الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وادعى في ذلك المجلس على القاضي المالكي أن نصرانياً آخر من القرينين رفع عليه أنه يستهزئ بالنبي صلى الله عليه وسلم فحبسه نائب المالكي، فأطلقه المالكي فسئل عن ذلك فاعترف وأبدأ شهباً، فطلب النصراني المذكور فاستتيب فقال: لا أرجع عن ديني، فحكم المالكي بقتله إلا إن تاب، فقال الحنبلي: حكمت بقتله ولو تاب، فضربت عنقه وأحرقت جثته.
وفيها في ربيع الآخر ألزمت أهل الذمة بركوب الحمير بغير إرسال الرجل ووضع الخواتيم في أعناقهم ليتميزوا عن المسلمين في الحمام، كل ذلك بدمشق.
وفيها أعيد فتح الدين بن الشهيد إلى وظيفته، وأمر بالترسيم على شهاب الدين أحمد بن نجم الدين بن شهاب الدين بن فضل الله ليورد ما التزم به على كتابة السر، وكانت مباشرته مدة يسيرة منها بنفسه شهرين فقط، فأقام بالعذراوية مدة ثم عجز عن التكملة، فأمر بأن يضرب ليستخلص منه المال، فضرب ضرباً عنيفاً بالعصي بعد أن كان أمر بضربه بالمقارع، فشفع فيه، ثم أمر أن ينادي عليه في البلد: هذا جزاء من يسعى في الوظائف الكبار بما لا يقدر عليه، فنودي عليه بذلك في المدرسة فقط بعد الشفاعة، ونفي إلى سلمية، وكانت كائنة شنيعة جداً، وكان القدر خمسة آلاف دينار.
وفيها أعيد منكلي بغا البلدي إلى نيابة حلب، ونقل اشتقمر إلى نيابة دمشق، واستقر اينال اليوسفي في نيابة حلب ثم صرف، واستقر يلبغا الناصري.
ذكر من مات
في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة من الأعيان
.
إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر المرشدي، مات في شوال، وهو والد صاحبنا جمال الدين وجد عبد الغني بن عبد الواحد المحدث.
أحمد بن إبراهيم بن سالم بن داود بن محمد المنبجي بن الطحان، سمع البرزالي وابن السلعوس وغيرهما، وكان حسن الصوت بالقرآن، وكان الناس يقصدونه لسماع صوته
بالتنكزية، وكان إمامها، وكان أخذ القراءات عن الذهبي وابن السلعوس وغيرهما، وكان مولده في المحرم سنة ثلاث وسبعمائة، ومات بدمشق في صفر، والطحان الذي نسب إليه كان زوج أمه، وكان أبوه إسكافا فمات وهو صغير فرباه زوج أمه فنسب إليه، وله نظم فمنه ما سمعه منه الشهاب بن حجى وأخبرنا به إجازة:
طالب الدنيا كظام
…
لم يجد إلا أجاجا.
كلما أمعن فيه
…
زاده ورداً وهاجا.
أحمد بن حسن بن منيع بن شجاع المصابري، نزيل حلب، حدث بالبخاري.
أحمد بن علي بن منصور بن ناصر الحنفي الدمشقي، شرف الدين بن منصور، ولد سنة سبع عشرة، واشتغل إلى أن ولي قضاء دمشق عوضاً عن صدر الدين بن العز، وكان طلب إلى مصر ليتولى القضاء بعد موت ابن التركماني فقدمها فاتفق أن ولي نجم الدين ابن العز فأقام بمصر مدة يدرس، ثم ولي القضاء في رمضان سنة سبع وسبعين إلى رجب سنة ثمان وسبعين فتركه ورجع إلى دمشق، واختصر المختار في الفقه وسماه التحرير ثم شرحه، وكان مشهوراً بالفضيلة في الأصول والفروع، حسن الطريقة، جميل السيرة، وولي القضاء بمصر سنة سبع وسبعين، ثم انفصل وقدم دمشق في المحرم سنة تسع، وكانت عنده صرامة وتصميم في الأمور، وكان قد سمع من محمد بن يوسف بن دولة،
سمع منه المسلسل عن النجيب وجزء ابن عرفة، وسمع من عبد الرحمن بن تيمية وابنه والمزي والبرزالي وآقش الشبلي وحبيبة بنت العز وغيرهم، مات في شعبان وله خمس وستون سنة، وهو أصغر سناً من أخيه صدر الدين وأفقه.
