فاتفق أن السلطان عزل أبا البقاء عقب ذلك عزلاً فاحشاً فاستقر في الأذهان أن ذلك ببركة الإمام مالك، وكانت صورة عزله أنه حضر دار العدل على العادة في ذلك الوقت فجاء شخص إلى أبي البقاء
فأسر إليه كلاماً ثم التفت إلى رفقته من القضاة فقال لهم: إن السلطان عزله وأمره بلزوم بيته، ففعل ذلك واستمر المنصب شاغراً إلى أن وصل الخطيب برهان الدين بن جماعة في خامس جمادى الآخرة وكان برهان الدين حين عزل أبو البقاء بدمشق زائراً لأهله من ربيع الأول ورجع بعد خمسين يوماً بعد أن فوض له النائب نظر القدس والخليل فخالفه البريدي في الطريق فأمره النائب بلحاقه إلى القدس فلحقه فخطب في السادس عشر من جمادى الآخرة خطبة بليغة تعرض فيها لتوديعهم فأبكاهم وتوجه على البريد، فلما اجتمع بالسلطان عرض عليه المنصب فاشترط شروطاً كثيرة فالتزم له السلطان بها ولبس الخلعة وركب مع الحجاب والقضاة على العادة ومشى معه الجاي اليوسفي والامير الكبير إلى باب القلعة وركب في حشمة عظيمة وأبهة زائدة، فراح الناس إلى تهنئته حتى القاضي المعزول فرحا منه به لعلمه برياسته، وحسن سياسته. وقرأت بخط القاضي تقي الدين الزبيري وأجازنيه: كان منكلي بغا نائب السلطنة يعظم القاضي بهاء الدين السبكي. ولما عزل كان في الصيد، فلما بلغه لم يسهل به، فلما عاد من الصيد اجتمع به بهاء الدين فأشار إليه أن يستقر قاضي الشام فامتنع فغضب منه، وكان منكلي بغا يبغض المعزى لما يعتمده من تناول الرشوة فكان يحب عزله، فلما لم يوافقه بهاء الدين غضب منه فعزله من تدريس الفقه بالمنصورية وعزل ابنه بدر الدين من تدريس الحديث بالقبة وكان استقر فيه بعد موفق الدين وقرر في الفقه شمس الدين
التبريزي في الحديث ابن مرزوق التلمساني، فلما مات واستقر الجاي ناظر المارستان أعادهما إلى الوظيفتين وكان منكلي بغا يقوم في حق القاضي بهاء الدين القيام التام حتى أنه لما عزل طلب أمين الحكم وألزم بعمل المحاسبة وكشف المودع وندب بدر الدين بن الخشاب للتنقيب على تصرف بهاء الدين فحضر منكلي بغا يوم الموعد إلى المدرسة الصالحية وكشف المودع بحضرته فلم يظهر على بهاء الدين شيء.
وفيها في أواخر شهر رجب قرر القاضي بهاء الدين أبو البقاء في قضاء الشام عوضاً عن كمال الدين المعزى فبلغه ذلك فسافر إلى الحج ثم استعفى أبو البقاء فأعفى وأرسلت إلى المعزى خلعة الاستمرار، فبلغه ذلك بعد أن وصل إلى بصرى وأن البريدي واصل إليه بخلعة الاستمرار فترك الحج ولاقى البريدي ولبس الخلعة واستمر في قضاء دمشق.
وفيها أراد السراج الهندي قاضي الحنفية أن يساوي قاضي الشافعية في لبس الطرحة وتولية القضاة في البلاد وتقرير مودع الأيتام فأجيب إلى ذلك، فاتفق أنه توعك عقب ذلك وطال مرضه إلى أن مات في رجب ولم يتم له الذي أراده، واستقر عوضه صدر الدين بن التركماني.