أحمد بن محمد بن عبد الله البدماصي، شهاب الدين، كان فقيهاً فاضلاً ديناً.
أبو بكر بن أحمد بن أبي الفتح بن إدريس بن سامة الدمشقي عماد الدين بن السراج، ولد سنة خمس وسبعمائة، وسمع من الحجار، وتفقه على الشيخ شرف الدين البارزي وأذن له في الإفتاء، وسمع من المزي والبرزالي وغيرهما، وأثنى عليه الذهبي في المعجم المختص بالمحدثين، وكان يعمل المواعيد ويجيد الخط، مات في شوال عن سبع وسبعين سنة، وهو آخر من ترجم له الذهبي في هذا المعجم، وكان يقرأ البخاري في كل سنة بالجامع في رمضان، ويجتمع عنده الجم الغفير، وللناس فيه اعتقاد زائد.
بركة بن عبد الله، الأمير، تقدم في الحوادث، وكان أصله من جماعة يلبغا، وبقي مع مماليك يلبغا الأجلاب، ثم عاد في إمرة طشتمر، وكان لما قتل الأشرف أمير عشرة، ثم كان ممن قام مع اينبك، ثم قام عليه هو وبرقوق، وكان من أمره ما مضى مفصلاً، وكان شجاعاً مفرط الشجاعة مشهوراً بذلك، وكانت مدة عظمته منذ ولي أمير مجلس في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين إلى أن قبض عليه بالقاهرة ثلاث سنين إلا شهرين.
بيبغا الصالحي، من أمراء الطبلخانات بدمشق، كان مشكور السيرة رحمه الله تعالى.
جوكان الجركسي، كان من أقدم الجراكسة، واول أمره أنه كان من جماعة إياس ثم ولي نيابة حمص ثم قلعة دمشق ثم حجوبية الحجاب بحلب. ثم خرج مع العسكر
إلى التركمان، فقتل في أواخر هذه السنة أو في أوائل التي بعدها، ثم تحرر لي أنه قتل في الوقعة في صفر من السنة المقبلة.
حجى بن موسى بن أحمد بن سعد الحسباني، علاء الدين الشافعي نزيل دمشق، ولد في سنة إحدى وعشرين، وقيل قبل ذلك، وسمع من أحمد بن علي الجزري والبرزالي وغيرهما، وأخذ الفقه أولاً بالقدس عن مشايخها، وحفظ كتباً: التنبيه وابن الحاجب والعمدة، ثم أخذ بدمشق لما قدمها سنة 34، عن الشيخ شمس الدين بن النقيب، وشرف الدين خطيب جامع جراح وشهد له بأنه فقيه المذهب، وتاج الدين السبكي وشهد له بالتقدم في الفقه، وتقدم في التدريس والفتوى وأفاد الناس، وتخرج به أهل بلده بدمشق، وكان كثير الاطلاع، صحيح النقل، غواصاً، نقالاً، عارفاً بحل المشكلات، صحيح الفهم، سريع الإدراك مع الرياضة وحسن الخلق، انتهت إليه رئاسة المذهب بدمشق، وأول ما حدث سنة ثمان وستين وكان متصدياً للأشغال، فارغاً عن طلب المناصب، مواظباً على الصلاة، مطرحاً للتكلف، تاركاً للتردد إلى الأكابر، ساذجاً من أحوال الدنيا لا يعرف صنجة عشرة من عشرين، ولا يحسن براية قلم ولا تكوير عمامة، ومات في صفر بعلة البطن وقد جاوز السبعين.
حسن بن الشياح بمعجمه ثم تحتانية ثقيلة وآخره مهملة الصالحي، أحد من يعتقد بدمشق، وكان له مكاشفات كثيرة، ومات في ربيع الآخر.
خليل بن علي بن عرام الإسكندراني، صلاح الدين، نائب الإسكندرية، وأول ما ولي بها الحجوبية ثم النيابة، ثم ولي بمصر الحجوبية والوزارة مرة، ولما أوقع الفرنج
بالإسكندرية كان هو إذ ذاك نائبها لكنه كان قد حج فوقع ذلك في غيبته، ورأيت له تاريخاً جمع فيه فأوعى في التراجم والحوادث وهو في عشر مجلدات، وولي نيابة الإسكندرية مراراً، وصودر بعد قتل الأشرف على مال عظيم، ثم عمل أستادارية بركة، ثم أعيد إلى نيابة الإسكندرية فجرى له ما جرى، وله مدرسة ظاهر القاهرة بالقرب من جامع أمير حسين، وكان مرة قد تجرد عن الإمرة ولبس بالفقيري ومال إلى الفقراء وتجرد معهم، وربما سلك على يد بعضهم وأقام بزاوية ثم رجع، وكان شهماً فاضلاً، مات في رجب.
صراي تمر، كان مع طشتمر لما قام على الأشرف، وولي نيابة الكرك، ثم صفده ثم قبض عليه وسجن بالكرك في سنة ثمانين، ومات في المحرم من هذه السنة.
عاصم بن محمد الحسني، نقيب الأشرف وليها مرتين، ومحتسب مصر وليها مرة.
عباس ين حسين بن بدر التميمي، الشيخ شرف الدين الشافعي، كان ينفع الطلبة في الفقه والقراءات، ودرس بالسابقية بالقاهرة، وخطب بجامع أصلم، مات في ذي الحجة، وكان برجله داء الفيل.
عبد الله بن عمر بن عيسى بن عمر البارنباري، جمال الدين بن تقس الدين، درس عن أبيه بحلب، وباشر نظر الأسرى وغيرها.
عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن جملة، تقي الدين الحجي الصالحي، ابن عمر الخطيب جمال الدين، سمع من الحجار وحدث، وناب في الخطابة عن ابن عمه، وكان أكبر من بقى من بني جملة، وكان من أعيان الشاميين، وفيه بر وإحسان، مات في شعبان عن إحدى وسبعين سنة، وكان خيراً.
عبد الرحمن بن يوسف بن سحلول الحلبي، شمس الدين، كان مقرباً عند الإسعردي نائب حماة، وبنى له خانقاه على شط نهر فويق وكان غاية في مكارم الأخلاق، وقد باشر الوظائف الجليلة بحلب، مات في تاسع عشرين المحرم.
عبد الرحيم بن أحمد بن محمد المنهاجي، سبط الشيخ شمس الدين بن اللبان، سمع من ابن عبد الهادي في صحيح مسلم، وحدث عن جده، وكان من أطيب الناس صوتاً بالأذان واشتهر بذلك في زمانه، مات في جمادى الأولى، وهو أخو صاحبنا أمين الدين محمد ووالد صاحبنا شمس الدين محمد أحد الفضلاء الآن.
عبد الوهاب بن يوسف بن إبراهيم بن بيرم بن بهرام بن السلار محمود بن عبيد بن السلار بختيار الدمشقي، أمين الدين ابن السلار، عني بالعلم وأخذ عن التقي الصالح وجماعة، وكانت لديه معرفة بالفرائض والعربية، وله مشاركة في الفقه، وصنف في القراءات مؤلفات مفيدة، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بدمشق، وله خطب جياد، وسمع من الحجار وغيره، وطلب الحديث بنفسه، وكتب الطباق بدمشق، وكان ثقة صحيح النقل، وله نظم، وألف مؤلفات محررة، مات في ثامن عشر شعبان عن خمس وثمانين سنة، فإن مولده كان كما كتب بخطه في شوال، ويقال: في ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وستمائة، وأخذ عن ابن نضحان والشهاب الحراني، وبمصر عن التقي الصائغ وتفرد به بدمشق، وسمع من أسماء بنت صصرى وأيوب الكحال والمزي، ودخل بغداد والبصرة، وخرج له السرمري مشيخة قرأت عليه، واستقر بعده في الإقراء بتربة أم الصالح شمس الدين بن الجزري لكونه أولى من بقي بذلك، وحضره الأعيان وأثنوا على درسه.