وفيها استجد الملك الأشرف عند طلوعه من سرحة الأهرام أن يلبس الأمراء الكبار أقبية حرير بسمور وأطرزة مزركشة عراض ومن دونهم بأقبية حرير بقاقم ومن دونهم بسنجاب والجميع بأطرزة متفاوتة وألحق مقدم المماليك وهو يومئذ سابق الدين مثقال بكبار الخاصكية في ذلك وهو أول من وقع له ذلك من مقدمي المماليك. وفيها كملت عمارة حمام منجك ببصرى ومدرسة زين الدين الأسعردي بدمشق. وفيها أحدثت خطبة بخان السلطان العتيق بدمشق. وفيها تنازع عماد الدين الحسباني
وشهاب الدين الزهري فقهاء الشام في تدريس الجاروخية، وكان زين الدين الجعفري قد نزل عنها للعماد فباشرها ثم انتزعها منه الزهري ثم استعادها العماد واستقرت معه.
وفي أول يوم من جمادى الآخرة وصل قود نائب الشام منجك يشتمل على شيء كثير جداً حتى اتفق أهل المعرفة أنه لم يتقدمه بمثل ذلك نائب، ومن جملة ما كان فيه أسدان وضبع وإبل ونحو الخمسين من الكلاب المعلمة ونحو الخمسين من البخاتي بلبوسها وخمسة من البخاتي أيضاً كل منها بسنامين ولها بثياب أطلس ونحو الأربعين حملاً يشتمل على قماش وحلوى وفاكهة ونحو الأربعين هجيناً ومن الكنابيش الزركش والعرقيات الزركش والقبى الحرير شيء كثير جداً ومن الصوف الملون والحرير والفرى خمسون بقجة إلى غير ذلك.
وفيها أقدم رجل مفرط الطول طوله أربعة أذرع بالحديد وعرضه ذراعان وصف للسلطان فتعجب من شكله فأرسل في طلبه فأحضر فوصل إلى دمشق في شهر رجب ثم دخل القاهرة وكان جلداً.
وفيها شدد منجك نائب الشام على أهل اللهو وأمر بقطع الأشجار الصفصاف التي بين النهرين وبتخريب المكان الذي أحدث بالشرف الأعلى وأزال المنكرات
من هذا المكان ومن الذي فوق الجبهة أيضاً وهدم الأبنية والحوانيت المستجدة هناك. وفيها شكى الحاج من أمير الركب الدمشقي لنائب الشام فرسم عليه فدخل الحمام فجب ذكره وأنثبيية بالموسن فحمل مغشياً عليه فلما رأه النائب أمر بإطلاقهإلى منزله فبقي مدة متمرضاً ثم أفاق وعاش وهو ابن أفجا.
وفي ليلة الرابع عشر من شهر ربيع الأول خسف القمر واستمر إلى التسبيح.
وفي هذه السنة ملك اللنك واسمه تيمور بفتح المثناة وسكون التحتانية وضم الميم وسكون الواو بعدها راء ومعناه بالعربية حديد بن ترغاي بن الغاي المغلى وأصله من كش مدينة مشهورة مما وراء النهر بينها وبين سمرقند يوم واحد ويقال: إن أمه أو جدته من ذرية جنكز خان ومولده على ما كان يذكر في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وكان أبو هـ من الفلاحين ونشأ خاملاً إلا أنه كان قوي القلب. شديد البطش ذكياً فطناً مطبوعاً على الشر ولما بلغ أشده وترعرع صار يتحرم فسرق مرة فرماه راعيها بسهم فأصاب رجله فعرج منه فمن حينئذ قيل له اللنك ثم انضمت إليه طائفة فصار يقطع الطريق ويقال: أنه كان ببلدهم عابد يقال له شمس الدين الفاخوري ولأهلها فيه اعتقاد زائد فقصده اللنك فزاره وأهدى له ماعزاً وقعد بين يديه فسأله أن يدعو له بأمور يتمناها فدعا له بأن تقضى حاجته فكان لا يتوجه إلى جهة فيرجع خائباً وكان يلهج بأنه سيملك البلاد ويبيد العباد
وكان قد اشتهر بمعرفة الخيل فطلبه صاحب خيل السلطان بسمرقند فقرره في خدمته فحظي عنده فاتفق أنه مات عن قريب فقرره السلطان مكانه وكان اسمه حسين من ذرية جنكزخان وكانت هراة وغيرها من بلاد الشرق في ملكه فاستمر اللنك في خدمته إلى أن بدا منه إجرام على نفسه فهرب وانضم إليه جمع وعاد إلى قطع الطريق فاهتم السلطان بأمره وجهز إليه جيشاً فظفروا به فلما أحضروه استوهبه بعض أقارب السلطان فاستنابه وأقره في خدمته رغبة في شهامته فاستمر إلى أن خرج خارج بسجستان وكان ينوب فيها فجهز إليه السلطان عسركاً رأسهم اللنك فأوقعوا بذلك النائب واستولى اللنك منه على مال كثير فقسمه بين العسكر الذين صحبته واستنواهم في الاستبداد بتلك البلد وما حولها فأطاعوه وعصوا على السلطان فاتفق في تلك الأيام موت السلطان واسمه حسين وقام بعده ولده غياث الدين في المملكة فجهز إلى اللنك عسكراً كثيفاً فلم يكن له بهم طاقة ففر منهم إلى أن اضطروه إلى نهر جيحون فترجل عن فرسه وأخذ معرفها بيده وولج النهر سابحاً إلى أن قطعه ونجا إلى البر الآخر فتبعه جماعة من أصحابه على ما فعل وانضموا إليه وتبعهم جمع كانوا على طريقته الأولى فالتفوا عليه وقصدوا نخشب وهي مدينة حصينة فطرقوها بغتة فقتل أميرها واستولى اللنك على قلعتها واتخذها حصناً له يلجأ إليه ثم توجه إلى بلخشان وبها أميران من جهة السلطان وكانا قريبي العهد بغرامة ألزمهما
بها السلطان لجناية صدرت منهما فكانا حاقدين عليه فانضما إلى اللنك فكثر جمعه، واتفق في تلك الأيام خروج طائفة من المغل على تمر خان صاحب هراة فجمع لهم والتقوا فهزموه فبلغ ذلك اللنك فسار إليهم وصاروا على كلمة واحدة فتوجه صاحب هراة إلى بلخ وتوجه اللنك بمن معه إلى سمرقند فنازلها فصالحه النائب بها واسمه علي شير على أن تكون المملكة بينهما نصفين فأقره بسمرقند وتوجه إلى بلخ فتحصن السلطان منه فحاصره إلى أن نزل إليه بالأمان فقبض عليه وتسلم البلد ورجع إلى سمرقند فدخلها آمناً وذلك في أوائل هذه السنة سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة فأقام رجلاً من ذرية جنكزخان يقال له سرغتمش وكانت السلطنة يومئذ قد انتهت إلى طقتمش خان بالدشت وتركستان فبلغه ما اتفق لسلطان هراة فجمع العساكر وقصد اللنك بسمرقند فالتقوا بين سمرقند وخجند فكانت الكسرة أولاً على اللنك ثم عادت على طقتمش خان فانتصر اللنك ويقال إنه كان في عسكره عابد يقال له بركة، فلما رأى اللنك الهزيمة تمسك به فصاح على عسكر طقتمش خان فانهزموا ويحتمل أن يكون هذه من وضع بعض من يتعصب للنك ويحتمل الصحة ليقضي الأمر المقدور " إنما نملي لها ليزدادوا إثماً "