علي بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن مهدي الفوي ثم المدني المدلجي، نور الدين، عني بالحديث، وجال في البلاد، وسمع بالشام والعراق ومصر من ابن شاهد الجيش وأبي حيان وابن عالي والميدومي وجماعة من أصحاب الفخر بدمشق وببلاد كثيرة، وحدث بالإجازة عن الرضي الطبري والحجار، ومهر في العربية والحديث، ودرس بمدرسة إسماعيل بن زكريا أمير بغداد بها، وحدث عن أصحاب النجيب والفخر، واتفق له وهو ببلاد العجم أن شخصاً حدثه بحديث عن آخر عنه فقال له: أنا الفوي اسمع مني يعلو سندك، وهو نظير ما اتفق للطبراني مع الجعابي، وكان عارفاً بالعربية وغيرها، وأقام بالمدينة النبوية مدة ودرس بها، مات بالقاهرة في ربيع الآخر أو جمادى الأولى، سمع منه أبو حامد بن ظهيرة.
علي بن زياد بن عبد الرحمن القاضي الحبكي، الفقيه الشافعي، عني بالفقه والأصول، ودرس وأفاد، وأخذ عن أبي البقاء وعلاء الدين بن سلام وابن قاضي شهبة وغيرهم، وكان يفتي باخرة بدمشق مع الدين والورع والملازمة للاشتغال بالعلم، وعنده وسواس في الطهارة، مات في ذي القعدة، والحبكي بحاء مهملة ثم موحدة ثم كاف، منسوب إلى قرية من حوران.
علي بن عبد الصمد الحلاوي، نور الدين المالكي الفرائضي، انتهت إليه رئاسة الفرائض وكان مشاركاً في الفنون، عارفاً بالمعاني والبيان والحساب والهندسة، مات في العشر الأخير من ذي الحجة، وكان يدرس بغير مطالعة مع جودة القريحة وسيلان الذهن، انتفع به جماعة.
علي بن عمر بن علي بن محمد الإربلي، سبط الشيخ كمال الدين الشريشي، علاء الدين، كان يشهد على الحكام، مات في رجب.
علي بن محمد بن محمد بن إبراهيم الدربندي ثم الدمشقي، ولد قبل سنة تسعين وستمائة، واستقر مؤذناً بالجامع الأموي بعد أن كانت له سياحات، ووجد له إجازة من عمر بن القواس وأحمد بن عساكر وغيرهما، ولم يتفق له أن يحدث بها لكون ذلك لم يظهر إلا بعد موته، ثم وجدت ابن حجى أرخ مولده سنة ثمان وثمانين.
عمر بن حمزة بن يونس بن حمزة بن عباس العدوي الأربلي ثم الصالحي، ابن القطان، نزيل صفد، سمع التقي سليمان وأحمد بن عبد الدائم وابن الزراد وابن شرف، وكان فاضلاً له مذاكرات حسنة مقرئاً للسبع، طلب الحديث، وكتب لاكثير، وحدث، سمع منه ابن رافع وكتب عنه في ظهر معجمه ومات قبله بمدة، وخرج له الياسوفي جزءاً، وعاش ستاً وثمانين سنة سواء.
محمد بن أحمد بن العز محمد بن التقي سليمان الحنبلي الصالحي، خطيب الجامع المظفري، يلقب عز الدين مات في ربيع الأول.
محمد بن أبي بكر بن أحمد الدوالي الزبيدي، جمال الدين الشافعي، كان بارعاً في الأدب مشاركاً في غيره مع الصلاح والعبادة، وأشعاره سائرة باليمن.
محمد بن حامد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي، ولد سنة اثنتين أو ثلاث وسبعمائة، وسمع من محمد بن يعقوب الجرائدي وزينب بنت شكر وغيرهما وحدث، روى عنه الشهاب ابن حجى بالإجازة وأرخه في شعبان.
محمد بن علي بن عرام، صلاح الدين، نائب الإسكندرية، تنقل في الولايات، وولي تقدمة ألف بالقاهرة، وكان فاضلاً عارفاً، كتب بخطه تاريخاً في عشر مجلدات، وكان يحب الفقراء ويدنيهم، تقدم ذكر قتله في الحوادث، ويقال اسمه: خليل كما تقدم.
محمد بن عمر بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن ذؤيب الدمشقي الأسدي، شمس الدين بن نجم الدين بن شرف الدين ابن قاضي شهبة، ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة في ربيع الأول كذا وجد بخطه، وتفقه على عمه كمال الدين وبرهان الدين ابن الفركاح، وأخذ العربية عن الشيخ شرف الدين الفزاري، ولما مات عمه كمال الدين سنة ست وعشرين قعد مكانه للأشغال واستمر على ذلك أكثر من خمسين سنة على طريقة واحدة من إيثار الانجماع وعدم الالتفات إلى المناصب، يخدم نفسه ويشتري حاجته ويحملها، ثم ولي في آخر عمره تدريس الشامية البرانية بغير سؤال، وذلك في ذي الحجة سنة 777، ثم تركها بعد سنة وثلاثة أشهر للشهاب الزهري وسمع من ابن الموازيني الأموال لأبي عبيد وغير ذلك، ومسع من ست الأهل بنت علوان وست الوزير وطائفة وناب في الحكم عن السبكي يسيراً وكان لا يتصدى لذلك. وكانوا يثنون عليه بالورع حتى أن الشيخ شرف الدين الغزي ذكر أنه لما اجتمع بالشيخ جمال الدين الأسنوي سأله عن شيوخ دمشق فوصف له ابن قاضي شهبة فقال: هذا مثل الشيخ مجد الدين الزنكلوني عندنا، وكان أقعد الشاميين في الفقه وأقدمهم هجرة حتى كان أكثر الفضلاء بها من تلامذته وتلامذة تلامذته، فمن الطبقة الأولى ممن جضر دروسه ابن خطيب يبرود والعماد بن كثير والشهاب الأذرعي، وكتب الأذرعي بخطه على ظهر مجلد من شرح التوسط لابن الأستاذ هذه المجلدة لسيدي وشيخي شمس الدين ابن قاضي شهبة، وقد حدث، فسمع منه العراقي والهيثمي وابن رجب والياسوفي وابن ظهيرة وابن حجى والبرهان الحلبي وآخرون، مات في ثامن المحرم وقد أكمل تسعين سنة ودخل في عشر المائة، أعاد في حلقة ابن الفركاح، وقرأ الجرجانية على الفزاري، وأول ما جلس للأشغال بعد موت عمه مستقلاً سنة ست وعشرين، وممن جلس عنده ابن خطيب يبرود وابن كثير، وكان اشتهر بمعرفة التنبيه وشروحه وحسن تقريره، وكذا
الجرجانية، ولم يكن يحضر المحافل ولا يفتي، وكان يستحضر الرافعي وينزله على مسائل التنبيه تنزيلاً عجيباً، وعنده انجماع وعدم معرفة بأمور الدنيا، وكانت وفاة أبيه بشهبة، وهو قاضيها سنة سبع وعشرين، وقضى بها أربعين سنة، فعاش بعده خمساً وستين سنة.
محمد بن عمر بن محمد بن بنت المغربي، وكان ربيب القاضي بدر الدين بن أبي البقاء، وكان جده صلاح الدين بن المغربي رئيس الأطباء، مات في ذي الحجة.