ولما تمت الكسرة على طقتمش خان دخل اللنك خجند ففر أميرها وأمر فيها بعض جنده واستولى على بقية البلاد التي لم تكن دخلت في طاعته رهبة ورغبة ثم دخل سمرقند فأول شيء فعله بعلي شير صاحبه الذي أعانه على مستنيبه وقسم البلد بينه وبينه ولقي عاقبة غدره فقتله غيلة ثم أوقع بمن كان بسمرقند من الزعر وكانوا عدداً كثيراً قد أسعروا البلاد وكان اللنك أعلم بهم من غيره لأنه كان يرافقهم كثيراً وكان إيقاعه بهم بالتدريج بطريق المكر والخديعة والحيلة إلى أن استأصلهم وكفى أهل البلاد شرهم ثم لما استقرت قدمه في المملكة خطب بنت ملك المغل وهو تمرخان فزوجها له وزادوا في اسمه كوركان
فلذلك كان يكتب عنه تيمور كوركان ومعناه الصهر ثم توجه بعساكره إلى خوارزم وجرجان فصالحوه على مال ثم قصد هراة فنزل إليه ولد ملكها غياث الدين بالأمان واستولى عليها واستصحب ملكها معه إلى سمرقند فسجنه فاستمر في سجنه إلى أن مات ثم قصد سجستان فنازلهم فتحصنوا منه مدة ثم طلبوا منه الامان فأمنهم على شريطة أن يمدوه بما عندهم من السلاح فاستكثروا له من ذلك ليرضوه وصار يستزيدهم فبلغوا الجهد في التقرب إليه بما قدروا عليه منه فلما ظن أن غالب سلاحهم صار عنده وأن غالبهم صار بغير سلاح بذل فيهم السيف وخرب المدينة حتى لم يبق بها بعد أن رحل عنها من تقوم بهم الجمعة ولما استولى على هذه الممالك مع سعته وشدة فتكه بأهلها توارد أمراء النواحي على الدخول في طاعته والوفادة عليه ومنهم خجا علي بن مؤيد بطوس وأمير محمد بباورد وأمير حسين بسرخس فأقرهم نواباً في ممالكهم وكذا جميع من بذل له الطاعة ابتداء ومن راسله فعصى عليه يتعذر أن يعفو عنه إذا قدر عليه وكان من جملة من راسل شاه شجاع صاحب شيراز وعراق العجم فبذل له الطاعة وسأله المصاهرة فزوج ابنته بابن اللنك وهاداه وهادنه واستمر على ذلك ويقال إنه كان يدعو الله ويتضرع إليه أن لا يسلط اللنك عليه، فاتفق أنه مات حتف أنفه قبل أن يتوجه اللنك إلى شيراز وسيأتي ذلك في ترجمته سنة سبع وسبعين وسبعمائة. وإنما جمعت هذه الأخبار مع أنها لم تكن في سنة واحدة ليسهل معرفتها على من أراد أن يعرف أولية اللنك. لك كان يكتب عنه تيمور كوركان ومعناه الصهر ثم توجه بعساكره إلى خوارزم وجرجان فصالحوه على مال ثم قصد هراة فنزل إليه ولد ملكها غياث الدين بالأمان واستولى عليها واستصحب ملكها معه إلى سمرقند فسجنه فاستمر في سجنه إلى أن مات ثم قصد سجستان فنازلهم فتحصنوا منه مدة ثم طلبوا منه الامان فأمنهم على شريطة أن يمدوه بما عندهم من السلاح فاستكثروا له من ذلك ليرضوه وصار يستزيدهم فبلغوا الجهد في التقرب إليه بما قدروا عليه منه فلما ظن أن غالب سلاحهم صار عنده وأن غالبهم صار بغير سلاح بذل فيهم السيف وخرب المدينة حتى لم يبق بها بعد أن رحل عنها من تقوم بهم الجمعة ولما استولى على هذه الممالك مع سعته وشدة فتكه بأهلها توارد أمراء النواحي على الدخول في طاعته والوفادة عليه ومنهم خجا علي بن مؤيد بطوس وأمير محمد بباورد وأمير حسين بسرخس فأقرهم نواباً في ممالكهم وكذا جميع من بذل له الطاعة ابتداء ومن راسله فعصى عليه يتعذر أن يعفو عنه إذا قدر عليه وكان من جملة من راسل شاه شجاع صاحب شيراز وعراق العجم فبذل له الطاعة وسأله