محمد بن محمد بن عبد الله بن محمود، جلال الدين بن قطب الدين قاضي الحنفية، يلقب جار الله، ويقال له: الجار، تقدم عند الأشرف بالطب، وكان نائباً في الحكم عن صهره السراج الهندي، وكان بارعاً في العلوم العقلية كالطب وغيره، وحظي عند الأشرف، وقد ولي مشيخة سعيد السعداء، ثم ولي القضاء إلى أن مات في رجب، ويقال: إنه جاوز الثمانين، وكان مشاركاً في العربية، وفي الفقه قليلاً، وقد تقدم ف يالحوادث ما اتفق له من إرادة إقامة المودع للحنفية، وقد ناب أولاً عن صهره السراج الهندي، واستقر في تدريس المنصورية بعد موته في رجب سنة ثلاث وسبعين، واستقر في تدريس جامع ابن طولون في سنة ست وسبعين بعد ابن التركماني، واستقر في قضاء الحنفية في رجب سنة ثمان وسبعين.
محمد بن محمد بن عثمان بن أحمد بن عمر بن محمد الزرعي الأصل، يعرف بابن شمرنوح، جلال الدين بن نجم الدين بن فخر الدين، قاضي حلب وابن قاضيها، وهو سبط جمال الدين بن الشريشي، باشر الحكم نيابة بحلب ثم استقلالاً إلى أن مات في ربيع الأول، وكان قليل الكلام، جميل الوجه، قوي المعرفة بالأحكام، وقد ولي بدمشق قضاء العسكر ووكالة بيت المال.
محمد بن محمد بن هبة الله الأنصاري، زين الدين، ناب في الحكم، ومات في ربيع الآخر.
محمد بن محمد الشاذلي زين الدين بن المواز، صهر الشيخ محمد بن وفاء، مات في ربيع الأول.
محمد الحكري، شمس الدين المقرئ، قرأ على البرهان الحكري، وناب في الحمن بجامع الصالح، وولي قضاء القدس وغزة، مات في ذي الحجة، وذكر لي الشيخ برهان الدين بن زقاعة الغزي أنه قرأ عليه القراءات وأذن له في الإقراء.
محمد المقدسي المجرد، أحد المؤذنين بدمشق، كان حسن الصوت، مات في رجب.
محمد بك الإسماعيلي حاجب الحجاب بدمشق، وقد ولي نيابة قلعة الروم وغيرها، مات في هذه السنة، وكان عنده أدب وتواضع وخضوع لأهل العلم.
مختار، مقدم المماليك، مات في هذه السنة، واستقر عوضه جوهر الصلاحي.
منكلي بغا البلدي، تنقل في الولايات، فأول ما تأمر عشرة في سنة إحدى وسبعين، ثم أعطي طبلخانات بعد قليل، ثم أعطي تقدمة في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين، ثم أعطي نيابة صفد في رمضان سنة خمس وسبعين، ثم نقل إلى نيابة طرابلس آخر السنة، ثم قبض عليه في أول سنة تسع وسبعين وسجن بالكرك، ثم أطلق في ربيع الأول وجعل أتابك الشام، ثم ولي نيابة طرابلس، ويقال إنه ولي نيابة حماة قبل ذلك، ثم نقل إلى نيابة حلب، ثم قبض عليه وسجن بها، ثم أطلق وقدم في رمضان سنة ثمانين بطالاً، ثم ولي نيابة صفد في المحرم سنة إحدى وثمانين، ثم نقل في شعبان منها إلى طرابلس ثم إلى حلب في ربيع الأول، كما تقدم في هذه السنة، وكان صارماً شجاعاً كبير المروءة، مات في جمادى الآخرة بحلب.
يحيى بن يوسف بن محمد بن يحيى المكي، الشاعر، محي الدين، المعروف بالمبشر مدح أمراء مكة وكتب لهم الإنشاء، كان غاية في الذكاء وسرعة الحفظ، فحظ التنبيه في أربعة أشهر، وكان سمع من نجم الدين الطبري وعيسى الحجي وغيرهما، وعاش سبعين سنة.
أبو القاسم بن أحمد بن عبد الصمد اليماني المقرئ، نزيل مكة، تصدى للقراءات وأتقنها، وأقرأ الناس حتى يقال إن الجن كانوا يقرؤون عليه.